أحداث يوم الأربعاء 2/3/2011 م من ثورة 17 فبراير الليبية

أحداث يوم الأربعاء 2/3/2011 م من ثورة 17 فبراير الليبية (معركة البريقة):

مقال تفصيلي :ثورة 17 فبراير

الخطاب الثالث لمعمر القذافي

عدل

في كلمة اليوم أمام احتفال –حضره دبلوماسيون أجانب- أقيم بقاعة مغلقة بالعاصمة طرابلس بمناسبة الذكرى الـ34 لإعلان قيام ما يسمى "سلطة الشعب" عام 1977 م, جدد العقيد معمر القذافي تمسكه بالقتال "حتى آخر رجل" تجاه ما أسماها مؤامرة للسيطرة على النفط الليبي والأرض الليبية نافيا أن يكون لديه منصب كي يستقيل منه واعتبر نفسه مجرد مرجعية ورمز يستأنس به الشعب.

وأشار إلى أن ما أسماها سلطة الشعب المتمثلة بالمؤتمر الشعبي العام واللجان الشعبية يطلبون منه أحيانا التدخل باستخدام ما وصفه بنفوذه الأدبي وشرعيته الثورية لتشجيع الشعب على ممارسة السلطة. كما نفى خروج مظاهرات سلمية ضده في أنحاء ليبيا أو وجود معتقلين سياسيين، وألقى بمسؤولية ما يحدث على ما أسماها خلايا نائمة للقاعدة ودعا لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية.

وحذر القذافي من إراقة الكثير من الدماء إذا حدث تدخل أميركي أو من جانب قوى أجنبية. وأبدى القذافي في نفس الوقت استعداده لمناقشة تغييرات دستورية وقانونية لكن دون أعمال عنف. وتساءل "كيف يصدر مجلس الأمن والأمم المتحدة قرارات بناء على تقارير وكالات أنباء؟"، مشككا بعدد القتلى المعلن عنه، مشيرا إلى أن القتلى في ما بين 150 و 200 نصفهم من رجال الأمن والآخرون من المسلحين "الإرهابيين"، لكن العدد وفق تلك الوكالات وصلت إلى آلاف.

كما قال أيضاً أن انضمام قادة في الجيش ودبلوماسيين في الخارج ناتج عن تهديد هؤلاء من قبل المسلحين بالاعتداء على نسائهم. واعتبر القذافي أن المجموعات المسلحة محاصرة في أماكنها ويمكن القضاء عليها، مستشهدا بما فعله الجيش الإسرائيلي في غزة بقوله أنه يقاتل مسلحين، أو قتل حلف الأطلسي لمائة شخص في أفغانستان بوصفهم مسلحين، معتبرا أن قتل المسلحين مباح إذا قرر قتالهم.[1]

تعيين وزيرين جديدين

عدل

في خطوة أشبه ما تكون برتق ثوب نظام زادته الثقوب اهتراء بعد مسلسل الانشقاقات، قام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بتعيين وزيرين جديدين محل وزيرين استقالا وانضما للثورة الشعبية. فقد أورد التلفزيون الليبي أن القذافي عين مسعود عبد الحافظ بدلا من عبد الفتاح يونس العبيدي وزيرا للأمن العام ومحمد أحمد القمودي محل وزير العدل السابق مصطفى محمد عبد الجليل. كما حل محمد المحجوبي محل عبد الرحمن العبار كنائب عام.[2]

شركات نفط غربية تتصل بثوار ليبيا

عدل

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن شركات نفطية غربية تجري اتصالات مع معارضين ليبيين، لتحصل منهم على ضمانات بشأن سلامة عملياتها هناك، بعد سيطرة الثوار على منشآت نفطية كثيرة شرق البلاد. ونقلت عن مديرين تنفيذيين لبعض تلك الشركات أنهم التقوا شخصيات معارضة بينها رموز قبلية في مناطق تقع فيها مقار لعمليات الشركات المعنية للحصول على ضمانات السلامة للمقار والعاملين فيها. وأشارت فايننشال تايمز إلى أن الثوار الليبيين سيطروا على حقل السرير النفطي –وهو أكبر حقل نفطي في البلاد- وعلى مرافئ لتصدير الخام في بنغازي وطبرق وزويتينة وكلها في الشرق.

وفي حين أن الثوار يسيطرون على حقول ومنشآت في الشرق, فإن نظام القذافي لا يزال يسيطر على منشآت أخرى في وسط وغرب ليبيا، من بينها مرفأ السدر الذي كان يصدر الشهر الماضي 447 ألف برميل يوميا. وكان ثوار ليبيون أعلنوا في وقت سابق أنهم يسيطرون على مصفاة لتكرير الخام في مدينة الزاوية الساحلية التي تقع على بعد خمسين كيلومترا تقريبا إلى الغرب من العاصمة طرابلس.[3]

لائحة بالدول التي جمّدت أرصدة ليبية

عدل

أعلنت دول غربية تجميد أرصدة ليبية بمليارات الدولارات بمقتضى عقوبات جماعية أو فردية على نظام العقيد الليبي معمر القذافي الذي تقول تقارير إنه لا يزال في وسعه التصرف في أموال في الداخل والخارج.

وكان مجلس الأمن قد تبنى بإجماع أعضائه الخمسة عشر يوم 26 فبراير/شباط 2011 القرار 1970 الذي ينص على تجميد أرصدة تسعة أفراد من عائلة القذافي ومسؤولين بارزين في نظامه ومنعهم من السفر, وفرض حظر على تصدير السلاح إلى ليبيا.

وفي ما يلي لائحة بالدول التي استهدفت بالتجميد أرصدة يتحكم فيه القذافي وأعوانه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة:
الولايات المتحدة, بريطانيا, ألمانيا, كندا, سويسرا, إسبانيا, النمسا, إيطاليا, فرنسا.[4]

المجلس الوطني الانتقالي يدعو لضرب المرتزقة

عدل

دعا المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار في ليبيا ويرأسه وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل المجتمع الدولي إلى توجيه ضربات جوية إلى ما سماه قوات المرتزقة التي تعمل إلى جانب قوات القذافي.[5]

اقتحام القنصلية الليبية في الرباط

عدل

اقتحم مواطنون ليبيون قنصلية بلدهم بالعاصمة المغربية الرباط، ورفعوا علم العهد الملكي الذي يرمز للاستقلال، وأحرقوا علم النظام الليبي الحالي. كما قام المقتحمون بإحراق نسخ من الكتاب الأخضر، ورددوا شعارات تندد بجرائم النظام الليبي وتمجد نضال أبناء ليبيا وتهتف بأرواح الشهداء وتطالب بمحاكمة الزعيم الليبي معمر القذافي.[6]

الأحداث الميدانية (معركة البريقة)

عدل

عزز العقيد الليبي معمر القذافي تواجد كتائبه الأمنية في المناطق الغربية من البلاد ولا سيما العاصمة طرابلس على أمل تحصينها من الثوار، واستعد بعضها لمهاجمة المدن الشرقية رغم أن نجله سيف الإسلام القذافي أكد أن الكتائب الأمنية التابعة للنظام لن تشن هجوما على المدن الشرقية، مؤكدا أنه ليس من سياسة النظام في ليبيا إرسال قوات من الغرب لمهاجمة مدن في الشرق.[7]

وفي نفس الوقت تهيأ الثوار في المدن الشرقية "المحررة" لصد أي هجوم محتمل للكتائب الموالية للقذافي. وقد أكد القادة العسكريون للثوار في شرق ليبيا أنهم يسعون لخلق جسم موحد للجيش الذي يتوافد عليه آلاف المتطوعين.[8]

تحركت في الساعات الأولى من فجر اليوم قوات موالية للقذافي للاستيلاء على مدينة البريقة التي تضم ميناء وأكبر مجمع نفطي في البلاد. فحدثت اشتباكات عنيفة بين الثوار والكتائب الأمنية. وكانت القوات الموالية للقذافي التي تتكون من 500 مدرعة عسكرية وحاملات جنود قد دخلت في اشتباكات بالرشاشات والأسلحة الثقيلة. واستمرت المعارك حتى تمكن الثوار بعد ساعات (عند الظهر) من استردادها مجددا.[7]

وبعد أن تمكن الثوار -بعد معركة كر وفر- من استعادة السيطرة على المدينة وقع انفجار على مقربة من مقر الجامعة في البريقة نتيجة قصف جوي.[9] وقال شهود عيان أن آلاف الثوار هبوا من مدينة أجدابيا إلى البريقة لمساعدة الأهالي هناك بالدفاع عن المدينة، ونجحوا في إعادة بسط سيطرتهم على مطار البريقة ومنشآتها النفطية.[10]

أسفرت هذه المعركة عن قتل 15 شخصاً بينهم ستة أشخاص من أبناء المدينة وأصيب 18 آخرين من أبناء المدينة.[11]

تعرضت عدة مواقع في أجدابيا اليوم لقصف جوي استهدف بشكل رئيسي مخازن الأسلحة. يذكر أن سكان أجدابيا نصبوا نقاط تفتيش على مداخل المدينة.[7]

كما قام الثوار (المسلحون بدبابتين ومدافع مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صاروخية)، بالانتشار في المنطقة الواقعة بين البريقة وأجدابيا لصد أي هجوم.[10]

قامت كتائب العقيد معمر القذافي بحملة اعتقالات في طرابلس ضد المناوئين للنظام الذين شاركوا في مظاهرات ضد الحكومة الأسبوع الماضي بعد التعرف عليهم من خلال الصور وتسجيلات الفيديو.

في هذه الأثناء تجمع مساء اليوم الآلاف من أنصار معمر القذافي في الساحة الخضراء بقلب العاصمة الليبية طرابلس رافعين العلم الليبي الأخضر وصورا للزعيم الليبي وهاتفين بحياته، كما رددوا هتافات منددة بأميركا وبريطانيا.[12]

انظر أيضاً

عدل

المصادر

عدل
  1. القذافي يتمسك بالقتال وينفي المظاهرات .. الجزيرة نت, 2/3/2011 م
  2. القذافي يسعى لرتق نظامه .. الجزيرة نت, 2/3/2011 م
  3. شركات نفط غربية تتصل بثوار ليبيا .. الجزيرة نت, 2/3/2011 م
  4. لائحة بدول جمّدت أرصدة ليبية .. الجزيرة نت, 2/3/2011 م
  5. اعتقالات بطرابلس وقتلى بالبريقة .. الجزيرة نت, 3/3/2011 م
  6. اقتحام القنصلية الليبية بالمغرب .. الجزيرة نت, 3/3/2011 م
  7. 7٫0 7٫1 7٫2 قصف لأجدابيا والثوار يستردون البريقة .. الجزيرة نت, 2/3/2011 م
  8. القذافي يحصّن طرابلس والثوار يستعدون .. الجزيرة نت, 2/3/2011 م
  9. قتلى في قصف جوي للبريقة .. الجزيرة نت, 2/3/2011 م
  10. 10٫0 10٫1 مطالب بحظر جوي واعتقالات بطرابلس .. الجزيرة نت, 3/3/2011 م
  11. قصف للبريقة وأجدابيا والثوار يتأهبون .. الجزيرة نت, 3/3/2011 م
  12. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة اعتقالات بطرابلس وايضاء في سياق اخر هدد المتظاهرون في مناطق المعارضه في طرابلس بعدم الاحتفال بعيد السلطه الشعب واحتفلت المناطق المويده للقدافي بهدا العيد وقتلى بالبريقة