أحداث يوم الثلاثاء 10/5/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011
أحداث يوم الثلاثاء 10/5/2011 م من الاحتجاجات السورية 2011 (اقتحام قرى درعا بالدبابات):
دعت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" إلى إحياء يوم الثلاثاء (ثلاثاء النصرة): "نصرةً للمعتقلين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 11 ألف معتقل, نصرةً لدماء الشهداء, نصرةً للأحرار, نصرةً للأمهات اللواتي فقدن أبنائهن, نصرةً لشعب سوريا". وفقا للبيان الصادر عن الموقع الإلكتروني.[1]
وقامت وحدات من الجيش السوري وقوات الأمن بعمليات دهم واعتقال امتدت إلى عدد من المناطق في سوريا، ضمن حملة لملاحقة من شاركوا في الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، في حين نقلت وكالة "رويترز" عن سكان بضاحية المعضمية جنوب غربي دمشق أنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف في المنطقة.
تحدث شهود عيان لوكالة "يونايتد برس" عن قيام وحدات من الجيش بحملة تفتيش ودهم واسعة شملت منطقة معضمية البلد والأحياء المجاورة، مثل الجامع العمري وجامع الروضية وجامع الزيتونة حيث تم اعتقال عشرات الأشخاص. وأضاف الشهود أن قوات الأمن لديها قوائم طويلة لمطلوبين يجري البحث عنهم ممن شاركوا في المظاهرات التي شهدتها البلاد على مدى الأسابيع الماضية، حيث تقوم الوحدات الأمنية على نقاط التفتيش بالتدقيق في البطاقات الشخصية، بينما تقوم نقاط أخرى بفحص أجهزة الهواتف والحواسب المحمولة بشكل دقيق. وأكد الشهود أن عمليات التفتيش والدهم في بعض الأحياء شهدت إطلاق نار دون التأكد من وجود قتلى وجرحى، علما بأن وحدات الجيش والأمن دخلت المعضمية -التي تعد نحو 50 ألف نسمة- صباح أمس من عدة محاور، وسط إطلاق نار كثيف وانتشار لسحب الدخان في عدة مناطق بالبلدة. كما تم قطع الاتصالات الهاتفية عن المنطقة إضافة إلى قطع الكهرباء عن بعض الأنحاء وأغلقت المدارس والمحال التجارية، في ظل انعدام تام للحركة عدا سيارات الجيش التي تسير مسرعة في شوارع المدينة الخالية.[2]
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات السورية أفرجت الثلاثاء عن 300 شخص كانت ألقت القبض عليهم في بانياس منذ أن دخلت الدبابات مناطق سكنية في المدينة الساحلية الأسبوع الماضي. وأضافت الجماعة الحقوقية أن المياه والاتصالات والكهرباء أعيدت إلى المدينة لكن الدبابات ما زالت منتشرة في الشوارع الرئيسية. وقال المرصد السوري إن 200 شخص آخرين من بينهم قادة للاحتجاجات في بانياس ما زلوا في السجن.[3]
اقتحام قرى درعا (إنخل, داعل, جاسم, الصنمين, نوى, نمر, الحارّة)-(8 قتلى)
عدلذكر ناشط حقوقي رفض الكشف عن اسمه لوكالة أسوشيتد برس أن قوات مدعومة بدبابات دخلت فجر اليوم إلى قرى وبلدات بالقرب من مدينة درعا. وأكد سماع أصوات إطلاق نار كثيف لدى دخول القوات إلى إنخل وداعل وجاسم والصنمين ونوى.[3] علماً أنه خرجت اليوم مظاهرة حاشدة في مدينة جاسم تحديا للحصار المفروض على المدن السورية وهتف آلاف المتظاهرين: "الشعب يريد إسقاط النظام". وعند مساء اليوم قامت قوات الجيش والأمن بقطع الكهرباء ثم اقتحمت بالدبابات كلا من إنخل وداعل وجاسم والصنمين ونمر والحارة وقامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وعلى المنازل. مما أدى إلى سقوط 3 قتلى بجاسم ونحو 20 جريحاً, بالإضافة إلى قتيلين في إنخل وقتيلين في الحارّة وقتيل في نمر وعشرات الجرحى. كما تمركز القناصة على مفارق الشوارع الرئيسة وانتشرت الدبابات في الشوارع مع قطع الكهرباء والاتصالات. وعلى الرغم من توغل الجيش خرج الأهالي في جاسم بمظاهرة ليلية تحديا للقمع وهتفوا: "الله أكبر الله أكبر".
أفادت تقارير واردة من سوريا بأن أرتالا من الدبابات تتقدم باتجاه مدينة حماة التي شهدت عددا من الاحتجاجات المناوئة للحكومة في الأسابيع القليلة الماضية. علماً أن حماة تم مسحها تقريبا عام 1982 وقتل فيها عشرات الآلاف بعد انتفاضة قام بها الإخوان المسلمون. وجرت في المدينة احتجاجات في الأسابيع الأخيرة وهناك مخاوف من أن يتم التعرض لحملة إخماد كالتي تعرضت لها حمص وبانياس ودرعا.[4]
اعتقالات واسعة
عدلاستمر الجيش السوري في فرض سيطرته على مدينة بانياس، في حين تستمر حملة الاعتقالات الواسعة في عدة مدن، وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "الجيش يسيطر بالكامل على كامل أنحاء بانياس، حيث تستمر حملة اعتقالات واسعة في هذه المدينة والقرى المجاورة لها كالبيضا والمرقب". وتحدث المرصد -ومقره لندن- عن اعتقال نحو 450 شخصا في بانياس وحدها خلال الأيام الثلاثة الماضية، كما تحدث عن اعتقالات في منطقة السلمية وسط سوريا وكذلك في اللاذقية وريف دمشق وإدلب.[2] وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان عمار القربي إن منظمته لديها أسماء 757 شخصا قتلوا في الأحداث الجارية في سوريا، وأضاف أن السلطات السورية اعتقلت آلاف الأشخاص منذ بداية الاحتجاجات، إضافة إلى 9 آلاف موجودين أصلا في المعتقلات. وأشار القربي إلى أن المعتقلين في بعض المناطق نقلوا إلى المدارس وملاعب كرة القدم والمباني الحكومية في ظروف احتجاز غير معروفة، بسبب امتلاء السجون.[3]
تعذيب المعتقلين
عدلقالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن نشطاء سوريين يُستهدفون بالتعذيب لإجبارهم على كشف كلمات المرور الخاصة بهم إلى موقع فيسبوك الذي يعرض أفلاما وصورا لما وصفتها بالانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى تناقص الصور الخاصة بالأوضاع في سوريا والتي كانت تعرض على فيسبوك في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن ذلك يرجع إلى اعتقال السلطات لعدد من الناشطين.[2]
المظاهرات
عدل- حمص: رغم الحصار المفروض على المدينة خرجت مظاهرة حاشدة مناهضة للنظام بحي الغوطة وحي القصور هتف خلالها المتظاهرون: "الشعب يريد إسقاط النظام", "علّي الطير علّي الطير باي باي يابشار تصبح على خير".
- الشيخ مسكين: في مدينة الشيخ مسكين القريبة من درعا خرج المئات في مظاهرة تدعو لإسقاط النظام وهتف خلالها المتظاهرون: "لا إله إلا الله والأسد عدو الله".
- كفرنبل: في مدينة كفرنبل بمحافظة إدلب خرج المئات بمظاهرة ليلية تطالب بإسقاط النظام وهتف المتظاهرون: "الشعب يريد إسقاط النظام".
- تلبيسة: خرجت مظاهرة ليلية في تلبيسة القريبة من حمص المحاصرة حمل خلالها المتظاهرون الشموع وهتفوا: "الشعب يريد إسقاط النظام", "لا إله إلا الله والأسد عدو الله".
- معرة النعمان: كما خرج الآلاف من أهالي المعرة في مظاهرة حاشدة نصرة للمدن السورية المحاصرة رددوا خلالها هتافات مناهضة للنظام ولبشار الأسد.
- القامشلي: خرج الآلاف من أهالي القامشلي في مظاهرة ليلية صامتة حملوا خلالها الشموع وصور الشيخ معشوق الخزنوي ( الذي يصادف اليوم ذكرى اغتياله عام 2005 م).
مظاهرات عالمية
عدلأردوغان يحذر من مرحلة المجازر
عدلحذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من مرحلة قال إنها بدأت الآن في سوريا على غرار ما جرى من قبل في حلبجة العراقية وحماة وحمص السوريتين. وقال أردوغان في حديث للقناة السابعة الإخبارية التركية إن من الخطأ أن يطلق نظام حكم الرصاص على الشعب، وأضاف أن عدد القتلى في سوريا قد تجاوز 1000 شخص. وأضاف أنه لا يريد أن يرى تكرار مجزرة حماة سنة 1982، أو قتل الأكراد العراقيين بالغاز في حلبجة عام 1988 عندما لقي 5000 شخص حتفهم.[5]
الولايات المتحدة تتهم سوريا بالكذب
عدلاتهمت وزارة الخارجية الأميركية اليوم النظام السوري "بالكذب" حيال خطط الإصلاح المعلنة، مشيرة إلى أنها تعزز بذلك إصرار المحتجين على مواقفهم. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر "إن من الواضح أن الأحداث التي جرت في الأسابيع الماضية تؤكد أن قمع السلطات السورية في مدن مثل درعا وبانياس يؤدي ببساطة إلى المزيد من العنف"، واستطرد "وهو يقوي من عزيمة الشعب السوري في تحقيق مطالبه". وأضاف تونر "ليس هناك مفر من المساءلة في نهاية المطاف عن هذه الأعمال".[5]
سوريا تلغي ترشحها لمجلس حقوق الإنسان
عدلقال دبلوماسيون في هيئة الأمم المتحدة إن سوريا تخلت -تحت ضغط من دول أعضاء في المنظمة الدولية- عن خططها للترشح لنيل مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم، وسمحت للكويت بأن تترشح بدلا عنها خلال تصويت يجري الاسبوع المقبل. علماً أن الحملة للحيلولة دون حصول سوريا على العضوية قد اشتدت بعد قمعها العنيف للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في البلاد, وتعرضت دمشق لضغوط غربية وعربية وآسيوية للانسحاب. وأبلغ دبلوماسيون في الهيئة وكالة رويترز -مشترطين عدم نشر أسمائهم- أن الكويت أكدت لمسؤولين غربيين أنها ستدخل السباق على أحد مقاعد آسيا في مجلس حقوق الإنسان الذي يضم 47 دولة. وأضافوا أن سوريا تعتزم مبادلة الترشح مع الكويت التي كان من المنتظر أن تترشح لعضوية المجلس عام 2013 من بين أربعة مقاعد متاحة للدول الآسيوية، والمرشحون الآخرون عن آسيا هذا العام هم الهند وإندونيسيا والفلبين.[6] يذكر أن مجلس حقوق الإنسان هو المنظمة الرئيسة في الأمم المتحدة المنوط بها مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في العالم، ولكن يقول منتقدوها إن بعض أعضائها يستخدمون نفوذهم لمنع الرقابة على دولهم وحلفائهم. ولا يجري انتخاب الأعضاء بناء على سجل حقوق الإنسان في بلادهم، بل وفقا لتحالفاتهم مع بقية الأعضاء داخل المجلس والدعم الذين يحصلون عليه من حلفائهم. ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن المئات قتلوا في سوريا منذ بداية الاحتجاجات. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان إن لديها دليلا موثقا بمقتل 750 شخصا على الأقل في أعمال العنف في سوريا حتى الآن. وقالت المنظمة إن لديها قائمة بأسماء وملابسات قتل كل ضحية.[7]
رامي مخلوف يهدد بالقتال ويعترف أن النظام يضمن استقرار إسرائيل
عدلقال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وحليفه الذي شملته العقوبات الأوروبية والأميركية الأخيرة، إنه لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرارفي سوريا"، مؤكدا أن النظام في بلاده قرر مواجهة الاحتجاجات "حتى النهاية"، محذراً من زيادة الضغوط على الأسد. وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قال مخلوف (41 عاماً) "إذا لم يكن هناك استقرار هنا في سوريا فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. ولا توجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام". وقالت نيويورك تايمز إن مخلوف الذي أجريت معه المقابلة أمس الاثنين ودامت ثلاث ساعات، رجل أعمال ثري جداً برز خلال الشهرين الأخيرين من المظاهرات كعنصر مثير للغضب الشعبي لما يمثله من دليل على الامتيازات التي تمنحها السلطة الحاكمة في سوريا لحلفائها. وأشارت الصحيفة إلى أن اسم مخلوف ذكر في هتافات المتظاهرين، وأن مكاتب شركته سيرياتل -أكبر شركة اتصالات خلوية في سوريا- أحرقت في مدينة درعا. واعتبرت أن كلام مخلوف هذا يلقي الضوء على التكتيكات التي تتبناها النخبة الحاكمة التي استغلت تقلبات المنطقة من أجل الحفاظ على هدفها الأساسي وهو استمرارها. كما اعتبرت أن تحذيرات مخلوف من عدم الاستقرار والصراع الطائفي في سوريا على غرار ما حصل في العراق، بدا كصرخة من النظام لحشد الدعم أثناء تعامله مع مستوى من المعارضة يعترف مسؤولوه بأنه أخذهم على حين غرة.[8]
منظمة العفو الدولية تطلب إرسال وفد
عدلقالت منظمة العفو الدولية إن النظام السوري قتل 48 شخصا في الأيام الأربعة الأخيرة، حيث أوضح فيليب لوثر نائب مدير المنظمة للشرق الأوسط أن معلومات موثقة بهذا الشأن تم الحصول عليها من نشطاء وسكان بعدة مدن سورية. وأشار لوثر إلى أن المنظمة خاطبت السلطات السورية بهذا الشأن لكنها لم تتلق أي إجابات، فضلا عن تجاهل دمشق الرد على طلب المنظمة إرسال وفد إلى سوريا للوقوف على الأوضاع هناك. وكانت السلطات السورية قد منعت بعثة تابعة للأمم المتحدة من زيارة مدينة درعا رغم سابق تقديمها موافقة على ذلك.[2]
تحركات دولية لإدانة سوريا
عدلأطلقت دول غربية محاولة جديدة لحمل مجلس الأمن الدولي على إدانة سوريا "بسبب قمعها للمتظاهرين المعارضين" كما أفاد دبلوماسيون. وأثارت بريطانيا خلال اجتماع لمجلس الأمن رفض سوريا السماح لبعثة تقييم انسانية بالدخول إلى مدينة درعا التي انطلقت منها تظاهرات الاحتجاج. وتتقدم بريطانيا جهود استصدار قرار "يحذر سوريا من قمع المتظاهرين" كما قال دبلوماسيون.[4]
على الأسد أن يرحل
عدلانتقد الكاتب سيمون تيسدال التبريرات التي تُقدم لتفسير سبب استمرار بريطانيا وغيرها من الدول الغربية والعربية في اعتبار الرئيس بشار الأسد رئيسا شرعيا لسوريا. وقال تيسدال في مقال نشره بصحيفة غارديان إن هذه التبريرات مجرد كلام أجوف، يبدأ من الإفلاس الأخلاقي إلى المصالح الذاتية المكشوفة، وفاقت في سوئها بكثير ضحايا الأسد الذين وصلوا إلى ثمانمائة قتيل، بالإضافة إلى عشرات آلاف المعتقلين الذين عذبوا وأرهبوا. ومن الواضح أن هذا التقليد الأعمى لسياسة صدام حسين لم يعد قابلا للاستمرار، كما يحذر محللون متخصصون في المنطقة. وقال تيسدال إن النظام السوري يبالغ في القمع، متبعا قول العقيد الليبي معمر القذافي في مطاردة خصومه "زنقة زنقة، بيت بيت، غرفة غرفة"، فيرسل قوات مدعومة بالدبابات على البلدات المستهدفة ليلا، تحطم الأبواب وتعتقل أي شخص يشتبه في معاداته للنظام، وتقتل من يقاوم الاعتقال، أما المعتقلون فيختفون ببساطة. وقال تيسدال إن هذه التكتيكات المرعبة، المدعومة بتدريب إيراني، قد طبقت في مدينة حمص -ثالثة المدن السورية- في عطلة نهاية الأسبوع، حيث توغل الجيش في ثلاث مناطق سكنية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "مناطق كانت تحت الحصار الشامل، وهناك تعتيم كامل على أعداد القتلى والجرحى. وجرى قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية والكهرباء. كما حدث الشيء نفسه في بلدة طفس الجنوبية، حيث لجأ محتجون من درعا، مهد انتفاضة مارس/آذار. وأوضح الكاتب أن كثيرا من المدن السورية حوصرت واحدة تلو الأخرى، وتعرضت لاعتداءات فاضحة وانتهاكات لحقوق الإنسان. وبعد قرابة شهرين من أعمال العنف المتصاعدة، فإن وعود الأسد غرقت في بحر من الدموع وهو لن يتراجع حتى يتم قمع المتظاهرين بشكل شامل. ومن الواضح أيضا أنه فقد كليا الشرعية السياسية التي يدعيها الآن. وباستثناء الحكومات الغربية والدول المجاورة التي حتى الآن ترفض أن ترى الأمر بهذه الطريقة. فقد شددت الإدارة الأميركية عقوباتها لكنها ترفض دعوة الأسد إلى الاستقالة، على عكس ما فعلته مع حسني مبارك (الذي كان رده على الانتفاضة في مصر غاية في التحفظ) أو مع القذافي في ليبيا. كما أن جامعة الدول العربية والدول المجاورة مثل تركيا تدخلت بشكل لطيف ونظرت بطريقة مختلفة، فخلافا لليبيا تُعد سوريا قريبة جدا من الحكام العرب غير المنتخبين الذين يخشون من أن يكون سقوط الأسد نذيرا بسقوطهم. وانتقد الكاتب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي لخص وجهة النظر السائدة في مقابلة مع بي بي سي مؤخرا، عندما قال "يمكنك أن تتخيله كمصلح، فإحدى الصعوبات في سوريا هي أن سلطة الرئيس الأسد تعتمد على مجموعة واسعة من الناس، في عائلته وغيرها من أعضاء حكومته، وأنا لست متأكدا من مدى حريته وهو يسعى لتنفيذ جدول إصلاحاته". فقال إن هذا التقدير السخي لبشار الأسد، مهندس "ربيع دمشق" قبل عشر سنوات بإصلاحات اقتصادية محدودة، أُحبطت بقسوة من قبل "الحرس القديم"، هو اليوم يواجه المتظاهرين بعناد رغم ارتفاع أكوام الجثث. كما انتقد الكاتب أيضا تحليلات تبدو وكأنها أعذار للتقاعس عن الخمول الدولي، مستشهدا بقول أندرو تابلر من معهد سياسة الشرق الأدنى لصحيفة واشنطن بوست "لقد سمعنا أن الحرس القديم كان يشده إلى الوراء، لكننا لم نعرف من هؤلاء الحرس" مشيرا بإصبع الاتهام مباشرة إلى الأسد. كما أن كاتب العمود بالصحيفة ذاتها، جاكسون ديل، له الرأي ذاته، حيث قال "كثيرا ما يقال إن كارثة العنف والفوضى والتطرف ستحاصر سوريا إذا سقط الأسد". ولكن أين هو دليل ذلك؟ فحتى الآن، لم يكن هناك أي صراع طائفي، لا انتحاريو القاعدة، ولا انقسام على غرار العراق. وكان المتظاهرون يرفعون شعار الله، الحرية، سوريا، وهو شعار يدل على الوحدة الوطنية وليس الانقسام. وأكد الكاتب أن التغيير الفوري للنظام ليس احتمالا. ولكن الانتفاضة يمكن أن تؤدي إلى إجراء تغيير في قيادة النظام (كما في مصر)، فالأسد أهدر فرصته لأنه ذهب أبعد مما ينبغي. وينبغي على بريطانيا وحلفائها قطع العلاقات معه والمطالبة بتنحيه، لأنه يجب أن يذهب.[9]
بثينة شعبان: انتهت مرحلة الخطر
عدلقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز إن "اللحظة الأكثر خطورة قد تم تجاوزها". وتابعت "أعتقد أننا نعيش بداية نهاية هذه القصة"، وزادت "لا يمكن أن نتسامح مع التمرد المسلح". ورأت بثينة شعبان أن ما حدث في سوريا يمكن اعتباره فرصة يجب انتهازها للتقدم في عدة مجالات وخصوصا في المجال السياسي.[10] ونقلت الصحيفة عن شعبان قولها إنه طلب منها إجراء محادثات مع بعض النشطاء وقد التقت في الاسبوع الماضي مع عدة شخصيات معارضة مخضرمة ووعدتها بصحافة حرة وأحزاب سياسية وقانون للانتخابات. وقالت "سنوسع الحوار خلال الأسبوع المقبل أو نحو ذلك." ولكنها رفضت المحتجين بوصفهم "مزيجا من الأصوليين والمتطرفين والمهربين والمدانين السابقين والذين يتم استغلالهم لاثارة اضطرابات." ورداً على عقوبات الاتحاد الأوروبي قالت شعبان إن "هذا سلاح استخدم ضدنا مرات كثيرة، فور عودة الأمن يمكن ترتيب كل شيء. لن نعيش في هذه الأزمة إلى الأبد".[11] وأشار صحفي نيويورك تايمز الذي أجرى المقابلة إلى أنه لم يحصل على إذن بالبقاء في سوريا لأكثر من ساعات فقط، لإجراء المقابلة.[10]
العقوبات الأوروبية ومنع شحنة أسلحة
عدلبدأ اليوم رسميا تطبيق قرار العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النظام السوري على خلفية اتهامه بمواصلة قمع المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ مارس/آذار الماضي. وتشمل العقوبات حظرا على الأسلحة ومنع 13 مسؤولاً على رأسهم ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري من دخول دول الاتحاد وتجميد أصولهم. وبموجب القرار -الذي نشر في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي- يحظر على الدول الأعضاء في الاتحاد أن تبيع سوريا أسلحة أو أن تزودها بها وتصدرها لها، بالإضافة إلى المواد التي يمكن أن تستخدم في القمع الداخلي. وشملت العقوبات 13 شخصية سورية، رأى الاتحاد أنها على صلة بالعنف ضد المتظاهرين، ومن هذه الشخصيات ماهر الأسد -قائد اللواء المدرع الرابع- الذي اعتبره الاتحاد المشرف الأول على العنف ضد المتظاهرين. كما شملت العقوبات أيضاً مدير الاستخبارات السورية علي مملوك، ووزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار، والرئيس السابق للأمن السياسي في درعا عاطف نجيب، ورئيس قسم دمشق بالفرع الداخلي لأمن الدولة حافظ مخلوف، ورئيس الأمن السياسي محمد ديب زيتون. كما تشمل العقوبات أيضاً رئيس الأمن السياسي في بانياس أمجد العباس ورجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خالة الرئيس بشار الأسد، ورئيس الاستخبارات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ورئيس الاستخبارات في سلاح الجو جميل حسن، ورئيس استخبارات ريف دمشق رستم غزالة. كما شملت قريبَي الرئيس السوري فواز ومنذر الأسد لارتباطهما بما وصفه الاتحاد الأوروبي بمليشيا الشبيحة، التي يتهمها المحتجون بمهاجمتهم. وأفادت تقارير بأن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى سيلتقون في وقت لاحق اليوم لمناقشة احتمال إضافة اسم الرئيس بشار الأسد إلى اللائحة في حال استمرار أعمال العنف ضد المتظاهرين. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت أيضاً عقوبات على النظام السوري استثنت منها الرئيس الأسد. يذكر أن الاتحاد الأوروبي منع وصول شحنة أسلحة إلى سوريا بعد تطبيق العقوبات.[12]
قلق أممي بشأن درعا
عدلعبرت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن رفض السلطات السورية حتى الآن السماح بوصول وكالات الإغاثة الإنسانية إلى درعا ومدن محاصرة أخرى، داعية إلى تحديد موعد فوري لدخول البعثة الإنسانية. وقالت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري أموس إنها قلقة بخصوص عدم القدرة على الوصول إلى اللاذقية وجبلة وبانياس ودوما، فضلا عن مدينة درعا التي تشهد حصارا شديدا منذ أسابيع. وأضافت أموس في بيان أنه "برغم الطلبات المتكررة المقدمة للسلطات السورية للسماح بالوصول، ومن بينها طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، لم تتمكن البعثة المقترحة إلى درعا يوم الأحد الثامن من مايو/أيار من الانطلاق". وذكرت أن الهدف الأساسي للبعثة هو تقييم الوضع بشكل مستقل ووضع خطة للاستجابة إذا لزم الأمر. وتابعت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن "ما يبعث على القلق بشكل خاص هو توارد أنباء تؤكد أن كثيرا من الجرحى لا يطلبون العلاج في المستشفيات خوفا من التعرض للانتقام". وقالت مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام في القاهرة خولة مطر في مقابلة مع الجزيرة إن الوضع في سوريا بحاجة أيضا إلى بعثة لتقصي الحقائق المرتبطة بالانتهاكات.[5] وكانت المنظمة الدولية قد أعلنت أن الرئيس بشار الأسد وافق على طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالسماح بدخول بعثة إنسانية إلى درعا.[13]
الأونروا قلقة على اللاجئين بدرعا
عدلقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا أدت إلى تقليص خدمات اللاجئين، معربة عن قلقها على أوضاعهم في مدينة درعا التي يوجد فيها ثلاثون ألف لاجئ فلسطيني. وقال بيان صادر عن الناطق باسم الأونروا في القدس سامي مشعشع حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، إن الأحداث الجارية في سوريا تسببت في تعليق الوكالة لعدد من خدماتها أو التقليل منها في بعض مناطق البلاد. وأضافت الوكالة أنه لا يتوفر لديها سوى معلومات قليلة عن ظروف موظفيها اللاجئين في درعا بسبب انقطاع شبكة الاتصالات العادية منذ أسبوعين. وأشار البيان إلى أن الوكالة تقوم بتشغيل وإدارة 11 مدرسة وعيادتين صحيتين ومركزين لخدمة المجتمع المحلي ومركز واحد للشباب في درعا، وأعربت عن قلقها بشأن استمرار تقديم الخدمات لقرابة 30 ألف لاجئ فلسطيني في درعا والمناطق المحيطة بها. وتابع "وتشعر الأونروا بقلق أكبر حيال ما يزيد عن 120 مريضا في درعا والمناطق المحيطة بها ممن يعتمدون على الأونروا للحصول على جرعة الأنسولين التي تعتمد حياتهم عليها". وقال بيان الوكالة الدولية إنها حاولت إرسال مساعدات طبية عاجلة إلى درعا، "إلا أن ذلك لم يكن ممكنا حتى هذه اللحظة". ولفت إلى أنها أعربت عن قلقها للحكومة السورية "التي لطالما تمتعت معها بعلاقة تعاونية، وتأمل الوكالة أن يتم استئناف عملياتها الاعتيادية في وقت قريب". وبحسب الأونروا فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سوريا يصل إلى نحو 472 ألف لاجئ، وتقوم الوكالة بتشغيل وإدارة 118 مدرسة تعمل على تدريس 66 ألف طالب وطالبة. كما تقوم الوكالة بإدارة مركز تدريب مهني في دمشق و23 عيادة صحية و6 مراكز تأهيل مجتمعي، إضافة إلى 15 مركزا لبرامج المرأة. يشار إلى أن الأونروا تعمل على تقديم خدمات التعليم والصحة والتأهيل لنحو 4.7 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في مناطق عملياتها الخمس وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.[14]
انظر أيضاً
عدلالمصادر
عدل- ↑ سورية: حملات اعتقال في بانياس و"الأسد مصر على الإصلاح" .. بي بي سي, 9/5/2011 م
- ↑ 2٫0 2٫1 2٫2 2٫3 مداهمات بالمعضمية واعتقالات بمدن سورية .. الجزيرة نت, 10/5/2011 م
- ↑ 3٫0 3٫1 3٫2 عمليات عسكرية وإطلاق معتقلين بسوريا .. الجزيرة نت, 10/5/2011 م
- ↑ 4٫0 4٫1 تحركات دولية لإدانة سورية ودبابات "تتجه نحو حماة" .. بي بي سي, 11/5/2011 م
- ↑ 5٫0 5٫1 5٫2 أردوغان يحذر من مجازر في سوريا .. الجزيرة نت, 11/5/2011 م
- ↑ سوريا تلغي ترشحها لـ"حقوق الإنسان" .. الجزيرة نت, 11/5/2011 م
- ↑ سورية تنسحب من المنافسة على عضوية مجلس حقوق الإنسان .. بي بي سي, 11/5/2011 م
- ↑ مخلوف: استقرار إسرائيل مرتبط بسوريا .. الجزيرة نت, 10/5/2011 م
- ↑ غارديان: على الأسد أن يذهب .. الجزيرة نت, 10/5/2011 م
- ↑ 10٫0 10٫1 بثينة شعبان: انتهت مرحلة الخطر .. الجزيرة نت, 10/5/2011 م
- ↑ عقوبات أوروبية ضد مسؤولين سوريين وشعبان تعتبر الاحتجاجات في نهايتها .. بي بي سي, 10/5/2011 م
- ↑ بدء تنفيذ العقوبات ضد نظام الأسد .. الجزيرة نت, 10/5/2011 م
- ↑ سورية: قلق أممي بشأن درعا وتقارير عن اعتقالات في بانياس .. بي بي سي, 10/5/2011 م
- ↑ الأونروا: قلقون على اللاجئين بدرعا .. الجزيرة نت, 10/5/2011 م