ويكي الأخبار:أفريقيا قلقة إزاء التصريحات الأخيرة لترامب وجدل حول سياسته الخارجية

الأربعاء 27 ديسمبر 2017


أخبار ذات علاقة

السياسة على ويكي الأخبار
بوابة السياسة على ويكي الأخبار

قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك. المصدر: Patrick Gruban من مجلس الأمن
قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك.
المصدر: Patrick Gruban من مجلس الأمن


قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ابتداء من اليوم. وقد أثار هذا القرار المثير للجدل ردود أفعال مجموعة من الدول التي عبرت عن قلقها حيال انعكاسات تصريح مماثل وبأن القارة الإفريقية ليست بمنأى عن تبعاته. وقد رد الاتحاد الإفريقي ببيان يتساءل فيه عن مدى صواب قرار واشنطن ويأكد من خلاله على تضامن الدول الإفريقية مع الشعب الفلسطيني. من جانبها، استغلت كل من مصر والسنغال حضورهما بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتعبير عن قلقهما من تبعات هذا القرار. وقد نظمت مسيرات تضامنية مع فلسطين بكل من مصر وتونس والمغرب. ونقلاً عن كريم بن سعيد، محرر بيومية لابريس بتونس العاصمة، فقد شهدت كل المدن التونسية مجموعة من المظاهرات:

«لقد منح ترامب الشعوب العربية والمسلمة الآن فرصة تشكيل وعيها من جديد حيال تبعات هذا القرار. بمثل هذه التدابير يكون رئيس الولايات المتحدة قد روج بشكل غير مباشر لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأجج بالمقابل مشاعر الغضب لدى الشعوب العربية. وتعد المسيرات العفوية التي قادها  مجموعة من الطلبة والتلاميذ يوم أمس بالشارع الرئيسي لتونس العاصة، شارع الحبيب بورقيبة، خير دليل على ذلك. وللإشارة فقد عرفت مجموعة من الولايات التونسية هي الأخرى مظاهرات منددة بقرار ترامب وإدارته. وفي كل المدن سجل حضور مكثف  للشباب مقارنة بالكهول. نفس المشاهد تكررت بكل من سيدي بوزيد، توزر، قبلي، قفصة وفي مناطق أخرى بتونس. وقد شهدت جميع المظاهرات رفع العلم الفلسطيني، ضيف الشرف.»

وفي موريتانيا، عبر مدير نشر يومية لوغينوفاتور، ديا الشيخ تياديان، عن صعوبة فهم مثل هذا القرار:

«هو تصرف بعيد عن الدبلوماسية، لرجل له رؤية وسياسة مغلوطتين بسبب جهله الكبير بالعالم الخارجي. جهل يجعله ينفخ في جمر أقدم نزاع بالشرق الأوسط.»

وفي أفريقيا جنوب الصحراء، سيطرت حالة الاستغراب على المشهد. وتساءل العديد من الملاحظين عن شرعية هذا القرار وعن تداعياته على استقرار الشرق الأوسط. هوغ ريشار ساما، محرر افتتاحيات اليومية البوركينابية لوبسيرفاتور تساءل عن مدى صواب هذا التصريح:

«باسم السلام، يجب على ترامب المغادرة قبل أن يرتكب حماقات أخرى أكثر كارثية. على ما يبدو يسيطر نوع من الجنون وانعدام المسؤولية على الرئيس التنفيدي للولايات المتحدة. إننا نتساءل في بعض الأحيان إن كان يستوعب الرهانات العالمية. وحتى وإن وقفت أمريكا دائما إلى جانب مصونتها إسرائيل، فالأمر كان يتم بنوع من الذكاء وبشيء من الدبلوماسية. أما الآن فنحن أمام سبعيني بشعر أشقر مؤكسد، لا نعلم من أي كوكب جاء ليقفز بمظلته من برج ترامب الذي لم يكن عليه مغادرته أبداً. لقد أقدم على تكسير المسكوت عنه، وأنهى الاتفاق الذي، على الرغم من كل ما يمكن أن يعيبه، كان يستحق الوجود.»

وتعتبر السينغال من بين الدول التي خرجت بموقف رسمي إزاء تصريح ترامب. وقد عرفت تاريخياً بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية. وقد عبر إئتلاف تضامن السينغال-فلسطين الذي تم إنشاؤه منذ عقود عن تفضيله لحل الدولتين بالمنطقة. مادييي مبودج، منسق هذا الائتلاف، أدان بشدة قرار الرئيس ترامب.

«إذا ما تركنا دونالد ترامب ينتهك الاتفاقيات الدولية التي تندد بالاستعمار الإسرائيلي، بما فيها احتلال القدس، سيكون الأمر بمثابة انتهاك صادم لحقوق الشعب الفلسطيني وتحريضاً صريحاً على الحرب.»

وأخيراً من كينيا، فقد حاول أستاذ العلوم السياسية الدكتور موندا تحديد أسباب وعواقب هذا الخيار:

«يشكل هذا القرار اصطفافاً صريحاً إلى جانب عناصرالائتلاف المحافظ الذي يقوده الليكود الإسرائيلي. السيد ترامب يبحث بدون شك عن تعزيز قاعدته الانتخابية وتوسيع دائرة حلفائه داخل المجتمع اليهودي الأمريكي بأمريكا مع حلول الانتخابات الرئاسية 2020. لكن من المحتمل جدا أن تنقلب هذه المبادرة ضده لما تشكله من تغيير مفاجئ في المواقف تجاه القضايا الراهنة. هو أمر يضع حلفاء أمريكا ككينيا مثلاً في وضع هش. لقد تمنيت أن يستحضر ترامب أفكار رئيس أمريكي آخر هو توماس جيفرسون في ما يخص السياسة الخارجية والتي يمكن إيجازها في هذه المقولة: “إن إرساء روح العدالة والتوافق الودي هو من واجباتنا وفي صالحنا وعلينا دعمه مع كل الدول”.»


مصادر عدل