أوسكار نيماير: مائة عام من عمارة الجرأة
السبت 15 ديسمبر 2007
أتم المعماري الأشهر في البرازيل أوسكار نيماير عامه المائة اليوم – لا يزال نشيط جداً، نير وصافي الفكر، يعمل ومرتبط بعدة مشاريع. إنه الرجل الذي صمم عاصمة البلاد، برازيليا، التي تعتبر تحفته الرائعة وعمله الفني المميز. بالإضافة إلى منحه عدة جواهر معمارية خالدة للعالم أجمع، مثل المقر الرئيسي لمبنى الأمم المتحدة في نيويورك، متحف الفن الحديث في كاراكاس، والمقر الرئيسي للحزب الشيوعي الفرنسي.
لا يزال الناجي الأخير من مؤسسي عمارة الحداثة مليء بالأفكار التصميمية التي أصبحت أفكار ومفاهيم أكثر جرأة. من بين مشاريعه القادمة، مبنى جديد للفنون للمدينة الإسبانية أفيليس. كشف في لقاء معه أنه برغم الانتهاء من هذا المشروع عام 2010، إلا أنه يعد واحد من التصاميم المفضلة لديه.
تمنى المدونون البرازيليون ومن مختلف أنحاء العالم له عيد ميلاد سعيد، ناشرين صوراً لأعماله ومعلقين على قوته، أفكاره ومشاريعه. نبدأ مع فيرناندو أسد [بالبرتغالية] الذي يوضح لماذا يعد نيماير عبقرياً:
«النص الأصلي:As obras de Niemeyer são formadas por traços limpos e dinâmicos, e por isso evocam a modernidade. O dinamismo, a simplicidade e a clareza das obras valorizam o Ser Humano, pois são indicativos, porque o Humano só consegue o sucesso em seu labor quando se compromete com o dinamismo, a simplicidade para a otimização e a clareza de seus atos. Sem contar a beleza das obras, ricas em curvaturas insinuantes. (Que os engenheiros continuem quebrando suas cabeças para colocarem as obras de Niemeyer de pé).»
تتشكل أعمال نيماير من خطوط سلسله واضحة وحيوية ديناميكية، تنبض بالحداثة. تنمي ديناميكية، وبساطة ووضوح أعماله الإنسان والبشر، لأنها تشير إلى حقيقة نجاح البشر في أعمالهم فقط إذا التزموا بالديناميكية والبساطة لتحسين وتوضيح أفعالهم. بدون حتى الأخذ في الاعتبار جمال الأعمال، غناها بالمنحنيات السارة التي تبعث السرور في النفس. (أتمنى أن يستمر المهندسون في التوصل إلى حلول لضمان تنفيذ أعمال نيماير).
تضيف فاليريا بوروريما [بالبرتغالية] أن الإضاءة التي أضفاها على الخرسانة من خلال منحنياته الجريئة قد تكون:
«النص الأصلي:Uma tentativa de brincar com a sisudez tão presente na arquitetura, que passou a gozar de uma plasticidade impensável até Niemeyer.»
محاولة للعب بالجدية المتواجدة كثيراً في العمارة، التي تتمتع الآن بليونة غير عادية بفضل نيماير.
تم نفي نيماير إلى باريس خلال الدكتاتورية العسكرية، بعد أن تم تدمير مكتبه ومقرات الدوريات والمجلات التي أعتاد أن يساهم فيها. عندما يأتي الأمر إلى رؤياه السياسية، يلحظ بيدرو نيليتو [بالبرتغالية] أن نيماير لم يتغير كثيراً منذ كان شاباً:
«النص الأصلي:Oscar Niemeyer, foi amigo de Luiz Carlos Prestes(Cavaleiro da Esperança) político e militante do PCB, perseguido por todas as ditaduras que se estabeleceram em nosso país. Oscar é o que nós chamamos de “Velho Comunista”, mesmo sendo festejado pela Rede Globo, não abre mão de suas convicções políticas e é muito respeitado pela sua história de vida.»
تمت مطاردة أوسكار نيماير، الذي كان صديقاً للويس كارلوس بريستس (فارس الأمل)، سياسي ونصير للحزب الشيوعي البرازيلي، طاردة كل الدكتاتوريون الذين وطدوا ورسخوا أنفسهم في بلدنا. يعتبر نيماير ما نطلق عليه “شيوعي ينتمي للمدرسة القديمة”، حتى إذا احتفلت به الآن شبكة جلوبو، لم يتخلى عن آراءه ورؤاه السياسية ويتم احترامه أكثر وتقديره بسبب خلفيته.
يقتبس كالاميتي جان [بالبرتغالية] أفكار نيماير عن الاشتراكية – أصبح عمره 100 ولا يزال يؤمن بالعدالة الاجتماعية والثورة – وتلهمه هذه الأفكار:
«النص الأصلي:O mesmo senhor diz também que a vida é um sopro. E eu, que acredito que temos uma missão na vida, caso contrário não sei bem o que estaríamos aqui a fazer, digo-vos, inúmeros e incontáveis: se há quem chegue aos 100 anos a acreditar na revolução, no amor e na felicidade, então temos de acordar rapidamente para fazer a nossa parte. (…) É possível mudar o mundo porque eu quero.»
قال أيضاً نفس الرجل النبيل الحياة تمر كالريح. وأنا أؤمن أننا جميعاً لدينا مهمة في الحياة وفي نفس الوقت لا أعلم لماذا نحن هنا، أخبركم جميعاً: إذا وصل شخص ما إلى 100 عام وهو يؤمن بالثورة، الحب، السعادة، عندها يجب علينا أن نفيق بسرعة ونعمل الجزء البسيط الخاص بنا في هذه الحياة. (…) من الممكن تغيير العالم لإني أرغب في ذلك.
شارك العديدون إعلان الفيلم الوثائقي الذي أعده فابيانو ماسيلس والمقتبس اسمه بالأعلى، “ الحياة تمر كالريح” قال فيه إدواردو جاليانو، مؤلف كتاب “ أوردة أمريكا اللاتينية المفتوحة“:
«النص الأصلي:“É sabido que Oscar Niemeyer odeia o capitalismo e odeia o ângulo reto. Contra o ângulo reto, que ofende o espaço, ele tem feito uma arquitetura leve como as nuvens, livre, sensual, que é muito parecida com a paisagem das montanhas do Rio de Janeiro. São montanhas que parecem corpos de mulheres deitadas, desenhadas por Deus no dia em que Deus achou que era Niemeyer”.»
“يعلم الجميع كراهية أوسكار نيماير للرأسمالية والزوايا القائمة. فهو ضد الزوايا القائمة، التي تفسد وتخرب الفراغ، لقد أبتكر عمارة كالضوء كالسحاب، حرة، حساسة، مشابهة إلى حد كبير إلى جبال ريو دي جانيرو. لكن هذه الجبال تبدو كأجساد النساء المستلقيات، وكأنها الله هو من صممها”.
حتى هؤلاء الذين لا يتفقون مع الأفكار الراديكالية كفيرا فرويس [بالبرتغاللية]، يجب أن ينحنوا أمام هذا المعماري الأسطورة:
«النص الأصلي:Independente de concordar ou não com suas idéias, admiro a figura do arquiteto que sempre se mostrou firme em seus ideais sejam eles ideologicos(comunismo), religiosos(ateu) ou arquitetônicos(concreto armado). Além disso chegar nessa idade lúcido e desenvolvendo vários projetos, não é para qualquer um, tem que ser iluminado.»
بغض النظر عن الاتفاق مع أفكاره أم لا، فأنا أكن للمعماري كل الإعجاب والتقدير لثباته دائماً على أفكاره ومعتقداته، سواء الفكر (شيوعي)، الدين (ملحد) أو العمارة (الخرسانة المسلحة). بجانب، لا يصل الكثيرين إلى عمره ويبقى نشيط وصافي الذهن ويعمل على عدة مشاريع، لابد أن يكون مستنير روحياً.
ويستمر الاحتفال. نشر بيلو مار أبيرتو مجموعة صور، كما نشر فارال دي إدياس مجموعة رسومات وكاريكاتيرات، كما أشارت إستيفاني ماجاليس إلى عدة فيديوهات على يوتيوب تشيد بالمعماري العظيم. تحدث آخرون عن الكثير من المعارض في البرازيل، والبرتغال، وبلدان أخرى لتخليد هذه المئوية. بالإضافة إلى معارض صور هنا وهناك. وهذه نتائج بحث في تدوينات في فضاء المدونات و المقالات بلغات عديدة. ومن بين هذه النتائج، نختم باقتباس لأوسكار نيماير نفسه، من حوار أجرته معه جريدة التايمز ( رابط آخر لأجزاء من للمقال) حول تاريخ اليوم:
«النص الأصلي:“التاريخ لا يهم. العمر لا يهم. الوقت لا يهم. الحياة مجرد لحظة عابرة. المهم أن تترك بصمة وتكون متفائلاً. ننظر خلفنا ونفكر ماذا خلفنا وفعلنا في هذه الحياة وكان أمرا جيداً. كان بسيطاً؛ متواضعاً. كل منا يصنع حكايته، قصته ويمضي قدماً. هذه هي الحياة. لا أشعر أني مهم. ما ننتجه ونبدعه ليس أمراً هاماً. نحن عديمي الأهمية.”»
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «أوسكار نيماير: مائة عام من عمارة الجرأة». الأصوات العالمية. 15 ديسمبر - كانون الأول 2007.
شارك الخبر:
|