احتجاج سلفيون تونسيون على “انتهاك حرمة المقدسات” في ربيع الفنون

الخميس 1 نوفمبر 2012


المقالة الأصلية نشرت بتاريخ 21 يونيو / حزيران 2012

قامت مجموعة من السلفيين بالاعتداء على تظاهرة فنية، “ربيع الفنون” في منطقة المرسي بالضاحية الشمالية للعاصمة وقد قاموا بتخريب بعض المعروضات الفنية بحجة أنها مسيئة للإسلام. سرعان ما تحول هذا الاحتجاج إلى حادثة خطيرة، وتضاعف عدد المتظاهرين ليضم مئات السلفيين أو بعض البلطجية إذ قاموا بالاعتداء على مركز الشرطة بالمرسى وحرق محكمة بمنطقة سيدي حسين في الضاحية الجنوبية، إيقاف أعوان الشرطة ومنعهم من التدخل وقد تم تسجيل عدد من الصدامات مع أعوان الشرطة في كل من إقليم تونس الكبرى والمدينة الساحلية سوسة.

أدت هذه الإحداث إلى الإعلان عن حظر التجول بداية من يوم الإثنين، 25 يونيو / حزيران وذلك بعد تصاعد أعمال العنف في تونس الكبرى وسوسة ومنستير وطبرقة وبعض المناطق الداخلية على غرار جابس وبن جردان.

أقر مسؤول من وزارة الداخلية في وسائل الإعلام انه قد تم احتجاز 162 شخص وجرح أكثر من 65 فرد أمن في هذه الحادثة.

وبما أن معرض الصور قد تسبب في كراهية واضطراب لم يسبق لهما في البلاد، فقد تم إعداد تقرير عن مسار الأحداث عبر الصور الفوتوغرافية. عشرات الصور نشرها مواطنون تونسيون، لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم أو ربّما تسليتهم بخصوص هذه الحادثة الغريبة.

الصور التي أثارت الخلاف

قام بعض مستخدمي الإنترنت بنشر الصور التي اعتبرت مسيئة للمسلمين في تونس، وكان ذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي. أدى عرض هذه الصور لمجموعة من الإسلاميين إلى الدعوة إلى قتل أصحاب المعرض من الفنانين الشبان. ودعت فتوى أخرى إلى قتل بعض السياسيين البارزين على الساحة.

بعد الحادثة

قامت المدونة التونسية لينا بن مهني بتصوير الأضرار التي تسبب فيها السلفيين في مراكز الشرطة بكل من منطقة المرسى وقرطاج بيرصا

زاد رد فعل الحكومة على الاتهامات التي تعرض لها الفنّانون من تعميق التوتّر والانقسام في المجتمع التونسي. وصرّح وزير الثقافة أنّه يوجد فعلا أعمال فنّية مهينة للإسلام وانتقد “انعدام ثقافة” و”عدم احتراف” الفنانين..واستهان علانية بمعنى وجمال الصور المعروضة. وفي صعيد آخر، لم تتوقف الدعوة لمزيد من المظاهرات وأعمال العنف.

ردة فعل مستخدمي الإنترنت

ردة فعل الحكومة أثارت غضب مستخدمي الإنترنت التونسيين إذ فضّلوا التعبير عن أنفسهم عبر الكاريكاتير والصور

قامت Willis Fromtunis بنشر صور كاريكاتورية لمزيد من السخرية على الموقف:

«ترجمة:قط 1: ماهذه الشكوى ضد المعرض؟

قط 2: اضطراب في النظام العام»

تكمن السخرية في هذين السطرين أنه في حين الفنانين أو الكتّاب المتهمون بالكفر تتم محاكمتهم في أغلب الأحيان بتهمة بث الفوضى في النظام العام، تتسبب أطراف أخرى في هذه الاضطرابات ولا تتم معاقبتهم

«ترجمة:الرجل القط: كنت أعلم أن 40 يورو تكاليف الفندق والإقامة والأكل لشخصين كمين»

لم يخف جزء آخر من المواطنين عن خيبة امل في الحكومة والاحداث الحالية وتصاعد ظاهرة السلفيين

الصورة منشورة باذن من Caroline Law

«ترجمة:مهدي مبروك: وزير انعدام الثقافة والجهل»

صورة منشورة بإذن من صفحة اتحاد صفحات التنبير على فيسبوك

«ترجمة:لكل من يرغب في مثال سعودي او افغاني، تنمنّى له سفرة طيبة هنا في تونس»

هذه الصورة بإذن من غيث الجلاصي

«ترجمة:هل شاهدتم من قبل… انتظر! فانت تونسي، فقد رأيت كل شيء»

فكرة هذه الصورة مستوحاة من السلسلة التلفزية هل شاهدتم من قبل…؟

صورة مأخوذة بإذن من صفحة فلاسك على فيسبوك

«ترجمة:سلفي 1: ما هذا القبح! هذه الصورة جرحت مشاعري، حطمها الآن

سلفي2: سيّدي، انها مرآة»

صورة مأخوذة باذن من صفحة VTV Villains TV على فيسبوك

إبرام الصّلح

تصاعدت حدة التوتر خلال بضعة أيام، حتى قام مستخدمى الإنترنت بتصعيد رسالة جديدة تدعو اللصلح تحت عنوان “لا يوجد اثنين من تونس”

و قد ظهر فيديو جديد على صفحات الشبكات الاجتماعية، تمّ ظهوره حقيقة قبل بضعة أشهر بمساهمة مؤسستي المجتمع المدني مثل Engagement Citoyens وACTIF

Il n'y a pas “deux” Tunisie (flash mob) by mirelle67

الفيديو موجود باللغتين الفرنسية والعربية.

ظهرت صور أخرى لتوحيد التونسيين سواء كانوا متدينين أو لا

وانتهى حظر التّجول يوم الجمعة 15 يونيو / حزيران، وتم السيطرة على الوضع في الوقت الحالي

مصادر

عدل