احتضار طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام في روسيا والسبب إنكار والدتها إصابتها بمرض الإيدز

الثالث 7 مارس 2017


شارفت فتاة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام على الموت بمرض السيدا في مدينة تومين الواقعة على بعد 2100 كيلومتر شرق موسكو. ولسوء حظ الطفلة، تنفي والدتها، جوليا ياكوفلوفا، وجود فيروس نقص المناعة البشرية وتعتبر بخلاف ذلك أن مرض ابنتها نتيجة مضاعفات التطعيم ضد التهاب الكبد ب.

ولهذا السبب لم تتلقى الفتاة أي علاج مضاد للفيروسات وحياتها الآن في خطرٍ شديد.

طلبت جوليا ياكوفلوفا في الثاني من شهر آذار/ مارس المساعدة من مجموعة منكري وجود فيروس نقص المناعة البشرية على شبكة فكونتاكتي دون أن تكشف عن اسمها، ووصفت نفسها كامرأة مصابة بمرض نقص المناعة البشرية لم تتقبل أبدًا أي علاج طبي لحالتها.

وقالت أنها منذ ثلاث سنوات أنجبت فتاة؛ عندما أصبحت بعمر السنة والنصف مرضت و”توفقت فجأة عن النمو”وهي اليوم “لا تجلس ولا تتحرك”، هذا ما كتبته.

أُدخلت ابنتها الشهر الماضي إلى المستشفى بسبب فقر الدم وسوء التغذية وشخص الأطباء حالتها بوجود عدة أمراض خطيرة منها آفات رئوية وعدوى فطرية وإصابتها بفيروس ابشتاين بار والتهاب القلب؛ وهذه الأمراض جميعها ما هي إلا دلالة على إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية وبمرحلة متقدمة.

أوضحت جوليا ياكوفلوفا أنها سمحت للأطباء فيما بعد بإجراء اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية لابنتها “بغية التخلص من إزعاجهم” وقد جاءت نتيجته إيجابية.

مع ذلك، أكدت الأم على تمسكها بالطرق العلاجية العظمية والأدوية التجانسية حتى أنها ذهبت تطلب المساعدة من أولغا كوفيك، إحدى منكري وجود فيروس نقص المناعة البشرية سيئة السمعة، والتي تتظاهر بأنها “طبيبة معالجة”؛ وبحسب أقوالها فإن النظم المناعية والعصبية للفتاة ذات السنوات الثلاث “تضررت” بفعل المضادات الحيوية التي وصفها الأطباء لها وبسبب لقاح التهاب الكبد.

شكرت جوليا ياكوفلوفا، التي لم تعد تكتب بالخفاء، أولغا كوفيك لمشاركتها خبرتها.

إن مجموعة ” أصحاب الرأي المخالف لفيروس نقص المناعة البشرية/ السيدا وأطفالهم” على شبكة فكونتاكتي، التي تتعقب منكري وجود هذا المرض، أول من لفت الانتباه إلى قصة جوليا ياكوفلوفا متوجهة إليها مباشرة برسالة تحذير من نصائح أولغا كوفيك.

لم تقدر جوليا ياكوفلوفا بالرغم من ذلك الرسالة وطالبت بعدم إزعاجها.

يُعَدُ حرمان طفلٍ يعاني مرضًا مزمنًا عمدًا من علاجٍ قد ينقذ حياته سببًا كافيًا لإسقاط السلطة الأبوية في روسيا.

إن الآباء الذين ينكرون وجود فيروس نقص المناعة البشرية يدركون أن بإمكانهم مخالفة القانون وغالبًا ما يقومون بخطوات تجنبهم لفت انتباه السلطات إما ببقائهم بعيدًا عن مراكز مكافحة الإيدز، وإما بقبول الأدوية المضادة للفيروسات العكوسة التي يوصي بها الأطباء لكن دون إعطائها لأطفالهم مطلقًا. وذلك وفقًا لأقوال إيلينا أورلافا موروزوفا، رئيسة الأطباء في مركز مكافحة السيدا في روسيا.

تروي أورلافا موروزوفا لموقع Znak.com الإخباري: “في أحد الحالات التي كانت لدينا، هرب الأهل مع أولادهم إلى أوكرانيا بعد إخطارنا مركز الخدمات الاجتماعية”.

وبحسب مجموعة “أصحاب الرأي المخالف لفيروس نقص المناعة البشرية/ السيدا وأطفالهم” توفي في السنوات الأخيرة ما لا يقل عن ستين قاصرًا في روسيا نتيجة الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية غير المعالجة؛ ثلاثة عشر من حالات الوفاة تلك كانت لأطفال دون سن العاشرة.

ناشدت منظمة “AIDS.Center” غير الربحية التي أسسها الصحفي أنطون كراسوفسكي قبل عام مفوضة روسيا لحقوق الأطفال آنا كوزنتسوفا لمطالبة مكتبها بالتحقيق في قضية ياكوفلوفا.

مصادر عدل