اختراع ألماني تفوقت فيه الصين.. كيف بدأت صناعة السيارات؟

جسور [1]

الأربعاء 21 أبريل 2021



مرّت صناعة السيارات بعدّة مراحل عبر التاريخ، حيث قام العديد من الأشخاص بصناعتها، واتفق المؤرخين على أنّ أول سيارة تم اختراعها في ألمانيا، وكانت تتّسع لأربعة أشخاص، وتعمل بالبخار في عام 1769م، ولكن تحولت مع بدايات القرن الماضي و بالتحديد عام 1885 عندما اخترع كارل بنز أول سيارة تعمل بمحرك جازولين. وفي عام 1887، أنتجت شركة تصنيع سيارات “بانهارد” و”ليفاسور” مجموعة من السيارات بحسب متطلبات المستهلكين وقتها، وتم إنتاجها بشكل يدوي من قِبل حرفيين مهرة، في داخل ورش صغيرة. وفي هذا السياق سنعرض لكم التغييرات التي طرأت علي عالم تصنيع السيارات منذ القرن الماضي و حتي الآن . وتطورت صناعة السيارات بعدها علي يد هنري فورد , وفي عام 1914 طبق فورد لأول مرة نظرية خط التجميع المتحرك في صناعة السيارات, و التي اعتمدت علي تقسيم عملية التصنيع الضخمة و المعقدة إلى عدة فرعية ضغيرة و مبسطة ، مما أدى إلى تقصير دورة الإنتاج إلى حد كبير وخفض التكاليف وسعر البيع . نظرة هنري فورد الجديدة كانت هي السبب الأول في اتاحة السيارات للأسر الأكثر احتياجا بسبب سعرها الذي أصبح رخيص بهد تطبيق نظرية فورد , بعدها ظهرت عيوب خط التجميع ، الذي كان مطلبًا يُلبى فقط الرغبة في تصنيع نموذج جديد و بعد ظهرو تلك العيوب عادت التكاليف الي الارتفاع مرة أخرى . و ظهرت بعد ذلك فكرة المنصات والذي يشير إلى مجموعة متكاملة من الأنظمة التي تغطي التصميم، وقاعدة المعدات، وعملية الإنتاج، والتصنيع، ومراقبة جودة الأجزاء والمكونات الأساسية، بدءًا من التطوير وإلى الإنتاج. كانت نظرية المنصات عبقرية بالمقارنة مع نظرية إنتاج خط التجميع ، فبإمكان الإنتاج القائم على المنصة إصدار نماذج سيارات متعددة عن طريق ضبط الباراميترات، وتقصير دورة التطوير، وخفض التكاليف، وتحقيق مشاركة التكنولوجيا بين العلامات التجارية مما كان بمثابة طفرة جديدة في عالم صناعة السيارات . بعد ذلك تم اقتراح مفهوم تصنيع المركبات على أساس الهندسة المعمارية في عام 2008 ، وهو مفهوم استطاع أن يكسر الحدود بين المنصات، وبفضل نمطيته ومرونته العالية، فقد نجح هذا النظام في حل المشاكل التي تسببها المنصات. حتي الآن لم تظهر أي بصمة بعد بصمة شركة فورد في تطوير صناعة السيارات العالمية , حتي عام 2015 عند إطلاق شركة جيلي اوتو نظام الهندسة التركيبية المدمجة (CMA)، والتي تمثل جيلًا جديدًا من أنظمة الهندسة المعيارية تم تطويره ومشاركته بجهد تعاوني بين شركتي فولفو وجيلي. تميز نظام جيلي الجديد بالمرونة العالية، ولا يقوم فقط بتلبية متطلبات تطوير طرازات المركبات المختلفة من الفئة (A) إلى الفئة (B)، بل يغطي تمامًا مركبات الوقود ومركبات الطاقة الجديدة. وقد طورت المنصة المدمجة حتى الآن ما يصل إلى 20 طرازًا عالميًا من السيارات المتقدمة وذات القيمة العالية والأداء الرفيع و حتي السيارات المستقبلية ذاتية القيادة فرضت نفوذها في الأسواق العالمية وأصبحت قوة لا يستهان بها .

مصادر

عدل