استمرار حظر الأفلام السينمائية في إيران على الرغم من وعود الرئيس روحاني

الثالث 1 سبتمبر 2015


هذا هو الجزء الأول من المقال المنشور في الأصل على iranhumanrights.org وننشره هنا بالتعاون مع الحملة العالمية لحقوق الإنسان في إيران. اقرأ الجزء الثاني من المقال هنا.

بالرغم من تصريحات الرئيس حسن روحاني المتكررة فيما يتعلق بالحاجة لرفع سقف الحرية في إيران، إلاّ أنّ حظر الأفلام السينمائية في الجمهورية الإسلامية استمرّ بلا هوادة خلال سنتي رئاسته.

أحدث الأفلام المضافة إلى القائمة المحظورة كان بتاريخ تموز/يوليو 2015، حين منعت وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي الفيلم السينمائي “قربان” تحت توجيه مباشر من الرئيس روحاني. وبهذا يكون عدد الأفلام التي لم تتسلم إذنًا بالعرض في إيران أربع عشرة فيلمًا منذ عام 2007.

على الرغم من أن معظم هذه الأفلام مُنعت من العرض خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد (2005-2013)، إلاّ أنها مازالت تنتظر أن تُعرض على الجمهور بعد أن جاء روحاني بديلًا عن نجاد وذلك بعد سنتين في الحكم.

الأسباب الأكثر شيوعًا خلف منع الأفلام تتضمن مقارابات بين الأفلام وبين المضاهرات الجماهيرية السلميّة التي تبعت نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع على نتيجتها في عام 2009، وهو موضوع عالي الحساسية في الجمهورية الإسلامية يستمر المتشددون بتسميته “التخدير”، المسائل المتعلّقة بما يُنظَر إليه على أنّه حجاب “غير ملائم” للممثلات.

وعد روحاني في الخامس من حزيران /يونيو 2013 خلال حملته الانتخابية، بأنّه “سوف يُسّلم رقابة الأمور الثقافية للشعب”، وتساءل عن قدرة الرّقيب الفرد على الحكم بعدالة على الاختراقات الدينية للأفلام. بهذه الملاحظات تزايد الأمل بفكّ الحظر عنها ووصولها إلى الصالات العامة إذا تم انتخابه.

استمرت التّصريحات حول دعم حريّة الثقافة خلال فترة رئاسة روحاني حيث قال في اجتماع مع فنّانين ورموز ثقافيّة بتاريخ 8 كانون الثاني/يناير 2014: “أكبر خطأ هو النظر إلى الفنون على أنّها مصدر قلقٍ أمني” وتابع: “إذا لم تكن هناك أيّ حريّة فإنّ الفن الحقيقي لن يُنتَج ولا نستطيع إنتاج وخلق الفن بناءًا على الأوامر وعليه فإنّ أي نَفَسْ أمني سيقتل الفن في مهده”.

في مؤتمر صحفي في شهر حزيران/ يونيو 2015 احتفالًا بانتخابه للدّورة الثّانية في المكتب الرئاسي، أجاب روحاني على سؤال أحد الصحفيين حول إلغاء الكثير من الحفلات خلال السّنة الماضية: “نعتقد فيما يخص المجال الثقافي بأنّه يجب التّنازل عن الأمور الثّقافية لصالح أهل الثّقافة حيث يُبنى الجو العام ويتلاقى مستهلك الثّقافة ومنتجها.”

مع ذلك لم تُحل الخلافات العالقة بين وزارة الثّقافة والتّوجيه الدّيني تحت إدارة روحاني وصانعي الأفلام الإيرانيين، وبقي الوضع على ما هو عليه.

عُرِضت في البدء بعض الأفلام الممنوعة في مهرجان فجر العالمي للأفلام في طهران وعُرِِضَ بعضها الآخر في الصالات السينمائية لعدّة أيّام قبل أن تُسحب. فيلم “قربان”، الضحية الأخيرة لحملة المنع كان قد مُنِعَ في العرض الأوّل له حتى بعد قص 40 دقيقة منه في سبيل الحصول على إذن من وزارة الثّقافة والتّوجيه الدّيني.

“قربان” هو فيلم ديني يتناول منطقة العراق في القرن السابع ويحكي قصة واقعة عاشوراء عندما قام حسين، حفيد النبي محمد (ص) الإمام الثالث للمسلمين الشيعة، بمحاربة الخليفة الحاكم وقُتل في معركة غير متكافئة بالقرب من كربلاء. بعض القادة المتدينين يجادلون في تصوير شخصيّة أبو الفضل العبّاس عمّ الحسين.

تبعًا لعلم اللاهوت الشّيعي فإنّ إعادة تمثيل وجوه الأئمّة وأفراد عائلاتهم هو أمر محرّم.

استلم المخرج أحمد رضا درويش العديد من الجّوائز والأوسمة عندما عُرض فيلم قربان لأول مرة في مهرجان الأفلام العالمي 2015. لكن الإنتقاد من قادة المؤسسات الدينية كان قويًا لدرجة أن المخرج أُرغم على قص 40 دقيقة من الفيلم لإرضاء الرقابة التّابعة لوزارة الثّقافة والتّوجيه الدّيني. وبالرّغم من ذلك بقي بعض أعضاء القيادة الدّينية غير راضين وأجبَروا الوزارة على سحب ترخيص الفيلم.

اتخذّ عدد من أعضاء البرلمان المحافضين والإعلام المتشدد بالإضافة إلى مجموعات من المتعصّبين دينيّا مواقف قاسية خلال السّنتين الماضيتين ساهمت بشكل أساسي في منع هذه الأفلام من العرض في صالات السينما العامة.

كتبت لجنة القضايا الثّقافية التّابعة للبرلمان الإيراني، في أيلول/سبتمبر 2014، رسالة إلى وزير الثقافة والتوجيه الدّيني تطالبه بمنع إصدار تصريحات لعرض ثمانية أفلام فيها تعاطف مع المعارضين لنتائج انتخابات 2009 التي فاز بها أحمدي نجاد بالرئاسة.

أخبر كيانوش أياري، مخرج فيلم “بيت الأهل”، حملة حقوق الإنسان العالمية في إيران: “نتوقع من المؤسّسة المسؤولة عن الصناعة السّينمائية أن تكون قادرة على الثّبات على قراراتها، منحت وزارة الثقافة والتّوجيه الإسلامي الفيلم “بيت الأهل” إذنًا بالعرض ولكنهم أُجبروا بعد ذلك على سحب الفيلم بعد يومين من طرحه، على الرّغم من أن العرض كان في صالة صغيرة”.

مصادر

عدل