الأردن: ماذا يقرأ أطفالنا

الجمعة 4 أبريل 2008


“ماذا يقرأ أطفالنا؟” هو السؤال الذي يطرحه المدون الأردني باطر وردام, الذي يجد نفسه يرجو أم إحدى الأطفال في مكتبة كي تشتري لابنتها مجلة الأطفال, التي لم تكن تريد شراءها.

بينما كان في المكتبة, وجد المدون نفسه في حديث بين الأم وابنتها:

«النص الأصلي:قبل فترة وبينما كنت أشتري مجموعة من المجلات في مكتبة – أعرف أن هذا غريب ولكن لا يزال هناك بعض الناس يمارس خطيئة القراءة في الأردن – سمعت طفلة صغيرة وهي تناشد أمها التي كانت مهتمة بتصفح مجلات الأزياء وتطلب منها شراء مجلة للأطفال.

الأم لم تكن معنية كثيرا وقالت للطفلة بأن المجلة أكبر من عمرها وهي لا تستطيع القراءة. ولكن في الحقيقة فإن المجلة التي تطلبها الطفلة كانت مخصصة للتسالي وحلول الألغاز التي تنمي الذكاء ولا تحتاج لمهارات قراءة عالية وبإمكان الطفلة وهي في الصف الأول أو الثاني أن تقرأها بسهولة.»

استثار الحديث روح الصحفي في المدون, وبدأ هو نفسه يحث الأم على الاستماع لطفلتها:

«النص الأصلي:قررت أن اتدخل في الموقف لصالح الطفلة وتطفلت على هذا الحديث وقلت للأم بأن المجلة سهلة لأنني اشتريها لإبنتي ويمكن لطفلتها أن تقرأها. لاحظت أن الأم شعرت ببعض الضيق بينما كانت الطفلة سعيدة بهذا التدخل الخارجي الذي دعم وجهة نظرها ، فقامت المرأة بإضافة مجلة الطفلة إلى سلسلة المجلات الهادفة التي قامت بشرائها وربما كانت قد شتمتني ولم يعجبها تدخلي ولكنني كنت سعيدا بأنني ساهمت في تحقيق هدف شرعي ومطلوب للطفلة.

لا تعرف الأم على ما يبدو الميزة التي بين يديها فطفلتها تحب القراءة وهي بحاجة إلى تشجيع وهذه الخصائص غير موجودة في معظم الأطفال الذين يتجهون الآن إلى التلفزيون والفيديو والكمبيوتر للتسلية والإطلاع على ما هو غير مفيد ابدا في معظم الأحيان»

ثم يتكلم المدون عن حالة الأطفال العرب الذين يكرهون القراءة ويخبرنا كيف حاول تعليم ابنته محبة الكتب منذ عمر صغير:

«النص الأصلي:الكثير من الأطفال الذين أعرفهم في هذه السنوات (5 – 10) غير مهتمين أبدا بالقراءة وهذه هي سنوات تكوين الشخصية وهي السبب الرئيسي وراء عدم قدرتهم على عشق المطالعة وأحيانا مواجهة المشاكل في الدراسة. بما أنني شخص كنت دائما معروفا بأنني دودة كتب فقد حاولت أن أنقل لإبنتي بعضا من هذه الخصائص التي تجعلها تحب القراءة والمطالعة. يوميا هناك جلسة قراءة لمدة نصف ساعة وهناك دائما شراء لمجلات وقصص مصورة والتكوين التدريجي لمكتبة صغيرة في غرفتها مع تعلم احترام الكتب وتقديرها.

ومع أنه من المستحيل تقريبا مواجهة طغيان التلفاز والفيديو والكمبيوتر فإنه من الضروري إبقاء مكان للقراءة»

يقول المدون أن الأطفال أذكياء بطبيعتهم, ويجب أن نعطيهم الاهتمام اللازم لتمكينهم من استخدام عقولهم في نشاطات ابداعية ومفيدة.

«النص الأصلي:الأطفال اذكياء بشكل خاص وإبنتي بدأت تستغل هذه الأمور لمصلحتها فهي تظهر اهتمامها بالقراءة في الوقت الذي يجب أن تكون فيه مهيئة للنوم ولكن لا توجد مشكلة في تأخير نصف ساعة طالما يمكن لهذه الطقوس أن تغرس عادة القراءة منذ الصغر. وفي الواقع فإن هناك تطورا كبيرا ومثيرا في طبيعة المطبوعات الخاصة بالأطفال وهي تقدم معرفة ممتازة أفضل بكثير من برامج التلفاز التجارية والمسلسلات المبنية على قصص الحزن وفقدان أفراد الأسرة بالنسبة للفتيات والضرب والصراع بالنسبة للأولاد. وأذكر أنه في معرض عمان للكتاب قضيت وقتا في زوايا كتب الأطفال أكثر من كتب الكبار وأعجبتني كثيرا المنشورات السورية واللبنانية بالذات والتي تتميز بطباعة فاخرة ومعرفة مهمة.»

ويختتم المدون بقوله أن, حب المطالعة والتعلم هي الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل الطفل. ويقول:

«النص الأصلي:المسألة إذن هي في تعويد الطفل على أهمية القراءة في جو منزلي يهتم بالمطالعة ويحترم الكتب ولا يوجد أبدا نقص في المطبوعات الخاصة للأطفال ، وان كانت العائلات الفقيرة تجد صعوبة في شراء الكتب الجيدة غالية الثمن فإن هذا يحتم ضرورة وجود مكتبات ومراكز تعليمية للأطفال في المحافظات والقرى والمناطق الأقل حظا في المدن لتسهيل حصول الأطفال في هذه المناطق على الكتب وتعلم القراءة خاصة وأن التعليم يبقى السلاح الأساسي للطبقات الفقيرة والمتوسطة في صراعها المستمر للحصول على حقوقها في هذا المجتمع ، والطفل الذي يحب القراءة منذ الصغر يستمر في هذه المزايا دائما ويتمكن من إبقاء مكان للكتاب والمجلة في حياته بالرغم من غزو الإنترنت والتلفزيون والهواتف الخلوي»

مصادر عدل