الإباحية أو الدعارة أو الموت: مصير المتحولين جنسيًا في مقاطعة خیبر الباكستانية
الأربعاء 24 أغسطس 2016
اقتحم ثلاثة رجال مسلحون منزل في مانسهري في يونيو/حزيران في محاولة لاغتصاب ساكنيه، انتهى الأمر بعدة طلقات نارية. ساكن هذا المنزل كان امرأة متحولة جنسيًا تدعى كاشي، واحدة من المتحولات جنسيًا اللائي تمت مهاجمتهن خلال الشهور الأخيرة. في مايو/أيار، توفت أليشا إحدى ناشطات حركة المتحولات في المستشفى عقب تلقيها 6 طلقات نارية من قبل المهاجمين. رفضت إليشا عرض عمل في تمثيل فيلم إباحي قبل وفاتها
“ما هو ذنبنا؟”
خطى مجتمع المتحولات في باكستان خطوات واسعة في السنوات الأخيرة. في عام 2012، سمحت المحكمة العليا في باكستان بإضافة فئة “الجنس الثالث” على بطاقة الهوية الوطنية، مما أنعكس بشكل كبير على مجتمع المتحولات كوضع قانوني مع إعطائهن الحق في التصويت. على الرغم من ترشح خمس متحولات، يتزايد العنف على المتحولات في السنوات الأخيرة حيث تعرض مايقرب من 45 امرأة متحولة جنسيًا للهجوم خلال 2016 وهذا فقط في ولاية خیبر بختونخوا.
التعريف العام المستخدم من قبل مجتمع المتحولون في جنوب آسيا هو خواجه سيرا، والهوية الجنسية للمتحولين جنسياً تدعي خوصرا أو ( الشخص المتحول جنسيًا) ،زينانز (مرتدي ملابس الجنس الآخر)، نارنبانز (المخصي).
يقود معلم مجتمع المتحولات، حيث يأوي صغار هربوا من عائلتهم أو لم يتقبلوهم. على الرغم من عمل بعضهن كعاهرات أو راقصات محترفات، يتمتع هذا المجتمع بإدارة ذاتية. ولأن فرص عملهن محدودة لذلك فهن أكثر عرضة للتعنيف أثناء الرقص في الزفاف والحفلات كما يتعرضن للعنف أيضًا أثناء ممارسة الدعارة.
تنشر منظمة المتحولات في خیبر بجتنخوا تفاصيل الاعتداءات على مجتمعهن باستمرار:
«ترجمة:اعتدى شخص مسلح على متحولة جنسية تدعى صني أثناء عرضها حيث لكمها وصفعها. حاول اختطافها عنوة لولا تدخل صديقتها وانقاذها. حدث توا في بشوار. أرجوكم دعونا نعيش.»
الدعارة ممنوعة في باكستان حيث يعتبر أعضاء مجتمع المتحولات في خطر داهم. حتى المتحولات غير العاملات في الدعارة، بلغن عن حالات للتحرش وإغراءات لممارسة الجنس. بدأت النساء المتحولات في بشوار بنشر قصصهن على فيسبوك عن المعاملة العنيفة التي يتلقاها مجتمع المتحولات على يد عناصر الشرطة المحلية.
في هذا الفيديو تشرح إحداهن طريقة تعدي الشرطة واعتقالها لمعلمهم خلال الحفلة:
«النص الأصلي:We were at a party when the police came they took our guru so we went after them. We are already a laughing stock, people mock and chase us, so of course the police did not let us go inside the police station so we decided to protest and chanting “let us in, let us in”, some boys that were standing nearby threw a rock at the gate, so the police came in from behind us (..) they grabbed and beat us up severely. Look at their condition, they tore off their clothes (..) they tore off my clothes as well and beat me up badly. Six policemen were on top of me kicking me and I passed out. Even when I passed out they kept kicking me and said “get up, get up, stop acting” (..). They grabbed and pulled off their hair and beat up others with sticks. What is our fault? We just went after our guru? What could we have done to the police? They even take money from us (extortion) and even take money from our guru, so what is our fault?»
«ترجمة:كنا في حفلة عندما داهمتنا الشرطة وأخذت المعلم لذلك لحقناهم. تعتبرنا الناس موضع للسخرية فيسخرون منا ويطاردوننا، لذلك كان من الطبيعي عدم سماح الشرطة لنا بالدخول للقسم، لذلك قررنا التظاهر أمام القسم في هتاف مستمر “أدخلونا، أدخلونا” ألقي بعض الشباب الحجارة على بوابة القسم، فوجئنا بالشرطة خلفنا تجذبنا من ملابسنا وتضربنا بعنف. إنظروا إلى حالتهم لقد قطعوا ملابسهم، وملابسي أيضًا وضربوني ضربًا مبرحًا. كان هناك 6 من عناصر الشرطة فوقي ضربوني حتى فقدت الوعي واستمروا يركلوني قائلين “أفيقي كفي عن التمثيل”. سحلوا أخرين وجذبوهم من شعرهم وأشبعوهم ضرب بالعصي. ما هو ذنبنا؟ لقد لحقنا معلمنا وهذا كل شيء! ماذا كنا سنفعل للشرطة؟ لقد سلبونا أموالنا (ابتزونا) وأموال معلمنا، ما هو ذنبنا؟»
في فيديو آخر، بلغت امرأة متحولة عن احتجازها من قبل عناصر الشرطة لعشر ساعات:
«النص الأصلي:Seven Transgender women were kept in illegal confinement yesterday for 10 hours by Nowshera Cantt Police Station. There shirts were taken off and they were sexualy harrased. Police kept on touching thier diffrent body parts forcefully.»
«ترجمة:تم احتجاز سبع نساء أخريات بصورة غير قانونية لعشر ساعات أمس في قسم شرطة نوشيرا كنت. نزع ضباط الشرطة ملابسهن وأعتدوا عليهن جنسيًا. ظلوا يلمسون غصبًا مناطق مختلفة من أجساد النساء.»
المشكلة ليست في خيبر باكنتوا وحسب
قادت مجموعة من نساء مدينة بنجاب في إسلام أباد حملة عقب اغتصاب ثلاث نساء متحولات من قبل رجلي عصابة الأسبوع الماضي. في سلسلة من المقاطع المؤلمة حيث وصفت امرأة متحولة أخرى تدعي جولي محاولات الاعتداء عليها وإسكاتها وضحايا التهديدات المستمرة.
في هذه البيئة التي يعيش فيها المتختلفون جنسيًا حيث لا يأخذ أفراد الشرطة الموضوع وتلك الجرائم على محمل الجد، أخذوا قصصهم إلى وسائل الإعلام لإلقاء الضوء على التمييز والاعتداءات المتزايدة ضد مجتمعهم. تم نشر صور تظاهر جولي ومؤيديها أمام مستشفى محلي على فيسبوك بعد رفض الطبيب فحص جروحها وطلب منها أن تنسى الأمر بكل بساطة.
على الرغم من العديد من التظاهرات، ومحاضر الشرطه والمؤتمرات الصحفية المختلفة ،العديد من المتحولات يشعرن انه تتم السخرية منهم وغض الطرف عنهم ،بينما يتزايد العنف تجاههم .
“لن نستسلم”
يبذل المتختلفين جنسيًا من كافة أرجاء المدينة جهودهم لتسليط الضوء على العنف الممنهج ضدهم والتهميش المتعمد. يطالبون السلطات بحمايتهم، ويستمرون في عملهم بالرغم من التهديدات. ذكرت حركة المتحولون في خيبر بختنخوا على فيسبوك، تذكر فيه متابعيها أن الدفاع عن حقوق المتحولين سيستمر:
اقتباس فارغ!
«ترجمة:نعرف حقوقنا وسوف نقف وندافع عنها .هي فقد البداية .نحن حركة ، نحن المحاربات الورديات .لا مجال للتراجع. نحن مواطنات متساويات في باكستان. نرفض التهميش. على الرغم من التعديات والعقبات، تظاهرنا في مقاطعة بولتن حيث ماتت عائشة.»
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «الإباحية أو الدعارة أو الموت: مصير المتحولين جنسيًا في مقاطعة خیبر الباكستانية». الأصوات العالمية. 24 أغسطس - آب 2016.
شارك الخبر:
|