البرازيل: “تخطينا الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة، وماذا في ذلك؟”
السبت 21 يناير 2012
أجمعت عناوين معظم المواقع الاخبارية والصحف المحلية البرازيلية خلال الأسبوع الأخير من عام 2011 على أن البرازيل تخطت المملكة المتحدة وأخذت المركز السادس بين أقوى اقتصادات العالم. في حين أفرزت صحيفة الجاردين البريطانية في عددها الصادر 26 كانون الثاني/ديسمبر تقرير توقع فيه مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال (CEBR) أن البرازيل ستختتم العام كقوة اقتصادية عالمية سادسة مع 2.5 تريليون دولار.
كونها المرة الأولى التي يصبح البريطانيون خلف إحدى دول أمريكا الجنوبية من حيث الترتيب، دفع هذا المدير التنفيذي لـ(CEBR) دوجلاس ماك ويلامز للتعليق: “لقد هزمت البرازيل الاوروبيين بكرة القدم لفترة طويلة، لكن أن تهزمهم بالاقتصاد فهي ظاهرة جديدة”. في البلد، الأخبار كانت مترافقة مع السخرية، كما تظهر هذه المجموعة من رسوم الكاريكاتير على المدونة Humor Político. (السخرية السياسية)
روسيف رئيسة البرازيل المتوجة. رسم البرتو البينو فيليو، نشرت على ياهو-البرازيل مع الموافقة بنشرها.
المدونة Blog do Sarico انتقت أفضل خبر للعام:
«النص الأصلي:Esta é, sem nenhuma dúvida, a maior notícia de 2011. E esta boa nova é fruto de um trabalho de muitas mãos, começado há 20 anos. Construir uma nação como o Brasil, requer muitas mãos e um longo período recheado de altos e baixos e com muita dúvida. O País do futuro tem nome e cores e fala português.
Viva o Brasil!»
«ترجمة:هذا، بلا شك، أفضل خبر للعام 2011. وهذه النتيجة هي ثمرة عمل العديدين خلال 20 عام. بناء دولة كالبرازيل، يتطلب جهود كبيرة وفترة طويلة من تقلبات الصعود والهبوط والكثير من الشكك. بلد المستقبل له اسم وألوان ويتحدث البرتغالية.
عاشت البرازيل!»
بالنسبة للمدير المالي هاملتون سيلفا، البرازيل يدنو من المركز الخامس والمستقبل مازال واعداً. علق على مدونته:
«النص الأصلي:Todos esses fatores e um otimismo das autoridades levam o país a crescer muito mais que o previsto, ou seja, poderemos sim atingir uma posição mais confortável. A quinta posição econômica mundial revela que a nação brasileira deverá ter papel de destaque no Conselho de Segurança Permanente da ONU, deve ser ouvido de forma mais efetiva na OPEP e precisa ser respeitado quando for acionado na Organização do Comércio e outras. Deve ter papel destaque no G8, G20 e demais organismos internacionais, como FMI e Haia, enfim chegamos.»
«ترجمة:كل هذه العوامل والتفاؤل من قبل السلطات جعلت البلد ينمو أسرع من المتوقع، أو، نعم نستطيع الوصول إلى مركز أكثر راحة. في حين يكشف المركز الاقتصادي الخامس على مستوى العالم أن الأمة البرازيلية ينبغي أن يكون لها دور بارز في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وستكون أكثر فعالية في منظمة اوبك وينبغي أن تحترم عندما تطلب في منظمة التجارة العالمية وغيرها. أيضاً سيكون لها دور بارز في مجموعة الثمان ومجموعة العشرين والمنظمات العالمية مثل صندوق النقد الدولي ومؤسسات لاهاي»
إذا كانت البرازيل جيدة في حسابات الناتج المحلي الاجمالي، فإنها ليست في مؤشر التنمية البشرية الذي يقيس مستوى الحالة المعيشية للبلد. الاقتصادي فردريكو ماتياس باسيك حلل الخبر، شارحاً لماذا “لا يمكن أن نتباهى”. ذكر أن:
«النص الأصلي:O crescimento do PIB mostra que ocorreu um aumento da atividade econômica (pode-se dizer que esse crescimento acarreta em geração de empregos e renda), o que é formidável, mas não mostra uma melhora social efetiva. Temos o sexto maior PIB do mundo, mas se olharmos o IDH (Índice de Desenvolvimento Humano) ocupamos a posição 84°, estamos atrás de países como Trinidad Tobago. México, Argentina, Bahamas. Se observarmos o PIB Per capita a nível mundial ocupamos a 76º posição.
O que quero dizer como essa pequena postagem é que existem índices econômicos/sociais mais importantes que o PIB para serem observados. Ter simplesmente um dos maiores PIBs do mundo não quer dizer, por si só, que estamos indo bem, é preciso olhar uma gama de dados, não podemos nos vangloriar em cima de uma única variável. Para ilustrar melhor o que quero dizer imaginemos o seguinte: que todos os países da África se unissem formando uma nova nação, com certeza, esse novo país teria um dos dez maiores PIBs do mundo, mas isso não quer dizer que se tornariam desenvolvimentos e socialmente justos. Seria apenas um grande país, com um grande PIB, como uma grande população miserável, repleto de problemas sociais.»
«ترجمة:نمو الناتج المحلي الإجمالي يشير لنمو في النشاط الاقتصادي (ويمكن القول أن هذا النمو يؤدي إلى خلق فرص العمل وزيادة الدخل)، وهو شي عظيم، لكن لا يظهر تحسن اجتماعي فعال. لدينا أكبر سادس ناتج محلي إجمالي في العالم، ولكن إذا نظرنا إلى مؤشر التنمية البشرية نراه يحتل المركز 84، وهذا يعني أننا خلف بلدان مثل ترينيداد وتوباغو، المكسيك، الأرجنتين، وجزر البهاما. في حين نحتل المركز 76 عالمياً نسبة للناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد.
ماأريد قوله من هذا التعليق، أن هناك مؤشرات اقتصادية/اجتماعية أكثر أهمية من الناتج المحلي الإجمالي التي يتعين علينا مراعاتها. مجرد الحصول على واحد من أعلى النواتج المحلية الإجمالية في العالم لا يعني، في حد ذاته، أننا جيدون، نحن بحاجة إلى النظر في مجموعة من البيانات، لا يمكننا التباهي بعامل اقتصادي واحد. لفهم أكثر ما أعنيه، تخيل أن كل الدول الافريقية توحدت في دولة جديدة، وبطبيعة الحال، فإن لهذه الدولة الجديدة ناتج محلي إجمالي يضاهي العشرة الأوائل في العالم، ولكن هذا لا يعني أنها ستصبح متقدمة اجتماعياً. سيكون مجرد بلد كبير مع ناتج محلي إجمالي كبير، مع عدد سكان كبير وبائس ومليء بالمشاكل الاجتماعية.»
كاريكاتور لإينيو ينس لصحيفة دي غازيتا ألاغواس، نشرت مع الموافقة.
محللاً عوامل أخرى، نصح الصحفي سيرجيو يوتش بالحذر بقوله:
«النص الأصلي:O perigo dessa notícia que atiça o orgulho nacional é a cegueira que ela pode gerar. Mais importante do que termos um bolo enorme é que todos consigam comer um pedacinho digno. O “adversário” que acabamos de ultrapassar na tabela do campeonato econômico conseguiu fazer isso, enquanto nós brasileiros nos afogávamos num imenso oceano cheio de corruptos, ditadores e incompetentes. Tudo bem que o fermento do bolo inglês não anda funcionando muito bem, mas por aqui, ao contrário do Brasil, a maioria já tem um pedacinho garantido.»
«ترجمة:خطورة هذه الأخبار التي تثير الفخر الوطني هو العمى الذي ممكن أن تولده. الأكثر أهمية من وجود كعكة ضخمة هي أن يتمكن كل شخص من أكل قطعة كافية.”الخصم” الذي تخطيناه بالسباق الاقتصادي استطاع القيام بذلك، في حين أن البرازيليين محاطون بمحيط يعج بالحكام الفاسدين وغير الأكفاء. على الرغم من أن الكعكة الإنجليزية لا تعمل بشكل جيد جداً، ولكن ههنا، على عكس البرازيل، معظم السكان يحصلون بالفعل على قطعة مضمونة.»
الاقتصادي رودريجو كونستانتينو يقول لو نظرنا في أنحاء البلاد لعرفنا أنه لا يوجد شيء للاحتفال بالفقر، والجريمة، وتركز الدخل غير المشروع عن طريق الفساد والإفلات من العقاب وجمة من المشاكل الاجتماعية. يتسائل:
«النص الأصلي:Sim, somos o sexto PIB do mundo. Sim, passamos o PIB do Reino Unido. E daí? Com tantos problemas que nos saltam aos olhos diariamente, é o caso de perguntar: Who cares?! Alguém aí melhorou de vida após saber desta notícia? Então que tal voltarmos nossa atenção para a imensa quantidade de problemas que temos de resolver para tornar o Brasil um país melhor, mais próspero, livre e justo?»
«ترجمة:نعم، نحن سادس أعلى ناتج محلي إجمالي عالمي. نعم تخطينا الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة. ماذا في ذلك؟ مع الكثير من المشاكل التي تظهر كل يوم، فإنه من المناسب أن نسأل: من الذي يكترث؟ هل تحسنت حياة أي شخص بعد معرفة هذا الخبر؟ لذلك يجب أن نوجه اهتمامنا إلى المشاكل الهائلة التي يجب حلها لجعل البرازيل بلداً أفضل وأكثر ازدهاراً، حرة ونزيهة؟»
تبدي ديسي تفاؤلاً حذراً. حتى أنها أجلت الاحتفال لوقت أكثر ملائمة:
«النص الأصلي:Vamos celebrar quando alcançarmos o mesmo padrão de vida dos britânicos!»
«ترجمة:دعونا نحتفل عندما نصل إلى نفس المستوى المعيشي للبريطانيين!»
وفقا لـ CEBR، تقود الولايات المتحدة ترتيب أكبر الاقتصادات في العالم، تليها الصين، اليابان، المانيا، فرنسا، البرازيل والمملكة المتحدة. وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي (IMF)، فإن إجمالي الناتج المحلي البرازيلي في عام 2011 تخطى 2.517 تريليون دولار أمريكي كما يؤكد تقرير الـ CEBR. بينما عام 2010، كانت البرازيل في المركز السابع عالمياً مع ناتج محلي إجمالي 2 تريليون دولار أمريكي.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «البرازيل: “تخطينا الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة، وماذا في ذلك؟”». الأصوات العالمية. 21 يناير - كانون الثاني 2012.
شارك الخبر:
|