الثورة الرقمية في تراجع: وسائل الإعلام السورية تطلق إنتاجها بدون إنترنت
الثالث 15 أبريل 2014
تمت كتابة هذا المقال من قبل الكاتب الضيف آرماند هوروالت Arman Hurault عضو فريق ASML. وهو جزء من مبادرة “مساحات” لنقاش دور المساحة الفيزيائية لإعلام المواطن، في هذه الحالة، موجات الأثير والراديو.
تقوم هذه المنظمة حاليًا بحملة لإطلاق سراح الصحفي الإذاعي الذي تم خطفه مؤخراً، ولدعم حرية الصحافة في سوريا حيث نشرت الأصوات العالمية مقال حول هذه الحملة.
سواء كانت الأدوات الرقمية والإنترنت من أسباب أو ساعدت على نجاح الربيع العربي- فليس هناك خلاف على أهميتها. ولكن الكفاءة الرقمية المتطورة في صميم عمل الناشطين في منطقة شرق المتوسط قادت إلى سوء تفسير حول مستوى الوصول الرقمي.
خلال السنة والنصف الأولى من الانتفاضة في سوريا، استخدم ناشطو إعلام المواطن منصات رقمية وأدوات لتنسيق تحركاتهم عن بعد من خلال إنشاء تنظيمات فعالة من الناس -الذين لم يحدث لهم أن التقوا أبدًا- وإنشاء غرف سكايب بحيث يشارك مئات من الناس للتحقق من المعلومات قبل أن تمرر للصحافة العالمية. نجح هذا النموذج “الرقمي” طالما أن الهدف كان تسريب المعلومات خارج سوريا لجمهور عالمي.
اليوم، يبذل الصحفيون المواطنون جهودًا لتغيير متابعيهم من العالمية إلى المحلية. طور الناشطون الإعلاميون وصول الإنترنت عبر مخدم مستقل عبر الأقمار الصناعية لكي يلتفوا على التعتيم الكامل على شبكة الإنترنت وانقطاع الكهرباء المفروض من قبل النظام في بعض المناطق. استخدمت العديد من المحطات الإذاعية التي تندرج ضمن إعلام المواطن، وكذلك الصحف التي ظهرت بكثرة منذ بداية الانتفاضة لتمكن محتوياتها من الوصول إلى العالم. ولكن هذه الطرق مكلفة جدًا وخطرة بالنسبة لغالبية السوريين- لذلك فإن هذه المحطات الإذاعية والمجلات متوافرة فقط للمقييمين في الخارج.
ما يحصل في سوريا دون أن تتم ملاحظته هو الزيادة في نشر وسائل الإعلام التقليدية: محطات إف إم، والطباعة.
تعمل رابطة دعم الإعلام الحر (ASML/The Association de Soutien aux Médias Libres) على مساعدة المواطنين الصحفيين العاملين على تصحيح الوضع. قمنا بتركيب شبكة واسعة من فرق بث أف أم مع تغطية لما يقارب كامل البلد، هوا-سمارت. تمكن معدات البث الهوائية على ظهور المحطات الإذاعية القائمة على إعلام المواطن (مثل رايدو الكل، راديو العاصمة هنا الشام) التي لولا هذه المعدات لبقيت مسموعة عبر شبكة الإنترنت فقط (أي خارج سوريا فقط)، ولكن الآن يمكن الاستماع إليها في كل أرجاء البلاد. كما نقوم الآن بطباعة نسخ ورقية من المجلات القائمة على إعلام المواطن، وتوزيعها داخل البلاد.
هناك العديد من الصعوبات المرتبطة بتغطية موجة أف أم، ومنها الأخطار المادية لفريق الإذاعة العامل في مكان البث، من قبل قوى النظام- مما يستدعي السرية وإجراءات أمنية مشددة. ولكن بعد هذه المرحلة من الطوفان الرقمي خلال الربيع العربي، ظهرت الإذاعة باعتبارها السبيل الأكثر فعالية للوصول إلى الجماهير المحلية التي تعيش داخل سوريا، حيث تتطلب جهاز استقبال رخيص وبطارية صغيرة. وهذه واحدة من أكثر طرق الوصول للناس ليطلعوا على ما يحدث في مناطق الجوار، والاستماع إلى مايفكر ويقوم به مواطنيهم في كل أنحاء البلاد.
قائد فريق البث عمرو يؤكد التغطية الواسعة:
«النص الأصلي:Now Hawa SMART covers almost un-interruptedly an area which goes from Turkey to the very south of the country… [as well as] the coastal region. This [region] is very strategic because it is populated in majority with Allawite populations, the sect of President Bashar al-Assad, and which has been mostly supporting the regime since 2011. It was very important for us to reach this region because we are working for a united Syria. It is crucial to target all segments of society to avoid the collapse of the country.”»
«ترجمة:يغطي هوا-سمارت تقريبًا وبشكل غير متقطع المناطق الممتدة من تركيا وحتى جنوب البلاد، كما يغطي المنطقة الساحلية، والتي تعد ذات أهمية خاصة لأن غالبية السكان فيها هم من العلويون، الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، والتي بمعظمها تدعم النظام منذ سنة 2011. لقد كان شديد الأهمية بالنسبة لنا الوصول إلى هذه المنطقة لأننا نسعى لسوريا موحدة. لذا كان ذا أهمية الوصول إلى جميع شرائح المجتمع لتجنب انهيار البلاد”»
بدأت محطات الإذاعة هذه من قبل مواطنين إعلاميين هواة والذين أصبحوا الآن ينتجون عدة ساعات من الراديو يوميًا. برامج متنوعة- للترفيه وكذلك مواضيع شديدة الجدية. راديو الكل على سبيل المثال، يقدم برامج للأطفال وبرامج رياضة، بالإضافة إلى البرامج الإخبارية الإقليمية التي تركز على الاهتمامات المحلية، واتصالات في البرامج تسمح للمستمعين بالمساهمة في نقاش مخاوفهم واهتماماتهم المحلية.
يمكن متابعة بث أف أم الذي يسمع الآن في كل أنحاء سوريا من خلال الإنترنت عبر هوا-سمارت، وتمت إتاحتها للمغتربين السرويين واللاجئين، أو أي أحد آخر يريد أن يستمع لما يجري.
للبقاء على إطلاع، بإمكانك متابع راديو الكل على فيس بوك و ASMAL على تويتر @ASML_medialibre، أو تواصل معهم على info@medialibre.fr
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «الثورة الرقمية في تراجع: وسائل الإعلام السورية تطلق إنتاجها بدون إنترنت». الأصوات العالمية. 15 أبريل - نيسان 2014.
شارك الخبر:
|