الخوف بعد زلزال تسونامي في منطقة الكاريبي يبرز مدى ضعف الاستعداد لمثل هذه الكوارث

الأحد 14 يناير 2018


“لقد حذّرتنا الطبيعة. كان علينا أن نتوخّى الحذر.” هذا ما صرّح به مقدّم البرنامج الصباحي لراديو جمايكا كليف هيوز بعد 12 ساعة من ضرب زلزال بقوة 7.6 تحت سطح البحر لساحل الهندوراس في التاسع من يناير 2018.

لمدّة ساعة تقريبًا واصلت السلطات إطلاق تحذيرات لبويرتوريكو، جزر فيرجن الأمريكية، جزر كايمان، كوبا، جامايكا، وجزر كاريبيّة أخرى، بالإضافة إلى سواحل المكسيك وأمريكا الوسطى، لكن تم إيقاف الإنذار لاحقًا.

جاءت قوّة الزلزال أكبر من الهزّة التي حطّمت هاييتي في الثاني عشر من يناير/كانون الثَاني 2010.، والتي أودت بحياة حوالي 200 ألف شخص ( وأدّت إلى حدوث تسونامي أيضًا)

انطلقت التحذيرات في الأخبار من هيئات محلية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الزلزال وقع قبل العاشرة مساءًا بقليل، عندما كان الكثيرين قد ذهبوا للنوم:

«وفقًا لمركز الإنذار من أمواج التسونامي في المحيط الهادي، فإنَ أمواج تسونامي بارتفاع ثلاثة أقدام قد تضرب طول سواحل الهوندراس، بليز، جزر كايمان، جنوب كوبا وجامايكا.»

سُجّلت موجات تسونامي صغيرة في جزر كايمن.هذا ما حاول أحد المراسلين التحذير منه بصورة متواصلة على تويتر:

«لوحظت موجات تسونامي صغيرة في مدينة جورج بجزر كايمان.»

تقع كينغستون، عاصمة جامايكا، على طول السَاحل الجنوبي للجزيرة بين الجبال الزرقاء و البحر الكاريبي. نشر عمدة كينغستون ويليام دلروي تغريدات رسمية:

«يسبق التوقيت العالمي المتفق عليه UTC توقيت جامايكا بخمس ساعات. لذلك فإنّه من المتوقَّع وصول التَأثير في السَاعة 23:18 مساءًا. رجاءًا كونوا على استعداد لأن توقعات حدوث ذلك دقيقة.»

وغرّد كليف هيوز عن أهمية تويتر في مواقف شبيهة، مشيرًا إلى افتقاد مراكز الإعلام الجامايكيّة لصالة تحرير يقظة على مدار السَاعة طول أيَام الأسبوع:

«لقد كان الزلزال الذي حدث في وقت متأخر من ليلة البارحة درسًا ممتازًا لمستجبينا، وخاصةً لنا نحن العاملين في الإعلام. ببساطة لم نكن مستعدَين لنحذّر المدينة بالسرعة المطلوبة من الخطر. لدينا عمل نقوم به لأن الكوارث ليست متوقّعة، بل أكيدة الحدوث.»

الإجراءات المعتمدة للتحذير من التسونامي:

الكثيرين من المواطنين الجامايكيين لم يعرفوا بأمر الزلزال إلا عندما أيقظتهم رسائل قلقة عابرة للبحار:

«استيقظت في الخامسة صباحا لأجد رسالة تحذيرية على واتساب أُرسلت في 1:45 صباحًا، كان الاتصال بالإنترنت منقطعًا عندما ذهبت للنوم. لنفترض أنه كان خطرًا حقيقيًا، كيف كان لي أن أعلم؟»

على الأقل فإن الجامايكيين القاطنين خليج الميناء القديم يتمتعون بنظام إنذار من أمواج التسونامي، مما ساعد غي عملية إخلاء المقيمين:

«سكان خليج الميناء القديم يغادرون المكان فزعًا من خطر أمواج تسونامي محتمل.»

في بورتوريكو أيضًا حيث أطلقت السلطات تحذيرًا من حدوث تسونامي، تفاجأ السكان كغيرهم بالأمر:

اقتباس فارغ!

مازالت بورتوريكو تعاني من الأضرار الجسيمة التي خلّفها إعصار ماريا العام الماضي على بنيتها التحتية، عندما كان نظام الإنذار خارج الخدمة.

اقتباس فارغ!

ازداد الخوف والقلق عند تراجع أمواج البحر على الساحل الجامايكي لبليز. كما نشر مركز الأرصاد الجوية بترينيداد وتوباغو على تويتر قائلًا:

«في الساعة 12:30، واصلت المياه في التراجع في سان بيدرو ويبقى خطر التسونامي قائمًا بالنسبة لبليز وهوندراس.

ابقَ بعيدا عن المناطق الساحلية إذا كنت تقيم على الساحل الكاريبي لبليز أو هندوراس.»

«المزيد من الصور من سان بيدرو، بليز حيث تراجعت الأمواج

ابتعدوا عن السواحل!»

قام مواطن من البليز بعبور المناطق الساحلية بشجاعة، لينشر مقاطع فيديو مباشرة موضحًا أن الشرطة قامت بإخلاء المناطق المتضررة.

من سخرية القدر أن الحديث عن الزلزال كان قد بدأ خلال الأسبوع المخصص للتوعية من الزلازل في جامايكا والجزر الأخرى. حيث نشرت وكالة إدارة الكوارث في جزر تركس وكايكوس على تويتر:

«ترجمة:أجرى قسم إدارة الكوارث وحالات الطوارئ وإدارة الإطفاء لجزر تركس وكايكوس اليوم تدريبات محاكاة الزَلازل لصالح المكاتب الحكومية والشركات الخاصة داخل المركز التجاري وسط المدينة. لقد شارك أكثر من 70 شخصًا متبّعين أسلوب السلامة “الانخفاض، التغطية، والانتظار” قبل إخلاء المباني.»

لكن المخاوف متزايدة من بروتوكولات شركات الاتصالات الإقليمية عند التحذير من التَسونامي.

على الأقلَ يوجد في هايتي نظام إنذار.

أتاحت شركة إنترنت في هايتي الولوج المجاني إلى وحدة الزلازل الحكومية.

بينما يأتي تواجد الوكالات الحكومية على الإنترنت في جامايكا جزئيًا:

اقتباس فارغ!

كيف تجد الحلول وروح الدعابة في المواقف الصعبة:

رغم الخوف، لا زال هناك متّسعًا لروح الدعابة لدى الكاريبيين. فقد نشر بورتريكيّ على تويتر:

اقتباس فارغ!

حاولت مارفيا لواس وهي وجه ديني جامايكي بارز أن تجد الجانب المضحك لهذه الحادثة أيضًا، لكنها لم تستطع التغاضي عن مدى جديّة الأمر:

«ترجمة:التحدث عن تسونامي وجامايكا في سياق واحد.. لم يعد طريفًا بعد الآن. أريد أن أعرف.. ماذا الآن؟ كيف يمكن أن تصل الإنذارات إلى مواطنين غير مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، ولا يستمعون إلى الراديو ليلًا لمعرفة الأخبار. هل ستتمكّن صافرات إنذار وحدات الدفاع المدني من إيقاظ السكان في كلّ مدينة؟ إنها بالكاد تُسمَع لمعلوماتكم.»

استمرت المناقشات في وسائل الإعلام الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تلقى مكتب الاستعداد لمواجهة الكوارث وإدارة الأزمات اقتراحات تمكّنه من تعزيز حضوره الإعلامي عبر الإنترنت:

اقتباس فارغ!

كما عبّر ويليام عمدة كينغستون عن رأيه قائلًا:

«ترجمة:يجب أن نتعلّم من هذه التجربة، وأن نعمل سويًا على رفع مستوى جاهزية أنظمتنا للإنذار. إنه لمن الصعب غالبًا التنبؤ بحدوث الكوارث الطبيعية، لذلك فإن التيّقظ ومنهجية استباق الأحداث ضرورة.»

هناك العديد من الدروس لتتعلّمها بلدان الكاريبي ذات التاريخ الحافل بالزلازل.

مصادر عدل