السر وراء إطلاق 21 طلقة في حفل نقل المومياوات الملكية

يتساءل الكثير عن السر وراء إطلاق 21 طلقة في حفل سير موكب نقل المومياوات الملكية، أو كما يحدث في كثير من المراسم الرسمية. ويعود السر في هذه القاعدة البروتوكولية بعد تراكم مجموعة من عادات متوارثة إلى أن استقرت على الشكل والعدد الحالي، حيث بدأت القصة عندما كانت التحية من البحرية البريطانية، والتي كانت تسيطر على بحار العالم تقريبًا للمواقع الموجودة على الساحل سبع طلقات، يقابل كل طلقة منها 3 طلقات من على الساحل، ليصل عددهم إلى 21 طلقة، بسبب أن بودرة المدافع كانت تتخزن بشكل أفضل على اليابسة أكثر من السفن، فالبارود كان يعتمد على «نترات الصوديوم»، لكن مع الوقت تم تغيير مواد البارود وأصبح يعتمد على «نترات البوتاسيوم»، فصارت السفن تقابل الطلقة بطلقة. وأصبح بعد ذلك عدد الطلقات يرتبط بمكانة الدولة، فمثلا ملك بريطانيا كانت تطلق له 101طلقة.. والدول التابعة للامبراطورية البريطانية 21 طلقة وهكذا، حسب المقام كل منهم وبعد ذلك اختلفت مراسم التحية من مكان لمكان وأصبح من الصعب تتبع مثل هذه البروتوكولات. فأصدرت بريطانيا اقتراحًا أن تكون التحية طلقة يقابلها طلقة، «النار بالنار» وعلى اعتبار أن بريطانيا تعتمد الــ21 طلقة، اعتمدت الدول الأخرى نفس الشيء فأصبح بروتوكولا عالميا. ويعود المغزى المقصود من إطلاق طلقات المدافع أصلا كنوع من التحية إلى قرون مضت منذ اختراع المدفعية، حيث تعد حيازة القوة العسكرية من رموز مكانة الدولة وعزتها، فكان في إطلاق المدافع نوع من التباهي بالقوة، وفى الوقت نفسه إشارة للضيف الزائر إلى أن المدفعية قد أفرغت ذخيرتها في الهواء تأكيدًا لمعنى السلام والترحيب بالضيف وإعطائه الأمان الكامل في البلاد المسضيفة. هكذا كمعظم قواعد المراسم، تكون البداية بعادات قديمة لها ظروفها من عصور مضت، ثم تكتسب نوعا من الاحترام والتبجيل والتطبيق من كل الدول. ويشهد العالم اليوم نقل المومياوات الملكية من متحف التحرير لمتحف الحضاره بالفسطاط، ويضم الموكب مومياوات لـ ١٨ ملك و ٤ ملكات من العصر الفرعوني، و يتابع الحدث أكثر من ٤٠٠ إعلامي من كافة أرجاء العالم.

مصادر عدل