السعودية: أسر المعتقلين تعسفياً تحيي يوم المعتقلين الثالث

السبت 13 يوليو 2013


أحيت أسر المعتقلين تعسفياً “يوم المعتقلين الثالث” احتجاجاً على استمرار الاعتقال التعسفي لأحبائهم، الذين قضوا سنوات طويلة خلف القضبان وحُرموا من حق الخضوع لمحاكمات عادلة. وقد وافق “يوم المعتقلين الثالث” يوم الأحد 7 من يوليو/ تموز الماضي وهو حدثٌ دعت إليه مجموعات ناشطة مجهولة الهوية عبر @ e3teqal و@ almonaseron

تعدّ المملكة العربية السعودية واحدة من قلة من الملكيات المطلقة المتبقية في العالم، ولها سجل حافل بانتهاك حقوق الإنسان، بما فيه اعتقال تعسفي لأكثر من 30,000 شخص.

وفي كل أنحاء المملكة، رفع أهالي المعتقلين تعسفياً صور ولافتات تطالب بإطلاق سراح ذويهم المعتقلين. كما قاموا بتسجيل فيديوهات ووزعوا منشورات لجذب انتباه الرأي العام إلى قضيتهم وزيادة الوعي الشعبي بها. وبعكس يوم المعتقلين الأول و الثاني، تواجدت قوات الأمن لحراسة الجسور العامة والتأكد من عدم تعليق اللافتات عليها، وتم أيضاً إعادة طلاء كل الجدران التي كتب عليها أي شعارات مساندة للمعتقلين وأهاليهم.

الأسرة التي حظيت بأكبر قدر من الانتباه في ذلك اليوم هي أسرة السجين عبد الله العياف. وكان العياف قد قضى ست سنوات في المعتقل، وبرغم أنه حوكم وتمت تبرئته، إلا أنه لا يزال معتقلاً حتى الآن. وعلّقت صوره على واجهة منزل الأسرة في مدينة القصيم.

حاصرت قوات الأمن والمباحث منزل أسرة العياف، وتحدث أحد رجال المباحث مع مها الضحيان، زوجة العياف، وتلفظ عليها بشتائم بذيئة. لاحقاً قدم أحد رجال الشرطة للحديث معها وطالبها بنزع صورة السجين عبد الله العياف من واجهة المنزل، لكنها أخبرته عن رجل المباحث التي تلفظ عليها

“لا أظن أن أحد رجالنا قد يتلفظ عليك بهذه الطريقة” رد عليها رجل الأمن “اللافتة على واجهة المنزل هي السبب الوحيد لوجودنا هنا، من الأفضل والأصلح نزعها”.

“هذه اللافتة معناها أني أريد زوجي. لا ترسلوا لي بلطجيتكم” ردّت عليه مها الضحيان.

وقد قام ياسر العياف، ابن مها الضحيان، بتصوير هذه المحادثة بالكامل. سأله رجل الأمن عمّا لو كان يسجل ويصوّر محادثتهما، فأجابه ياسر “نعم”. حينها سارع رجل الأمن باجراء مكالمة هاتفية بينما استمرت الأم تقول: “هل تتصل بشأن ابني؟ أنا من قلت له أن يصوّر”.

http://www.youtube.com/watch?gl=US&hl=en&client=mv-google&v=eKDgJGYZdkc

حالما تم تحميل الفيديو على اليوتيوب، انتشر بسرعة قياسية وتم تداوله بشكل واسع. من جهة أخرى، بادر مغردون سعوديون بإنشاء وسم يطالبون فيه بمحاسبة رجل المباحث بتهمة القذف.

في الفجر، هدد رجال الشرطة صالح العياف، شقيق ياسر، وأخبروه بأنهم سيحطمون سيارته إن لم يسلمهم إثبات هوية أخيه ياسر.

مها الضحيان غرّدت بدورها على تويتر:

«النص الأصلي:@cczz1000: الناس في صلاة الفجر تذكر الله ورجال الشرطة عند بابنا يطالبون تسليم ابنائي لهم والا سيعدم سيارتنا ..اي امن يتحدثون عنه حسبي الله وكفى»

في اليوم التالي، 8 من يوليو/ تموز، جاء رجال الشرطة لمحاصرة منزل آل العياف للمرة الثانية، وطالبوا الأسرة بتسليم ابنهم الذي قام بتصوير الفيديو. في نفس الوقت، اتصل موظف في وزارة الداخلية على الأسرة وطالبهم بحذف المقطع ووعدهم بالاستجابة لمطالبهم.

في آخر حديث لي مع ياسر، قال لي:

«النص الأصلي:سيخرج والدي من السجن عاجلا أو آجلا. أنا لا أفعل كل هذا من أجل والدي. أنا لست بطلاً، لكن الطريق مظلم وطويل، اذا لم نبادر نحن ونحرق أنفسنا، فمن سيضئ الطريق غيرنا؟”»

مصادر

عدل