الشرطة البرازيلية تمنع المراهقين السود من ارتياد الشواطئ الراقية في ريو دي جانيرو

الجمعة 18 سبتمبر 2015



لا شيء يُضاهي الغوص في المياه الباردة لأشهر الشواطىء العالمية في ريو دي جانيرو في صباح الآحاد الساخنة. إنّ البقعة الترفيهيه المفضّلة – التي تظهر على بطاقة البريد البرازيلية المعروفة على نطاق واسع – تُقدّم أيضًا أقل من بطاقة المعايدة المشمسة لدولة توترت بسبب العلاقات الفئوية العرقية الطبقية.

بينما تعيش قلة محظوظة قريبة بما فيه الكفاية للسير أو ركوب الدراجات للوصول إلى الشواطىء الرملية لكوباكابانا وايبانيما – التي تقع في الأحياء الراقية من المنطقة الجنوبية – إلاّ أن معظم سكان ريو يمضي أكثر من ساعة في المواصلات العامة للوصول إلى الشواطىء للإستمتاع برملها وشمسها. ففي الأسبوع الماضي، قام 150 مراهقًا برحلة من ضواحي ريو إلى الشاطىء، وانتهى بهم الأمر في قضاء نهارهم في مركز الشرطة بدلًا من الاستمتاع برمل الشاطىء. السبب؟ ربما ارتكبوا جريمة.

وفقًا للقصة التي كشفت عنها الصحيفة المحلية اكسترا، فإن الشرطة تقومُ وبانتظام بايقاف الحافلات المتجهة من المنطقة الشمالية إلى شاطىء كوباكابانا وإحالة المراهقين إلى مركز الشرطة، حيث يملأون إستمارة معينة وينتظرون أحد الوالدين أو الوصيّ لإخراجهم ومرافقتهم. اكتشف الصحفيون أنه تم إعتقال مجموعة من 15 مراهقًا، جميعهم ذوي بشرة سوداء عدا واحدًا منهم. ولم يتم العثور بحوزتهم على أسلحة أو مخدرات.

قال مراهق يبلغ 15 عاماً لمراسل اكسترا “يعتقدون أنّنا لصوص لأننا أصحاب بشرة سوداء. “وأوضح مراهق آخر يبلغ من العمر 17 عامًا للمراسل ما حدث:

«النص الأصلي:Os PMs entraram no ônibus e selecionaram quem eles queriam que saísse. Fomos nós cinco e mais dois. Achamos que seríamos revistados e depois nos liberariam, mas isso não aconteceu. Um policial disse que essa era a lei aqui de baixo, porque estava tendo muito roubo»

«ترجمة:The policemen entered the bus and demanded that some get out. It was the five of us and another two. We thought we would be frisked and let go, but that didn't happen. An officer said that that's the law ‘down here’ now because of too many thefts at the beach.»

«ترجمة:دخل أفراد الشّرطة الحافلة وطلبوا منّا الخروج منها. كنا خمسة بالإضافة لإثنين آخرين. أعتقدنا في البداية بأنهم سيقومون بتفتشينا ثم تركنا، لكن هذا لم يحدث. قال الضابط إنه القانون حاليًا في “هذه المنطقة” بسبب العديد من السرقات على الشاطىء.»

قالت الشرطة أن هدفها حماية القاصرين الذين هم في حالة من الضعف، لكن تعتقد مجموعات حقوقية أن السبب الحقيقي هو منع الشباب الفقراء من التتردد على شواطىء المنطقة الجنوبية الأنيقة – حيث يُزعم أنهم يرتكبون بما يسمى سرقة الغوغاء- المعروفة محلياً باسم arrastões

صرّحت الموظفة العامة من دائرة الرفاه الإجتماعي الحاضرة في مركز الشرطة، والتي طلبت من مراسل اكسترا عدم الكشف عن هويتها، بأنها لا توافق على هذه السياسة، بالإضافة إلى اعتقال 160 مراهق خلال عطلة نهاية الأسبوع.

«النص الأصلي:No início, o critério era estar sem documento e dinheiro para a passagem. Agora, está sem critério nenhum. É pobre? Vem para cá. Só pegam quem está indo para as praias da Zona Sul. Tem menores que, mesmo com os documentos, são recolhidos. Isso é segregação.»

«النص الأصلي:In the beginning, the criteria was to be without ID or money for the bus fare. Now, there is no criteria. Are they poor? Come over here. They only detain those who are going to the South Zone beaches. Some minors, even with ID, are collected. This is segregation.»

«ترجمة:في البداية، كانت الاحتجاز يتم بسبب عدم حمل الهوية التعريف الشخصة أو امتلاك أجرة الحافلة، لكن حالياً، لم يعد هناك معايير. ألأنهم فقراء؟. يتم احتجاز هؤلاء الذين يذهبون إلى شواطىء المنطقة الجنوببة فقط. حتّى القصّر الذين يحملون بطاقات التعريف. هذا هو التمييز العنصري.»

قالت المحامية العامة أيفرازيا سوزا داس فيرجين للصحافة بأن من حق الأطفال فوق 13 عامأ التجول في الأماكن العامة دون مرافقة أحد الوالدين أو الوصي. وأضافت “الوضع الخطير هو عندما يكون الطفل في الشوارع أو يتم إستغلاله، يمكن في هذه الحالة التدخل، لكن عن طريق الاخصائيين الاجتماعيين، وليس الشرطة”.

طلبت المحامية العامة وزميلها رودريغو أزامبوجا بإجراء تحقيق رسمي عن طريق مكتب شرطة حماية الأطفال والمراهقين. وقالت “لم يتم حتى تسجيل شكوى رسمية في مركز الشرطة، كان ما حدث هو توقيف الأولاد طوال اليوم”.

بينما صُدم البعض من هذه السياسة، دافع حاكم ولاية ريو دي جانيرو عن تصرفات أفراد الشرطة هذا الأسبوع، وقال بأن العملية مستمرة منذ صيف 2014 عندما بدأت الشرطة في تعقب القاصرين الذين ارتكبوا سرقات على الشاطىء في الماضي.

«النص الأصلي:Quantos arrastões nós tivemos, praticados por alguns desses menores? Não estou falando que são todos os que estavam ali, mas tem muitos deles, mapeados, que já foram apreendidos mais de cinco, oito, dez ou 15 vezes, como na Central do Brasil.»

«النص الأصلي:How many mob thefts were committed by some of those youths? I'm not saying all of them [who were “collected” over the weekend] are involved, but many have been tracked by us, they have been detained five, eight, 10 or 15 times before.»

«ترجمة:كم عدد سرقات الغوغاء التي أُرتكبت من قبل بعض هؤلاء الشباب؟ أنا لا أقول أنّ جميعهم متورط (الذين تم جمعهم خلال عطلة نهاية الأسبوع)، لكن تم تعقب الكثير منهم من قبلنا وكانوا أعتقلوا خمس، ثماني، عشر أو خمس عشرة مرة قبل ذلك.»

مع ذلك، يقول رودريغو أزامبوجا أن تصرفات الشرطة لا تزال غير قانونية تمامًا إذا نظرنا إلى المادة 230 من قانون الأطفال والقصّر الذي يمنع احتجاز الأطفال والمراهقين دون أمر من المحكمة أو الذين يتم القبض عليهم متلبسين بارتكابهم جريمة.

نشر المشرّع مارشيلو فريكسو من الحزب الاشتراكي على صفحته في الفيسبوك:

«النص الأصلي:A Polícia Militar do Rio de Janeiro, a mando do Estado, montou uma operação para evitar os arrastões na praia. Para isso, proibiu que mais cem jovens pudessem ir à praia. Com qual devida suspeita estas pessoas foram recolhidas? Baseados em que informações e denúncias? Apenas porque eram jovens, moradores do subúrbio e negros.

É evidente que ninguém quer e concorda com arrastão, mas não podemos condenar toda uma população pobre, negra e que vem do subúrbio para as praias porque eles podem vir a cometer um crime.»

«ترجمة:The military police, under state orders, carried out an operation to avoid mass robberies at the beach. In doing so, it prevented more than 100 young people from going to the beach. Based on what suspicion were these people “collected”? Based on what information or whose complaint? It was just because they were young, suburban residents and black.

It's obvious that no one wants or agrees with mass robberies, but we can't condemn an entire poor black population that come from the suburbs to the beaches because they might commit a crime.»

«ترجمة:نفذّت الشرطة العسكرية بأمر من الدولة عملية لتجنب السرقات الجماعية على الشاطىء. والنتيجة، منعت أكثر من 100 شاب من الذهاب إلى الشاطىء. لكن على أي أشتباه تقوم باحتجازهم؟ وبموجب أي معلومات أو شكاوى؟. كان ذلك لمجرد أنهم من الشباب وسكان الضواحي وأصحاب بشرة سوداء. من الواضح أن لا أحد يريد أو يوافق على السرقات الجماعية المنظمة. لكن لا يمكننا إدانة كل السكان ذوي البشرة السوداء الفقيرة الذين يأتون من الضواحي إلى الشواطىء بسبب أنّ هولاء قد ارتكبوا جريمة.»

العنصرية والسياسة الأمنية: علاقة حب

يعودُ المُسمى arrastões، والذي يترجم “المصيدة” إلى سنوات التسعينات من القرن الماضي، وهو تظلم قديم لمرتادي شواطىء ريو. ففي مجموعات من 15 شخصاً أو أكثر من الأطفال والمراهقين – لاتتجاوز أعمار بعضهم 10 سنوات – يكتسحون الشاطىء ويخطفون الحقائب والهواتف والمجوهرات وأي شيء آخر يُمكنهم حمله. يفتعل بعضهم أحيانًا مشاجرة وهمية بينما يقوم البعض الآخر باستغلال فرصة الفوضى والاضطراب للسرقة. تستجيب الشرطة من وقت لآخر، وتقوم بحملات اعتقال كبيرة على المشتبه بهم على الشاطىء في مشهد مؤلم كئيب حيث تتطاير الكراسي والمظلات فوق رؤوس مرتادي الشاطىء.

وكثيرًا ما تُلقي ردود الفعل الغاضبة للضحايا الضوء على العنصرية والتفرقة في ريو دي جانيرو غير المتكافئة، حيث يشعر سكان المنطقة الجنوبية من الأغنياء أصحاب البشرة البيضاء بأنه تم اجتياح منطقتهم من قبل الجماهير الفقيرة. نادى بعضهم، ولفترة من الوقت، إلى وقف خطوط الحافلات التي تربط المنطقة الشمالية مع الشواطىء.

اقترحت صحفية، في كانون الثاني/يناير، أنه ينبغي فرض “رسوم” على الراغبين في الاستمتاع بحمام شمسي في كوباكابانا وايبانيما، وهذا من شأنه أن يكون “الطريق الوحيد” لإمكانية منع السرقات. ونُشر في الفيسبوك، وتم حذفه في وقت لاحق، قولها ” أنّ هذا يبدو غريبًا لسكان كاريوكا الذين اعتادوا على الذهاب إلى الشاطىء مجانًا لكن في بلاد ما وراء البحار يعتبر الأمر شائعًا جدًا.”

في 2001، تم بناء بركة اصطناعية بمياه مالحة عرفت باسم (البركة راموس الكبيرة) وسط الأحياء الفقيرة من المنطقة الشمالية مما أثار الكثير من الجدل. كان يُنظر إليها على أنها سياسة “الخبز والسيرك” وأن هدفها الرئيسي هو السيطرة على الفقراء ومنعهم من التوجه إلى الشواطىء الجنوبية.

يُظهر التلفزيون البرازيلي في برنامج وثائقي قديم من 1989 بعنوان “الفقراء يتجهون إلى الشاطىء” سكان المنطقة الجنوبية البيض علنًا بقوله أن هؤلاء الأشحاص ليسوا “البرازيلي الحق”، بل “شبه العنصري”.

Documento Especial - Os Pobres Vão à Praia على يوتيوب

مصادر

عدل