الشرق الأوسط: أرابيسك، منافسة المدونات والمناقشات
الأربعاء 30 سبتمبر 2009
أرابيسك، مسابقة سنوية لاختيار أفضل المدونات العربية. وتعني المسابقة بالعربية هنا، المدونات في المنطقة العربية وتلك المكتوبة باللغة العربية أيضاً. يتم تنظيم المسابقة من قبل مؤسسة كلمة ومالكها محمد الساحلي، الذي يصف نفسه بأنه أول مدون عربي يتفرغ للتدوين.
تركز المسابقة في عامها الأول على المدونات المتخصصة، التي تدون عن موضوع معين أو مواضيع مرتبطة ببعضها البعض. ومن ثم سيكون هناك جوائز للمدونات المتخصصة وجائزة واحدة لأفضل مدونة عامة أو شخصية.
للمسابقة شرطين رئيسين. الأول أن تكون المدونات المشاركة تتميز بالأصالة في المحتوى. إذ لن تقبل ترشيحات المدونات التي تنشر مواد محفوظة الحقوق دون إذن من صاحب الحق. أو المدونات التي يغلب عليها طابع النقل وإعادة النشر لمحتويات أخرى، حتى إن كانت موادا مأذون بإعادة نشرها. والثاني على المدونات المشاركة أن تكون متوافقة مع الأخلاق العامة للمجتمعات الإسلامية.
كتب أحمد شقير، في مدونته حكاوي آخر الليل، عن غياب هذا النوع من المسابقات في العالم العربي وعن انطباعه الأول عن أرابيسك:
وهي لمن لايعرف أول محاولة جدية لاختيار أفضل المدونات العربية السنوية ، تعودنا من قبل أن نعتمد على مسابقة عالمية يتيمة واحدة تقيمُها وكالة الدويتش فيلا الألمانية ، ومن ضمن أقسامها اختيار أفضل مدونة عربية ، لنجد في مسابقة أرابيسك أول محاولة محلية جدية لعمل مسابقة لأفضل المدونات العربية ، قدمت المسابقة نفسها بموقع متخصص ذو تصميم عالي الجودة وشركات داعمة و جوائز مشجعة لمثل هذا الطابع من المسابقات ، ولجنة تحكيم لأشخاص يبدو عليهم حسن الإطلاع والعلم بمعايير التقييم طبقاً للتقديمات التي قدمت لهم المسابقة
محمد الساحلي، المعروف أيضاً بمحمد سعيد احجيوج، كتب المزيد عن قواعد وشروط المسابقة وعن مواصفات الاختيار:
كل مدونة مرشحة تم تقييمها من طرف أربعة محكمين مختلفين، وتوزيع المدونات على المحكمين تم بشكل عشوائي تماما لمنح المسابقة أكبر حيادية ممكنة. لو أن كل مدونة قيمها أكثر من أربعة محكمين لربما اختلفت النتيجة النهائية. لكن كل محكم قيم 300 مدونة ولم يكن بالإمكان طلب المزيد من أفراد متطوعين.
هناك معايير محددة للتقييم: كل محكم يمنح المدونة التي يراجعها نقاطا بين 1 و10، وزعت بالشكل التالي: ست نقاط مخصصة للمحتوى (الأصالة، الجودة والأسلوب). ثلاث نقط مخصصة للتصميم (جمالية الصفحة، سهولة التصفح وإيجاد المحتوى). النقطة المتبقية يمكن للمحكم منحها حسب انطباعه عن كل مدونة
أثارت المسابقة جدال ونقاش كبير. وكان للمدونين من مختلف أنحاء العالم العربي آرائهم وتعليقاتهم الخاصة على شروط المسابقة واختياراتها.
يعتقد الجديد أن بعض الاختيارات في الحقيقة غير متوافقة مع شرط المسابقة الثاني.
@aljded: كيف تقبل مدونة نوفل في مسابقة أرابيسك وهو يقول أنه لا يتعرف بأي ثوابت
كما كتب المدون المصري وائل عباس:
@waelabbas: مسابقة أرابيسك حذفت ترشيحات لمدونات تناقش الأديان تماما من المسابقة بعد ترشيحها بعدة ساعات فقط
من ناحية أخرى سخرت المدونة المصرية نورا يونس على نظام التصويت في المسابقة، خاصة تصميم المدونة، تلك النقطة التي كان لها وزن كبير في عملية التقييم:
«النص الأصلي:@NoraYounis: Display & design of voting page at Arabisk award is silly & primitive. How can you claim to chose blogs based on design? Terrible.»
«ترجمة:التصويت من أجل التصميم والعرض في مسابقة أرابيسك أمر غبي وبدائي. كيف تطالب باختيار المدونات اعتمادا على التصميم؟ أمر مزعج»
كذلك أحمد شقير، الذي لم يعجب بمواصفات تقييم المسابقة وتضمين تصميم المدونة في عملية التقييم:
ترى لجنة التحكيم أن التصميم الخاص بالموقع شيء رئيسي في معايير التقييم ، وهذا خطأ فادح ففكرة التدوين أساساً تقوم على حرية التعبير وقيمة المحتوى وطريقة التعبير ، والمواقع العالمية تقدم قوالب جاهزة لكي تسهل على المدوّن فكرة التصميم حيث لايشترط في صاحبها القدرة على التصميم ، ولكن أخواننا المحكمين التقنيين كانت اهتمامتهم بالتصميم عالية جداً على حساب المحتوي
كتب شقير أيضاً…
لتظهر القوائم النهائية للمدونات المرشحة من لجنة التحكيم للتصفية النهائية لنكتشف أن المدونات المتخصصة ماهي إلا مدونات تقنية وكأن التخصص لايكون إلا في المدونات التقنية
…
أين المدونات المتخصصة السياسية والأدبية والرياضية وغيرها علماً بأن أكثر المدونات تخصصاً هي المدونات الأدبية التي تحمل قصائد أو شعر أو قصص
نظام التصويت، والذي يعد المرحلة الثانية في التقييم بعد اختيار أفضل 10 مدونات من قبل لجنة التحكيم، تعرض النظام لجدل ونقاش واسع. يعد نظام التصويت في أرابيسك مشابه لنظام مواقع مختلفة مثل ديج وريديت، الذي يمكن المستخدم من إعطاء تصويت بالإيجاب أو السلب على المدونات.
@iAbdullah: وش سالفة تصويت أرابيسك ؟ الحين قبل شوي كنا بالموجب الحين شغالين في السالب ؟ وشلون واحد يفوز وهو سالب
وأكتشف بعدها، استغلال سوء النظام واستخدامه من قبل بعض المستخدمين بإعطاء أصوات سالبة للمدونات المنافسة.
@AhmedsWorld: في ناس بتستعبط و تخلي معارفها تدخل تصوت بالسالب للآحرين ! العرب مينفعش معاهم لا أرابيسك ولا بطيخ
وكان من الواضح أن التصويت بالسلب خطأ فادح.
@AmrSpace: التقيم السالب أكبر غلطة وقع فيها القائمون على مسابقة أرابيسك وأتمنى فعلا لو يتم الغائه
وأكتشف المنظمون هذا الخطأ وبعد أن أدركوه، قرروا حذف كل التصويتات السالبة وإلغاء هذا الأمر.
@medtanger: بعد تحديث الأعداد الأخير، ارتفع تقييم مدونتي من -4 إلى +23، الحمد لله
بالنسبة للفضاء التدويني المصري، أنزعج كل المدونين المصريين من ترشيحات المسابقة بسبب غياب المدونات المصرية تقريبا من كل الترشيحات، في حين أن المدونات المصرية تشكل ثلث الفضاء التدويني العربي.
@GEMYHOoOD: مسابقة أرابيسك لاحسن المدونات العربية مفيش و لا مدونة مصرية إتأهلت
@Shokeir: مع إحترامي لجميع القائمين على أرابيسك لكن مايحدث تهريج .. من الألف مدونة المرشحة لاتوجد ولا مدونة مصرية وقع عليها الترشيح من العشرين مدونة
كما كتب شقير أيضا في مدونته:
سوف تجد في المدونات الشخصية وهي ماتهمني “فلا يهمني الهراء الذي يحدث في المدونات التقنية للأسباب السالف ذكرها” سوف تكتشف أن العشرة مدونات المنتقاه هي عبارة عن خمس مدونات سعودية ومدونتين من الإمارات ومثلهما من المغرب وواحدة قطرية … نعم لا توجد مدونة مصرية ، المدونات المصرية وعددها يفوق المائتين ألف مدونة وتظل نسبتها من المدونات العربية ثلاثين في المائة ، لاتوجد منها ولا مدونة في النتيجة النهائية
أيضا كان المدون المصري وائل عباس في حالة انزعاج شديدة وهاجم المسابقة.
@waelabbas:كل المدونين المصريين قالوا على مسابقة أرابيسك إنها خرا خرا خرا لكن إشمعنى أنا اللي باتشتم وبيتقال عليا عندي جنون عظمة
جعل هذا التعليق أبو شمس يرد دفاعاً عن أرابيسك:
@aboshms: لو أقيمت مسابقة أرابيسك لأقذر وأقبح لسان تدويني لما خرجت الجائزة من أرض أم الدنيا
أيضا كتب محمد الساحلي، منظم المسابقة، تدوينة منفصلة على مدونته الخاصة للدفاع عن نفسه وعن مسابقته:
أغرب ملاحظة وصلتني هي حول غياب المدونات المصرية من القائمة المصرية. حقيقة لم أنتبه لذلك ولم أفكر في مسألة التمثيل الجغرافي. لذلك لا تقلقني هذه النقطة. الأغرب هو وجود مدونة مصرية فعلا في قائمة المدونات المتخصصة، لكن صاحب الملاحظة يعتبر غياب مدونة مصرية من صنف المدونات الشخصية هو غياب عن المسابقة ككل.
كما قلت لم أهتم بمسألة التمثيل الجغرافي، لكني سأفتح هنا قوسا: المسابقة تركز على المحتوى وعلى العربية الفصحى. في حين أن أغلب المدونات المصرية (ليس كلها) تستخدم العامية بإفراط، كما أنها في المحتوى تركز على المواضيع ذات الطبيعة الإخبارية السياسية مما يجعل محتواها يفقد قيمته سريعا
أخيراً، لم يتقبل بعض المدونين، مثل الفقيه، حقيقة عدم اختيار مدوناتهم، ببساطه لأنهم متأكدين وعلى ثقة من أن مدوناتهم هي الأفضل.
أريد أن أعرف: لماذا مدونتي ليست ضمن العشرة الأوائل؟ والمسألة ليست غروراً ولا كِبراً والعياذ بالله. لكني اطلعت على العشرة المبشرين بالفوز.. وهي في مجملها مدونات -مع تقديري لأصحابها- ليست “رهيبة”.. ناهيك عن استحقاقها لتمثيل الأمة العربية في ميدان (البولغة). ومن نافلة القول أني أرى بأن مدونتي هذه هي أفضل من معظم أولئك العشرة من ناحية المحتوى والتصميم.. إلخ إلخ.
يتم إعلان الفائزين يوم 1 من أكتوبر/ تشرين الأول.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «الشرق الأوسط: أرابيسك، منافسة المدونات والمناقشات». الأصوات العالمية. 30 سبتمبر - أيلول 2009.
شارك الخبر:
|