الشرق الأوسط: وداعاً ساراماجو!

الجمعة 2 يوليو 2010


نعى المدونون في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفاة الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماجو، البرتغالي الوحيد الفائز بجائزة نوبل في الأدب، والذي أدهش العالم بوجهات نظره الخاصة والمثيرة للجدل الديني والسياسي. كانت هناك العديد من الردود في الشارع البرتغالي وبجميع أنحاء العالم ولم يكن والعالم العربي استثناء. وكتبت المدونة المصرية بدوية خوسيه ساراماجو يودع أشجاره:

«النص الأصلي:في خطابه بمناسبة فوزه بنوبل، تحدث ساراماجو عن سنوات الطفولة واستذكر وفاة جده جيرونيمو بهذه الكلمات: “ذهب إلى حديقة بيته. هناك بضع شجرات: أشجار تين وزيتون. ذهب إليها واحدة واحدة واحتضن الأشجار ليقول لها وداعا، لأنه كان يعرف أنه لن يعود. إن رأيت شيئا كهذا وإن عشته ولمْ يترك فيك ندبا إلى آخر العمر، فإنك رجل بلا إحساس”. اليوم جاء الدور على ساراماجو ليقبّل أشجار حديقته هو الآخر ويقول لها: وداعا.»

ويتوقع المدون اللبنانيّ جهاد بَزِّي ما يفعله الأديب الراحل حاليا ً:

«النص الأصلي:لقد مات الكاتب إذاً.. حيث ولد الآن، يتلفت مراقباً. سيكتب عما يرى، لا فرق ما إذا كان في الجنة أو في جهنم، أو حيث أظنه مكانه المفضل بعد الموت: العدم الرائع.»

بجانب كونه كاتباً وأديباً، كان لساراماجو نظرته السياسية الخاصة. وهذا ما جعل المدون السوريّ الساكن في إسبانيا ياسين السويحة يكتب عن تجربة الراحل السياسية في مدونته “أمواج إسبانية في فرات الشام”:

«النص الأصلي:رحل رجلٌ يكفي لوصفه أنّ أقلّ ما يمكن أن يقال عنه أنه حائز على كبرى جوائز الأدب و الرواية و الشعر, و منها جائزة نوبل.. إن جوائزه الحقيقة كانت بشجاعته في تشريح الظلم و الطغيان, في تحدّيه و طعنه.. في دفعه و الدفاع عن ضحاياه. للذاكرة تبقى له مواقف و أقوال و أفعال.. مثل تلك الوقفة أمام ملايين المتظاهرين ضد غزو الطغيان للعراق, ذلك الرجل الثمانيني الخارج من آلاف المعارك وقف أمامهم و قال: ” يوجد الآن في العالم قوتان عظيمتان: الولايات المتحدة و أنتم”. رحل الحالم المناضل من أجل عالمٍ أفضل, أكثر عدلاً.. أكثر منطقياً»

وقد علق قارئ مجهول على تدوينة ياسين. واعترض القارئ على هذه العبارة : “رحل رجلٌ يكفي لوصفه أنّ أقلّ ما يمكن أن يقال عنه أنه حائز على كبرى جوائز الأدب و الرواية و الشعر، و منها جائزة نوبل” معلقاً ان ساراماجو من الشخصيات التي تعرف بما تفعل وتقول وليست تعرف بالجوائز والمكافآت:

«النص الأصلي:يعني الجوائز ما هي إلا هامش بحياة الكبار, يعني هي شغلة بيفكر العالم انو عمل الي عليه بس يعطين جايزة قال! وكأنو هني ناطرينا!»

ومن ناحية أخرى عبر أحمد شوقي عن قلقه من أن تطغى نظرياته السياسية المثيرة للجدل على أدبه الرائع:

«النص الأصلي:وداعا أبو الرواية البرتغالية..أعلم جيدا أنهم سيملأون الدنيا صخبا في الأيام القادمة عن مواقفك السياسية المحترمة، وسينسون في وسط هذا الهراء التوقف على تفرد إبداعك..وداعا خوسيه ساراماجو»

وقد سمع وقرأ الكثير من العرب للأديب الراحل. ولكن الكثير تعرفوا عليه من خلال موته. كتب أحمد المعيني في مدونته عن رواية ساراماجو “العمى“ وكيف أن الرواية بقيت على الرف مدة طويلة لكن لم تتح الفرصة لقراءتها:

«النص الأصلي:اشتُهر ساراماجو بروايته “العمى” الصادرة عام 1995، والتي ترجمها إلى العربية محمد حبيب وصدرت عن دار المدى. كما عُرف أيضًا بكتابه المثير للجدل “إنجيل عيسى المسيح” والذي اضطر بسببه إلى الرحيل عن البرتغال والإقامة في جزر الكناري. للأسف لم أقرأ لساراماجو، وكنتُ دائمًا ما أنظر إلى روايته “العمى” في رف مكتبتي متمنيا أن أقرأها في فرصةٍ قريبة.»

وقد علقت وضحى البوسعيدي على تدوينة أحمد بقولها:

«النص الأصلي:الله يرحمـــــــه أول مرة اسمع عنه ، وان دل على شيء فإنما هو يدل عن جهلي بالأدب العالمي»

وكتب آخر معلقاً على تدوينة أحمد بقوله أنه سيفتقد كتاباته، لكنه لا يتفق مع نظرته الدينية:

«النص الأصلي:لا شك أننا سنفقد فيه روايته العظيمة وأسلوبه الأخاذ … أما أنا فلن استطيع الترحم على من قال : إن الله والمسيح أقاما علاقة جنسية»

وأخيراً، قامت أخرى باسم ليلى بنصح المدون أحمد بأن يقرأ الرواية القابعة في مكتبته:

«النص الأصلي:أنصحك يا أحمد ، بألا تفوت قراءة ( العمى ) ، رواية تشعرك بالواقعية ، تشعرك بأهمية العينين ، مازلت إلى اليوم أخشى احساس فقد البصر فجأة في مكان ما»

مصادر عدل