الصيد كتُراث ثقافي في تايوان: رقصة الأسماك والنار في البحر

الأثنين 12 أكتوبر 2015


بونج هويا (蹦火仔): صوت النار أو قفز النار (تُترجم أحيانًا رقصة النار) هي أسلوب شائع للصيد بين السكان الأصليّين لتايوان، حيث اعتاد الصيادون ليلًا حمل عصا من الخيزران أو الخشب مع إشعال النار لجذب الأسماك التي تسبح بالقرب من زوارقهم.

مؤخرًا عاود هذا النوع من الصيد البدائي الظهور، وبدأ الصيادون باستخدام الكيروسين للحصول على النار. أثناء فترة الحكم الياباني حلّ غاز الأسيتيلين محلّ الكيروسين لإشعال النار حيث كان يتمّ توليد الغاز من خلال التأثير الكيميائي لوضع ما يُسمّى “بحجر الكبريتيك” (كربونات الكالسيوم) في الماء، وفي ميناء جين شان شمال تايلاند كانت تستخدم هذه الطريقة المعتمدة على غاز الأسيتيلين منذ فترة الحكم الإسباني (1626-1642) لنقل الكبريتيد المتراكم من الجبال المجاورة، وما تزال مُستخدَمة حتى اليوم.

حظت طريقة رقصة النار بشعبية كبيرة في ميناء جين شان منذ عهد أسرة تشينج، لا سيما مع تلك الجاذبية الخاصة التي تتمتّع بها هذه الطريقة خلال فترة الصيف عندما تزخر المياه الضحلة بكميّات هائلة من أسماك السردين والأنشوجة السابحة قبالة الساحل الشمالي لتايوان. مع ذلك فإن أسلوب الصيد التقليدي هذا في تضاؤل مستمر؛ حيث لا يتجاوز عدد سفن الصيد التي تعتمد هذا الأسلوب الأربعة سفن.

في الحادي والثلاثين من آب/أغسطس الماضي تمّ اعتماد أسلوب الصيد باستخدام نار غاز الأسيتيلين كنشاط يعكس التراث الثقافي تحت رعاية قسم العلاقات الثقافية لحكومة مدينة تايبيه الجديدة.

أوضح الصحفي هيو جين من خلال موقع الأخبار المستقلّ News Market كيف يمكن أن تكون طريقة الصيد هذه صديقةً للبيئة:

«النص الأصلي:目前大多數的漁船使用強光照明,容易讓魚眼睛爆出死亡,招致許多生態上的批評,蹦火則因作業範圍小、時間短,被視為友善環境的漁法»

«ترجمة:تستلزم طرق الصيد الحديثة المستخدمة هذه الأيام الكثير من الإضاءة شديدة السطوع التي تؤدي إلى انفجار مُقل عيون الأسماك؛ لذلك يتمّ انتقاد تلك التقنية باعتبارها غير صديقة للبيئة. بينما من ناحية أخرى، تطبّق تقنية الصيد بالنار على نطاق محدود ولفترات قصيرة مما يجعلها صديقة للبيئة.»

وضع ستوديو جين شان للثقافة والتاريخ طريقة النار الراقصة تحت الدراسة لعدّة سنوات، كما يساعد في تنظيم جولات سياحية تتيح للسيّاح عيش تجربة الصيد بهذه الطريقة وفهم مزاياها.

«النص الأصلي:本漁法僅需一艘船便可單獨作業[…]機動性頗高。»

«ترجمة:كل ما يحتاجه الصيادون هو قارب واحد لتطبيق الصيد بهذه الطريقة […] إنه أسلوب مرن للغاية.»

كيف تحديدًا يمسك الصيادون بالأسماك؟ التقط الصحفي هوي جين بعض الصور للحدث شارحًا العملية بالتفصيل:

«النص الأصلي:蹦火船通常在6點前就會出港,找到魚群後就定位,等待夜晚到來。»

«ترجمة:عادةً ما تغادر القوارب الميناء قبل السادسة فجرًا؛ لاحقًا، وبعد تحديد موقع الأسماك، تعود القوارب إلى الميناء لتبقى هناك حتى يحلّ الظلام.»

المسؤول عن حمل النار يوجّه فريق الصيد الذي يتكوّن عادةً من (انظر إلى الصورة في بداية المقال):

«النص الأصلي:俗稱「海腳」的漁工,負責下網、收網,組成五人抄網團隊,從船尾到船頭的人員任務分別是牽網仔、推桸竿、拿桸竿(抄網手)、踩桸竿、拉桸竿[…]船上還有一名俗稱「磺火鉗仔」的裝填人員,負責替換磺石、控制水量,掌握乙炔的釋出量[…]另一個不可或缺的關鍵人物是駕駛,有經驗的駕駛可以觀潮汐、看水流,協助火長找魚,在魚群靠近時迅速剎車或轉彎,讓抄網手找到最適合的角度下網。»

«ترجمة:رجال الصيد المسمّون “بأقطاب المحيط” عليهم أن يشكّلوا فريقًا من خمس. مهمة رجال الصيد هؤلاء الواقفين من مقدمة القارب إلى مؤخرته هي رمي وسحب الشِباك، ثمّ الإمساك بها (كما يفعل الرجل في الصورة). أحد أعضاء الفريق المسمّى “منسّق الكبريتيد” هو المسؤول عن وضع قطعة “حجر الكبريتيك” في المكان الصحيح والتحكّم في مستوى المياه الذي يسمح بتوليد غاز الأسيتيلين عند التفاعل معها. […] عضو آخر مهم في الفريق هو موجّه القارب والذي يجب أن يكون خبيرًا في حركات المدّ والجزر وتيّارات المحيط ليساعد رجل النار على إيجاد الأسماك. عند الاقتراب من الأسماك يكون على موجّه القارب أن يتوقف أو يحوم حولها بهدوء حتى يتمكن الرامي من إيجاد الزاوية المثاليّة لإطلاق الشِباك.»

بذلك يصبح كلّ أعضاء الفريق مستعدين عندما يتحرّك القارب مقتربًا من الأسماك للإمساك بها.

«النص الأصلي:負責推桸竿的海腳高舉左邊桸竿,讓叉網斜放船緣,所有船員屏氣凝神,等待火長將火把逐漸轉向左後方的叉網,引導魚群聚集。

「下落!」火長命令一下,海腳用力將叉網推入海下,待魚入網後,三、四個海腳利用槓桿原理齊壓桸竿,把靠在船邊的叉網撐起,活跳跳的青鱗魚掃過腳邊,直入貨艙,有時漁獲太多,三、四個男人還得跳起來壓才能把桸竿撐起來。

整個過程不到十秒,所有船員各司其職,一氣呵成,魚群大量聚集時,經常可見火長連蹦四、五次,海腳必須在一明一滅間,連續下網、收網、再舉網、下網、收網⋯⋯,豐收時,一個晚上可能得重複上百次。

蹦火仔重視團隊合作,駕駛和火長、火長和抄網手的默契缺一不可。»

«ترجمة:يقوم الصيّاد المسؤول عن سحب العصيان (التي تحمل الشبكة) برفع العصى اليسرى لضبط الشبكة على حافة القارب. يحبس جميع أفراد الفريق أنفاسهم منتظرين اشتعال النار لتقود سرب الأسماك نحو مرمى الشبكة الموضوعة على أقصى نهاية القارب يسارًا.

بمجرّد أن يعطي قائد النار الأمر: “أنزلوها الآن” ،يلقي الفريق بالشِباك إلى البحر. بعد وصول الأسماك إلى مرمى الشباك يضغط الفريق على العصيان مستخدمًا الرافعة الأساسية لرفع الشبك إلى القارب. يحدث أحيانًا أن تكون كميّة الأسماك في الشباك هائلة فتحتاج إلى ثلاثة أو أربعة صيادين لرفعها.

تتمّ هذه العملية في غضون عشر ثوانٍ تقريبًا. على متن القارب، لكلٍّ مهمّته الخاصة والعمل الجماعي ضرورة. عند وفرة الأسماك يقرّر قائد النار إعادة إشعال النار لأربع أو خمس مرّات في الوقت نفسه، بينما على فريق الشِباك جمعها ورميها ورفعها مكرّرين الأمر لعدّة مرات، وربما لمئات المرات في الليلة الواحدة عندما يكون الصيد هائلًا.

يؤكّد أسلوب “رقصة النار” على أهمية العمل الجماعي، فرابط الثقة بين قائد القارب ومسؤول النار، وبين مسؤول النار وفريق الشِباك هو أساس نجاح هذه العملية.»

شاهد مقطع الفيديو الذي أعدّته News Market لمعرفة كيف ينجح أعضاء فريق صيد “رقصة النار” بالعمل معًا في الإمساك بكميّة هائلة من الأسماك:

百年魚法蹦火仔 على يوتيوب

مصادر

عدل