الغموض يحيط بمصير الطيار الأردني الكساسبة

الجمعة 2 يناير 2015


أخبار ذات علاقة


صرح مصدر مسئول بالقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان لها سقوط طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي من طراز «إف 16» في منطقة الكرامة في منطقة الحميرات بمدينة الرقة شمال سوريا أثناء قيامها بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش. ومن جهتها، أعلنت داعش إسقاط الطائرة التابعة للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج في سوريا، بصاروخ حراري، واحتجاز قائدها معاذ الكساسبة. وقامت صفحات إلكترونية تابعة للتنظيم بنشر البطاقة العسكرية التابعة للطيار.

معاذ يوسف الصافى آل الكساسبة هو طيار أردني برتبة ملازم أول، من مواليد 1988 ويبلغ من العمر 26 عامًا من سكان محافظة الكرك جنوب الأردن. وكان قد تخرج في كلية الملك حسين الجوية عام 2009، وانضم إلى سلاح الجو الأردني قبل ست سنوات، وأصبح طيارًا عاملًا في عام 2012 مع السرب الأول في القاعدة الجوية.

وقال البيان الأردني أن الجيش لم يوضح كيفية سقوط الطائرة، إلا أنه حمل التنظيم مسئولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته. فيما أردف وزير الدولة الأردني لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن "الحرب على الإرهاب مستمرة ومعركتنا ضده من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي"، مؤكدًا على أن الأردن سيتخذ كافة الإجراءات الممكنة لتحرير الطيار الأردني من قبضة داعش. ومن جهتها، أعلنت واشنطن أنها لا يمكن تأكيد إسقاط الطائرة العسكرية الأردنية عمدًا أو تحطمها نتيجة خلل فني. فيما أعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء عملية أسر الطيار الأردني، الذي أسقطت داعش طائرته، وطالب كي كون التنظيم بمعاملة الطيار الأسير وفق قواعد القانون الإنساني الدولي.

فيما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرة، التي يُعتقد أنها من دولة عربية، سقطت بالقرب من الرقة، شمال سوريا.وأشار المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، أن مصير قائد الطائرة لا يزال غامضًا. إلا أن أنصار التنظيم قاموا في باديء الأمر بنشر صورة، قالوا عنها أنها لطيار أردني محاط بمجموعة من المسلحين.

ووفقًا لما أوردته وسائل الإعلام، فإن الطائرة كانت تحلق على علو منخفض وقد تم إسقاطها بصاروخ حراري في مدينة الرقة، الذي يسيطر عليهاالتنظيم منذ أواخر أغسطس 2014. وتعد الأردن واحدة من أربع دول عربية تشارك مقاتلاتها في قصف مواقع التنظيم في سوريا منذ سبتمبر 2014. وكان طيران التحالف الدولي قد شن غارات على مواقع داعش في مدينة الرقة، حيث استهدفت الغارات المنطقة القريبة من المستشفى الأهلي ومنطقة البانوراما. وقد أعقبت هذه الغارات، تلك التي شنتها طائرات النظام السوري على مدارس ومساجد في المدينة، والتي أدت بدورها إلى مقتل ما لا يقل عن 26 شحصًا، بينهم أطفال، فيما تم جرح العشرات، إضافة إلى إلحاق دمار كبير بالبنايات.

أما عن مصير الطيار نفسه، فقد استبعد الخبراء الاعتماد على نجاح عملية عسكرية لتحرير الطيار الأسير، حيث لم تنجح سابقتها، وبذلك تبقى الخيارات المتاحة أمام الحكومة الأردنية صعبة ومحدودة للغاية، حيث أنه لم يتبق أمامها غير الرضوخ لطلبات داعش، التي تشترط وقف الأردن لمشاركتها في العمليات ضده مقابل إعادة الطيار الأسير، أو على الأقل، المحافظة على حياته.

وبدورها، نشرت مجلة "دابق" المجلة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مقابلة باللغة الإنجليزية في 29 ديسمبر 2014 مع الطيار، التي تحطمت طائرته الأسبوع الماضي. ظهر الطيار ببدلة برتقالية اللون، في إشارة من تنظيم داعش إلى نيتها في إعدامه، مثلما فعلت قبله مع الأسرى الأجانب الذين قتلتهم في وقت سابق. ونُقل عنه في المقابلة أن طائرته أُسقطت بصاروخ حراري بعد أن تعرض المحرك لأضرار كبيرة، أدى إلى حياد الطائرة عن مسارها، مما أضطره غلى ترك الطائرة والقفز بالفرات، ليلقِ التنظيم القبض عليه، وهو الأمر ذاته الذي أيده التنظيم ورفضه كل من الأردن والولايات المتحدة. وأشار إلى أن دوره في المهمة، التي كُلف بها من قبل القوات المسلحة الأردنية، كان تدمير أسلحة مضادة للطائرات على الأرض، لتوفير غطاء للغارات التي تشنها طائرات التحالف. وقال عن الغارات التي يشنها التحالف الدولي في سوريا، أنها تتم بالتنسيق بين الدول المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وأضاف، أنه يوجد قرابة مائتي عسكري أمريكي في قاعدة موفق السلطي الجوية بالأردن، من بينهم 16 طيارًا، إضافة إلى وجود بعض الأمريكيين والفرنسيين الذين يستخدمون بعض القواعد الجوية بالأردن مثل قاعدة الأمير حسن ومطار موفق السلطي القاعدة الجوية، بالتزامن مع آخريات بتركيا، والتي تبعد حوالي مائة كيلو متر من الحدود السورية.

وأدلى الطيار، بحسب المجلة، ببعض المعلومات التفصيلية مثل القواعد الجوية التي تستخدمها الطائرات الأردنية وإقلاعها من الأردن، والطائرات الخليجية التي تقلع من الكويت والسعودية والبحرين; إضافة إلى وجود بعض المطارات المخصصة للهبوط الاضطراري مثل مطار الأزرق في الأردن، مطار عرعر في السعودية، ومطار بغداد الدولي، ومطار الكويت الدولي. إضافة إلى إشارته إلى عدد من أنواع الطائرات التي تشارك ضد التنظيم في الضربات الجوية مثل إف 16 مع كل من الأردن والإمارات والبحرين والمغرب وإف 15 مع السعودية، إضافة إلى مشاركة كل من قطر وسلطنة عمان، فيما تقوم الكويت بتزويد الوقود الجوى للطائرات.

وفي نهاية المقابلة المطولة التي جاءت في ثلاثة صفحات وكانت عبارة عن أسئلة وجهتها إليه دابق مع أجوبته عليها، ظهر الطيار غير متفائل بمصيره، ردًا على سؤال المجلة له عن مصيره، حيث أشار جازمًا إلى أنه سيتم قتله لا محالة.

فيما أبدى بعض الخبراء تحفظهم على المقابلة، حيث أشاروا أنه حتمًا أجبر على ذكر معلومات من المستحيل عليه أن يكون ملماً بها، كنوعية مشاركات دول غير الأردن في الحرب على داعشي وتفاصيلها كاملة، لأنها من الأسرار العسكرية لتلك الدول ومن المؤكد أنه لا يعرفها طياروها أنفسهم. إضافة إلى قوله بأن طائرته أسقطها صاروخ، علمًا بأنها سقطت بسبب عطل فني أصاب محركها. وأكد بعضهم أن يظهر بصورته آثار لكمة قوية يسار شفته السفلى، وهي ليست من هبوطه أثناء سقوط طائرته، لأنه وقع بالفعل في الماء.


مصادر

عدل