الفرنكوفونية: احتفاءً باليوم العالمي للغة الأم
الخميس 23 فبراير 2012
[1] ساهم في هذا المقال كلّ من كلير أولريش و سوزان لينّ و سامي بو طيّب.
كلّ عام، يحتفي العالم أجمع، باليوم الدولي للغة الأم في 21 شباط / فبراير. على الرغم من كون هذا العيد، ظاهرياً، رمزي أكثر منه شعبية، علاوةُ على كونه ذات طبع مؤسساتي فإنه مع ذلك، يمثل مناسبةً للتعريف عن هذه اللغات وإلقاء الضوء على الجهود المبذولة في سبيل المحافظة عاليها.
«النص الأصلي:Fait peu connu, ce sont les Bengalis, dans ce qui est devenu le Bangladesh, qui ont créé cette journée, par patriotisme»
«ترجمة:هل تعرفون من كان وراء هذه الفكرة ؟ إنهم البنغاليون الذين أقاموا هذا العيد حبّا بوطنهم (بالإنجليزية).»
«النص الأصلي:The date, 21st February was chosen as the International Mother Language Day to commemorate the martyrs who sacrificed their lives to uphold the dignity of their Mother Language Bangla on this very day in 1952. This was one of the rare instances in world history where people fearlessly gave up their lives for the sake of their mother language.
21st February is a public holiday in Bangladesh where as its observed globally but its not a public holiday elsewhere.»
«ترجمة:اختير 21 شباط \ فبراير، اليوم العالمي للغة الأم لإحياء ذكرى الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم زهاء الحفاظ على كرامة لغتهم الأم، اللغة البنغالية وذلك في هذا اليوم بالذات عام 1952. إنّها إحدى أندر الحالات في تاريخ العالم حيث وهب أناس حياتهم بكّلّ شجاعة، في سبيل لغتهم الأمّ. يعتبر تاريخ الواحد والعشرين من شباط عيد رسمي في بنغلادش أمّا في باقي الدول، فيحتفى بذا اليوم كذلك الأمر، إنمّا دون أن بعطّل الناس فيه.»
أعلنت منظمة اليونيسكو هذا التاريخ، اليوم العالمي للغة الأمّ عام 1999.
تعتلي هذه المناسبة أهمية جدّ كبيرة لدرجة أنّ إنّ ارتأت كلّ من الهند وبنغلادش على إقامة احتفال مشترك في هذا اليوم، على الحدود بين البلدين بهدف التخفيف من حدّة التوترّ السائد بينهما من أيّام حرب التحرير عام 1971 (بالإنجليزية).
«النص الأصلي:India and Bangladesh will jointly hold the International Mother Language Day at the no-man’s land along the border here Tuesday in an effort to enhance the people-to-people contact between the two neighbours.»
«ترجمة:ستختفل الهند والبنغلادش سوياً باليوم العالمي للغة الأم على الأرض المنزوعة السلاح على طول الحدود هنا، يوم الثلاثاء في محاولة لتعزيز من التواصل والعلاقات بين المواطنين من كلا الشعبين.»
إفريقيا: صحوة اللغات الإفريقية
يتمحور موضوع هذا العام حول إدراج اللغات الأم في المناهج الدراسية للمدارس.
نظراً لصحوة الثقافات والهويات المحلية، فإننا نشهد في إفريقيا الفرنكوفونية، على غرار باقي العالم، نهضةُ وإعادة إحياء واعتبار لللغات الإفريقية. في ساحل العاج مثلاً، أدّت مساعي وجهود الأكاديمية العاجية لللغات الأم Académie ivoirienne des langues maternelles إلى صياغة مشروع مرسوم يتعلّق بتعليم اللغات الأم (بالفرنسية).
يتحدث العاملون الاجتماعيون في جزر موريشيوس عن آمالهم وتحفظاتهم بشأن تأثر هذه الصفوف الاختيارية للغة الكريول حول نجاج الولد على المدى البعيد وعلى نموّه الشامل (بالفرنسية).
«النص الأصلي:L’introduction du kreol prévient donc les torts qu’on peut causer à un enfant en lui niant sa langue maternelle… Ces méfaits sont connus : baisse de la confiance en soi et impact négatif sur l’apprentissage des autres langues.»
«ترجمة:إذاً فإنه من شأن إدراج الكريول إلى المناهج تجنيب الولد مخاطر جمّة ناجمة عن حرمانه من لغته الأم، أمّا مساوئ هذا الأمر في معروفة: تدنّي الثقة بالنفس وتأثير سلبي على تعلّم اللغات الأخرى.»
يعلّق كاتب الأصوات العالمية بالفرنسية عبدولايي على ما يجري في غينيا، في مدوّنته Konakry Express وذلك في تدوينة كتبها في 26 نيسان \ أبريل 2011:
«النص الأصلي:Depuis quelques jours, le bruit courait que le gouvernement du Président Condé allait bientôt introduire l’enseignement des langues nationales dans le système d’enseignement dans le pays. C’est bien étrange que dans le monde entier, il n’y a rien de nouveau dans cette initiative. Mais le 25 avril, j’ai reçu un message d’une amie me disant:
“Le décret vient d’être signé pour créer un ministère des langues nationales et de l’alphabétisation.”»
«ترجمة:منذ عدة أيام، تسري شائعات أن حكومة الرئيس كوندي ستدرج تعليم اللغات الوطنية في النظام التعليمي للبلاد. من الغريب أنّه ما من جديد في هذه المبادرة على صعيد العالم، إنما في الخامس والعشرين من نيسان \ أبريل 2011، وصلتني رسالة من صديقى تقول فيها:»
“تمّ التوقيع على مرسوم لإنشاء وزارة لللغات الوطنية ول”معرفة القراءة والكتابة”.
الإنترنت في خدمة اللغات المهددة أو المعرّضة للخطر
إنما على النت، وجدت ،هذه اللغات الأمّ النادرة أو التي في خطر أو التي خفّ استعمالها نظراً لغياب لوحة مفاتيح تتلاءم وخطّها، مصدر حياةٍ لها. نذكر على سبيل المثال مشروع “الأصوات الدائمة “- “ Enduring voices” (بالإنجليزية) الذي أطلقته جميعة ناشيونال جيوغرافيك الأمريكية والذي يوفّر على الإنترنت، قواميس ومعاجم ناطقة.
«النص الأصلي:giving listeners around the world a chance to hear some of the most little-known sounds of human speech.»
«ترجمة:منح المستمعين في جميع أنحاء العالم، فرصة الإستماع على لبعض من أصوات الحديث البشري الأقلّ انتشاراً.»
بلغ عدد هذه القواميس، [speech الثمانية]، ليومنا هذا وهي : توفان، هو، سيليتز دي-ني، ماتوكار باناو، شاماكوكو، ريمو، مونيش وساورا.
بفضل البودكاست، نشأ حلف جديد بين اللغات الإفريقية والتكنولوجيا، إذ أنه بواسطة هذه الأدوات العصرية بدأت شركات كأبل ستورز وغيرها من المكتبات الصوتية بإحياء ثقافة أو تقليد شعبي قديم جداً وهو فنّ الحكاية. على سبيل المثال هذه الحكاية بلهجة البامبارا (من مالي) بعنوان: السنجاب والثعبان” والذي قام بتسجيله، بوكاري كوناتيه وهو أبضاً من أسرة الأصوات العالمية الناطقة بالفرنسية.
“L”écureuil et le serpent “Conte en langue bambara (mp3)
للإستماع إلى القصة باللغة الفرنسية، إضغط هنا.
علامات أخرى على هذا التحالف الجديد: بروز استخدام متزايد لتطبيقات للآي فون باللغات الإفريقية كاليوروبا على سبيل المثال.
في فرنسا أيضاً، تنشط عملية إحياء اللغات المحلّية باعتبارها لغاتٍ أم. مثلاً احتفت هذه السنة مدينة كيمبير باللغة البريتانية (بالفرنسية)، بإقامة جولة سياحية على معالم المنطقة، إنّما بشرحٍ بهذه اللغة، بدورها احتفلت بارتوناي بالبارلانج (بالفرنسية) وهي إحدى اللغات المعروفة بلغة الأوي langues d'oïl.
من علامات العصر أو ما يلفت: فاق مبيعات ألبوم المغنية الفرنسية نولوين لوروا (بالإنجليزية) والحامل عنوان Bretonne أي من منطقة برتاني، المليون ديسك، علماَ أنها غنته باللغة البريتانية ولم يثر هذا الأمر انزعاج الفرنسيين. اليوم وفي عصر العائلات واللغات المشكّلة من جديد، بات من الممكن أن يكون للمرء عدة لغاتٍ أم من دون أن يعني ذلك تضارب في ما بينها. ونعم الأمر!
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «الفرنكوفونية: احتفاءً باليوم العالمي للغة الأم». الأصوات العالمية. 23 فبراير - شباط 2012.
شارك الخبر:
|