المالديفز: معاملة غير إنسانيه للعمال الوافدين

الثالث 4 سبتمبر 2007



استطاعت الحكومة المالديفية منع مظاهرة في العاصمة مالية كانت مجموعة من العماله البنغلاديشية الوافده تعتزم القيام بها يوم الجمعة بعد تهديدها بطردهم من البلاد. كانت الجالية تعتزم الخروج بمظاهرة ضد زيادة الشعور بالخوف من الأجانب في مالديفز و الهجوم المتكرر على البنغلاديشيين.

في شهر آب, قامت مجموعات من العصابات المنظمه بتكرار الهجوم علي العماله البنغلاديشيه في مقر إقامتهم في جزيرة كولهودوفوشي الشمالية حيث تم العثور علي [انكليزي]عامل مقتول ومخصي بوحشية. أعلنت الشرطه بأن دافع القتل كان بسبب الجنس وتم أعتقال عامل بنغلاديشي زميل للضحية وتم العثور أيضا علي عاملان بنغلاديشيان مكبلان بالسلاسل في حادثان منفصلان في منزلان ماليه وكان أحدهم مربوط بشجرة.[انكليزي]

وهذا ما أزعج ممثل بنغلاديش السامي لدى المالديفز الذي حذر بأنه سوف يسحب جميع العماله البنغلاديشية من البلاد.

يوجد في ماليه وهي جزيرة صغيرة تبلغ من الحجم كيلومترين حوالي 30,000 من العماله الوافده, معظمهم من بلدان الجوار كسريلانكا والهند وبانغلادش. أغلبيتهم من العماله غير مهرة، الذين يجدون أجر 100$ جذّابة بما فيه الكفاية للعمل في مالديفز. في معظم الأحيان يصرفون علي عائلاتهم التي تعتمد علي دخلهم في العيش.

ارتفاع عدد السكان في ماليه ونذرة الأراضي خلقت ارتفاع كبير في الطلب علي المساكن وهو ما جعل الإجارات من أعلى المعدلات في العالم. بالمقابل فأن إزدياد العمران خلال 15 سنه الماضيه زاد من الطلب للعماله الوافده.

بينما توجد الكثير من العماله الماهرة في مجلات مثل الطب و المحاسبة والتعليم, زيادة الكره للأجانب موجه خصيصا للعماله الغير مؤهله . في الفترة الأخيرة تم تنفيذ هجمات على العمال في بعض المنتجعات وهي جزر متكاملة يرتادها السواح الأوروبين وهم غير مباليين بما يحدث في هذه (الجنة).

يرجع السبب الخوف من الأجانب الي إزدياد عدد العصابات المنظمة في ماليه بإضافه لكون الكثير من الشباب في المالديفز مدمنين على السكر البني.

بإضافة الي إزدياد الكراهية ضد الأجانب, هناك قضية كيفية معاملة أصحاب العمل للعمال الأجانب. جرت العاده أن يعمل العمال ساعات طويله مقابل أجور متدنيه. من المدهش حقا عدم وجود قانون عمل في المالديفز حيث لا يتمتع حتى العمال المالديفين بالحد الأدنى للأجور.

تم توثيق المعامله اللاإنسانية للعمال الأجانب في المالديفز سابقا. ولكن المشكله لاتزال مستمرة. بينما إلتفتت منظمات حقوق الانسان العالمية للمعاملة القاسية التي ينالها عمال جنوب أسيا في الخليج, لايعرف الكثير من الناس خارج المالديفز عما يحصل لعمال جنوب أسيا في بلد يقع في نفس المنطقه.

المدون جاا ينتقد شدة الخوف من الأجانب والمعامله اللاإنسانية للعماله الوافده ويقول [انكليزي]:

«النص الأصلي:من المفترض أن نكون دولة متسامحة, نرحب بجميع الناس ونعاملهم بإحترام ولكن يبدو أن الأمور تغيرت للأسوء. تبدلت قيم التسامح والمساواة ليأخذ محلها الخوف من الأجانب الذي بات الصفه الرئيسيه للبلاد حيث توجد عنصريه لم نراها من قبل لدرجة أن سوء معامله وقلت أحترام الأجانب أصبح حقيقه لايعلم بها الكثير. الكثير ينظرون إلى العمال الغير و الشبهه مؤهلين بأنهم أقل من البشر. قد أميل أن أقول بأن المعامله تجاه هؤلاء العمال تصب في كونهم آلاف لا تتعب, غير قادره علي العواطف ومجرده من المشاعر, لاتسوى حياتهم من حياة قط أليف. يقيمون في صناديق صغيرة مسقفة بالقصدير وتتميز بقله التهويه حيث يعيش العمال كالمرصوصين في علبة سردين. يتعرضون للمضايقه في الشوارع وفي العمل. تراهم يشحتون ويبكون الرواتب الغير مدفوعة. أحيانا تمضي أشهر دون أن يتقاضون رواتبهم التي يرسلونها الي ذويهم في بلدانهم. توجد القليل من القوانين لحفظ حقوقهم حيث يعملون ليل نهار من دون اي اعتبار لصحتهم وسلامتهم. وما يزيد الطين بله, أن هؤلاء العمال يجبرون بالقيام بأشغال تخص رب العمل بعد أنتهاء الدوام الرسمي. هؤلاء ليسوا عمالا بل عبيد تحت أمر أرباب عملهم وأسيادهم. لقد صدمت عندما وجدت كلمه (مالك) في صحيفة Haveeru الشعبية المحلية, في إشاره الي صاحب عمل عامل بنغلاديشي أغتيل مؤخرا في كولهودوفوشي! (مالك؟ أليست تلك عقلية زمن العبودية؟ ؟ )»

كان التهديد بالترحيل كافيا لإجبار الجالية البنغلاديشية بالعزوف عن تنفيذ المظاهرة. فليس من المستغرب أن تكون حكومة مؤمون عبد القيوم الذي يرأس المالديفز منذ 28 عاما, أن تستخدم نفس الأسلوب لاسكات المتظاهرين المالديفيين. علي الرغم من صمت الأجانب, فأن الجاليات الأجنبية و خاصة البنغلاديشية تعيش الآن في رعب.

مصادر

عدل