المغرب: عندما “يقترح” ساركوزي نسخته من رمضان
الأربعاء 25 أغسطس 2010
يدرك متابعي المدوّن المغربي أحمد، والذي يدوّن في مدوّنة علاش؟ (لماذا؟)، يدركون بأنه يحلو له فنّ التهكم. وقد نشر في وقت سابق من هذا الشهر تدوينة حول خطاب خيالي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
ويتضمن الخطاب سلسلة من التدابير الرامية إلى “تشجيع” المسلمين الفرنسيين على متابعة النسخة الفرنسية من رمضان هذه السنة. ويكتب المدوّن عن ساركوزي خاصته مقتبساً:
«النص الأصلي:اخواني المواطنين، المسلم الفرنسي هو فرنسي قبل أن يكون مسلماً وعليه فإن قهوة الصباح مع الهلالية (كرواسون) تقليد فرنسي عريق لا يجب التخلي عليه. لذا وانطلاقاً من فتاوى الأزهر حول فقه الأقليات فانه يجوز للمسلم الفرنسي الصائم أن يبدأ صباحه بقهوة مع هلالية كغيره من أبناء الشعب الفرنسي على الساعة الثامنة قبل الانطلاق للعمل.»
ويستمر ساركوزي أحمد بحضّ المسلمين على اعتناق نسخته من الإسلام:
«النص الأصلي:اخواني المواطنين، اللغة الفرنسية تجمعنا والمسلم الفرنسي كغيره من المواطنين يجب أن يقرأ كتابه المقدس (القرآن) باللغة الفرنسية. لذا أدعوا كل إمام فرنسي ان يقرأ القرآن باللغة الفرنسية، ويصلي باللغة الفرنسية وهذه ضرورة ليصبح الإسلام دينا فرنسيا.»
ما بدأ كمزحة أصبح الآن خبر يجري تداوله في المدوّنات والمنتديات. وما إن شاهد أحمد تدوينته يتم تداولها كخبر حقيقي، بدون الإشارة للمرجع، حتى دفعه ذلك لتعديل تدوينته الأصلية مضيفاً إخلاء مسؤولية، ومنوهاً بأنّ: “هذا المقال هو تصوير ساخر لحدث لم يقع، الهدف منه هو مناقشة علاقة ساركوزي والسلطة الفرنسية بالأقلية المسلمة في فرنسا”. ويضيف أحمد معلقاً بأنّ “الخبر” ظهر حتى على موقع سي إن إن العربي:
«النص الأصلي:وزاد الطين بلة حين نشر موقع سي إن إن العربي مقتطفا من التدوينة دون التوضيح بأنه مقال ساخر. وأصبحت بعض المواقع “الجادة” تنقل القصة وتضيف إليها “حسبما أورد موقع سي إن إن”. وهذا أمر خطير جدا!!!!!»
ونشرت مجموعة الإخوان المسلمون المصرية [الرابط إنكليزي] مقالاً على موقعها، يدين ما أسمته “اعتداء على العقيدة الإسلامية”، داعية “العلماء وحكام الأنظمة العربية والإسلامية لمواجهة هذه التفاهات، ومحاكمة ساركوزي لانتهاكه حرية الأديان”. على ما يبدو بأنّ العديد من المدوّنات ومواقع الأخبار الإلكترونية والمنتديات أخذت الخبر على ظاهره. أحد الأمثلة من بين الكثير كان موقع Basratuna.com، وهو منتدى عراقي نشر ما يلي:
«النص الأصلي:صدر العلامة «ساركوزي» مفتي الديار الباريسية فتواه السوبر مودرن حيث أجاز سماحته لمسلمي فرنسا بتناول القهوة مع الكرواسون في الساعات الأولى من صباح أيام شهر رمضان المبارك حتى لا تنقص مواطنتهم شهرا كاملا عن بقية المواطنين الفرنسيين!»
كما يبدو فالصحافة المطبوعة التقطت الخبر أيضاً. فقد نشرت الصحيفة الأردنية “الدستور“ عموداً في الصفحة الأخيرة معنوناً “رمضان الفرنسي تبع ساركوزي”، كما نشرت صحيفة العلم اليومية المغربية الخبر على صفحتها الأولى بعنوان: “الرئيس ساركوزي يعرض طبعة فرنسية لصيام رمضان المبارك و التعبد خلاله”، بالإضافة لصحيفة الدار الكويتية والتي نشرت مقالاً في عمود “الحقيقة” معنوناً: “صيام الرئيسي [ساركوزي]”. يقول أحمد بأنّه ليس ضد حرية التعبير على الرغم من صدمته من انتحال وتحريف مقاله الأصلي التهكمي. على أيّة حال يضيف أحمد “بعضاً من نصائحه” لأولئك الذين يتلقطون الأخبار والمعلومات على الإنترنت، ويكتب:
«النص الأصلي:1- اقرأ الخبر أو المقال مرتين على الأقل قبل أن تعيد نشره 2- أذكر المصدر وأضف رابطا له 3- أخبر القراء عن المعلومات الخاطئة التي قد تكون نشرتها وكل ذلك يمكن جمعه في كلمة واحدة: الأمانة»
الصورة من The Fernwoodian من فليكر بترخيص المشاع الإبداعي 2.0، رخصة عامة.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «المغرب: عندما “يقترح” ساركوزي نسخته من رمضان». الأصوات العالمية. 25 أغسطس - آب 2010.
شارك الخبر:
|