الموت جوعًا: صور لا تريد أن تراها من مضايا في سوريا

الأثنين 11 يناير 2016


أظهرت تقارير الناشطين أنّ حوالى 40 ألف شخص يعيشون في بلدة مضايا السورية في سلسلة جبال القلمون وهم يموتون من الجوع في حين يشاهد العالم ذلك بصمت دون أي عمل. تتبع هذه البلدة الجبلية الصغيرة محافظة ريف دمشق وتقع إلى جانب الحدود اللبنانية على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر وتبعد 40 كيلو مترًا شمال غرب مدينة دمشق. وقد حاصرت القوى الحكومية السورية هذه المدينة بدعم من ميليشيا حزب الله التي منعت الطعام والمساعدات من الدخول إلى المدينة منذ شهريوليو/تموز 2015.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المدينة هي وسط صراع بين الفصائل المتشابكة في الصراع في سوريا، إلّا أنّ سكان هذه البلدة هم الذين يدفعون الثمن الباهظ.

مؤخرًا، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره في المملكة المتحدة مقال بالإضافة إلى صور مروعة لسوريين من أهل مضايا وقد قضوا من الجوع. وفسّر المرصد ماذا يحصل هناك (ملاحظة المحرّر: اختارت الأصوات العالمية عدم نشر هذه الصور لفظاعتها).

«النص الأصلي:People of Madaya city are still starving to death since 174 days due to the strict siege by regime forces and Hezbollah, the city contains 40,000 people including 20,000 civilians who fled their houses in Zabdani which witnessed violent clashes and heavy bombardment by regime forces and air forces.

SOHR observed hundreds of landmines planted by Hezbollah and al-Assad forces around Madaya city in addition to cutting the city off the surrounding areas by barbed wires and high wires to prevent any stealing in or out operations, the city contains 1200 chronic medical conditions, and 300 children suffering malnutrition and different medical conditions, amid sharp lack of medical and food supplies what caused a dramatic rise in the prices of food supplies, 1 kg of sugar or rice costs 3600 SP which is about 90 USD, SOHR documented the death of 17 civilians including women and children due to the lack of food and medicine, or by landmines, and snipers during attempts to gather food around the town.»

«ترجمة:يستمرّ أهالي مدينة مضايا بالموت من الجوع بعد 174 يوم من بدأ الحصار الذي فرضته قوات النظام وحزب الله. وتضمّ المدينة أكثر من 40 ألف شخص من بينهم 20 ألف مدني هربوا من منازلهم في الزبداني التي شهدت نزاعات عنيفة وقصف كثيف من قبل قوات النظام والقوى الجوية.

وشهد المرصد على أنّ حزب الله وقوات الأسد زرعا مئات الألغام حول مدينة مضايا بالإضافة إلى قطع المدينة عن المناطق المجاورة بالأسلاك الشائكة والأسلاك العالية لمنع أيّ محاولات تسلل. وفي المدينة 1200 حالة طبية مستعصية و300 طفل يعانون من سوء التغذية وسط نقص ملحوظ بالإمدادات الطبية والغذائية ممّا أدّى إلى ارتفاع غير مسبوق لأسعارها. فوصل سعر كيلو السكر أو الأرز إلى 3600 ليرة سورية أي حوالي 90 دولار أميركي. علاوةً على ذلك وثّق المرصد وفاة حوالى 17 مواطنًا بما فيهم نساء وأطفال بسبب نقص الطعام والأدوية أو بسبب حقول الألغام والقناصين خلال محاولتهم جمع ما يأكلونه في البلدة.»

وتشير الأخبار إلى أنّ أهل مضايا اضطرّوا لأكل النباتات والحشرات وحتى القطط بعد فقدان المواد الغذائية. وعلى فيسبوك، رسمت منظمة يدًا بيد لنبني لسوريا (Hand in Hand for Syria) صورة فظيعة لما يحصل:

«النص الأصلي:Most of the photos coming out of the small town of Madaya (in the suburbs of Damascus) are too graphic to share. Shocking images depict the true face of human desperation; people reduced to mere skeletons – with sunken eyes and protruding rib-cages, waiting for death to claim their name next.

For the past 6 months, the people of Madaya have been living under siege. Crops and food supplies have dwindled, leaving nothing but desperation behind. The remaining food in the town has become so expensive that most people simply cannot afford to buy food to eat.

They started by boiling crops. When the crops finished, they would boil grass and plants…then insects. When the malnutrition became unbearable, people began to resort to eating cats.

Cats.

To date, starvation has claimed the lives of more than 50 people in the town. Malnutrition is rife, and with the cold winter weather starting to set in, thousands of people are at an increased risk of developing hypothermia.»

«ترجمة:معظم هذه الصور هي لبلدة مضايا الصغيرة (في ريف دمشق) وهي مزعجة جدًا لدرجة لا تسمح بمشاركتها. وهذه الصور تجسّد فعلًا الوجه الحقيقي ليأس الإنسان؛ فهم أشخاص صاروا مجرّد هياكل عظمية حيث جحظت أعينهم ونتأت أضلاعهم وهم ينتظرون الموت لينادي باسمهم.

وخلال الأشهر الستة الماضية عاش أهل مضايا تحت الحصار. واستهلكت المحاصيل والمواد الغذائية تاركةً وراءها اليأس. أمّا المواد الغذائية المتبقية في البلدة فقد تضخمت أسعارها بحيث لم يعد السكان قادرين على تكبّدها.

بدأوا بغلي المحاصيل ثمّ غلي العشب فالنبتات فالحشرات. وحين لم يعودوا يتحمّلوا سوء التغذية بدأوا بأكل القطط.

القطط.

تُوفّي أكثر من 50 شخص في البلدة جرّاء المجاعة حتى اليوم، وانتشر سوء التغذية. ومع وصول فصل الشتاء زادت فرص إصابة آلاف الأشخاص بانخفاص نسبة درجة حرارة أجسادهم.»

ولكن رغم ذلك وقف العالم مكتوف اليدين وبحسب المدوّن BSyria:

«النص الأصلي:Assad is starving Madaya. Children, women and men are starving to death. The world is just watching.

— BSyria (@BSyria) January 4, 2016»

«ترجمة:يقوم الأسد بتجويع مضايا. الأطفال والنساء والرجال يموتون من الجوع. العالم يشاهد فقط.»

وبحسب رائد برهان وهو مصلح يعمل في بيروت، سيتفاقم الوضع في مضايا مع وصول فصل الشتاء:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:يعيش الآلاف في ظروف قاسية جدًا حيث انخفضت درجة الحرارة إلى -5°. ولا يتوفّر الوقود أو والحطب»

وفي تغريدة أخرى شارك رائد صور أطفال “حُرموا من حقوقهم” في حين تستعر الحرب في سوريا:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:خسر الأطفال حقوقهم الأساسية في السعادة والتعليم والدفء والأمل. مضايا تموت من الجوع»

وفي تغريدة ثالثة فسّر كيف ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق في المناطق المحاصرة بحقول الألغام والقناصين ممّا يمنع السكان من المغادرة:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:وصل سعر كيلو الحبوب أو الأرز إلى سعر قياسي، على الأقل 100 دولار أميركي»

ومن جانبها ناشدت صفحة مضايا على فيسبوك الناشطين للتجمع خلال احتجاج تضامني مع مضايا أمام السفرات الروسية (إذ أنّ روسيا بدأت ضربات جوية في سوريا) ومكاتب الأمم المتحدة:

«النص الأصلي:An invitation to activists and human rights and humanitarian organizations around the world, and a protest in solidarity with the besieged Madaya in front of the Russian embassys and UN offices.

  1. save_madaya
  1. respond_to_us»

«ترجمة:هذه دعوة للناشطين والمنظمات الحقوقية والإنسانية حول العالم لوقفة احتجاجية تضامنًا مع المحاصرين في مضايا أمام السفارات الروسية ومكاتب الأمم المتحدة.»

بالإضافة إلى ذلك ناشدت الصفحة العالم لإنقاذ أطفال مضايا:

ومن طرف آخر شاركت كينان رحماني صور لسكان مضايا الذين يموتون من الجوع و أضافت:

«النص الأصلي:Sorry to post these graphic images, but I must.

These people aren't starving because they are poor, or because there is no food. Hezbollah and the Assad regime are starving the town of Madaya to death. It has been completely besieged and no food, medicine, or water is allowed to enter. The UN is right there but they can't get into the town because Hezbollah and the Assad regime won't let them in.

This is happening in the year 2016 in Syria. And ISIS has nothing to do with it.»

«ترجمة:اعتذر على نشر هذه الصور المروعة ولكن عليَ فعل هذا.

فهؤلاء الأشخاص لا يموتون من الجوع لأنهم فقراء أو لأنه لا يتوفّر لهم الطعام.

إنّهم يموتون لأنّ حزب الله ونظام الأسد يجوّعان بلدة مضايا حتى الموت. فهذه البلدة تحت الحصار دون إمكانيّة إدخال الطعام أو الأدوية أو المياه. والأمم المتحدة هناك إلّا أنّ حزب الله ونظام الأسد يرفضان تدخّلها وإدخالها.

هذا ما يحصل الآن في العام 2016 في سوريا. ليس لداعش أيّ دور في هذا الموضوع.»

وتساءلت الناشطة رفيف جويجاتي عن عدد الأشخاص الذين سيموتون قبل أن يتحرك العالم:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:مضايا ليست أولى البلدات التي تعاني من حصار الجوع ولن تكون الأخيرة. ولكن السؤال هو كم ألف مواطن سيموت قبل أن يتدخّل العالم؟»

وسألت:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:ماذا سيحصل حينما تنتهي الأوراق التي يأكلونها الآن.»

وتفاجأت من التالي:

اقتباس فارغ!

«ترجمة:العمى. إن قلنا أنّ هناك 40 ألف جروًا يموتون بسبب الجوع لشارك العالم بكامله في احتجاجات. ولكن 40 ألف إنسان؟ لا يحرّك أحد ساكنًا.»

قراءات إضافية:

نبض سوريا: مجاعة في مضايا بعد أزمة جوع لم تكسرها هدنة أيلول/ سبتمبر

Independent: War in Syria: Up to 40,000 civilians are starving in besieged Madaya, say campaigners

Vice News: ‘Children Are Eating Leaves Off The Trees': The Nightmare of The Siege of Madaya, Syria

يمكنكم أيضًا متابعة #Madaya [مضايا] على تويتر.

مصادر عدل