اليابان: قرارات مصيرية في مواجهة الخوف من الإشعاع

السبت 24 ديسمبر 2011


نتيجة الخوف من الآثار الصحية طويلة الأمد للإشعاع الصادر من مولد الطاقة النووية فوكوشيما داييتشي، فقد قرر بعض السكان اليابانيين الأصليين الإنتقال بعائلاتهم إلى ولايات أو دولاً أخرى. لم تتضح بعد الأرقام الفعلية مع وجود العديد من الأسباب المؤثرة في هذه القرارت المصيرية، ولكن تختلف طبيعة هذه الانتقالات عن الإخلاءات التي حدثت خلال الأسابيع اللاحقة لبداية الكارثة.

كان المدون تاكو ناكاجيما من أولئك الذين قرروا البقاء. وقد صاغ أفكاره في تدوينة بعنوان (自分と違う決断をした人に敬意を持てるようになれたらいいな) أريد أن أكون قادراً على احترام من اتخذوا قراراً مختلفاً، داعياً لفهم عقلاني لتلك التيارات الدقيقة من العواطف المتصارعة بداخلنا.

ملاحظة: تم ترجمة هذه التدوينة كاملة بناء على موافقة المدون.

«النص الأصلي:دعنا نقل بأن صديقاً قد رحل بسبب الخوف من الإشعاع بينما بقيت أنا، ثم حدث أن التقينا ببعضنا مرة أخرى بعد عشرين سنة. إذا كانت عائلتي لا تواجه أية مخاطر صحية، فإن ذلك يعني أنني “قد ربحت”. من المحتمل أن أشعر ببعض التفوق وأقول شيئاً من قبيل، “لابد أنه كان صعباً عليك إذاً!”. من ناحية أخرى، فلو أن أحداً ممن أحبهم قد أصيب بمرض، لكان ذلك “خسارة”. من الجدير بالذكر أنني كنت لأقضي وقتاً لأفكر في هذا العذر أو ذاك. في كلا الحالين، فإنه أمر مؤسف.

برغم أن قراراتنا أدت بنا إلى أخذ مسارات مختلفة، فإن كليهما كانا قرارين صعبين اتخذا بعد تصميم كبير. أود وبكل صراحة أن نقول لبعضنا عندما نلتقي ثانية، “كم كان ذلك وقتاً عصيباً ولكننا سعداء بأننا فعلنا أفضل ما لدينا.” أريد أن أكون شخصاً يحترم الآخرين الذين يتخذون طريقاً مختلفاً. الآن، أستطيع فقط أن أتخيل مستقبلي برزانة مسترجعاً أية عواطف حقيقية وإن عبرت عن بعضها لمجرد المجاملة. إلى حد ما، أريد أن أكون في موضع أكون فيه إيجابياً تجاه موقف كل منا، وفي كل حالة ممكنة.

رحيله بعيداً يجعل خوفي من الإشعاع ينمو بشكل كبير. بالطبع، ليس هناك سبباً لأصبح خائفاً – فلدي المعلومات المؤكدة ومن خلال بحثي فإني أؤمن بأن هذه المعلومات دقيقة. ومع ذلك، أعتقد أنه لا يهم كيف أن صديقي أصبح متجاهلاً، فإن قراره قد غير حياته الأمر الذي تطلب منه أن يقهر العديد من المخاطر. إن حقيقة أن هناك شخصاً قريباً مثله أمر صادم، وألومه على إحداث كل هذا القلق في نفسي. وهذا الشعور سيتسبب في خلق ظلاً أسود يغطينا، حينما ناتقي ثانية في المستقبل.

أنا أؤمن بأنني ذلك الشخص الذي يمكنه أن يضع كل هذه المشاعر جانباً وأن أتصرف بشكل لطيف – إلا أن يحدث شيئاً بشكل مفرط – إلا أن ذلك لا يعني أنني أستطيع أن أمنع نفسي من أن أكره أو أن أقلق. لماذا من الضروري أن يكون هناك مثل هذه الأفكار عندما يفسر الآخرين المواقف بشكل مختلف؟ هل هذا مفيد بأي حال؟

يجب أن يطرح السؤال هكذا – هل قام كل منا بأفضل ما لديه وما عرفه في ذلك الوقت؟ أريد أن أنقل فهمي للموقف إلى صديقي، بالإشارة إلى ذلك، قبل أن يرحل. أريد أيضاً أن أستمع بعناية إلى ما أراد أن يقوله. أريد أن أفعل أفضل ما لدي تجاه ذلك. كذلك، لو أدى ذلك إلى أفعال مختلفة… فإن ذلك لابد أنه بني على قرارنا أياً كان معتقدين أنه الأفضل. أليس هذا هو كل ما نأمل فيه؟

أياً كان ما يفعله صديقي، فقد انتابني بعض الخوف منذ البداية. لم يمكن منع ذلك ولكن رحيله ما كان يجب أن يكون سيبباً لخوفي المتزايد. أريد التخلص مما تم إضافته بشكل سلبي. أنا متأكد بأني لا أريد ذلك أن يوجه إليه. هذا هو الشخص الذي أريد أن أكون عليه.

إن المستوى الضئيل من الإشعاع هو حقيقة أمر بسيط. إن الرحيل أمر برمته قابل للمناقشة ولكن هناك فوارق كثيرة في كيفية تفسير الأشياء. كل من هذه القرارات التي لابد وأن يتم أخذها يومياً تخلق شروخاً معقدة.

حتى وإن بدا أن مخاوفك قد تزايدت لأن أحدهم فد أخذ قراراً مختلفاً، فإن من المؤكد أن هذا القلق بداخلك منذ البداية، وعليه فيجب ألا نلومهم. بالطبع، فإذا ما اعتقد شخص ما أن شيئاً ما يبدو واضحاً أنه غير صحيح، فعلينا أن نخبره. لو أن كلنا كنا مدركين بشكل أكبر للخوف الذي نحمله بداخلنا، لزاد ذلك من تواصلنا معاً بشكل أفضل فيما بيننا.»

مصادر

عدل