اليمن، الطاقة، والإنترنت
الجمعة 24 أبريل 2015
مع استمرار الصراع، تتزايد التحديات التي يواجهها اليمن، بدءًا من الانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، والحالة الإنسانية الحرجة، وصولًا إلى الاحتمال الشديد بأن تصبح اليمن معزولة عن الإنترنت والاتصالات خلال الأيام القليلة القادمة.
محطات توليد الطاقة الكهربائية كما هو الحال أيضًا بالنسبة لمحطات الاتصالات الأرضية وشبكات الهاتف المحمول أصبحت خارج الخدمة في العديد من المدن اليمنية ويتزايد العدد يوما بعد يوم لعدة أسباب مرتبطة ببعضها البعض، منها صعوبة وصول المهندسين إلى المحطات لصيانتها وتشغيلها بسبب النزاعات المسلحة، أو بسبب انعدام المشتقات النفطية التي تعتمد عليها سواء محطات توليد الكهرباء أو شبكات الاتصالات، وبالتالي انقطاع خدمات الاتصالات بما في ذلك الإنترنت.
وتعاني اليمن حتى من فترة ما قبل تطور الصراعات والنزاعات، من ضعف شديد في البنية التحتية في قطاعي الاتصالات والطاقة، إذ تعرضت خطوط النقل النفطية ومحطات الكهرباء وكابلات الألياف الضوئية للكثير من الاعتداءات من قبل جماعات مسلحة وقبلية بشكل متكرر خلال الأعوام السابقة.
لكن اليوم، يواجه اليمنيون عموما تخوفًا جديًا من اتساع دائرة التوقف المستمر للتيار الكهربائي، الذي وصل إلى أربعة أسابيع في بعض المناطق، وانقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت، لأن ذلك سيعزلهم عن العالم، في ظل أوضاع إنسانية حرجة للغاية وتزايد الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين بشكل مستمر، إذ قال لنا أحد الناشطين على الإنترنت فضّل عدم ذكر اسمه:
«النص الأصلي:نحن قلقون بأننا لن نتمكن من نشر وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والوضع الإنساني الصعب بشكل مباشر على الإنترنت خلال الأيام القليلة القادمة، لا إنترنت، لا اتصالات، حتى هواتفنا المحمولة لن نستطيع استخدامها لعدم توفر الطاقة الكهربائية.»
وهنا يجدر الإشارة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعية تعتبر مصدرًا هامًا لوسائل الإعلام الخارجية التي لم تستطع البقاء أو الاستمرار في تغطية الأحداث في اليمن، إذ تعتمد على الكثير من الناشطين المحليين الذي يقومون بتصوير ونشر الفيديو والأخبار بشكل مستمر.
وعلى حسب مسؤولين في شركات الاتصالات فإن حركة الاتصالات والإنترنت بشكل عام قد انخفضت بنسبة تزيد عن 30%، كما ذكرت لنا مصادر في الاتصالات بأن عدد مستخدمي الإنترنت في وقت الذروة قد انخفض بنسبة تزيد عن 60% في الأيام الأخيرة مقارنة بالأشهر الماضية والنسبة في زيادة مستمرة ما دامت الأوضاع الحالية تتجه نحو الأسوأ.
يتوقع الدكتور علي نصاري، المدير التنفيذي لشركة تيليمن، أن قطاع الاتصالات والإنترنت سيشهد خللًا كبيرًا خلال الأيام القريبة القادمة إذ يقول:
«النص الأصلي:مع استمرار الوضع الحالي وانعدام المشتقات النفطية لفترة أطول ربما لن تتمكن معظم شبكات الاتصالات من العمل لأكثر من بضعة أيام وليس أسابيع.»
وتقدم شركة تيليمن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، لكن أسعار الخدمة المرتفعة جدًا، جعلت من استخدامها محدودا للغاية إذ لا يتجاوز عدد المشتركين بالخدمة الألف مشترك معظمهم من الشركات الخاصة والبنوك.
وتستمر الحكومة في احتكار خدمات تزويد الإنترنت، رغم بنيتها التحتية الضعيفة التي تعتمد على الكابلات النحاسية وبنية الشبكة القديمة التي تم إنشائها للاتصالات الصوتية وليس البيانات، عبر شركتي يمن نت وتيليمن التابعتين للمؤسسة العامة للاتصالات الحكومية.
وفي جانب الاتصالات المحمولة تعمل ثلاث شركات من أصل أربع بنظام (GSM) بتقنية الجيل الثاني للاتصالات وشركة أخرى مساهمة تمتلك الحكومة حصة منها بنظام (CDMA) وتقدم خدمة الإنترنت بشكل محدود جدًا في بعض المناطق بتقنية الجيل الثالث (3G).
ورغم التزايد المتسارع لمستخدمي الإنترنت في اليمن إلا أن النسبة لا زالت ضئيلة مقارنة بدول المنطقة إذ تشير تقارير مختلفة أن نسبة مستخدمي الإنترنت في اليمن تتفاوت بين 14%-20% وهذا يزيد من قوة الاحتمال بعزل اليمن رقميًا.
وما من شك بأن النتائج ستكون كارثية، خصوصًا في الجوانب الإنسانية في بلد فقير يعيش حالة نزاع مسلح مثل اليمن. فالإنترنت يعتبر وسيلة هامة للصحفيين الذين يوثقون الصراعات والناشطين الذين ينشرون الأخبار ويوثقون انتهاكات حقوق الإنسان ومشاركة الوضع الإنساني، بل حتى يعتبر وسيلة هامة للمدنيين لمعرفة الأحداث على الأرض.
لا أجد حلًا مناسبًا، سوى أن تتوقف الحروب والنزاعات، وإن كان هناك من حكمة يمانية فهذا وقتها لأن تظهر وتجنب اليمن المزيد من الكوارث التي تتوالد بشكل مستمر.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «اليمن، الطاقة، والإنترنت». الأصوات العالمية. 24 أبريل - نيسان 2015.
شارك الخبر:
|