باستشهاد فقها.. هل يفتح الاحتلال الإسرائيلي باب "الاغتيالات الصامتة"؟

الاثنين 27 مارس 2017


أخبار ذات علاقة

أخبار فلسطين على ويكي الأخبار
فلسطين على ويكي الأخبار

موقع فلسطين
موقع فلسطين


بدون طائرات استطلاع، ودون بصمات صاخبة، نفذ "الموساد" عملية اغتيال جديدة تجاه أحد قادة المقاومة في غزة، موجهاً عدة رسائل للمقاومة في الداخل والخارج بجرأته على الوصول بشكل هادئ.

وكان الشهيد مازن فقها؛ وهو أسير محرر من الضفة المحتلة يقيم في غزة بعد خروجه من سجون الاحتلال في صفقة وفاء الأحرار سنة (2011) تعرض لإطلاق نار وهو عائد لمنزله في إحدى البنايات غرب غزة ما أدى لاستشهاده على الفور.

وجرت عملية الاغتيال من مسلحين استخدموا مسدسات كاتم للصوت أطلقوا منها (6) رصاصات تجاه الجزء العلوي من جسد (فقها) وفروا من مسرح الجريمة قبل أن تعلن "حماس" استشهاد أحد قادة القسام الميدانيين وتوجه أصابع الاتهام لـ"إسرائيل" متوعدةً بالرد.

بصمات الموساد عدل

الكثير من دهن أصابع (الموساد) فوق مسدسات كاتم الصوت المستخدمة في تصفية الشهيد (فقها) أمس تذكرنا بما جرى مع الشهيد (الزواري) سنة (2016) ومن قبل شهداء المقاومة الفلسطينية الثلاثة في بيروت سنة (1974) .

ويؤكد اللواء واصف عريقات المحلل العسكري أن الأسلوب والزمان والمكان وآلية الاستهداف، تؤكد أن "الموساد" نفذ الاغتيال، وأن "إسرائيل"  تسعى الآن لتنفيذ اغتيالات ناجحة برصاص كاتم صوت توفر عليها كثير من الانتقادات.

ويضيف: "نريد اغتيالات مضمونة لأن الطائرات جلبت لها انتقادات دولية، ومن الممكن أن تصيب المدنيين؛ لذا كاتم الصوت أفضل، فهي في مرحلة تعزيز علاقاتها مع الدول العربية".

وتعد عملية الاغتيال ذات خطورة ميدانية كبيرة عاد فيها الاحتلال للحضور على الأرض وإطلاق النار نحو هدفه مباشرة؛ ما يستدعي المقاومة لإعادة ترتيب أمنها خشية الاختراق بعد سنوات من ضعف عمل جواسيس الاحتلال بغزة.

ويرى العميد يوسف شرقاوي المحلل العسكري، أن عملية الاغتيال بآلية كاتم الصوت تكشف عن إصرار وتصميم واتباع خطة نوعية تحمل بصمة (الموساد)، تذكر باغتيالات قديمة جرت للمقاومة الفلسطينية في لبنان.

ويتابع لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "عادةً يستخدمون كاتم صوت ويكون واحد يطلق النار، والثاني يقوم بالتغطية عليه حتى إن فشل الأول يطلق الثاني النار، و"إسرائيل" الآن تريد خلط الأوراق، وربما وجدت ذرائع لتنفيذ الاغتيال بسبب الصواريخ المطلقة مؤخراً عليها".

دلالات وأهداف عدل

ولا شك أن "إسرائيل" باغتيال الشهيد فقها بغزة ولجت لمرحلة جديدة من صراعها مع المقاومة بعد تضرر سمعة جيشها وحالة الانتقادات المتواصلة التي حملها تقرير (يوسف شابيرا) مراقب الدولة عن حرب غزة (2014)، وخلافات المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية.

ويقول المحلل عريقات إن "إسرائيل" بهذا الشكل من الاغتيالات تعزز رؤيتها أن فلسطين كلها مباحة لها، وأن ذراعها الطويل ليس ذراع الطيران فقط بل ذراع "الموساد" أيضاً.

أملاً في إعادة قسط من مجد أمنها المتصدع في السنوات الأخيرة، وبعد خلافات الساسة مع مؤسسات الأمن والعسكر في (إسرائيل) التي وردت في التقدير الإستراتيجي لعام (2016-2017) تحاول -حسب رؤية المحلل عريقات- الذود عن نفسها.

ويتابع: "عملية الاغتيال تحمل أيضاً رسالة تهديد للخارج وللداخل أيضاً، فقد تحدث الاحتلال عن ارتباط الشهيد بالضفة والخارج، وهم يقولون نحن نصل لكل مكان لاسيما وأن ميزانية أجهزة الأمن من أعلى ميزانيات الدول في العالم، ويده طليقة".

ومع دخول جولة الصراع الأخيرة في الأسابيع الماضية مرحلة جديدة حاولت فيها "إسرائيل" تثبيت معادلة ردع المقاومة  في (غزة وجنوب لبنان) تزداد مهمة المقاومة صعوبة لإثبات نفسها.

ويرى المحلل شرقاوي أن المقاومة يجب ألا تكتفي بالتهديد، ولابد أن يكون لها موقف لا تترك فيها الميدان دون رد، لأن ذلك يمنح الاحتلال جرأة أكبر لشن مزيد من العدوان والاغتيالات.

مصادر عدل