بعد محاكمة دامت ١٥ عاماً في تركيا الحكم علي بينار سيليك بالمؤبد

الثالث 16 أبريل 2013


بينار سيلك كاتبة واختصاصية في علم الاجتماع تعيش في ستراسبورج. تم اتهامها مسبقا بتفجير سوق إسطنبول للبهارات عام ١٩٩٨ وحكم عليها بالسجن مدى الحياة في تركيا تم النطق بالحكم النهائي في جلسة ٢٤ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٣ وسيتم اعتقالها فور عودتها لتركيا تمت تبرئتها ثلاث مرات خلال محاكمتها الطويلة التي قاربت ١٥ عاماْ.

أول اعتقال لبينار

بدأت رحلة بينار الطويلة مع نظام القضاء التركي في ١١ يوليو/ تموز ١٩٩٨ بعد يومين من انفجار بمدخل سوق إسطنبول للبهارات مما أدى إلى مقتل ٧ أشخاص وجرح ١٠٠ شخص تقريبا، وبالرغم من أن الشكوك ثارت حول (حزب العمل الكردستاني) إلا أنه ستة من تقارير التحقيقات أشارت إلى أن سبب الإنفجار لم يكن تفجيراً أو هجومٍ إرهابي، أصبح الأمر مثيراً للاهتمام وتم اعتقال بينار سيلك بعد يومان من الإنفجار فقد افترضت السلطات بأنها كانت عضواً في حزب العمل الكردستاني.

تم اعتقال المتهم الآخر عبدالمست أوزترك بعد أسبوعين من اعتقال بينار واعترف بانهما خططا وقاما بالتفجير سوياً ولكن فور إحالته للمحاكمة زعم بأنه أُرغم على قبول التهم بالرغم من عدم تورطه، وأشار خلال المحاكمة إلى لقاء خالته مع بينار بصفتها خطيبة ابن اخيها ويشير الاتهام بأنه عند زيارة المنزل دخل أوزترك وسيليك غرفة وبقيا فيها بمفردهما لبعض الوقت، عرفت الخالة بينار عند رؤيتها للصورة واعترفت بأنها وابن أخيها كانا يتزاوران، بيد أنه خلال وقوفها على منصة الشهادة بالمحكمة كان واضحا جدا عدم قدرة خالة أوزترك على التحدث بالتركية مما يشكك في قدرتها على إدلاء شهدتها بدون وجود خبير لغوي أو مترجم بالإضافة إلى التقارير المشبوهة بخصوص الانفجار التي فشلت جميعها في إيجاد الصلة بين وجود قنبلة والانفجار حيث أشارت التقارير إلى أن سبب الانفجار الرئيس تسرب غاز.

الاعفاءات

تم اعتقال بينار في يوليو/ تموز ١٩٩٨ وأُطلق سراحها بعد عامين و نصف في ٢٢ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠٠٠ بواسطة محكمة محلية وذلك بعد الإستئناف الذي قدمتة وزارة الداخلية وقسم شرطة إسطنبول بالإضافة إلى مجموعة أخرى من خبراء (الشرطة) حيث قالو بأن الإنفجار كان من الممكن حدوثة بواسطة قنبلة بالرغم من أن أحد الخبراء المدنيين في هذه المجموعة لم يقبل بنتيجة التقرير. وقام بتقديم تقرير آخر يوضح فيه أن الإنفجار تسببت فيه قنبلة وزعم أن التقرير المُقدم من خبراء الشرطة غير مقبول وليس علمياً كما أن فاقد للثقة.

في ٨ يونيو/ حزيران ٢٠٠٦ أعلنت محكمة اسطنبول الثانية عشرة العليا حكمها باعفاء كلٍ من بينار سيليك وعبدالمسيح أوزترك حيث أفاد الحكم بأنه فيما يتعلق بانفجار سوق اسطنبول للبهارات ” لم نجد دلائل مؤكدة وقابلة للتصديق تستحق العقاب”. تم نقض هذا الحكم بواسطة قسم الجزاءات في المحكمة العليا في ١٧ أبريل/ نيسان ٢٠٠٧ على أساس ” أنه لم يصدر أي قرارٍ من المحكمة”.

في ٢٣ مايو/ أيار ٢٠٠٨ تم تبرئة سيليك للمرة الثانية بواسطة محكمة جنايات اسنطبول العليا الثانية عشرة. وبعد استنئاف آخر لهذا القرار تم تبرئتها في ٩ فبراير/ شباط ٢٠١١. النائب العام طعن في الحكم بعد يوم واحدٍ فقط من صدوره بواسطة محكمة جنايات اسنطبول العليا الثانية عشرة وفي ٢٤ يناير ٢٠١٣ حكم على بينار سيليك بالمؤبد.

مؤيدو بينار:

عبر حسابها على تويتر وخلال فترة الإستراحة قبل النطق بالحكم النهائي دعت بينار كل من يدعمها إلى الحضور إلى بوابة المحكمة حيث غردت:

«النص الأصلي:@Pinar_Selek: Davaya karar icin ara verildi.Herkesin Caglayan Adliyesi C kapisinda acilen toplanmasi cok onemli. Gidisat iyi gorunmuyor»

«ترجمة:هناك فترة استراحة قبل النطق بالحكم النهائي يرجى حضوركم إلى البوابة س لمحكمة كاجليان، الأمور لا تبدو جيدة.»

وعبر مؤلف كتاب ” الدم والصدق” عن صدمته الشديدة في نظام القضاء التركي حيث كتب:

«النص الأصلي:@AlizaMarcus: النظام القضائي في تركيا غير معقول، إن الكاتبة الإجتماعية بينار تمت تبرئتها ثلاثُ مراتٍ و ها هي اليوم يُقضى عليها بالمؤبد»

الصحفي بالتيتيك التير كتب:

«النص الأصلي:@Balciceki: Pınar selek'e 3 kez beraattan sonra müebbet! Bu ülkede hukuk bitmiştir! Adalet mi? Guldurmeyin beni!»

«ترجمة:الحكم بالمؤبد على بينار بعد تبرئتها ثلاثٌ مرات!!! لم يعد هناك قانون في هذا البلد! عدالة؟ لا تضحكوني رجاءاً!!»

و ساندها صحفي آخر كونيت ازدمير بكتابته:

«النص الأصلي:@cuneytozdemir: Pınar Selek yalnızca yanlış zamanda yanlış yerde bulunmadı. Yanlış zamanda yanlış ülkede doğdu!»

«ترجمة:بينار ليست فقط في المكان الخطأ في الوقت الخطأ لكنها ولدت في المكان الخطأ»

مؤيدو بينار قامو بمشاركة هذه الصوره على صفحة التكافل الجماعي من أجل بينار سيليك ليجمعوالدعم لتبرئتها:

حاولت المنظمات العالمية لفت الانتباه إلى محاكمة بينار في بداية الأسبوع حيث نشر [www.fidh.org/TURKEY-Judicial-harassment-of-12503 الاتحاد العالمي لحقوق الإنسان ]و منظمة العالم ضد التعذيب نشرتا مقالين على موقعهما في ٢١ يناير/ كانون الثاني عرضتا فيه الأذى المستمر الذي تعرضت له بينار سيليك من قبل النظام القضائي في تركيا. في ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٢ عبر اتحاد الكُتاب العالمي قلم عن قلقه إزاء الأذى القضائي الذي تتعرض له بينار.

بالرغم من كل شئ تم تبرئتها ثلاثُ مرات ومازالت تناضل للحصول على برائتها للمرة الرابعة، قد يكون من الصعب استيعاب كيف تحملت محاكمة عمرها ١٥ عاماً والتي قد تنتهي بحكم مؤكد بالمؤبد. لكن كلماتها على موقعها www.pinarselek.com [بالتركية] والتي استعملها اصدقائها لدعمها توضح كيف أنها ما زالت تكافح للحصول على حريتها:

«النص الأصلي:Yoksunlukları, adaletsizlikleri, şiddeti keşfettikçe kendi kendimize soruyoruz: “Mutluluk mümkün mü?” Ben, bu kısacık varoluş macerasını güzel yaşamak için adalete ve özgürlüğe ihtiyaç duyanlardanım. Bunun için politika yapıyorum. Başkalarını kurtarmak için değil, mutlu olmak için, herkesinkiyle derinden ve karmaşık bağlara sahip olan hayatımı değiştirmek için… Gözümü yumup mutsuz olmamak için gözlerimi açıp acı çekiyorum.»

«ترجمة:عندما نتحرى عن الفقر والظلم والعنف عادةً ما نسأل انفسنا: “هل السعادة ممكنة؟” أنا واحدة من الذين يحتاجون إلى الحرية والعدل ليعيشوا الفترة القصيرة والجميلة لوجودهم في هذه الحياة. هاذا ما أُناضل للحصول عليه، ليس لأُنقذ الآخرين، أو لأكون سعيدةً، ولكن لأغير حياتي التي تربطها صلات عميقة بالآخرين… أنا أفتح عيناي وأعاني بدلاً من إغلاقهما وأكون تعيسة.»

مصادر

عدل