بعد مرور ستّ سنوات: كيف تتعافى فوكوشيما ومياجي وإيواتي من كارثة تسونامي

الخميس 20 أبريل 2017


في أوائل مارس/آذار 2017، ذكرت صحيفة كاهوكو شيمبو – وهي صحيفة يومية يابانية معنية بالأخبار في شمال شرق اليابان – التطورات التي حدثت خلال الستّ سنوات الماضية لاستعادة المواطنين الذين تأثروا ب الكارثة الثلاثية التي حدثت في مارس/آذار عام 2011، وتمثلت بالزلزال الضخم وتسونامي والحادث النووي في محطة فوكوشيما، قدرتهم على ممارسة الحياة.

يقع مقر جريدة كاهوكو شيمبو في سينداي، مقاطعة مياجي، وهي إحدى المقاطعات العديدة في شمال شرق اليابان التي تأثرت بكلاً من الزلزال والتسونامي. مئات الآلاف من المقيمين في مياجي وإيواتي وفوكوشيما أجبروا على النزوح حيث دمرت تسونامي جميع المدن الساحلية ومحتها من الخريطة. وقد عانت ولاية فوكوشيما أيضًا من الحادث النووي الذي تسبب وحده في نزوح 160 ألف شخص من منازلهم.

بعد ستّ سنوات، تقدم التغطية الخاصة لصحيفة كاهوكو شيمبو وجهة نظر محلية لمدى التقدم الذي تم إحرازه لإعادة بناء حياة الناس القاطنين بالمنطقة. وتشمل المقالة الخاصة المفصلة للجريدة إحصائات من وزارة إعادة الإعمار بالإضافة إلى دراسات استقصائية عن النازحين أنفسهم.

الإسكان في فوكوشيما ومياجي وإيواتي

وقد ذكرت جريدة كاهوكو شيمبو أنه بحلول ديسمبر/كانون الأول 2015، كان قد تم الانتهاء من سبعة وسبعين بالمئة من مخطط الإسكان البديل (災害公営住宅, saigai kouei juutaku) في كل من ولايات فوكوشيما ومياجي وإيواتي. وقد كان النصيب الأكبر في النجاح لمياجي حيث نُفِّذ ثمانين بالمئة من مخطط المنازل البديلة، وتليها إيواتي حيث بنسبة خمسة وسبعين بالمائة، في حين أن فوكوشيما لم تتخطَ السبعين بالمائة.

وفي الوقت نفسه، بعد مرور ست سنوات لاتزال هناك العديد من الجهود لنقل النازحين من المنازل المؤقتة مسبقة الصنع للمنازل البديلة الدائمة. فبعد الكارثة الثلاثية، أُ جبِر ما يقرب من ثمانين ألف شخص على العيش في المنازل المؤقتة. ففي ديسمبر/كانون الأول عام 2016، كان لايزال هناك 36 ألف شخص من مياجي وإيواتي يسكنون هذه المنازل.

ولا يزال يسكن ما يقرب من أربعين بالمائة من نازحي عام 2011 المنازل المؤقتة. وكانت مياجي هي الأكثر نجاحًا حيث انتقل أكثر من 75 بالمائة من النازحين المقيمين في منازل مؤقتة مسبقة الصنع بعد الكارثة إلى منازل دائمة. في حين أن إيواتي كانت النسبة بها 34 بالمائة.

العمل والحياة اليومية في المقاطعات الثلاث المتأثرة بالكارثة

وقد ذكرت الجريدة أنه بحلول ديسمبر/كانون الأول 2016، كان قد تم إعادة افتتاح 1074مدرسة من إجمالي 1100 مدرسة (أي حوالي 98 بالمائة) في المقاطعات الثلاث اللاتي تأثرنَّ بكارثة 2011.

بعد مرور ست سنوات، إنه من الواضح أن مشروع إعادة البناء في المقاطعات الثلاث كان صعبًا للغاية. ففي حين أنه تم تشغيل ما يقرب من مئة بالمئة من موانئ الصيد في إيواتي وميياجي، فقط ثلاثون بالمائة من موانئ فوكوشيما أعيد فتحها.

أثرت موجة التسونامي والحادثة النووية على مساحة كبيرة من الأرض الزراعية في الثلاث مقاطعات. تمكنت مياجي من إعادة إصلاح 93 بالمئة من الأرض الزراعية المتأثرة.،في حين اصطصلحت 66 بالمائة فقط من الأراضي في إيواتي وأقل من 50 بالمائة من الأراضي في فوكوشيما.

إنه من غير المرجح أن يكون هذا الدمار في الأراضي الزراعية في فوكوشيما قد نجم فقط عن الحادثة النووية؛ فقد تأثرت 5400 هكتار من الأرض الزراعية في فوكوشيما بالكارثة، 690 هكتار منها فقط تقع تحت منطقة الحظر النووي.

ا نتعشت السياحة بصورة كبيرة في اثنتين من الولايات. ولكن مرة أخرى لاتزال فوكوشيما في المؤخرة. فقد عادت نسبة السياح الزائرين لإيواتي ومياجي لحوالي 90 في المئة لما كانت عليه قبل الكارثة، في حين أن النسبة في فوكوشيما لاتزال 75 بالمئة.

لكن الجريدة ذكرت أيضًا أن حوالي نصف عدد سكان المستوطنات الساحلية يعتقدون أن كسب العيش أصبح أكثر صعوبة بعد حدوث الكارثة.

ماذا عن استعدادات السكان المحليون لما قد يحدث مستقبلًا؟

اشتملت المقالة على العديد من الدراسات الاستقصائية عن السكان المحليين والنازحين والتي تتعلق بكل شيء بداية من حالة إعادة الإعمار نهاية بالتغير في التصورات عن خطر تسونامي. وأوضحت جريدة كاهوكو شيمبو في مقدمة المقالة:

«النص الأصلي:住民の津波防災意識を探る調査を実施した。今後起きる地震や津波に備えて対策をしているとの回答が83.1%と意識の高さがうかがえる一方、実際の備えに不安を感じている人も55.9%と半数を超え、課題があることを示した。»

«النص الأصلي:The Kahoku Shimpo conducted a survey to learn more about tsunami awareness among local residents. The survey found that 83.1 per cent of local residents had taken steps to prepare for a future earthquake and tsunami. However, 55.9 per cent of respondents (more than half) still feel not enough has been done to prepare for the next disaster.»

«النص الأصلي:أجرت جريدة كاهاكوشيمبو دراسة استقصائية لمعرفة المزيد عن الوعي بتسونامي بين السكان المحليين. وجاءت النتيجة أن 83.1 بالمائة من السكان المحليين قد قاموا بأخد خطوات فعلية لمواجهة الزلازل والتسونامي في المستقبل. في حين أن 55.9 بالمائة من المشاركين (أكثر من النصف) يرون أنه ليسوا على الاستعداد الكافي بعد لمواجهة الكوارث التي قد تحدث في المستقبل.»

أحوال النازحين من مقاطعة فوكوشيما

وأيضا في تغطيتها للذكرى السنوية، أولت كاهوكو شيمبو اهتمامًا خاصًا لحالة النازحين من مقاطعة فوكوشيما. فبالإضافة إلى الزلزال القوي وتسونامي المدمر، شهدت ولاية فوكوشيما أسوأ حادثة نووية حدثت في اليابان.

فنُقِل حوالي 63 ألف من إجمالي 160 ألف نازح من فوكوشيما إلى خارج الولاية، وفي بدايات عام 2016 تمت إعادة توطين أكثر من 23 ألف شخص في مساكن بديلة دائمة في فوكوشيما. وحتى مع حلول عام 2017، لايزال يقيم 40 ألف شخص تقريبًا خارج مقاطعاتهم.

فأغلبية النازحين من كل المناطق نتيجة تلك الكارثة، والذين مازالوا يعيشون في الملاجئ المؤقتة، تتجاوز أعمارهم الخمسين. ويُعتقد أن إحدى العوائق التي تحول دون إعادتهم مرة أخرى لمنازل ملائمة هو أن جهود إعادة بناء ميياجي وإيواتي وفوكوشيما تتنافس مع مشاريع البناء العملاقة المتعلقة بأوليمبياد طوكيو 2020.

مصادر

عدل