بعد 10 سنوات على اغتصابها، شابة برازيلية تتعرض للتحرش على الإنترنت
الخميس 26 مارس 2015
الروابط باللغة البرتغالية
قررت فيفيان تيفيس، البرازيلية البالغة من العمر 28 عامًا، فتح صفحتها على فيسبوك يوم 9 فبراير / شباط والقيام بواحدة من أصعب الأمور التي يمكن لامرأة تعرضت للاغتصاب القيام به: نشر قصتها.
«النص الأصلي:Eu tento, constantemente, apagar as cenas da cabeça. Eu sei que sou forte, eu sempre fui. Mas dessa vez eu não consegui. Tudo que eu tinha esquecido nestes anos que se passaram, voltaram mais fortes do que nunca. Eu relembro o rosto, eu relembro o ato, eu relembro o dia, a dor, a droga na minha bebida, a roupa rasgada, o dinheiro roubado, o carro batido.»
«ترجمة:أحاول باستمرار محو المشاهد من رأسي. أعلم أنني قوية، دائمًا كنت قوية. لكن هذه المرة لم أستطع التحمل. كل شيء نسيته خلال السنوات الماضية يعود أقوى من أي وقت مضى. أتذكر وجهه، وأتذكر الفعل، أتذكر اليوم، والألم، والمخدرات في شرابي، والملابس الممزقة، والمال المسروق، والسيارة المحطمة.»
مرت عشر سنوات منذ 12 فبراير / شباط 2005، عندما تعرضت للاغتصاب. ولكن تبقى الجروح. تقول تيفيس أنها قررت الكتابة لنشر الوعي حول ضحايا الاغتصاب:
«النص الأصلي:Tenho um namorado que me dá força todos os dias e está ao meu lado me dando carinho nesta fase ruim. Tenho minha mãe que me relembrou que eu passei por coisas muito, mas muitos piores na minha vida, com pessoas ruins que passaram por ela. Tenho amigos e mais amigos que estão ao meu lado. Tenho minha família. Mas ainda dói. Dói muito! Sempre vai doer. Eu sou forte, eu sei que sou. Mas dói e essa dor está me consumindo. Novamente, eu sou forte. A fase vai passar. Os dias bons irão voltar. Já se foram 10 anos. Depois serão 20, 30, eu nunca vou esquecer, mas ficará mais fácil. Ficará mais fácil lidar que isso é ruim, mas acontece. E o que devemos fazer? Levantar a cabeça. Crescer. Aprender. Lidar com as adversidades e mostrar que, acima de tudo, eu sou forte. Eu consigo. A vida vai continuar seguindo e ela vai ser linda.»
«ترجمة:لدي صديق يدعمني بالقوة والمودة كل يوم خلال هذه المرحلة السيئة. لدي والدتي التي تذكرني بأنني قد مررت بلحظات أسوأ من ذلك في حياتي. لدي أصدقائي. لدي عائلتي. لكن لا يزال مؤلم. مؤلم كثيرًا! وسيكون دائمًا. أنا قوية، وأعلم أنني قوية. ولكني أتألم وهذا الألم يستهلك طاقتي. مرة أخرى، أنا قوية. يجب أن اجتاز هذه المرحلة. ستعود الأيام الطيبة. مرت 10 أعوام. بعدها ستمر 20، 30 لن أنسى ذلك أبدًا، لكن سيكون أسهل. وسيكون أسهل بالتعامل مع حقيقة أن هذا أمر سيء، لكنه يحدث. وماذا نفعل؟ أرفع رأسي. أتصرف بتعقل. أتعلم. أتعامل مع الشدائد وإظهار أنني قوية قبل كل شيء. أستطيع فعل ذلك. وتستمر الحياة وستكون جميلة.»
تلقت الكثير من الدعم من الأصدقاء لأول كتابة لها. تلقت شهادتها أكثر من 2500 إعجاب وأكثر من 180 تعليق تهنئة لشجاعتها. ولكن ما جاء بعد كان بعيدًا عن أي نوع من التعاطف. صباح الخميس، عادت لصفحة فيسبوك مرة أخرى:
«النص الأصلي:Desde meia-noite eu tenho recebido mensagens no meu WhatsApp. Mais de 40. Descobriram meu número e jogaram em um grupo de zoeira para pessoas aleatórias me zoarem. Todas me parabenizando por esta data e desejando que aconteça novamente»
«ترجمة:منذ منتصف الليلة الماضية، استقبلت أكثر من 40 رسالة على واتس أب الخاص بي. وجدوا رقم هاتفي ووزعوه على مجموعة ساخرة من الناس بحيث يمكن لأي شخص أن يسخر مني. تلقت تهاني الجميع بهذه المناسبة وتمنوا أن يحدث ذلك مرة أخرى.»
نشرت تيفيس ألبوم صور مع لقطات من المضايقات، وتم إزالتها في وقت لاحق. في ما بعد، اتصلت بالمحامين، وفي نفس الوقت أخذت تسأل الناس عن حل لمحاربة التحرش على الإنترنت من المتصيدون الذين يرسلون التهاني بمناسبة الذكرى العاشرة “لآخر اغتصاب”، وتعليقات مؤذية ومهينة من قبل الآخرين.
في كتابة أخرى نشرت في نفس اليوم، أوضحت تيفيس أن الناس الذين يرسلون رسائل التحرش كانوا يضايقونها لسنوات بسبب وجود بعض المجموعات المحلية على الإنترنت المكرسة للفكاهة السوداء التي كانت على صلة بها على أوركت، الشبكة الاجتماعية الشعبية في البرازيل بين عامي 2003 و 2008، قبل وصول فيسبوك.
امرأة تغتصب كل 12 ثانية في البرازيل
يمثل الاغتصاب مشكلة خطيرة في البرازيل. يظهر التقرير السنوي الأخير للأمن العام – البحوث التي أجريت من قبل المنتدى البرازيلي للأمن العام – أنه في عام 2013 سجلت البلاد 50320 حالة اغتصاب. وبالأخذ بعين الاعتبار أن معظم ضحايا الاغتصاب لا يتقدمون بالشكوى، يشير التقرير أن العدد قد يصل لـ 143 ألفًا.
وتقدر دراسة أخرى، أجراها معهد العلوم الاقتصادية التطبيقية (IPEA)، أن هناك 527 ألفًا من المواطنين البرازيليين يتعرضون للاغتصاب كل سنة، 89 في المئة من الضحايا من النساء.
في عام 2013، وصل تقرير نشرته السكرتارية الوطنية للمرأة لاستنتاج مرعب آخر: اغتصاب امرأة كل 12 ثانية في البرازيل. استخدمت الوثيقة تعريف القانون الاتحادي البرازيلي الجديد للاغتصاب في 2009: “إكراه أي شخص، من خلال العنف أو التهديد الجدي، بعمل علاقات جنسية، أو الممارسة أو السماح بممارسة أي عمل شبق آخر” (والتي تشمل أعمال غيرالاختراق). الاغتصاب هو جريمة يعاقب عليها القانون في البرازيل مع عقوبة ست إلى عشر سنوات في السجن.
حتى مع هذا القانون، يدعو بعض المتخصصين أن البلد ما تزال بحاجة لتحسين طريقة تعامل الضحايا. في مقابلة مع بي بي سي في أبريل / نيسان 2014، أشارت آنا غابرييلا منديس براغا، المحامية والباحثة في نظام العدالة الجنائية في البرازيل، إلى أن كثيرًا ما يُساء تفسير القانون من قبل ضباط الشرطة أو القضاة خلال مراحل مختلفة من العملية. وعلقت براغا على ما يمكن أن يكون عاملًا من عوامل الترهيب للعديد من ضحايا الاغتصاب:
«النص الأصلي:Para dar queixa de um crime sexual, por exemplo, a demanda dela não é só criminal, é também psicológica. […] Há delegacias para mulheres em que a sensibilidade de delegada e as guardas não difere da dos funcionários de delegacias comuns.»
«ترجمة:عند تقديم شكوى لجريمة جنسية، على سبيل المثال، فإن الطلب ليس جنائي فقط، بل نفسي أيضًا. […] هناك بعض مكاتب الشرطة محددة للنساء ولكن مشاعر قائد الشرطة أو الضباط لا تختلف عن أولئك الذين في المكتب العادي.»
بعد انتظار 14 عامًا للتصويت، تمت الموافقة بالإجماع من قبل مجلسي النواب والشيوخ على قانون آخر من شأنه توفير المزيد من الحماية لضحايا الاغتصاب، صادقت الرئيسة ديلما روسيف عليه عام 2013.
القانون المقترح من قبل النائب إيارا برناردي، 12.845/2013 يحوي على تفاصيل لحق المرأة والذي كفله الدستور البرازيلي: الحق في الإجهاض في حالة العنف الجنسي. يشترط القانون على جميع المستشفيات العامة بعلاج الاغتصاب باعتباره من الطوارئ وتشخيص الضحايا وعلاج الإصابات والتحاليل للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًا والحمل، والدعم الاجتماعي والنفسي والتوعية الكاملة للضحايا بالحق القانوني بالإجهاض.
ومع ذلك، أظهر تقرير نُشر على موقع الأخبار IG أنه بعد سنة من قانون العقوبة، لا تزال الخدمة غير فعالة. لم يتم توعية الضحايا كما يجب من قبل الموظفين العموميين عندما يبحثون عن المساعدة، بل أن العديد من وحدات الصحة العامة رفضت التعامل معهم أو لم يعرفوا كيفية التصرف.
هذا يعني أنه وعلى الرغم من تحقيق البرازيل تقدمًا على الورق، فإن هذا النظام لا يزال يخيب آمال ضحايا الاغتصاب على أرض الواقع. حالة تيفيس تعكس كيفية رؤية المجتمع البرازيلي ويبدو أن الأمر سيستغرق فترة أطول لتغيير هذه النظرة مما أخذه الكونغرس لتمرير القانون.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «بعد 10 سنوات على اغتصابها، شابة برازيلية تتعرض للتحرش على الإنترنت». الأصوات العالمية. 26 مارس - آذار 2015.
شارك الخبر:
|