بوليفيا: هل يؤذي الخطاب ضد الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية؟
الأربعاء 1 أغسطس 2012
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.
تغير ميزان القوى في أمريكا اللاتينية في العقد الماضي. فالجهود المبذولة لتثبيت السيطرة الأمريكية في النصف الثاني من القرن العشرين واجهت العديد من التحديات، بالأساس مع صعود البرازيل الثابت وأيضاً لسطوع نجم المبادرات السياسية من حكومات يسارية في بوليفيا.
بالرغم من صغر حجم بوليفيا، وهي الدولة الحبيسة في قلب أمريكا اللاتينية، فإنها تصدرت المبادرات الموجهة ضد الولايات المتحدة منذ عام 2006، عندما انتخب الرئيس إيفو موراليس، وهو الزعيم اليساري بالإضافة إلى كونه رئيس نقابات مزارعي الكوكا، بصورة ديموقراطية.
يصف راؤول برادا الكوريزا، عضو سابق في حزب إيفو موراليس، الموقف الدبلوماسي في بداية عام 2006 على مدونته: [معظم الروابط بالإسبانية والإنجليزية]:
«النص الأصلي:حظيت الحكومة الوليدة والرئيس، وهو السكان الأصليين، بشرعية كبيرة، بالإضافة إلى الاعتراف والدعم الدولي. بدأ وزير الخارجية في تكريس أسس الدبلوماسية الشعبية بالإضافة إلى دبلوماسية السكان الأصليين، في محاولة لإعادة بناء علاقاتنا الدولية حول العالم لتكون ضد الاستعمار. وتبدأ الدبلوماسية الشعبية عبر فكرة فتح الباب للمواطنين للتأثير على العلاقات بين الدول بفاعلية، وليس فقط التوجه السياسي. كل شيء يظهر في عملية تغيير مستمرة.»
في فترتيه الرئاسيتين، ناصر الرئيس البوليفي أجندة ضد الاستعمار ضد سياسات الولايات المتحدة بصورة مباشرة. وتميز في انتقاد “الرأسمالية الغربية”، بالإضافة إلى دعم العلاقات مع الحكومات المضادة للولايات المتحدة في المنطقة، مثل فنزويلا وكوبا والإكوادور والأرجنتين.
وضعت بوليفيا في أولياتها تقوية ودعم كيانات وآليات سياسية بعيدة عن تأثير الولايات المتحدة، مثل اتحاد دول أمريكا الجنوبية (UNASUR بالإسبانية)، الاتحاد البوليفاري للأمريكتين (ALBA)، وحديثا مجتمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (CELAC). تعتبر الكيانات السابقة نفسها ضد منظمة البلدان الأمريكية (OAS) التي تقودها الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى الأجندة المضادة للولايات المتحدة، فإن اهتمام بوليفيا ينصف على ثلاثة محاور إستراتيجية: مشكلة الكوكا أو الكوكايين، زيادة الاستثمارات الأجنبية في مجال صادرات الغاز إلى البرازيل والأرجنتين لزيادة جودة الغاز المسال وبالتالي عوائد الغاز، والسيطرة على الساحل في المحيط الهادئ، حيث فشلت بوليفيا حتى الآن في هذه النقط الثلاث.
وأيضاً فإن العلاقات بين بوليفيا والبرازيل لم تعد مثلما كانت عندما كان لولا دي سلفا في الحكم في برازيليا. فقط وصلت الأمور إلى أزمة دبلوماسية معقدة بين الحكومتين عندما لجأ السيناتور البوليفي السابق روجر بينتو، وهو من أعضاء المعارضة، سياسياً إلى سفارة البرازيل في لا باز بعدما وجه المسئولين في بوليفيا له اتهامات بالفساد. وكان بوجر بينتو قبلها كشف عن أدلة تثبت تورط مسئولين عالين المستوى في علاقات مع عصابات الاتجار في المخدرات. وبالرغم من معارضة بوليفيا الشديدة، فإن البرازيل أعطته حق اللجوء السياسي.
تصر وزيرة الاتصالات البوليفية، أماندا دافيلا، على أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تتأثر، بالرغم من وجود عدد من الأمور التي لم يتم حلها بعد؛ مثل اهتمام البرازيل بالطريف في متنزه Tipnis الوطني. وفي موضع آخر فإن العلاقات بين بوليفيا وإيران تقدمت مؤخراً مما أدى إلى انتقادات من برازيليا وواشنطن. يضيف التقارب بين لا باز وطهران إلى مخاوف، ليس فقط من إضعاف العلاقات مع البرازيل، بل وتغيير وزنها مع النظم السياسية الإقليمية.
[1] النص الأصلي لهذا المقال بالإضافة إلى النسخ الإسبانية والعربية والفرنسية برعاية من شبكة الأمن الدولية (أي أس أن) كجزء من شراكة في مجال صحافة المواطن في مجال العلاقات الدولية وشئون الأمن في العالم.
يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «بوليفيا: هل يؤذي الخطاب ضد الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية؟». الأصوات العالمية. 1 أغسطس - آب 2012.
شارك الخبر:
|