ترسم الأعشاب الضارة حول العالم نصرةً للمهمشين
الأربعاء 27 ديسمبر 2017
نُشرت هذه المقالة بقلم آلي بودنر لأول مرة على موقع PRI.org في 31 أغسطس/آب 2016، ويُعاد نشرها هنا في إطار اتفاقية تشارك المحتوى.
إذا ما كنت تتجول في ساو باولو بالبرازيل، أو أثينا باليونان، أو سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، فقد تصادف أعشابًا ضارة، ولكن على جدران المباني!
تستعين فنانة الجداريات مونا كارون بجدران المدن حول العالم لترسم لوحاتها المكبّرة لنباتات بريّة. وتقول كارون أن هذه النباتات ترمز إلى من يعيشون على هامش المجتمع، إذ تريد منا أن نولي اهتمامًا أكبر بهم.
وتعود أصول كارون التي تقيم في سان فرانسيسكو إلى سويسرا وتحديداً إلى المنطقة الناطقة بالإيطالية. وقد بدأت مسيرتها برسم لوحات بانورامية للمدن حيث تُعرف بهذا النمط من اللوحات منذ وقت طويل.
استمع لهذه المقالة على موقع PRI.org
إلا أن تغيراً ما طرأ منذ سنوات قليلة. إذ بدأت كارون ترسم عكس المعهود في لوحاتها البانورامية حيث بدأت برسم صور مكبّرة لأشياء صغيرة، وتحديدًا الأعشاب الضارة أو تلك النباتات البرية الصغيرة التي تنمو في شقوق الأرصفة تحت أقدام المارة. وتقول كارون:”كلما قل اهتمامنا بهذه الأعشاب كلما كبّرتها في لوحاتي!”
وتضيف كارون:”لست أرسم نباتات رقيقة تنمو في حدائق المنازل الأنيقة”، موضحة أنها ترى قوة في الأعشاب الضارة.
وحتى هذه اللحظة، رسمت كارون جداريات الأعشاب الضارة في عشرات المدن حول العالم. ومن أعمالها لوحة هندباء على سقف مسجد في سان فرانسيسكو، ولوحة هندباء أخرى في سويسرا، ولوحة نبتة القرّاص في برشلونة. كما رسمت كارون لوحة لعشب ضار غير معروف كانت قد صادفته في أحد أكبر الأحياء الفقيرة في مدينة أحمدي آباد بولاية غوجرات بالهند.
وتقول كارون:”إن الأمر مضحك بعض الشيء. إن فكرة اللوحات لا تعترف بالحدود مثلها مثل الأعشاب الضارة.” ويعود سبب انتشار الأعشاب الضارة حول العالم إلى العولمة. وتقول كارون أن ذلك ينعكس أيضاً على رواج مشروعها إذ أنه “واضحٌ دونما حاجةٍ لشرحه بأية لغة.”
وعلى متن رافعة بطول 8 أمتار، ترسم كارون الخطوط بأقلام فحمية على جدار غير مستو لتملأ بعدها الفرغات بطلاء أخضر. وهي تعمل حالياً على لوحة لعشبة لسان الحمل السهمي على مبنى مكاتب من أربعة طوابق في حي تيليغراف هيل بسان فرانسيسكو.
وإلى يسار المبنى، تطل ناطحة السحاب المعروفة باسم هرم ترانزأمريكا. حين رأتها كارون، قررت رسم نبتة تضاهيها حجماً.
وتستخدم كارون مصطلح الأعشاب الضارة على نحو استفزازي فهي تعلم أن المقصود به هو ازدراء النباتات غير المرغوبة.
كما تعلم كارون أن للأعشاب الضارة خصائص طبية وغذائية إلا أنها تنفي أن يكون ذلك سببها في رسمها. وتقول كارون:”ما أريد تسليط الضوء عليه هو النزعة العدائية الكامنة في بعث الحياة في شيء يبدو ميتًا.”
وعلى سبيل المثال، في يونيون سيتي بكاليفورنيا، اختارت كارون رسم أول نبتة أزهرت في مكب سابق للنفايات الخطرة، حيث قالت أنها سترسمها على جدارية بطول سبعة طوابق.
وكثيراً ما يصف الناس رسومات كارون بالواقعية إلا أنها تنفي أنها كذلك. وتتعمد كارون رسم النباتات من زاوية منخفضة حتى تمنحها حضوراً طاغياً إذ تقول أن بعض المارين توقفوا وسألوها إذا ما كانت ترسم نبتة السحلبية أو نبتة رائعة أخرى لتجيبهم: “كلا، إنني أرسم ما دستم عليه للتو.” وذلك لأنه، بحسب كارون:”إن أي جزء من الطبيعة، مهما كان، رائع الجمال إن أخذتم بعض الوقت للتمعن به”.
شاهد أدناه فيديو لرسومات مونا كارون:
WEEDS - by mona caron على يوتيوب
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «ترسم الأعشاب الضارة حول العالم نصرةً للمهمشين». الأصوات العالمية. 27 ديسمبر - كانون الأول 2017.
شارك الخبر:
|