تركيا: هل يمكن استمرار العلاقات التركية – الإسرائيلية؟

السبت 12 يونيو 2010


في الوقت الذي يتابع فيه العالم الأحداث على متن أسطول الحرية بقيادة تركيا لفك الحصار عن غزة، فإنه يشهد أيضاً تدهور العلاقات السياسية بين حكومتي تركيا وإسرائيل. فالغضب على الحكومة الإسرائيلية واضح في تركيا و عودة الناشطين مُرَحَّب بهم من الجهات الرسمية في وسط الجلبة البطولية واضح. وفي الوقت الذي نقيّم فيه تداعيات هذه الأحداث في تركيا فإن السؤال هو: هل يمكن أن تعود العلاقات التركية – الإسرائيلية كما كانت في سابق عهدها؟

يكتب James in Turkey عن امتداد في السياسة الخارجية التركية:

«النص الأصلي:Israeli flags were burned in Istanbul, tens of thousands of Israeli tourists cancelled Turkish holiday reservations and a lawyer attempted to punch an Israeli cyclist off his bike today, as relations between the erstwhile allies plunged to depths not seen in decades.»

«ترجمة:لقد أحُرقت الأعلام الإسرائيلية في اسطنبول وألغى العشرات من السائحين اليهود أجازاتهم في تركيا وأقدم مواطن تركي على دفع إسرائيليّ عن دراجته اليوم في تركيا. في الوقت الذي هوت فيه علاقات الحليفين إلى العمق لأول مرة منذ عقود.»

تتطور العاطفة العامة في تركيا تجاه دعم غزة بسرعة كما يتضح في التوييتة المُرسلة من الصحفية المستقلة Fredericke Geerdink:

«النص الأصلي:flag seller #üsküdar used to sell only turkish flags, with or without portrait of atatürk. now he sells palestinian flags too. #turkey»

«ترجمة:تعود بائع الأعلام على بيع الأعلام التركية مع صورة أتاتورك أو بدون. الآن هو يبيع الأعلام الفلسطينية أيضاً.»

من المهم ملاحظة أن أسطول كسر حصار غزة لم يُمول بواسطة الحكومة التركية، لكن الهجوم على الأسطول أصبح الآن قضية ذات أهمية وطنية في تركيا. توضح مدونة Istanbul Calling العلاقة بين أسطول الحرية وتأثيره على السياسة الخارجية التركية:

«النص الأصلي:Clearly, this rupture between Turkey and Israel has been long coming. As I've written before, Turkey has, for the last few years, pegged its relations with Israel to what happens on the Palestinian front (or, more specifically, on the Gaza front). Although technically not a bilateral issue between the two countries, the situation in Gaza has, in many ways, become the issue that defines the current relations between Israel and Turkey. In that sense, although the Gaza aid flotilla was organized by a Turkish NGO (the Islamist IHH) and was not sponsored by the Turkish government, it acted as a proxy for Turkish policy.»

«ترجمة:أصبحت القطيعة بين تركيا وإسرائيل بوضوح أطول من اللازم. ولقد كتبت من قبل، تركيا ربطت علاقتها بإسرائيل بما يحدث في الجبهة الفلسطينية (وخصوصاً في غزة) في السنوات الاخيرة. في حين أنها ليست قضية ثنائية بين البلدين، والوضع في غزة أصبح – في كل الأحوال – القضية التى تبرز شكل العلاقات الحالية بين إسرائيل وتركيا. وفي هذا الصدد، مع أن قافلة كسر حصار غزة تم تنظيمها بواسطة المنظمات التركية الغير حكومية ولم تُنَظَم بواسطة الحكومة التركية، فلقد ظهرت وكأنها مفوضة للسياسة التركية.»

في الحقيقة، طلب مجموعة من المدونين ومستخدمي تويتر الأتراك من الحكومة التركية التدخل مباشرة بإرسال البحرية التركية لحماية القافلة، كما في هذه التوييتة التي أرسلها Talk Turkey:

«النص الأصلي:Why not Turkey send the Turkish Navy to protect the remaining ships traveling toward Gaza right now…»

«ترجمة:لماذا لا ترسل تركيا أسطولها لحماية السفن المتجهة نحو غزة الان…»

السؤال عن النوايا

ظهرت هناك ردود فعل واضحة لعدم وجود تبريرات للعدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية. طبقاً ل Istanbullian:

«النص الأصلي:There was no justification for the use of firearms against them. Especially on international waters… Facing knives and slingshots don't justify shooting on civilians, killing even sleeping people. Israeli forces should have waited until those ships are in Gaza waters. Then they should have forced the ships to reroute without boarding them. What Israel has done is definitely against international law and Turkey can easily win a case in international courts.»

«ترجمة:لا يوجد أي تبرير لاستخدام الأسلحة النارية ضدهم. خاصة في المياه الدولية. في مواجهة السكاكين والنبال لا يبرر قتل المدنيين، وحتى قتل النائمين. القوات الاسرائيلية كانت لتنتظر حتى ترسو تلك السفن في المياه الاقليمية لغزة. بعدها كان يجب أن يرغموا تلك السفن للعودة بدون الهجوم عليهم. ما فعلته إسرائيل ضد القانون الدولي على الإطلاق وتركيا يمكنها بسهولة كسب القضية في المحاكم الدولية إذا رفعتها.»

توضح Idlix الآتى على تويتر:

«النص الأصلي:Well then I guess #Israel set a precedent here. We are now allowed to shoot onto anything that we believe is smuggling arms. #flotilla»

«ترجمة:الآن أعتقد أن إسرائيل وضعت قاعدة. يمكننا الآن إطلاق النار على كل ما نعتقد أنه تهريب أسلحة.»

و تضيف:

«النص الأصلي:Oooo an icecream van.. BANG BANG. Oooo a 4 year old with a bulge in his pants.. HE MUST HAVE A GUN.. bang! Idjits. #Gaza #Flotilla #Israil»

«ترجمة:أوه عربة الآيس كريم… أوه طفل عمره 4 سنوات وجيبه منتفخ! لابد وأنه يحمل سلاح. أقتلوه!»

طرح مستخدمي تويتر ردود الفعل (وردود الفعل المحتملة في المستقبل) من الحكومة التركية لحادث قافلة الحرية، كتب Talk Tureky:

«النص الأصلي:Turkey to declare war against Israel? … Not far fetched … All of this is part of a bigger ‘script’»

«ترجمة:تركيا لتعلن الحرب على إسرائيل؟ .. ليس بعيدا … كل هذا هو جزء من “سيناريو” كبير»

fgeerdink:

«النص الأصلي:turkish friend: ‘erdogan just orchestred this whole #flotilla thing to increase his popularity again’ he's serious #conspiracytheory #turkey»

«ترجمة:صديق تركي : “دبّر أردوجان كل هذه القافلة لزيادة شعبيته مره أخرى” يبدوا أنه محق.»

في كل الأحوال، تدهور العلاقات يطرح تساؤل عن الامن، يقول Idilx:

«النص الأصلي:Is #Turkey becoming a dangerous place for Jewish Turks? It seems that racists are everywhere and their idiocy is endless. So easily fueled.»

«ترجمة:هل تركيا أصبحت مكان خطير على اليهود الأتراك؟ يبدو أن المتعصبين في كل مكان وحماقتهم ليس لها نهاية. يمكن بسهولة شحنهم.»

الوقت هو الوحيد القادر على الحكي عن ماذا سيحدث بين تركيا وإسرائيل. آخر كلمة في هذه المقالة من المدوّن وكاتب العمود The White Path حيث يصف الاختلافات بين الفلسفة التركية والفلسفة الاسرائيلية:

«النص الأصلي:When I asked that question to an Israeli hawk some years ago, I received a very revealing response: “Might,” he said, “makes right.” Well, that might be a popular belief in Tel Aviv and Occupied Jerusalem, but not here in Istanbul. In fact our creed tells us that the exact opposite is true: Right, sooner or later, makes might.

The hundreds of heroes who sailed to Gaza last weekend had this faith in their hearts. Here in Turkey, 70 million more stand by them. We mourn for our fallen, but also know that they did not die in vain. Their sacrifice unveiled to the world not just the suffering of the innocents in the Gaza ghetto, but also the brutality of the rogue state that imposes it.

Read my lips: This spirit is really not going to die. We Turks will continue to stand for what is right, regardless of Israel's might. None of her lobbying, bullying or killing is going to change that.»

«ترجمة:عندما طرحت هذا التساؤل على إسرائيلي منذ عدة أعوام. سمعت إجابة واضحة. قال: “ربما، إنهم يفعلون الصواب”. ربما يكون هذا هو الاعتقاد العام في تل أبيب والقدس المحتلة، لكن ليس هنا في اسطنبول. في الحقيقة عقيدتنا تخبرنا أن العكس تماماً هو الصواب: نعم، عاجلاً أم آجلاً، ربما يفعلون.

المئات من الأبطال الذين أبحروا لغزة في نهاية الأسبوع كان لديهم هذا الإيمان في قلوبهم. هنا في تركيا، 70 مليون يساندوهم. نحن نحزن من أجل قتلانا، لكن أيضا نعرف أنهم لم يقتلوا هدراً. تضحيتهم كشفت للعالم ليس فقط معاناة الابرياء في غزة، لكن وحشية الدولة التى تفرض ذلك. من على شفتاي: هذه الروح لن تموت أبدا. نحن الأتراك سوف نستمر في الوقوف مع الحق. بغض النظر عن إسرائيل. لا أحد من جماعات الضغط الخاصة بها، ولا بلطجيتها ولا قاتليها سيغير هذا.»

مصادر

عدل