تزيين الموت: مهمة شاب سوري تحت الحصار في دوما

الخميس 5 يناير 2017


“سنبقى هنا. حتى لو حرقتم أرضنا. سنبقى في مهد الحضارات لإعادة بناء الوطن مرة أخرى. سنبني جسورًا من أجسادنا كي تعبر الأجيال إلى المستقبل. سنبني شجرة الميلاد من قنابلكم وأسلحتكم وننيرها للسلام في غوطتنا الجريحة.”

هذه كانت كلمات أكرم سويدان أو كما يحب أن يلقب “أكرم أبو الفوز”. أبو الفوز هو فنان ذو 37 عامًا من مدينة دوما في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا.

حوصرت دوما من قبل نظام الأسد وحلفائه منذ صيف عام 2014 (حوصرت بشكل جزئي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2013) ولا يزال مواطنوها المقدر عددهم بحوالي 140 ألف مدني في المدينة من أصل 500 ألف مواطن. تم السماح ببعض الطعام والعلاج في مايو/أيار 2015 لكن الوضع استمر بشكل خطير مع تصريحات طبيب لوكالة فرانس برس في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2016 عن أن الإمدادات بالفعل أوشكت على النفاد.

هذا قد ترك الكثيرين بلا أمل. لكن أبو الفوز اختار مواجهة هذا الشعور. وأدى دوره في إخبار العالم بدوره عما يحدث في الغوطة الشرقية، أبو الفوز يزيين الموت بكل معنى الكلمة. يحول بقايا الحرب إلى تحف فنية.

قال أبو الفوز للأصوات العالمية أن “الرسم هواية لازمته منذ الصغر.”

«النص الأصلي:It stays with me even when I get busy with other things. Before the Syrian revolution, I carried my paint with me everywhere. When the revolution started, I initially distanced myself from my art. But when it became an armed revolution, I tried to revive my inner olive branch to draw the world's attention to our culture, thought, love for life and hope.»

«ترجمة:بقت هذه الهواية تلازمني حتى في أوقات انشغالي بأشياء أخرى. حملت ألواني معي في كل مكان قبل الثورة السورية. عند بدء الثورة عزلت نفسي عن فني. لكن حينما أصبحت ثورة مسلحة حاولت إعادة إحياء غصن الزيتون بداخلي لجذب انتباه العالم إلى فكرة حضارتنا الحب للحياة والأمل.»

وكذلك في عام 2014 ولدت فكرة “تزيين الموت”

ويكمل قائلاً:

«النص الأصلي:I wanted to draw the whole world's attention to what's happening in Syria in general and to my city Douma in particular. While the children of the world are waiting for their gifts and presents from Santa Claus our children are receiving their gifts from the Syrian Santa Claus in disguise, Russia, the Syrian regime, and Iran, and his sleigh in disguise of a Russian MIG aircraft. I wanted to show the entire world that we are people made to live and love life, and that our revolution is a revolution of thoughts and manners.»

«ترجمة:أردت لفت انتباه العالم إلى ما يحدث في سوريا بشكل عام وما يحدث في مدينتي دوما على وجه الخصوص بينما ينتظر أطفال العالم هداياهم من بابا نويل، ينتظر أطفالنا هداياهم من روسيا والنظام السوري وإيران متنكرين في زي بابا نويل والطائرة الروسية ميغ متنكرة كمزلجته الجليدية. أردت أن يرى العالم أننا خلقنا لنحيا ونحب الحياة وثورتنا هي ثورة أخلاق وفكر.»

سألته الأصوات العالمية إن كان باستطاعته وصف الوضع في دوما، فرد قائلاً:

«النص الأصلي:The city of Duma was named the most dangerous city in the world in all aspects, the insane shelling by the regime and Russian air force claims the lives of many innocent people on a daily bases, beside the siege that has been ongoing since 4 years, and the power outage, water scarcity and communication outages in the city since that time in addition to becoming constantly psychologically overwhelmed, this feeling of psychological exhaustion that accompanies us through the difficulty of living.»

«ترجمة:اكتسبت مدينة دوما سمعة المدينة الأخطر حول العالم من كافة النواحي، حيث تحصد قذائف النظام السوري المجنونة والطائرات الروسية الكثير من الأرواح البريئة يومياً، هذا بالإضافة للحصار الذي بدأ منذ 4 سنوات وانقطاع التيار ونقص المياه وانقطاع الاتصال في المدينة منذ ذلك الحين هذا بالإضافة إلى الضغط النفسي المستمر، هذا الشعور بالإرهاق النفسي يلازمنا مع صعوبات الحياة.»

الوضع في دوما صعب حقًا. مع سقوط حلب تحت سطوة النظام السوري، يخاف سكان دوما والغوطة الشرقية من نفس المصير. نسبة لوكالة فرانس برس:

«النص الأصلي:Activists said Douma residents were concerned that Monday's [October 3] air strikes were a prelude to a ground offensive much like the army's current push to take all of Aleppo city.»

«ترجمة:قال النشطاء أن سكان دوما كانوا قلقين من أن هجمات يوم الأثنين [3 أكتوبر/تشرين الأول] الجوية هي البداية لهجوم بري أكثر عنفًا كهجوم الجيش الحالي للاستيلاء على مدينة حلب.»

يتكرر نفس الشعور بالخوف من مواطنين تحدثوا لوسيلة إعلام أمريكية Vice مؤخرًا في 27 ديسمبر/كانون الأول 2016. تحدث طارق (اسم مستعار)، هو معلم لغة إنجليزية في دوما إلى فيس قائلاً:

«النص الأصلي:People are very afraid of obligatory evacuation, like what happened in other parts of the Damascus suburbs and now Aleppo.»

«ترجمة:الشعب خائف من الإخلاء الإجباري كما حدث في المناطق الأخرى من ضواحي دمشق والآن في حلب.»

تقرير عن الوضع الإنساني العاجل في دوما:

«النص الأصلي:The neighborhood of Douma was subjected to extremely high levels of attack from pro-government forces during the August – October 2016 reporting period, leading to a deterioration of the already dire humanitarian situation. On 10 September Douma was targeted with 10 airstrikes in one day. The next day on 11 September the town reported non-stop attacks with cluster munitions, one of which struck a center where children were playing. Incendiary and cluster munition use are frequently reported.»

«ترجمة:تعرضت مدينة دوما لأقسى أنواع الهجوم من قبل القوات الموالية للنظام منذ شهر أغسطس/آب حتى أكتوبر/تشرين الأول 2016 وهي مدة التقرير مما أدى لتدهور الحالة الإنسانية المدمرة بالفعل. استهدفت دوما في 10 سبتمبر/أيلول لعشر هجمات جوية في يوم واحد. وفي اليوم التالي في 11 سبتمبر/أيلول تم تقرير تعرض المدينة لهجمات متواصلة من الذخائر العنقودية التي استهدفت مركز يلعب فيه الأطفال. يتم الإبلاغ المستمر عن الذخائر الحارقة والعنقودية.»

وحينما سُئل أبو الفوز عن رسالته للعالم رد قائلاً:

«النص الأصلي:The world no longer cares for our messages. We are being slaughtered for the past six years in front of everyone and it did not move them. The entire world let us down. I direct my message to the people of my own country and to everyone with a conscience and tell them that we are a people who live in death but nonetheless carry hope with us and in the work that we do. There will come a day when we will gain our freedom and dignity. There will come a day when we will gain what we went out fighting for.»

«ترجمة:لم يعد العالم يأبه لرسائلنا. نذبح منذ ستة أعوام أمام أعينهم ولم يتحرك أحد. خذلنا العالم أجمع. أنا أوجه رسالتي للشعب السوري وإلى أصحاب الضمير وأقول لهم أننا شعب يعيش وسط الموت لكننا نحمل الأمل معنا وفي عملنا. سيأتي يوم وسنجني ما حاربنا في سبيله.»

مصادر

عدل