تشريح أحداث أوديسا

الخميس 12 يونيو 2014


أدى العنف الدائر في أوديسا بين فصائل سياسية مختلفة أواخر الأسبوع الفائت، إلى موت جموع من الناس حرقا جرّاء حريق كبير شبَ في مبنىً مأهول بالسكان. بعد ذلك نُشرت المئات من صور الفيديو المختلفة لهذه المذبحة على الإنترنت من قبل شهودٍ عيان، وكذلك وُضعت صورًا لا حصر لها على المدونات ووصفت تصريحات من وسائل الإعلام الاجتماعية الوقائع. وبالمقابل أجرى العديد من المدونيين الروس تحليلًا شاملًا لهذه النصوص محاولين الوصول إلى حقيقة ما جرى. قام مساهمو الأصوات العالمية بترجمة إحدى التحليلات التي نُشرت على فيسبوك في الثالث من مايو / أيار بقلم فالديمير جوليشيف حول مأساة أوديسا.

اتبع فالديمير جوليشيف، وهو من مواليد 1971 كانون الأول / ديسمبر، العديد من المذاهب في حياته. فقد كان من أشد المعجبين بالفيلسوف الأوروآسيوي الكسندر داجن حتى أنه عمل في دار النشر الخاصة به. بعد ذلك تعاون مع عدة خبراء استراتيجيين ذوي صلة بالكرملين مشاركًا بكتاباته كل من جليب بافلوفسكيو، واليكسي تشادايف والعديد غيرهم. وكغيره من الكثير من الأشخاص، نقل جوليشيف ولاءه مؤخرًا إلى المعارضة (معاديًا للكرملين) وهو يعمل في عدة مشاريع وطنية روسية بما فيها حركة “نارود” إلى جانب اليكسي نافالين الذي سيصبح لاحقًا شخصية محورية في المعارضة. بعد انتخاب ديمتري ميدفيديف للرئاسة في 2008، تحول جوليشيف للكتابة المسرحية، وقد مُنعت مسرحية سياسية هجائية كان قد كتبها في 2011 من العرض في المهرجان “لبذائتها”. وفي السنتين الفائتتين كتب جوليشيف داعمًا بشدة كل من بوسي رايوت وحركة يوروميدان الأوكرانية.

لم يعكس التقرير الذي وضعه جوليشيف على فيسبوك قيمة موضوعية للأحداث الدموية في أوديسا. حيث سيتبين لك تعاطفه الشديد مع الوطنيين المؤيدين لكييف، ملمحًا إلى أن مسببي الحريق هم الوكلاء الشنيعون المرسلون من الكرملين، ومع ذلك، وعلى أي حال، فإن هذا التقرير كان له دور عظيم في إظهار مقدار التحيز، كما أن قراءته ستكون مفيدة للإطلاع على كيفية فهم المأساة الأوديسية من قبل حلفاء كييف.

التالي هو ترجمة كاملة لتقرير جوليشيف (وهو متوفر هنا بالنسخة الأصلية الروسية) مع بعض التعليقات والأسئلة التي أثرتها حول بعض النقاط.

اقتباس فارغ!

اقتباس فارغ!

أعد جوليشيف موجزًا دقيقًا للأحداث التي جرت في أوديسا في الثاني من أيار/مايو، ولكن بعض استنتاجاته كانت أقل إقناعًا من غيرها. فمثلًا نراه يصر على أن المتظاهرين من مؤيدي كييف المتواجدين خارج مبنى النقابات العمالية أُجبروا على الهجوم المضاد للمبنى لأن حاملي السلاح كانوا يطلقون النار عليهم من السطح. هذا الادعاء عصيٌ عن الفهم. فلماذا لم يرم الناس المتواجدين في الخارج الزجاجات الحارقة من أيديهم ويركضون هربًا في الاتجاه المعاكس للمبنى؟ عندما وصف جوليشيف تجربته الشخصية مع “أزيز الطلقات” وهي تمر بجانبه قال: إن الغريزة الإنسانية تحتم عليك الابتعاد عن مصدر إطلاق النار وليس مهاجمته. أليست هذا ازدواجية معايير؟. إذا كان إطلاق النار هو المحفز لهذا الوابل من القنابل الحارقة فلماذا لم يكن عدد الضحايا خارج المبنى أكثر مما هو عليه؟ وإذا لم يسبب مطلقي الرصاص أذيةً لأحد، أفليس في ما يقوله جوليشيف عن الخطر المميت الذي أثار الحشد في الخارج الكثير من المبالغة؟.

يطلب منا جوليشيف أن نصدق بأن الأشخاص الذين كانوا على سطح المبنى كانوا قد أطلقوا النار على الحشد بهدف تصعيد النزاع. ولكنه يعترف أيضًا بأن الأشخاص المتواجدين داخل المبنى أقاموا حواجزًا عند المداخل الرئيسية خشيةً من جماعة الإعدام دون محاكمة في الخارج. وربما كان هذا السبب الذي دفع المتواجدين على السطح للقيام بفعلتهم؟

حاول أن تعكس التحليل المنطقي الذي قام به جوليشيف. فقط تخيل: إنهم قادمون باتجاهك، ولسوء حظك فقط فقد رأيت بأم عينيك أناسًا تُقتل وتُجرح. في يديك بندقية. فما أنت بفاعل؟

مصادر

عدل