تشيلي: إعلان تلفزيوني يحوي أغنية شهيرة يثير الجدل

السبت 22 مايو 2010


[1] في تشيلي، أثار الإعلان التلفزيوني الخاص بسلسلة محلات ألماثينس باريس و الذي استخدم أغنية “كلنا سويا” الخاصة بفرقة لوس خايباس لموسيقى الروك الشعبي دون موافقتهم، أثار جدلاً حول حقوق الملكية الفكرية والحد الفاصل بين استخدام الإنتاج الثقافي كنوع من أنواع التعبير واستخدامه لأغراض تجارية.

الإعلان – فيديو – يتضمن ثلاثة من المشاهير وسط حشد كبير من الجماهير يغنون الأغنية وسط ميدان “بلاثا دي أرماس” في العاصمة سانتياجو، ويدعون زبائن المحل للإحتفال بالذكرى المئتين للجمهورية التشيلية بداخل محلات “الماثينس باريس”.

لكي نفهم سر الجدل، يجب أن نعرف أن “لوس خايباس” هي إحدى أيقونات الموسيقى الشعبية في تشيلي، بتاريخ يمتد لسبعةٍ وأربعين عاماً. ففي السبعينيات دشنوا أسلوباً جديداً يمزج الآلات الشعبية المستخدمة في جبال الإنديز ( كالمصفار و القينا و الشارانجو) بآلات موسيقى الروك الحديثة (كالدرامز والقيثارة الكهربائية و القيثارات العادية والأورج الكهربائي) مما ساعد في خلق أسلوبٍ موسيقيٍ جديدٍ خاصٍّ بهم. الأغنية المستخدمة في الإعلان أكسبتهم شهرة واسعة في العام 1972، وتدعو للوحدة والتسامح بين البشر جميعاً، ومنذ صدورها أصبحت النشيد الرسمي للسلام والوحدة للتشيليين وللكثير من أهالي أمريكا اللاتينية.

الجدل القائم موجود على ثلاث مستويات مختلفة:

استخدام موسيقى وطنية لأغراض تجارية

أول رد فعل تجاه الإعلان جاء على تويتر بعد إذاعته لأول مرة مباشرة. الجدل في البداية كان حول إذا ما كانت الفرقة لا تزال تحافظ على قيمها ومبادئها خصوصاً بعد أن تركت إحدى الشركات التجارية تتربح من أغنيتهم. سيليتو – Cielito89@ – عبر عن خيبة أمله تجاه الأمر:

«النص الأصلي:Cómo es posible?! que los JAIVAS hayan vendido “todos juntos” un himno generacional a almacenes paris! q pena q tristeza! éste país tah mal.»

«ترجمة:هل هذا معقول!؟ لوس خايباس باعوا “كلنا سويا”، نشيد الأجيال لألماثينش باريس! كم هذا محزن ومقبض للقلوب! هذا البلد يتجه للأسوأ.»

المستخدم الآخر لتويتر، رودريجو مونوث – PeterCarcass@ – وهو بالمناسبة موسيقي، كان له رد فعل مختلف:

«النص الأصلي:Los Jaivas se vendieron al Sistema Punto. Yo haria lo mismo si mi banda lucrara lo que ellos lucran, pero NO soy consecuente a mis ppios.»

«ترجمة:لوس خايباس باعوا أنفسهم للنظام. نقطة. كنت سأفعل مثلهم لو كانت فرقتي تجني مثلما يجنون من أرباح، لكنني لا أحافظ على مبادئي.»

المدونات التشيلية تناولت الموضوع بصورةٍ أكثر عمقاً. ففي مقالة تحت اسم ماذا لو ابتعنا “كلنا سويا” من المتجر؟، كتب المدون روبرتو كارينيو:

«النص الأصلي:[E]sta discusión es más que por el prestigio o una guerra entre sistemas […] es la más auténtica defensa de una ciudadania que necesita creer en que no todo tiene un precio, y que también Chile posee un patrimonio que proteger.»

«ترجمة:الجدل القائم هو أكثر منه جدل حول وجاهة أو حرب بين نظامين… لكنه دفاع مشروع ضد من يرى أنه أصبح لكل شيءٍ ثمن، و يحاول الدفاع عن وجهة نظره في أن لتشيلي تراث ثقافي يجب حمايته.»

جونزالز تابيا، أستاذ الجامعة والذي يدون تحت اسم القوة الخامسة، كتب هنا في مدونته:

«النص الأصلي:Hace sólo unos días atrás el rector de la UDP, Carlos Peña (Universidad en la que hago clases), habló en su columna dominical de la nueva ética que se comienza instalar en la esfera pública chilena y, en particular, en la política: el estándar Piñera. Dicho estándar implica que basta con cumplir la ley, da lo mismo la ética […] No puede ser que el sólo hecho de comprar un derecho de autor sirva para hacer lo que una empresa quiera con dicho bien cultural. ¿Cómo los creativos, ejecutivos, product manager, abogados,etc, etc, etc, no se les ocurrió que sería bueno conversar con Los Jaivas y/o sus representantes antes de sacarlo al aire el spot? Lamentablemente, el nuevo estándar comienza operar en este nuevo Chile.»

«ترجمة:قبل أيام قليلة كتب رئيس جامعة “أوبا ديه بيه” (جامعة المحيط الهادي)، كارلوس بينيا، وهي بالمناسبة نفس الجامعة التي أدّرس بها، كتب في عاموده الأسبوعي يوم الأحد عن الأخلاقيات الجديدة التي بدأت تعم الحياة العامة في تشيلي، و خاصة في مجال السياسة، أو ما أسماه، ثوابت بينييرا. فتلك الثوابت تنص على أنه طالما أنك لا تخالف القوانين فالأخلاقيات لا تهم… فمجرد شراء حقوق الملكية لا يخول الشزكة بالتصرف في تلك القيمة الثقافية كيفما تشاء. هل من المعقول أن المبدعين والمنفذين ومديري الإنتاج والمحاميين وهلم جراً، لم يروا أنه من الأفضل أن يتناقشوا مع “لوس خايباس” وممثليها قبل عرض الإعلان؟ بكل أسف، المعايير الجديدة بدأت تعم أرجاء تشيلي الجديدة.»

كاتب التعليق السابق يلمح هنا لحالة تضارب المصالح الخاصة بالرئيس الشيلي بينييرا والذي يمتلك أسهم في شركة الطيران التشيلية “لان” و شبكة التلفزة هناك المعروفة باسم تشيليفيجن. يمكن معرفة أكثر حول موضوع أسهم شركة “لان” هنا.

حقوق الملكية الفكرية

خورخي ديلجادو – Jumbito@ – وهو الصحفي والمقدم التلفزيوني في البرنامج المعرف باسم “ديفامادوريس” أو النمامون، أشعل فتيل المناقشة على تويتر بعرضة الوثيقة المبرمة بين “الماثينيس باريس” وورنر وشابيل على موقع مشاركة الصور “Twitpic”:

«النص الأصلي:La factura con la que Los Jaivas se vendieron sin su consentimiento… así es la industria musical. http://twitpic.com/1ffadu»

«ترجمة:الوثيقة التي بها باع “لوس خايباس” أنفسهم من دون أن يعرفوا حتى … فهكذا تعمل صناعة الموسيقى. http://twitpic.com/1ffadu»

المشكلة هنا معقدة لأن الفرقة الموسيقية أكدت أنها لم تعط الحق لألماثينس باريس (بالإسبانية) باستعمال أغنيتهم في الإعلان. لكن الشركة في المقابل أقرت (بالإسبانية) بأنها دفعت مقابل الحصول على حقوق الملكية “للمالك الشرعي” لها، لكنها قالت أن الشؤون القانونية الخاصة بها ستحاول استبيان الأمر بصورة أوضح من ورنر وشابيل.

في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، 14 أبريل – نيسان، أعلنت الفرقة أن ورنر وشابيل ليس من حقهم بيع حقوق الأغنية لأحد أو إعادة إنتاج الأغنية لأغراض تجارية. فهم أعفوا الماثينس باريس من المسؤولية لإيمانهم بحسن نواياهم لكنهم في المقابل طالبوهم بعدم عرض الإعلان مستقبلاً، ووجهوا لهم تحذيراً بهذا الخصوص. وحين استمر عرض الإعلان بعد المهلة المحددة قررت الفرقة والفريق القانوني الخاص “ بالجمعية التشيلية” لحقوق الملكية الفكرية بدء اتخاذ خطوات قانونية تجاه الماثينس باريس و دي دي بي، و هي الشركة المخول إليها إنتاج الإعلان.

نصحت مجموعة صغيرة من مستخدمي تويتر باستخدام رخصة المشاع الإبداعي بدلا من رخصة حقوق الملكية الفكرية. أحد هولاء الأشخاص وهو دانيلو كاناليس – Kagrejo@ – قال:

«النص الأصلي:y saben qué? lo que le pasa a los jaivas es el ejemplo perfecto de lo dañino del copyright para el autor, bajo (cc) esto no hubiese pasado»

«ترجمة:هل تعلم؟ ما حدث للوس خايباس هو نموذج مثالي لما يمكن أن يحدث للمؤلفين جراء حقوق الملكية الفكرية، فرخصة المشاع الإبداعي لا يمكن أن تسمح بحدوث هذا لهم.»

افتقار الإعلان إلى الابتكار

تم انتقاد الإعلان أيضاً من قبل المدونين الذين اعتبروه مجرد تقليد لإعلان أخر لشركة تي موبيل والذي تم عرضه في بريطانيا العام المنصرم وفيه غنى البريطانيون أغنية “Hey Jude” لفرقة البيتلز. فكتب كرستيان بينتو في مدونته فلاش باك بيرسونال الآتي:

«النص الأصلي:Si alguien copia una tesis, simplemente es castigado o reprobado, más aun si alguien copia una investigación, pero si alguien copia descaradamente una campaña de publicidad ¿Qué le pasa?, ¿debe devolver el dinero a la empresa que la contrato? ¿o recibe una amonestación ética de parte de sus pares publicistas del extranjero?»

«ترجمة:لو قام أحدهم بسرقة رسالة علمية، فعادة يتم معاقبته أو توجيه اللوم له، خاصة لو قام بنسخ ما بها من أبحاث، لكن ماذا عمن يقوم بسرقة حملة إعلانية دون أن يحمر وجهه خجلاً، ما هي عقوبته في تلك الحالة؟ هل يجب عليه أن يعيد الأموال التي تقاضاها من قبل الشركة المعلنة؟ أم أنه يوجه إليه إنذار أخلاقي من قبل أقرانه في نفس المجال في الخارج؟»

مصادر

عدل