تقرير المواطن الرقمي: مطورو البرامج مفتوحة المصدر يكابدون أحكامًا بالسجن لفترات طويلة

الأثنين 17 أكتوبر 2016


تقرير المواطن الرقمي من دفاع الأصوات العالمية هو جولة للتحديات والانتصارات والأخبار المتعلقة بحقوق الإنسان على الإنترنت حول العالم.

مر عام على اختفاء الفلسطيني-السوري الرائد في مجال التقنية مفتوحة المصدر باسل خرطبيل من زنزانة سجنه في سوريا.

عمل باسل مديرًا لأحد مشاريع المشاع الإبداعي في سوريا، وكان مساهمًا في موزيلا فايرفكس و ويكيبيديا وغيرها من المجتمعات المفتوحة على

الشبكة، كما كان المدير التقني لمؤسسة الأوس، وهي مؤسسة للأبحاث والنشر متخصصة في علوم وفنون الآثار بسوريا. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام ألفين واثني عشر اختارت مجلة فورين بوليسي باسلًا ليكون ضمن أفضل مئة مفكر عالمي.

وإلى باسل يعود الفضل في فتح آفاق الإنترنت أمام السوريين، وجعل الوصول إلى الشبكة متاحًا للعامة قبل ثورة 2011-2012 وفي أثنائها. ووفق لقول البرلمان الأوروبي، فإن اعتقاله هو جزء من مساعي الحكومة السورية لتقييد حرية الوصول إلى المجتمعات الإلكترونية وكبت حرية التعبير في البلاد.

بينما كان باسل في عهدة السلطات منذ مارس/آذار من سنة ألفين واثني عشر، فُقِد أثره منذ أكتوبر/تشرين الأول ألفين وخمسة عشر حين نُقِل من سجن عدرا إلى جهة لم يُعلَن عنها. وبعد شهر من اختفائه تلقت زوجه نورا غازي مكالمة هاتفية من مصدر مجهول يخبرها أنَّ زوجها قد حُكِم عليه بالموت، ولم تتلقَّ مذ ذاك الحين أي معلومات عنه.

في الأسبوع الماضي، كتبت نورا غازي على فيسبوك أنَّها بدأت تفقد الأمل في كون زوجها ما يزال حيًا:

«النص الأصلي:My life stopped with Bassel. Bassel isn’t coming back and every day the hope that he will ever come back fades away…

[…]

Holding on to hope is something beautiful and powerful. But hanging onto an illusion is a very dangerous illness. I should probably accept that my future will not have Bassel in it. Maybe it’s time for me to face that reality in a way that won’t hurt me even more. I know that this is difficult and ugly. But unfortunately this is the Syrian situation that me and Bassel are a part of…»

«ترجمة:لقد انتهت حياتي مع باسل. باسل لن يرجع، وكل نهار يخبو الأمل في عودته يومًا… إنَّ التمسك بالأمل شيء جميل ومفيد، لكن التعلق بالوهم مرض شديد الخطر. ربما علي أن أتقبل حقيقة أنَّ أيامي الآتية ستخلو من باسل. لعله قد آن الأوان لأواجه هذه الحقيقة مواجهةً لا تجلب عليَّ مزيدًا من الألم. أعلمُ أنَّ هذا أمر عسير وبغيض، لكن لسوء الحظ فإنَّ هذه هي الأوضاع السورية التي نمثل أنا وباسل جزءً منها…»

من بين المناسبات التي لا يريد أحد أن يحفل بها مناسبة الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهي الذكرى السنوية الثامنة لاعتقال الخبير التقني ومطور البرمجيات مفتوحة المصدر سعيد مالكبور.

كان مالكبور يعيش في كندا مقيمًا دائمًا قبل أن يشرع فيما كان يفترض أنَّه رحلة قصيرة إلى إيران في أكتوبر/تشرين الأول عام ألفين وثمانية لزيارة والده. انتهزت السلطات الإيرانية الفرصة للقبض عليه وإدانته على برنامجه مفتوح المصدر، وهو أداة بسيطة تساعد على رفع الصور إلى الإنترنت. حيث استخدم آخرون شفرة مالكبور البرمجية لرفع صور إباحية على الشبكة.

وفي محاكمة تقول التقارير أنها استغرقت خمس عشرة دقيقة أكَّد مالكبور بأنَّه لا يعرف كيف استخدم الآخرون برنامجه وكيف عدَّلوا شفرة المصدر لأنَّها نُشِرت على جيت هب GitHub ، وهو مستودع للشيفرات مفتوحة المصدر. وحكم على مالكبور بالموت باعتباره “مفسد في الأرض”. وفي سبتمبر/أيلول 2012، خُفِّف الحكم على مالكبور من الموت إلى الحياة في السجن، حيث لا يزال باقيًا حتى اليوم.

تعلن الأصوات العالمية إدانتها لأحكام السجن غير العادلة هذه، وتنضم إلى أنصار الحرية حول العالم في المطالبة بمعلومات عن حال باسل خرطبيل. ونحن نلح على القراء في زيارة مواقع تأييد سعيد و باسل.

مدونون وصحفيون نيجيريون احتُجِزوا أثناء الانتخابات المحلية

احتجزت السلطات النيجيرية على الأقل أحد عشر من الصحفيّين والمدونين والمشتغلين بالدعم الإعلامي في الأسبوع الماضي؛وفقًا لتقارير أصدرتها لجنة حماية الصحفيين. كان عشرة من الصحفيين يعملون في الموقع الإخباري المستقل Watchdog Media News، وكانوا حين اعتقالهم في ولاية إيدو في شمال نيجيريا لاستقصاء أخبار الانتخابات الولائية. وتقول التقارير أنَّ قوات أمن الولاية قد ضربتهم بالأسلاك الشائكة خلال اعتقالهم. واعتُقِل صحفي آخر هو جميل مباءي في ولاية كاتسينا المجاورة بعد أن انتقد الحاكم على وسائط التواصل الاجتماعي.

مدَوِّن اعتقلته الشرطة الإثيوبية يظهر مؤخرًا على نيويورك تايمز

اعتُقِل المدون الإثيوبي سيوم تشوم في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وهو الآن محتجز بغير تهمة معروفة. كثيرًا ما تنقل وسائل الإعلام العالمية عن تشوم تعليقاته حول قضايا في إثيوبيا، ومن ذلك مقال على نيويورك تايمز عن الاحتجاج الرمزي الذي قام به عداء الماراثون الإثيوبي فييسا ليليسا خلال أولمبياد ريو دي جانيرو.

وقد صادف اعتقال تشوم لحظة حرجة في إثيوبيا: ففي اليوم التالي لاعتقاله قُتِل 52 شخصًا أثناء احتجاجات في أوروميا بعدما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي نحو الجموع مجبِرَةً إياهم على الفرار.

يقاوم المحتجون إقصاء الحكومة لقبائل الأورومو التي تواجه خطر التهجير من أراضيها ضمن خطة لتوسيع العاصمة الإثيوبية إلى داخل أوروميا. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني من سنة ألفين وخمسة عشر، سجَّلت جمعيات حقوق الإنسان ما يقارب ستمئة عملية قتل للمحتجين.

مزيد من الغضب على مستخدمي واتساب في تنزانيا

اتُّهِم خمسة مواطنين تنزانيين بإهانة الرئيس جون ماغافولي على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض هؤلاء المواطنين مُدَّعًا عليهم نشر رسائل تنتقد الرئيس على شبكات التواصل الاجتماعي وفي مجموعات خاصة على واتساب، ممَّا يدل على أنَّ التعبير عن الآراء السياسية على الإنترنت في تنزانيا يخضع لرقابة متزايدة.

تطبيقات الرسائل تفعلها وتتجاوز أوامر المحكمة

وسط كل ما يكتنف إصدار هذا الأسبوع من يأس وظلمة، ثمة بصيص من نور أمامنا. فقد تلقى منتجو تطبيق رسائل الجوال المشفرة “سيجنال” أول مذكرة استدعاء لهم من هيئة المحلفين الاتحادية لهذا العام للإدلاء ببيانات تخص أحد عملائهم، لكنهم لم يقدموا سوى قدر ضئيل من المعلومات إلى مكتب التحقيقات الفدرالي.

أعلنت شركة أوبِن وِسبر سِسْتِمز Open Whisper Systems، الشركة المنتجة لسيجنال، للحكومة أنَّها لا تجمع ولا تحتفظ بالبيانات الوصفية المطلوبة في المذكرة، ولا تحفظ سوى وقت وتاريخ إنشاء الحساب وتوقيت آخر اتصال للمستخدم بخوادم سيجنال.

وكان مرفقًا مع المذكرة أمرٌ بالكتمان يطالب أوبِن وِسبر سِسْتِمز ألَّا تنشر علنًا أي معلومات عنها، لكن أمر المذكرة افتُضِحَ إثر احتجاج قانوني قدمته أوبِن وِسبر سِسْتِمز والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.

وفي ذات الوقت أقامت فيسبوك حاجز أمان جديد على فيسبوك ماسنجر سيمَنح المستخدمين مزيدًا من الأمان في تبادل الرسائل، وذلك بانتقاء خيار “سري” عند كتابة رسالة جديدة. تختفي هذه الرسائل آليًّا بعد يوم واحد (أو أقل، إذا اخترت ذلك).

اشترك بنشرة تقرير المواطن الرقمي عبر البريد الإلكتروني

ساهم كل من ماسا الإمارداني وإلَرِي روبيرتس بيدل وويبينج لي وسارا مايرس ويست في هذا التقرير.

مصادر

عدل