تونس: إعدام تونسي في العراق يثير انقسام بين مستخدمي الإنترنت

الثالث 4 سبتمبر 2012


نشرت المقالة الأصلية بتاريخ 20 نوفمبر / تشرين الثاني للعام 2011.

في الساعات الأولى من نهار 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق التونسي يسري الطريقي (27 عاما) والذي أدانته السلطات العراقية بالارهاب. كان يسري الطريقي قد دخل الأراضي العراقية عندما كان في التاسعة عشر من عمره.

وكانت القوات الأمريكية قد ألقت القبض عليه في 20 مايو / أيار للعام 2006 ولاحقا في نفس العام حكمت عليه محكمة عراقية ببغداد بالموت بسبب مزاعم عن مشاركته في تفجير أحد أضرحة الشيعة المقدسة، ضريح الإمام الحسن العسكري في مدينة سامراء، وكذلك في قتل أطوار بهجت، الصحفية العاملة في قناة العربية؛ ذلك التفجير الذي أشعل شرارة العنف الطائفي بين السنة والشيعة في العراق.

وفي عام 2009 وبسبب نقص الأدلة تم تخفيض حكم الإعدام واستبدلت بالسجن خمسة عشر عاماً بسبب دخوله الأراضي العراقية “بصورة غير شرعية”. تدعي عائلته أنه في شهر فبراير / شباط 2011 اتصل بهم هاتفياً وأخبرهم أنه حكم عليه بالإعدام غيابياً مجدداً.

كتب والده قبل أن يتم تنفيذ حكم الاعدام في صفحته على فيسبوك: ‘Tous pour que Yosri Trigui rentre chez lui, en tunisie’ (كلنا متحدين من أجل أن يعود يسري الطريقي إلى وطنه تونس):

«النص الأصلي:يوم الأحد 06/02/2011 حيث أعلمنا انه وصلته رسالة م وزارة العدل العراقية تعلمه انه حكم عليه غيابيا وبدون حضور أي محامي بالإعدام مجددا لكل التهم المنسوبة إليه سابقا»

في يوليو / تموز من العام 2011 طالبت منظمة العفو الدولية من السلطات العراقية إلغاء تنفيذ عقوبة الإعدام بحق يسري الطريقي، الذي، وحسب تصريح المنظمة، “حكم عليه بالإعدام تبعاً لمحاكمة لم تتوافق مع المعايير الدولية للمحاكمات العادلة”.

ووفقاً للمنظمة فإن الطريقي كان من بين أحد عشر شخصاً اُدينو بالإرهاب وكانوا سيعدمون شنقاً في 16 نوفمبر / تشرين الثاني.

أثار إعدام الطريقي مستخدمي الإنترنت التونسيين، فمنهم من اعتقد أنه بسبب مشاركته في قتل العشرات من الأبرياء فهو يستحق العقوبة.

في تغريدة يقول djerbafr@:

«النص الأصلي:avant de pleurer l’exécution de #yossritriki ayez une petite pensée pour la famille des centaines de ses victimes!»

«ترجمة:بدلاً من البكاء على إعدام يسري الطريقي، يجب التفكير في عوائل المئات من ضحاياه.»

ويضيف zizirider69@:

«النص الأصلي:ce n'etait q'un terroriste… pourquoi s'indigner»

«ترجمة:لم يكن سوى إرهابي… فلماذا كل هذا الغضب؟»

أولئك الذين تعاطفوا مع موقف الطريقي يعتقدون أن محاكمته لم تتوافق مع المعاير الدولية، وربما يكون قد خضع لغسيل مخ ليقوم بهذه الافعال الوحشية.

يلوم المدون طارق الكحلاوي الحكومة المؤقتة لعدم قيامها بأي خطوة لانقاذه:

«النص الأصلي:اعدام يسري الطريقي خبر مؤلم لعائلته ولكثير من التونسيين خاصة انه لم يحظ بمحاكمة عادلة[…] كان على الباجي قائد السبسي او المبزع القيام بمسعى “رسمي” حتى ربما يقع نزع الذرائع لدى السلطات العراقية لاعدام الطريقي.»

ويحث طارق الكحلاوي الحكومة التونسية التدخل لانقاذ أرواح مواطنين تونسيين آخرين حكم عليهم بالموت في العراق:

«النص الأصلي:لايزال هناك سجناء تونسيون في العراق بدون محاكمات عادلة. من واجب السلطات التونسية الجديدة الدفاع عن حقهم في ذلك وهو حق كل تونسي خارج بلاده.»

وفي تغريدة لطارق شينيتي، يقول فيها:

«النص الأصلي:Dégouté par l’annonce de l’exécution de Yosri Trigui en Irak. Stop à toute cette violence y’en a marre.»

«ترجمة:مشمئز من إعلان إعدام يسري الطريقي في العراق، أوقفوا العنف فقد اكتفينا.»

وكاحتجاج على الاعدام، قام هاكر تونسي يسمي نفسه GlaDiaT0R (المصارع) باختراق موقع وزارة النفط العراقية ونشر الرسالة الآتية: “لن ننسى، ولن نسامح. لسنا المجهولون، نحن تونسيون”

في تقليد للاسلوب الذي تتبعه مجموعة Anonymous (مجهولون) الدولية.

وفي غضون ذلك يلقي كاتب مدونة بوقرنين اللوم على يسري ووالده والزعيم الإسلامي راشد الغنوشي وكذلك النخبة التونسية:

«النص الأصلي:J'accuse Yosri Triqui de naïveté, de bêtise, d'avoir été embobiné, endoctriné, manipulé (…)Je l'accuse… d'avoir faussement rassuré l'opinion publique(…)J'accuse l'élite tunisienne de ne pas guider cette jeunesse (…)J'accuse le père de Yosri Triqui de glorifier la mort bête et inutile de son enfant, de ne pas s'avouer qu'il a échoué dans son éducation, qu'il n'a pas été là pour le guider quand il a commencé à avoir ces idées macabres (…)Ton départ me torture, Yosri. Ton exécution me hante, je te regarde mais ne vois pas de terroriste.»

«ترجمة:اتهم يسري الطريقي بالسذاجة والغباء لكونه خدع ولقن وتم التلاعب به (…) اتهمه [راشد الغنوشي] لطمأنته الرأي العام بشكل خاطئ [قبل أيام من الاعدام، ادعى أن الرئيس العراقي وعده هاتفياً بألا يتم تنفيذ حكم الإعدام بحق يسري] (…)

اتهم النخبة التونسية بسبب عدم توجيهها للشباب (…) اتهم والد يسري بسبب تمجيده للموت غير المجدي والأحمق لولده وعدم الإقرار بفشله بتنشئة ابنه وعدم وجوده لتوجيهه عندما بدأت عنده هذه الأفكار الرهيبة (…) رحيلك يعذبني يا يسري. اعدامك يشعرني بالعار. أنظر اليك لكنني لا أجدك إرهابياً.»

وينهي كاتب الموضوع برسالة إلى كل الآباء:

«النص الأصلي:Expliquez à vos enfants que le plus intense et le plus glorieux des djihad est de réussir à l'école, de devenir un bon citoyen, de trouver un boulot, de fonder une famille et de vivre heureux»

«ترجمة:علموا أطفالكم أن الجهاد الأكبر والأكثر مجدا هو النجاح في المدارس، وأن تصبحوا مواطنين صالحين، تجدون عملا، تكونون عائلة وتعيشوا سعداء.»

مصادر

عدل