تونس: جدالٌ ساخن إثر قرار طرد السفير السوري
الأثنين 13 فبراير 2012
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة بثورة سوريا 2011/12.
في الأول من شباط \ فبراير 2012، باشرت تونس، منبع ما يسمّى بالربيع العربي، إجراءات لطرد السفير السوري منها ولسحب اعترافها بالنظام السوري. تأتي هذه الخطوة، نتيجة و استنكاراً، للهجوم الوحشي على مدينة حمص، ليلة الجمعة في 27 من كانون الثاني \ يناير 2012 و الذي أسفر عن مئات القتلي بحسب المجلس الوطني السوري.
في بيان رسميٍ، نشر على صفحة فيسبوك الخاصة بها، أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية ما يلي:
تونس التي تدين إدانة مطلقة كل الجرائم التي يرتكبها النظام السوري في حق الشعب السوري الشقيق منذ أزيد من تسعة أشهر،.. معتقدة أن هذه المأساة لن تعرف طريقها إلى الحل إلا بتنحي نظام بشار الأسد عن الحكم في دمشق وفسح المجال لانتقال ديمقراطي للسلطة يحقق للشعب السوري الشقيق … كما تعلن تونس عن الشروع في الإجراءات العملية والترتيبية لطرد السفير السوري من تونس وسحب أي اعتراف بالنظام الحاكم في دمشق.
شكراً تونس:
هذا القرار، لاقى ترحيباً واسعاً من قبل شريحة كبيرة من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي، معتبرينه ثورياً. ههنا بعض التعليقات لشباب وصبايا عرب، نشرت على منصّة تويتر.
من جدّة في السعودية تنوّه أحلام صافي (بالعربية):
ولتونس علينا حقا.. أرض السابقين الأولين في الثورة.. أول دولة تسقط شرعية بشار وترفض الاعتراف بنظامه #ArabSpring #Tunisia #Syria #pray4syria
ميليسّا رحموني، من الجزائر، تعلّق (بالفرنسية):
«النص الأصلي:@MelissaRahmouni: Je suis heureuse du soutien de la #Tunisie au combat des syriens pour la #liberté. #syrie»
«ترجمة:@MelissaRahmouni: سعيدة لمساندة تونس لنضال السوريين من أجل الحرية»
من الكويت، تتوت الشاعرة و الصحفية، سعدية المفرح:
@saadiahmufarreh: للمرة الألف نرددها وراء محمود درويش خلال عام كامل: كيف نشفى من حب تونس؟.. أنا شخصيا لا أريد أن أشفى
المواطن جيو كما يسمّى نفسه، يشكر تونس بالنيابة عن الشعب السوري:
«النص الأصلي:@CitizenGeo:From #Syria to #Tunisia Thanks for your humanity»
«ترجمة:من سوريا لتونس، شكراً على إنسانيتكم»
ترحيب متفاوت في تونس
أما في تونس، فقد انقسامات آراء مستخدمي الإنترنت حول قرار الرئيس بقطع العلاقة مع النظام السوري:
فمن استهجن القرار، علّل رأيه بقلقه على سلامة و أمن التوانسة المتواجدين في سوريا حالياً:
تلفت إليسّا ديدون:
«النص الأصلي:La #tunisie aurait du rapatrier ses siens avant d'expulser l'ambassadeur syrien! #Syrie»
«النص الأصلي:كان على الحري بتونس، إعادة مغتربيها إلى الوطن، قبل طرد السفير السوري»
تضيف في تويتية أخرى، تبريراً لموقفها هذا(بالفرنسية) :
«النص الأصلي:J'appuie la decision d'expulser l'ambsdr 2 la #Syrie en #Tunisie msj'aurais préféré la prse 2mesures pr prtger les tunisiens sur plce d'abrd»
«ترجمة:أويّد القرار القاضي بطرد السفير السوري، لكنني كنت فضّلت لو تمّ اتخاذ تدابير لحماية التونسيين المتواجدين هناك، أولاً.»
أمّا المدوّن و الصحفي،هيثم المكّي، فيصف على مدونته،القرار، على أنه “بغاية الجرأة والخطورة”:
بشار الأسد (و ماهر خوه خاصة) سفاح دموي و يجب خلعه، لا شك في ذلك. حزب البعث نظام وحشي ظالم ويجب إسقاطه، هذا أكيد. الثورة السورية بدأها الشعب السوري الطامح إلى الحرية و القضاء على الاستبداد، و يجب مساندته في مطالبه، هذا واجب.
لكن في المقابل، يبدو جليا لكل مراقب يقظ أن ما يحصل الآن في سوريا من نزاعات مسلحة والتغطية الإعلامية الحافلة بالتهويل والفبركة لقناتي الجزيرة والعربية (يعني قطر و السعودية) مع احتضان تركيا وقطر (حلفاء أمريكا الإستراتيجيين في المنطقة، حاضنو قواعدها العسكرية) للمعارضة السورية، كل هذا يبرز أن سيناريو ليبيا بصدد التكرار، و أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد… يأتي قرار الحكومة التونسية المؤقتة بطرد السفير السوري في تونس و سحب الإعتراف بنظام بشار الأسد. قرار في غاية الجرأة و الخطورة، و يعكس موقفا شديد الوضوح في التموقع الجلي إلى جوار أحد أطراف الصراع ضد الطرف الآخر بصفة جذرية و نهائية، خاصة و أننا نكون بهذا أول بلاد في العالم تقوم بذلك.
ترى ليندا بن عثمان، بأنه هذه الخطوة، لا ينبغي أن تسري على السفير السوري وحده، بل يجب أن يشمل الطرد، جميع السفراء الذين ارتكبت بلادهم مجازر وانتهكت حقوق الإنسان (بالفرنسية)
«النص الأصلي:Si l'on vire l'ambassadeur syrien pour massacres commis par son pays, il me semble logique que l'on en vire d'autres, à commencer par ceux de tous les pays arabes, et plus spécialement le Qatar et l'Arabie Saoudite, non seulement pour abus commis par leurs pays à l'encontre de leurs peuples et des chiites plus spécifiquement, mais aussi à l'encontre des Bahreïnis aujourd'hui colonisés.
Que l'on vire, l'ambassadeur chinois, pour massacre des tibétains et l'ambassadeur américain, pour massacre des palestiniens, irakiens et afghans pour ne citer qu'eux, et pour torture et abus de pouvoir, et pour maltraitance et violences policières envers les manifestant d'ؤ pour Guantanamo, et, et, et…
Virons l'ambassadeur français, pays dont le Ministre de l'Intérieur considère que toutes le civilisations ne se valent pas, et qui traite les immigrés illégaux comme des moins que rien.
Virons aussi l'ambassadeur russe pour massacre des tchétchènes…»
«ترجمة:إن طردنا السفير السوري، بسبب المجازر المرتكبة من قبل بلده، فمن من المنطقي بالنسبة لي أن نطرد غيره بدءاً من جميع ممثلي الدول العربية وعلى وجه الخصوص السعودية وقطر، ليس فقط بسبب التعديات في دولهم نفسها وضد شعبهم ( و بالتحديد بحق الشيعة)، إنّما أيضاً نظراً للإساءات على البحرينيين الذين تم إخضاعهم للاستعمار الآن، فلنطرد السفير الصيني لإراقة دماء التبيتين والسفير الأميركي لذبح الفلسطينيين والعراقيين والأفغانيين و للتعذيب و للتعسّف في استخدام السلطة ولسوء معاملة المحتجين من حركة احتلوا أو “Occupy” واستنكاراً على ما حصل في سجن جواتنتموا، و و ووو
فلنطرد السفير الفرنسي، حيث يعتبر وزير داخلية بلاده بعدم تساوي الحضارات ويعامل المهاجرين غير الشرعيين على أنّهم لا يساوون قرشاً.
فلنطرد أيضاً السفير الروسي لإهراق دماء الشيشانيين»
و تضيف:
«النص الأصلي:nous, tunisiens révolutionnaires, voulons soutenir tous les peuples lésés par leurs gouverneurs, et si virer les ambassadeurs est la solution adéquate pour montrer notre solidarité , alors soit, virons-les tous!»
«ترجمة:نحن التونسيون الثوار، نريد مؤازرة جميع الشعوب المظلومة من حكّامها وإن طرد السفراء يمثل الحلّ الملائم للتعبير عن تضامننا، فليكن إذاً ، فلنطردهم كلّهم !»
تونسية حرّة تؤيد بشدة قرار الرئيس، فتتوت:
شكرا للمرزوقي ,,أقول لك شكرا كما تعودت أن أنتقدك ,صدقا موقفك مشرف لنا كتونسيين ; شكرا لانك لم تتنكر لنضالك في حقوق الانسان #SYRIA #MM
كما تشير في رسالة أخرى:
أن أنقد الإسلاميين المرزوقي والتحالفات التي لا نعرف إلى أين تصب هذا أمر ,وأن نقول كلمة حق في قرار شجاع ينتظره اخوتنا في سوريا هذا أمر آخر.
و يختم The_Fan قائلاً (بالفرنسية):
«النص الأصلي:Je ne comprends pas l'attaque sur la decision diplomatique de la #tunisie, on est quand meme avec la revolution syrienne #syrie non ?»
«ترجمة:لأ أفهم الهجوم على القرار الدبلوماسي لتونس. أفنحن نؤيد الثورة السورية أم لا ؟»
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة بثورة سوريا 2011/12.
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «تونس: جدالٌ ساخن إثر قرار طرد السفير السوري». الأصوات العالمية. 13 فبراير - شباط 2012.
شارك الخبر:
|