تونس: حوار حول العلمانية
الأثنين 25 أبريل 2011
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة لثورة تونس 2011.
برغم أن تونس بها أغلبية مسلمة وأن الدستور التونسي ينص على أن الإسلام دين الدولة، فالمجتمع التونسي واحد من أكثر المجتمعات علمانية في العالم الإسلامي.
ترجع بداية علمنة الدولة إلى عهد ما بعد الاستقلال تحت حكم الرئيس حبيب بورقيبة، واحد من أكثر القادة علمانية في العالم العربي. اشتهر بورقيبة خاصة بالدور الكبير الذي لعبه في إصدار قانون الأحوال الشخصية – مجموعة من القوانين التي تتعلق في المقام الأول بحماية المرأة وضمان حقوقها، واستمر علي زين العابدين من بعده في علمنة البلاد طوال حكمه الذي امتد 23 عاماً.
إلا أن بورقيبة وخلفه بن علي (المخلوع) اتهموا بالتشدد ليس مع الأحزاب الإسلامية والقادة الإسلاميين فحسب، بل حتى مع المواطنين الذين أرادوا ممارسة الشعائر الدينية بحرية.
على مدى الخمسين عاماً الماضية، منع النظام النساء من ارتداء الحجاب، واعتاد البوليس السري على مراقبة المصلين في المساجد والتحقيق معهم، بمعنى أن العلمانية والحرية الدينية كانت تخدم من أرادوا الابتعاد عن الدين، وتتعامل مع من أراد الاقتراب في المقابل بشك وريبة.
بعد الثورة أصبحت العلمانية ودور الإسلام محور نقاش حاد على الشبكات الاجتماعية والمدونات التونسية.
علمانية “صنعت في تونس”:
المدون تونسي Liberté Conditionnelle (الحرية بشروط) يؤيد أن تكون تونس علمانية ولكن أن تكون علمانيتها تونسية فيقول:
«النص الأصلي:تونس الغد من اولوياتها ضمان الحريات الشخصية لكل المواطنين كل انسان حر في معتقداته وله الحرية المطلقة في ممارستها… لذا فالتونس العلمانيه هي الضمان والكفيل الوحيد لهذه الحريات ! العلمانية نعم ولكن لا وألف لا لإستنساخ الأمثلة وتطبيقها حرفيا وبكل “بهامة” (سامحوني في الكلمة) تونس وكما سبق صنعت ثورتها دون الإستناد في ذلك لأي إديولوجية الثورة التونسية فريده من نوعها الثورة التونسية صنعت مفهوما جديدا لمعنى الثورة فهي ثورة سلمية لا قائد له… فعلى الثورة إكمال مسارها وصنع مفاهيم جديدة.و من أهم المفاهيم التي يجب ان تكون تونسية بحته هو مفهوم اللائيكية»
سليم أيضاً تحدث عن العلمانية التونسية وكتب:
«النص الأصلي:Pour que la liberté des uns n’entrave pas celle des autres, parlons de la démocratie. Ou soyons plus précis et parlons de la « laïcité ». Non pas la laïcité française ou turque, mais notre laïcité en tant que tunisiens.»
«ترجمة:يجب أن نتحدث عن الديمقراطية بحيث لا تعوق حرية البعض حرية الآخرين، أو لنكن أكثر وضوحاً ونتحدث عن “العلمانية”، ليس العلمانية الفرنسية ولا التركية ولكن علمانيتنا نحن التوانسة.»
ويستمر في توضيح معنى “تونس العلمانية”:
«النص الأصلي:C’est une Tunisie qui ne donnerait pas à un politicien le droit de diriger le pays au nom de la volonté de Dieu. La religion ferait partie de la vie privée.
Ainsi, d’un côté, les lois ne sont pas une interprétation des textes religieux, afin de garantir l’égalité entre tous les citoyens quelles que soient leurs croyances.
Et de l’autre côté, les lois ne peuvent pas interdire à un croyant de pratiquer sa religion.
Le port de voile à titre d’exemple ne peut pas être interdit dans une Tunisie laïque.»
«ترجمة:هي تونس التي لا تسمح لرجال السياسة بالحكم باسم الإرادة الإلهية، سيكون الدين جزءً من الحياة الشخصية، بالتالي لن تكون النصوص الدينية مصدراً للتشريع، لضمان المساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم، وفي نفس الوقت لن يمنع القانون مؤمناً من ممارسة شعائر دينه، فمثلاً لا يمكن منع ارتداء الحجاب في تونس العلمانية.»
تونس المنقسمة:
الجدال حول مسألة العلمانية قسم تونس إلى طائفتين، أحدهما تعتبر العلمانية الضامن الوحيد لحقوق الأفراد وحرياتهم بينما يراها الآخرون تهديداً لهوية تونس الإسلامية.
كتب أمان:
«النص الأصلي:La laïcité […] est une idéologie dangereuse dont les conséquences implicites conduit à une destruction massive de l'identité Islamique de notre Tunisie et la rupture complète avec son passé islamique.»
«ترجمة:العلمانية مذهب خطير، ستؤدي نتائجه بشكل غير مباشر إلى تدمير هوية تونس الإسلامية تماماً، وقطع كل ما يربطها بماضيها الإسلامي.»
وأضاف بريمافيرا:
«النص الأصلي:Mes amis si votre laïcité ne signifiait que : liberté, égalité, respect et tolérance alors il n'y a pas plus laïque que l'islam (…)le principe fondamental de la laïcité (vous le connaissez bien) c'est de séparer l'Etat de la Religion, c'est-à-dire vous passer des lois divines et inventer les vôtres humaines avec toutes les imperfections et les défauts…»
«ترجمة:أصدقائي، إذا كان كل ما تعنيه علمانيتكم هو: الحرية والمساواة والاحترام والتسامح فليس هناك ما هو أكثر علمانية من الإسلام، المبدأ المؤسس للعلمانية هو فصل الدين عن الدولة، معنى هذا أنكم ستتركون القوانين الإلهية وتستبدلوها بقوانين بشرية بكل ما فيها من عيوب وقصور…»
هيدي عطية الكاتبة بالمدونة الجماعية نواة تقول:
«النص الأصلي:A propos de la laïcité, elle est à la fois diabolisée par ses adversaires et idéalisée par plusieurs de ses partisans. Personnellement je me considère comme étant un laïc dans le sens où je souhaite une société où toutes les religions et toutes les tendances puissent vivre librement sans que personne n’impose à l’autre son point de vue ou sa manière de vivre.»
«ترجمة:معارضو العلمانية يصورونها على أنها شر مطلق، وفي نفس الوقت يؤمن بها مؤيدوها بشكل مطلق، أعتبر نفسي علمانية، بمعنى أني أتطلع لمجتمع حيث جميع الأديان والتوجهات قادرة على التعايش بدون أن يفرض أي شخص آراءه أو نمط حياته على الآخرين.»
يقول Juriste Tunisie أن هذا الحوار قسم الدولة الشمال أفريقية بقوة:
«النص الأصلي:Le débat qui devrait être un débat autour du concept d’Etat à choisir est vite devenu un débat d’accusation: Les laïques sont accusés d’être anti-islamistes (voir même athées), les anti laïcité sont accusés d’être des extrémistes et anti-liberté!!!
Pire et encore plus dangereux et inquiétant, on a le sentiment que le débat se déroule entre Pro Nahdha et Anti Nahdha excluant par la même tout le reste des composantes de ce pays.
Plus catastrophique: une grande ignorance règne à propos du concept même de laïcité.»
«ترجمة:النقاش الذي كان يفترض أن يدور حول الشكل الذي نريده للدولة تحول سريعاً إلى تبادل للاتهامات: فالعلمانيون متهمون بمعاداة الإسلام (وأحياناً بالإلحاد) والرافضون للعلمانية متهمون بالتطرف ومعاداة الحرية.
بل ما هو أسوأ من كل هذا، أكثر خطراً وإثارة للقلق أننا نشعر أن هذا الجدل يدور بين مؤيدي النهضة ومعارضيه ويقصي بالتالي بقية اطياف المجتمع (النهضة هو حزب إسلامي تونسي محظور في عهد بن علي).
والكارثة الكبرى: الجهل المفرط بمصطلح “العلمانية”»
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة لثورة تونس 2011.
يقول
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «تونس: حوار حول العلمانية». الأصوات العالمية. 25 أبريل - نيسان 2011.
شارك الخبر:
|