تيمور الشرقية: أفكار حول الإجهاض قبل أيام قليلة من المصادقة على القانون

الأثنين 15 يونيو 2009


«النص الأصلي:يجري نقاش مثير في تيمور الشرقية خلال الاسابيع الأخيرة عن الأحكام الواردة في مشروع قانون العقوبات الجديد التي تتعلق بالإجهاض. مشروع قانون العقوبات يتضمن، مشروع المادة 144 التي تتناول “مقاطعة الحمل”. و مشروع المادة 142 تتناول “حالات مقاطعة الحمل المسموحة”. من خلال المادة 144 المقترحة يتم تعريف الإجهاض بأنه جريمة ومن تقوم بالاجهاض سوف تعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين 2 إلى 8 سنوات.»

تلك مقتطفات أخذت من نشرة القانون والعدالة في تيمور الشرقية (ETJL)، بعنوان [جميع الروابط غير عربية] “ ما سيحدث عند تجريم الاجهاض“. وفي بداية حزيران / يونيو سيدخل حيز التنفيذ في تيمور الشرقية قانون جديد للعقوبات، قانون يدافع عن قراره بتجريم الاجهاض عدا الحالات التي تكون فيها حياة الأم في خطر أو أنّ الأم قاصر. أمّا الحالات المستمدة من الاغتصاب وسفاح القربى، سيتم التعامل معها على أنها جريمة وتطبق العقوبات بحقهم.

الجدال حول الإجهاض في تيمور الشرقية ليس بجديد ولا هي الممارسات غير القانونية من خلال ما يسمى الطب التقليدي ، تتابع ETLJ في نشرتها:

خلال بحث قصير في تاريخ تيمور الشرقية نجد الكثير من حالات الاجهاض التي تنتهي بالوفاة تكون لدى عيادات غير مجهزة ومتخصصة. في تشرين الثاني / نوفمبر 2008، أصدر برنامج مراقبة تابع للنظام القضائي تقريراً عن قضية من ملفات محكمة مقاطعة أوكوسي تدور القضية حول وفاة امرأة لجأت للاجهاض وفقاً للطريقة التقليدية.

لائحة الاتهام لدى المدعي العام في هذه القضية صرّحت أنه في آذار / مارس 2007 في Betasi ، عهد المتهم الأول Taiboko ببعض الأدوية التقليدية إلى المتهم الثاني والتي ستقدم إلى الضحية [ياء]، والتي يتعين عليها تناول الأدوية وفقاً للتعليمات المحددة من قبل المدعى عليه الأول. هدف المتهمين هو تمكين الضحية من إجهاض جنينها البالغ من العمر أربعة أشهر. أشار المتهمين للضحية بتناول الدواء بانتظام لمدة ثلاثة أسابيع. بعد عدة أيام أجهضت الضحيّة وتوفيت.

في بداية عام 2009، نشرت ايتان [شبكة فعاليات تيمور الشرقية وأندونيسيا] موضوعاً حول “ الاجهاض الغير آمن“، وخلال نفس الشهر نشرت اليونيسيف تقريراً يقول أنّه من كل 35 امرأة تيمورية تموت إحداهن أثناء الولادة.

بعد ثلاثة أشهر، صرحت امرأة أسترالية تعمل لدى أمانة سر قضايا المساواة بين الجنسين [الجندر] لدى حكومة تيمور، في نشرة عنوانها مؤتمر السلام للمرأة، مؤتمر أفعال لا أقوال، التعليقات على الحدث [ en, pt, te] حيث جرى المؤتمر في مطلع آذار الماضي (خطاب المؤتمر متوفر هنا). وفقاً لها، فإنّ الاجهاض كان من الجدالات القوية ضمن المؤتمر بالنسبة للنساء الذين يناقشون قضايا الجندر في تيمور الشرقية:

«النص الأصلي:كان هناك حضور كبير وملفت من نساء بيض البشرة malae (أجنبي)، ولكن الأغلبية الساحقة من النساء كنّ سمراوات البشرة. وكان هذا المؤتمر لأجلهم. الحديث تناول وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة في تيمور ، مجتمع تيمور الشرقية 90 ٪ من الكاثوليك — الحديث عن تخفيف حجم الأسرة، ربما 5 أطفال أفضل من 8 أو 10 — الحديث بشكل أعم و علانية كان حول حاجة المرأة إلى أن يكون لها صوتا مسموعا في الحياة العامة — وهذا أمر مثير للجدل مما ولّد ضجّة كبيرة من الأصوات في القاعة.

(…)

أستطيع أن أرى بالطبع أن هذا الحدث هو أكثر من مجرد كلمات لمئات من الناس. قيل لي أنه في اليوم التالي نوقش الإجهاض. وهذا ليس بشيء عادي يتكلم الناس عنه علانية! انتهوا إلى تجريم الاجهاض ووضعوا سياسات للمشافي بحيث تحاول منع الاجهاض بشتى الوسائل. ومع ذلك. هذه ليست مجرد مناقشة، هذا شعور الأمان لدى المرأة لتتمكن من الاجتماع ومناقشة قضايا تهم عموم المجتمع.

سيعودون إلى بلادهم بنشاط وسيتحدثون بحيوية حول ما سمعوا وشاهدوا في ديلي، ودعوني أقول لكم، هناك أشخاص قيادين في هذا البلد وليسوا جميعاً من الأجانب. المنظمات غير الحكومية النسائية وافرة هنا، انها الطريقة الوحيدة ليكون صوتهم مسموع في معظم الوقت. مشاركة الأفكار هنا ستوّلد طرق وبرامج جديدة. من المحتمل أنّ احداهنّ ستذهب إلى المنزل لكنها لن تستكين بعد الآن لزوجها الذي يضربها، أو ربما تقول: “لنتمهل قليلاً قبل أن نأتي بالولد السابع”.

ولا يسعني إلا أن آمل.»

قد يعود “ضجيج الأصوات الصاخبة” التي تصاحب الحديث عن تلك القضايا إلى صلة كون الثقافة التيمورية تميل إلى اتباع أخلاق الكنيسة الكاثوليكية، والتي لعبت دورا هاما في تقرير البلاد لمصيرها خلال حقبة أندونيسيا. مع ذلك رأيها حول الاجهاض شديد التباين.

وفي الوقت نفسه، و على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، المدونة البرتغالية التيمورية Lorosae Nação نشرت تدوينة قصيرة، والتي كانت بمثابة ضغطة زناد لنقاش وجدال طويل حول قضية الاجهاض:

«النص الأصلي:قانون العقوبات الجديد يدين الإجهاض وعقوبته يمكن أن تصل إلى ثماني سنوات من السجن. علماً أنّ الجرائم الجنسية قد ازدادت في المنطقة. هل هناك مضاعفات؟»

كان هناك أكثر من 60 تعليق على هذه التدوينة، التي تغطي مواضيع تتراوح من الحمل إلى حرية الإرادة وحرية الاختيار والانتحار والقتل الرحيم والدين وتنظيم الأسرة والاغتصاب والاقتصاد العالمي وتوزيع الثروة، والعدالة وما إلى ذلك. على كلّ أحد التعليقات قسم النقاش إلى وجهتي نظر: المرأة والطفل، باللعب بمعنى كلمة [جنين] بالبرتغالية [feto]، حيث يقابل هذه الكلمة بلغة التيتوم [المرأة].

«النص الأصلي:مسألة الإجهاض مسألة معقدة وحساسة، وهي محور اهتمام رئيسي للمناقشات بين أطراف تحمل وجهات نظر مختلفة حول قيمة الحياة البشرية.

لو كان بالامكان أن ينطق الجنين ‘fetos’ (الجنين بالبرتغالية و'feto’ امرأة في اللغة التيتم) والمرأة كل بدوره ليقول ما بخاطرهم؟

‘Feto’ المرأة: طفلي، أنا لا أريدك، أنا أريد أن أجهض.

الجنين (الطفل) :…؟»

تعليق آخر مثير للاهتمام يتناول خصائص لغة التيتم ينص ما يلي:

«النص الأصلي:“الحمل” بلغة التيتم “إيسين روا” (حرفياً يعني “الجسدين”) — جسد الأم وجسد الجنين.

على الرغم من تطور الجنين داخل جسد الأم، هو في حد ذاته جسد — حياة مختلفة في علاقة تعايش مع جسد الأم إلى أن يتطور ويصبح قادراً على الحياة بنفسه.

بناء على ذلك، الإجهاض ليس إزالة جزء من جسد الأم، مثل بتر الأطراف. بل هو إزالة وإنهاء مقصود لحياة انسان منفصلة، انسان بحالة ضعف وهشاشة غير قادر على الدفاع عن نفسه وهو في حالة التعايش مع جسد الأم. إنها ليست مسألة بسيطة كالقول: “إنه جسدي وأستطيع فعل ما أشاء به” بل هو فرض رغبة جسد على جسد آخر.»

على الرغم أنّ أغلب التعليقات جاءت من قبل مغتربين أو ليسو بمستخدمي انترنت تيموريين، صوت المرأة التيمورية عبر عن نفسه بين الآخرين:

«النص الأصلي:أنا تيمورية! أنا امرأة! أنا كاثوليكية ، وأنا ضدّ الإجهاض.

ومع ذلك، أعتقد أنه في بعض الحالات، ينبغي احترام رغبة المرأة، وليس إرادة الكنيسة أو الكهنة الذين يعتقدون أنهم سلاطين تيمور.

هل من المعقول أن نضع المرأة في السجن لأنها قامت بالإجهاض بعد أن اغتصبها حثالة؟ لافكر كما لو كانت تلك الفتاة شخصاً عزيزاً عليك، ابنتك أو أختك،

والدتك الخ…لا يوجد عبارات مشينة كافية لوصف هذا القانون المخزي![…]»

الأطفال والبغاء والإجهاض

على الرغم من ارتباطها المتكرر بالاجهاض، على ما يبدو يتم تجاهل مستويات الدعارة في تيمور الشرقية من قبل وسائل الاعلام.في عام 2005، كيرستي غوسماو، زوجة الرئيس آنذاك زانانا غوسماو، صرّحت في صحيفة دياريو تيمبو “ينبغي لحكومة تيمور الشرقية أن تتخذ تدابير حول مستويات البغاء وإلا فإن الدعارة ستزداد.عاجلاً أم آجلاً، ستكون ديلي مليئة بالمومسات”.

نشرت مجلة قانون تيمور الشرقية موضوعاً حول الأخلاق والدين والقانون – الاجهاض والدعارة في تيمور الشرقية:

«النص الأصلي:تجريم الإجهاض والبغاء كان عاملاً في إلحاق ضرر كبير واضافة معاناة للمرأة وأدى إلى مزيد من حالات التفكك الاجتماعي،كما يعرض الصحة والسلامة لقضايا خطيرة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، وتعاطي المخدرات، والعنف، وكذلك تعريض الحياة للخطر في عيادات الإجهاض الغير مرخصة.»

بعد ثلاث سنوات، نشرت لورو هورتا في الديمقراطية الحرّة — لعنة السلع — حيث ربطت بين النفط ودعارة الأطفال في تيمور الشرقية:

«النص الأصلي:ينتظر الرجال في سياراتهم قرب المدارس اقتراب احدى الفتيات الشابات إليهم.تروي احدى الفتيات قصتها : “نقترب منهم ونقول لهم، نريد حذاء جديد للذهاب إلى الحفلة.نذهب معهم، نفعل ما يريدون، ونحصل على حذاءنا”. تشير التقارير أنّ الفتيات تبعن أجسادهن بأسعار لا تتجاوز 5$.كما أبلغ الصحفيون المحليون أنّ هناك عدة حالات في الريف تبيع فيها فتيات بعمر عشر سنوات أجسادهن بدولار واحد.»

مجتمع التدوين يأسف لهذا الانحطاط بوصول الدعارة لهذه الأعمار في هذا البلد:

«النص الأصلي:يا له من غباء. وما هي عقوبة السجن لأولئك الذين يحثون القاصر على ممارسة البغاء؟بسبب الفقر تضطر الكثير من اليافعات إلى بيع أجسادهن لأجل هاتف محمول، والعديد من البالغين يجدون ضالتهم في ذلك ويشترون.في حال قام الصحفيون بالتحقيق، سيصيدون الكثير من الأسماء في شباكهم.نظرة واحدة على سجل المكالمات سيتمكنون من امساك و تسليط الضوء على هؤلاء الحثالة الذين يضربون صدورهم في قداس كل يوم أحد أمّا في الخارج وعلى مستوى يومي يستغلون القاصرات.(…)»

تطور نقاش الانترنت حول الاجهاض ليصل إلى الشعر (“ Não soube do Mundo“ بعنوان “لم أعرف شيئاً عن العالم” و “ غير مسمى“).زي دا لابيا كتب قصيدة بعنوان “ أريد أن أكون طفلاً في تيمور” كرد على تعليق يطالبه بذلك:

«النص الأصلي:أريد أن أكون طفلا في تيمور

أريد أن أكون سعيداً وأشعر بأني محبوب

أريد أن أشرب الحليب

الحصول على عظام قوية

أريد أن أملك سريراً لأنام

حيث يكون هناك وسادة

حتى أستطيع أن أحلم

أريد أن أكون طفلا في تيمور

أريد أن أملك زوج من الأحذية

حتى تتمكن قدمي

من النمو بصحة ونظافة

لأتمكن من السير إلى المدرسة

دون أن أعرج

أريد أن أكون طفلا في تيمور

وأملك ملابس حتى لا أخرج عارياً

أريد أن أغطي جسدي

من هذا الحرّ الشديد

الذي يشوي جلدي

أريد أن أكون طفلا في تيمور ، أملك دراجة

أكون قاد على شراء سكوتر

والذهاب من ديلي إلى بازارتيتا

لا أن أُضرب بعصا

وآكل بشكل جيد في أوديت

الأرز والحساء أو حتى أومليت

أذهب في نزهة بالشاحنة

لكن لأجل البندقية سبعة سبعة

لكن أمي للتو أصبحت في الحادية عشرة

سوف أجلس وأنتظر

سآتي بالماء لمن هم عطشى

أشاهد الفرقة بدون أن أعزف

أشاهد الكرة وهي تقفز دون أن أتمكن من ركلها

أكسر العظام فقط لأنتظر

لأنه بدون الكالسيوم، لن تشفى بسرعة

ولذا يجب أن آخذ

الكبيرة التي لا تحكم»

مصادر عدل