جائزة ساخاروف للمدوّن السعودي المسجون رائف بدوي

الثالث 5 يناير 2016



نشر الموضوع لأول مرة على موقع رصيف22، وتعيد الأصوات العالمية نشره باتفاق مع الموقع

تسلّمت إنصاف حيدر، زوجة المدوّن السعودي المسجون رائف بدوي، جائزة ساخاروف لحرية الفكر وحقوق الإنسان في ستراسبورغ، التي أعلن البرلمان الأوروبي في أكتوبر الماضي منحها لبدوي.

بدوي (31 عاماً)، المحكوم عليه بألف جلدة وبالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 ألف دولار) بتهمة الإساءة للإسلام، منذ حزيران/يونيو 2012، وجهت له تهم “بتأسيس موقع إلكتروني يقوّض الأمن العام والسخرية من رموز دينية”. إذ تضمن موقعه الإلكتروني مقالات، انتقدت أعضاء الشرطة الدينية السعودية أي “جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

تمّ توزيع حكم الألف جلدة علنًا على بدوي على 20 أسبوع، ونفذ الحكم بأول خمسين جلدة في كانون الثاني/يناير 2015. ولم يتكرر ذلك بعد موجة الاستنكار العالمية التي أثارها الحكم.

قبل تسليم الجائزة لحيدر، قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: “أناشد الملك سلمان العفو عن رائف بدوي والإفراج عنه من دون أي شروط فورًا”. من جهتها، اعتبرت إنصاف حيدر أن زوجها رائف “صوت حر في بلد الفكر الواحد”، وقالت: “في عالمنا العربي، الفكر الحر والمتنور يعتبر إساءة للإسلام”.

وقد تسلّمت حيدر الجائزة في الوقت الذي ينفّذ فيه رائف إضرابًا عن الطعام منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، اعتراضًا على نقله إلى سجن جديد. إذ أعلنت زوجته أنه تم نقله إلى سجن انفرادي معزول جديد هو سجن شبات المركزي، الذي يقع في منطقة صحراوية معزولة تبعد عن مدينة جدة نحو 87 كيلو مترًا. ولفتت إلى أن هذا السجن مخصص للسجناء الذين تم البت نهائيًا في قضاياهم والأحكام الصادرة في حقهم. وقالت حيدر في بيانها إن “الحكومة السعودية كانت أعلنت مرارًا أن قضية رائف لا تزال قيد الدرس، وتنتظر الحكم النهائي من المحكمة العليا”. كما أبدت تخوّفها من أن يؤدي هذا النقل إلى استئناف عملية الجلد، التي كانت قد توقفت لأسباب غير معلنة حتى الآن.

وأشارت أيضًا إلى أنها تفاجأت بالقرار خصوصًا بعد إعلان وزير الشؤون الخارجية السويسرية إيف روسييه، في 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أن العمل جارٍ للحصول على عفو ملكي في حق رائف، وإطلاق سراحه.

“رسالة لمعذبيه”

حين تم الإعلان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن منح الجائزة لبدوي، رحّب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان بالأمر، معتبرًا أن رائف لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز حرية التعبير ومحاولة نشر ثقافة النقاش في السعودية. وقال رئيس الاتحاد كريم لحيدجي إن “رائف تحدث نيابة عن جميع السعوديين الذين ببساطة يحلمون بأن يتمتعوا بالحقوق التي يملكها غيرهم من البشر. لقد دفع ثمنًا باهظًا لالتزامه، وجائزة ساخاروف هذه تبعث برسالة واضحة وقوية لمعذبيه”.

كما مهدت كيبيك الطريق لبدوي للذهاب إلى كندا عبر تصنيفه كمهاجر له الأولوية لأسباب إنسانية. وبحسب زوجته، درس بدوي الإقتصاد وكان يدير معهدًا للغة الإنكليزية والمعلوماتية، لكنه عثر على ضالته في الكتابة مدافعًا بشغف عن حرية التعبير.

وأوضحت إنصاف حيدر أنه “أراد أن يتحدث الناس بحرية وأن تكون حرية التعبير متاحة للجميع وأن يتم احترام حقوق المرأة والناس بشكل عام. وهذا ما شكل حافزًا دائمًا له”، ولهذا أسس مع الناشطة سعاد الشمّري الشبكة الليبرالية السعودية.

ووصفت منظمة “مراسلون بلا حدود” في باريس التي منحت بدوي جائزة حرية الصحافة للعام 2014 موقع الشبكة الليبرالية بأنه “منتدى هدفه تشجيع النقاش السياسي والديني والإجتماعي في السعودية”.

يذكر أن جائزة ساخاروف المرموقة لحقوق الإنسان تمنح سنويًا لتكريم الأفراد الذين يكافحون ضد التعصب والظلم والاستبداد. والعام الماضي، منح البرلمان الأوروبي الجائزة إلى الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي لمساعدة ضحايا الاغتصاب الجماعي من قبل الجنود. ومن بين الفائزين السابقين الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي ورئيس جنوب إفريقيا السابق نيسلون مانديلا والناشطة البورمية أونغ سان سو تشي.

مصادر

عدل