جنوب السودان: أزمة انسانية في أحدث دول العالم

الأربعاء 18 يناير 2012


هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة عن استفتاء جنوب السودان 2011.

لا يزال جنوب السودان يواجه أزمة انسانية منذ إعلان استقلاله قبل أقل من عام في شهر يوليو/أيلول من عام 2011 ل يصبح أحدث دول العالم [بالإنجليزية]. فقد أودت الحرب الأهلية بين جنوب السودان الأفريقي وشمالها العربي بحياة نحو المليون ونصف المليون شخص، بينما تستبعد المنظمات الدولية انتهاء الاضطرابات هناك.

فعلى سبيل المثال، أعلن جنوب السودان في بداية هذا العام عن اعتبار ولاية جونقلي منطقة كوارث بعدما أجبر نحو مائة ألف شخص على الهروب منها على خلفية النزاعات القائمة بين قبيلتي النوير و المورلي . من جانبها أطلقت منظمة الأمم المتحدة حملة طارئة لتوفير المساعدات الإنسانسة لحوالي 60 ألف شخص

وتقدم مدونة بورجين بروجيكت خلفية تفصيلية عن الأزمة القبلية الأخيرة [بالإنجليزية] :

«النص الأصلي:It is reported that these clashes began as cattle raids, but have spiraled out of control. Conflicts such as these “cattle vendettas,” as well as other clashes between rival groups, are common in South Sudan. The United Nations says that about 350,000 people were displaced as a result of this kind of violence last year.

Intercommunal violence like this poses a major challenge for the fledgling government in South Sudan. Being a newly independent state, the country is faced with the task of establishing an effective system of governance. Furthermore, South Sudan is one of the world's poorest regions. It has hardly any roads, schools, medical clinics, or other vital infrastructure. The lack of economic development within the country only fuels instability and leads to a higher rate of clashes like these recent ones in Jonglei.»

«ترجمة:أفادت تقاريرأن تلك الاشتباكات قد بدأت بصراع حول الماشية ولكن الأمر تطور بعد ذلك وخرج عن نطاق السيطرة. ومن المعتاد في جنوب السودان أن تقع نزاعات من قبيل “الثأر للماشية” أو أن تحدث اشتباكات بين الجماعات المتنافسة، وتلك النوعية من العنف أدت إلى تهجير نحو 350 ألف شخص – حسبما ذكرت منظمة الأمم المتحدة – العام الماضي.

ويشكل العنف الطائفي تحدياً كبيراً على الحكومة الوليدة بجنوب السودان . فجنوب السودان باعتبارها دولة حديثة الاستقلال، تواجه مهمة تأسيس نظام حكومي فعال، هذا بالإضافة إلى كونها ضمن المناطق الأكثر فقراً في العالم، فلا يكاد يوجد أي شكل من أشكال البنية التحتية من طرق ومدارس وعيادات طبية وغيرها. إن عدم وجود تنمية اقتصادية يدعم عدم الاستقرار ويؤدي إلى زيادة النزاعات كتلك التي وقعت مؤخراً في جونقلي.»

و تتفق منظمة الإغاثة الكاثوليكية [بالإنجليزية] وهي منظمة إغاثة دولية تعمل بجنوب السودان مع الطرح السابق:

«النص الأصلي:The troubled state of Jonglei has a long history of ethnic tensions, cattle raiding, kidnappings and sometimes violent competition for scarce resources.The most recent attacks were led by the self-proclaimed Nuer White Army, a group of as many as 6,000 armed youth from the Lou Nuer ethnic group. Spokespersons of the armed group stated that their intention was to reclaim stolen cattle and 180 kidnapped children that they say raiders from a neighboring ethnic group, the Murle, had taken from their communities.

[…]

“After nearly four decades of working in Sudan and South Sudan, CRS recognises that sustainable development and peace are tightly interwoven,” Boyd says. “To contribute to a lasting improvement in the level of basic services and economic opportunities available to people throughout South Sudan, it is imperative to support communities to find meaningful, concrete ways to resolve their differences and put an end to destructive conflict. Simultaneously, tensions between groups are often exacerbated by the scarcity of basic services like access to water, schools, or health clinics. Development and peace have to happen at the same time.”»

«ترجمة:إن ولاية جونقلي المضطربة لديها تاريخ طويل من التوترات العرقية والنزاعات حول أحقية الماشية وعمليات الخطف وأحياناً التنافس العنيف من أجل الموارد النادرة . وقد قاد الهجمات الأخيرة جماعة مكونة من ستة آلاف شاب مسلح من قبيلة النوير يطلقون على أنفسهم “الجيش الأبيض لشبيبة النوير”، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الجماعة أن الهدف وراء تلك الهجمان هو استعادة ماشية مسروقة و180 طفل مختطف من قبل قبيلة المورلي المجاورة .

[…]

يقول بويد إن “منظمة الإغاثة الكاثوليكية، بعد أربعة عقود من العمل بالسودان وجنوب السودان، توصلت إلى أن التنمية المستدامة والسلام أمران متضافران، فمن أجل الوصول إلى إصلاحات دائمة على مستوى الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية المتاحة لشعب جنوب السودان، لابد أولاً من دعم المجتمعات للوصول إلى حلول جادة وواقعية من أجل تجاوز الخلافات ووقف النزاعات . فالتوترات بين القبائل تتفاقم تلقائياً مع ندرة الخدمات الأساسية كالمياه والمدارس والعيادات الصحية، لذلك يجب أن تحدث التنمية وأن يتحقق السلام بالتزامن مع بعضهما”.»

وتربط أوكسفام، وهي منظمة دولية أخرى، بين تفادي النزاعات و تقديم البضائع والخدمات الأساسية:

«النص الأصلي:As South Sudan emerges as a new nation, there may be no more pressing issue for its people, and perhaps for the stability of the nation as a whole, than the investments it makes in its agricultural sector and long term food security.

[…]

The international community has invested a tremendous amount in shepherding Sudan and South Sudan through the Comprehensive Peace Agreement and independence. Now, however, the work just begins and donors must double down on their commitments to help South Sudan overcome the challenges of insecurity, displacement, and cyclical droughts and floods.

As it makes this transition to a nation at peace with itself and with its neighbor, South Sudan will require a comprehensive balance of predictable, multi-year development assistance alongside continued support for humanitarian needs focused on strengthening the GoSS emergency preparedness and disaster management capacity

It will also be important to invest in programs of Disaster Risk Reduction and resilience that enable communities to prevent, mitigate and recover quickly from humanitarian crises. Donors should also look to emergent South Sudanese civil society as an important actor in providing humanitarian and development assistance that complements the programs of the state and private sector.»

«ترجمة:إن جنوب السودان، بينما تبرز كأمة جديدة، لن تواجه ضرورة أكثر إلحاحاً لشعبها وربما لاستقرار الأمة ككل من الاستثمار في القطاع الزراعي والأمن الغذائي الطويل الأجل.

[…]

لقد قام المجتمع الدولي باستثمارات هائلة من أجل توجيه السودان وجنوب السودان نحو اتفاقية السلام الشامل والاستقلال، لذلك يتوجب الآن على المانحين، بعدما دقت ساعة العمل، أن يضاعفوا من التزامتهم نحو جنوب السودان كي يساعدوه في مواجهة التحديات الراهنة من الإنفلات الأمني والنزوح وموجات الجفاف والفيضانات.

إن عملية التحول التي يخوضها جنوب السودان من أجل أمة تنعم بالسلام الداخلي والخارجي، ستتطلب توازناً شاملاً في المساعدات الإنمائية المتوقعة على مدار عدة سنوات، كما ستتطلب أيضا دعماً مستمراً للاحتياجات الانسانية والتي تتمحور حول تعزيز الكفاءة الاستعدادية والإدارية في حالات الطوارئ والكوارث.

ومن المهم أيضاً الاستثمار في برامج الحد من مخاطر الكوارث والتي تمكن المجتمعات من الحد من الكوارث الإنسانية وتخفيف شدتها والتعافي السريع منها.

يجب أيضا على المانحيين أن ينظروا إلى المجتمع المدني الوليد بجنوب السودان باعتباره لاعب أساسي في توفير المساعدات الإنمائية والإنسانية التي تكمل برامج القطاعين العام والخاص.»

منظمة أطباء بلا حدود أيضاً تقدم رؤية عما يحدث على أرض الواقع:

«النص الأصلي:يقول بارتيساراتي راجيندران، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان: “هناك آلاف الأشخاص الذين فروا من ليكونغولي وبيبور خلال الأسبوع الماضي، وهم الآن يختبئون في الغابات خوفا على حياتهم. لقد هربوا في عجلة من أمرهم وليس لديهم طعام أو مياه، والبعض منهم بلا شك يعانون من جروح أو إصابات، وهم الآن لوحدهم، يختبئون بعيدا عن أي مساعدة إنسانية تصلهم”.

لقد دمرت قرية ليكونغولي بالكامل، كما سبق لفريق تابع لمنظمة أطباء بلا حدود أن قيم الوضع في بيبور يوم 28 ديسمبر/كانون الأول ووصف البلدة بأنها مدينة أشباح، حيث هرب جميع هؤلاء تقريبا إلى المقاطعات المحيطة بها. وبينما يختبئ السكان في الأدغال، لا تستطيع المنظمة الوصول إليهم من أجل تنظيف جروحهم وتضميدها، فضلا عن علاج الأمراض وتوفير خدمات الرعايا الصحية الأولية العامة. وكلما طالت مدة بقائهم وسط الغابات كلما اشتد الحال على الجرخى أو المرضى.

[…]

يضيف راجيندران:”هناك حالات أزمات بدأت تظهر في مناطق مختلفة من جنوب السودان الآن. وتستجيب فرقنا الطبية كذلك لأزمة اللاجئين الفارين من النزاع في السودان المجاور. إنها أحداث تذكرنا تماما أنه بالرغم من الاستقلال، فإن الحالات الطارئة الحادة مازالت موجودة في جنوب السودان، فيما تبقى القدرة على الاستجابة الإنسانية أولوية هامة في هذه المنطقة”.»

ويعلق بيلز سبيس:

«النص الأصلي:It only seems a few months ago that we saw the creation of a new nation in Africa, with the arrival of Southern Sudan out of Sudan. But it seems that a new name and new existence does little to change the way things are in that part of the world. I’m seeing reports of more than 3000 people killed in South Sudan last week in ethnic violence, that forced thousands of others to flee – although ‘fleeing’ seems to what the people in part of the original Sudan have been doing for decades – these kind of mass killings or massacres seem able to be perpetuated despite the presence of United Nations personnel, South Sudanese army,. etc With the report that this is the worst outbreak of ethnic violence in the new nation since it split from Sudan in July, seems to be the indication that such violence is an ongoing activity […].»

«ترجمة:مرت أسابيع قليلة منذ أن شهدنا ميلاد أمة جديدة بأفريقيا بانفصال جنوب السودان عن السودان، ولكن يبدو أن الاسم الجديد والتواجد الجديد لا يكفوا لتغيير الأوضاع هناك. لقد اطلعت على تقارير تفيد بوفاة أكثر من ثلاثة آلاف شخص في أحداث عنف طائفي خلال الأسبوع الماضي في جنوب السودان مما حدا بآلاف آخرين إلى النزوح – وهو الأمر الذي ظل المواطنون في جزء من السودان قبل الانفصال يقومون به على مدى عقود من الزمن. ويبدو أن تلك النوعية من عمليات القتل الجماعي والمذابح من الممكن ان تصبح دائمة على الرغم من تواجد الأمم المتحدة والجيش السوداني وغيرهم هناك. ومع ورود تقارير تشير إلى أن أعمال العنف الطائفي تلك هي الأسوأ في جنوب السودان منذ انفصاله في يوليو/أيلول الماضي، يتضح أن مثل تلك الأعمال ستستمر […]»

كما أن هناك آخرين ممن يسخرون من موقف المجتمع الدولي والدوافع التي أعلن عنها لدعم جنوب السودان، ومن بين هؤلاء “ذا إيمبودينت أوبزيرفر” الذي كتب تدوينة يتهكم فيه من الولايات المتحدة على وجه التحديد، تحت عنوان “الموت في السودان، من يأبه؟

Death in Sudan, Who Cares?

«النص الأصلي:This intrepid reporter asked prominent American political leaders for a reaction to this massacre of the innocent.

George Bush: ”The key thing is whether there are WMD in South Sudan that pose a threat to the security of America.”

Michele Bachmann: ”South Sudan? Is that near New Orleans?”

Herman Cain: ”I wonder if anyone there would be interested in a fabulous pizza deal.”

Ron Santorum: ”I urge those unfortunate people to pray to God”

Mitt Romney: ”America sends its condolences to all who are persecuted. I will inform Mormon headquarters so they can send some missionaries.”

Newt Gingrich: ”If South Sudan leaders would contact me, I have some interesting ideas that might help them and my organization offers a beginning of year discount.”

Barack Obama: ”We are leaving troubled areas, not going in.”»

«ترجمة:سأل مراسل صحفي جرئ عدد من الساسة الأمريكيين البارزين عن ردود افعالهم حيال المذابح التي تحدث في حق الأبرياء.

جورج بوش :”أن أهم شئ هو ما إذا كان جنوب السودان به أسلحة دمار شامل تهدد أمن الولايات المتحدة أم لا”.

ميشيل باخمان :”جنوب السودان؟ أتقع بالقرب من نيو أورلينز”.

هيرمان كاين: “اتسائل ما إذا كان هناك أحد يود تناول بيتزا رائعة.

رون سانتوروم:”أطالب تعيسي الحظ هؤلاء بالصلاة للرب”.

ميت رومني: “الولايات المتحدة تعرب عن تعازيها لجميع المضطهدين، ومن جانبي سوف أبلغ مقار المورمن كي يقوموا بإرسال بعض المبشرين”.

نيوت جينجريتش:” ربما يرغب قادة جنوب السودان بالتواصل معي فلدي بعض الأفكار الرائعة التي من الممكن ان تساعدهم، كما أن منظمتي تقدم خصومات لبداية العام.

باراك أوباما:” نحن لا نذهب إلى المناطق المضطربة بل نغادرها”.»

«النص الأصلي:Six months on, South Sudan struggles على يوتيوب»

لمزيد من المستجدات حول جنوب السودان، أاطلعوا على مدونة بانلويل ويل بواشنطن: مدون جنوب سوداني، أو على حسابه على تويتر PaanLuelWel2011 @

هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة عن استفتاء جنوب السودان 2011.

مصادر

عدل