جورجيا ‘الصغيرة’ تفاجئ روسيا ‘الكبيرة’ بقدرتها في مجال الإعلام الجديد

الأثنين 30 يوليو 2012


هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن

تعتبر جورجيا، الواقعة جنوب روسيا، نموذج للدولة الصغيرة: عدد سكان قليل مع اقتصاد نامي، بالإضافة إلى خلافات حدودية مع الجارة الكبرى روسيا. في أغسطس / آب 2008، اعتدت روسيا على الدولة الصغيرة في حرب قصيرة، ولم يدهش أحد لعدم قدرة جورجيا على الرد على الاعتداء.

بديهياً لا يتوافر للدول الصغيرة القوة العسكرية أو الاقتصادية التي تمكنها من مواجهة هذا النوع من التهديدات الأمنية. ولأن خيار القوة الخشنة غير متوافر، فإن الدول الصغيرة عادة ما تلجأ إلى القوة الناعمة، كخيار وحيد للتأثير على خصومهم. تأتي القوة الناعمة في صور عديدة، منها الدبلوماسية الشعبية بالإضافة إلى البروبجندا والدعاية، وهي وسائل مكلفة تقليدياً. لحسن الحظ بالنسبة لجورجيا، فإن من السهل عليها استخدام القوة الناعمة في عصر الاتصالات الدولية الذي نعيش فيه. [معظم الروابط بالإنجليزية والروسية]

بالنسبة لدولة معادية سياسية (جورجيا تريد الانضمام إلى حلف الناتو وعارضت لوقت طويل انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية)، فإن جورجيا تتمتع بشعبية مدهشة عند الرأي العام الروسي. تساهم في ذلك العلاقات التاريخية بين روسيا وجورحيا، والولع الروسي بالطعام والشراب الجورجي، بالإضافة إلى سبب مهم، وهو استخدام جورجيا للمجتمعات الإلكترونية على الإنترنت لتوجيه القوة الناعمة لصالحها.

بالرغم من استخدام معظم المدونين في جورجيا اللغة الجورجية، فإن هناك نسبة لا بأس بها تدون بالروسية على المنصة التدوينية الأكثر شعبية في روسيا LiveJournal (لايف جورنال أو اليوميات الحية) توجد قائمة لمئتي مدون منهم هنا، أكثرهم شهرة cyxymu، وهو مدون من أبخازيا، يترك يوميا 40 تعليق تقريبا، مما يجعله وجهاً مألوفاً للإنترنت الروسي.

عادة ما يشارك cyxymu في مجادلة المدونين الروس حول العلاقات الروسية الجورجية. على سبيل المثال، قام بتغطية حرب 2008 بكثافة مما أدى به إلى لفت الأنظار. ففي عام 2009 عانى حسابه على تويتر بالإضافة إلى مدونته من هجمات الحرمان من الخدمات DDoS بطريقة مشابهة لما تعرض له أعضاء في المعارضة الروسية.

وتشاء الصدف أن يكون أحد من أعضاء المعارضة الروسية في جورجيا، بالإضافة إلى كونه مدوناً، Oleg Panfilov. سرق مدونته الأصلية المخترق الشهير Hell. يكتب أوليج الآن سبع تدوينات يوميا، ينتقد فيها الكرملين بعنف، أو يمدح فيها البرلمان الجورجي.

عموماً، فإن هؤلاء المدونين، بالإضافة إلى آخرين، يكشفون عن طريقة الحياة اليومية في جورجيا إلى العيون الروسية بالصور عادة. وبالرغم من كون البغض منهم منتقدين لحكومة ساكاشفيلي، فإنهم يمدحون سياساته الإصلاحية التي يتبعها. يعرف الكثير من المدونين الجورجيين أن لهم قراء روس، بل والكثير منهم يكتب بالروسية تحديداً لجذب انتباههم كما ذكر في مؤتمر 14 يونيو / حزيران الذي يقام في تبليسي عاصمة جورجيا.

وفي غضون ذلك، فإن حكومة جورجيا تسلك مسلكاً آخر. فقد أرسلت وزارة الاقتصاد إلى المدون والمصور الروسي البارز رستم أداجاموف، دعوة لزيارة جورجيا. وكانت التدوينات التي نشرها بعد عودتها من الزيارة مزيجاً من أدب الرحلات بالإضافة إلى نسخة إعلانية لوزارة العدل و قوة الشرطة بعد تجديدهما.

يعتبر هذا المدون آخر مدون حتى الآن في سلسلة من المدونين الروس الذين دعتهم جورجيا للكتابة عن مختلف الجهات الحكومة فيها. وتعتبر الشرطة الجورجية، المعروفة بخلوها ظاهرياً من الفساد، موضوعاً شعبياً. أثارت تدوينة للمدون المصور زيالت في العام الماضي، والتي كانت تجميعة من تدوينات من كتاب آخرين، انتقادات واتهامات بالتدوين المدعوم بالمال.

بالرغم من اتباع الحكومة الجورجية لسياسة واعية تهدف إلى اجتذاب الرأي العام الروسي عبر الاستخدام الذكي للإعلام الجديد، فمن غير الواضح إذا كان هذا سيؤدي إلى نتيجة قريبة، وعموماً فإن الدبلوماسية الشعبية تأتي أكلها على أقصى مدى في الدول القائمة على أسس ثابتة من الديمقراطية.

[1] النص الأصلي لهذا المقال بالإضافة إلى النسخ الإسبانية والعربية والفرنسية برعاية من شبكة الأمن الدولية (أي أس أن) كجزء من شراكة في مجال صحافة المواطن في مجال العلاقات الدولية وشئون الأمن في العالم.

يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.

مصادر عدل