حرب الجرافيتي على الجدران السّوريّة
السبت 9 فبراير 2013
هذا المقال هو جزء من تغطيتنا الخاصّة ثورة سوريا
الجرافيتي (الكتابة على الجدران) هو فنّ يُمكن تصنيفه ضمن العصيان المدني والتّعبير السّلمي. على الرّغم من أنّ للثّورة السّوريّة قيماً إنسانيّة جوهريّة، إلاّ أنّها ثورة ذات جوانب فنّية. الرّسم هو أحد أهمّ الطّرق التّي قد يستخدمها الإنسان للتّعبير عن أفكاره. إنّها أسرع وسيلة لتوضيح فكرة ما أو لجعل النّاس تتفاعل معها.
لإعطاء الجرافيتي قوّته الحقيقيّة، دعونا نتذكّر الشّرارة التّي أشعلت الثّورة السّوريّة. سنة 2011، أدّت إحدى رسومات الجرافيتي الشّهيرة في درعا إلى اعتقال 15 طفل على الأقلّ بتهمة كتابة جرافيتي مناهض للنّظام على جدران مدرسة. وهكذا، قرّر المحافظ إنزال أشدّ العقاب بالمدينة، الأمر الذّي فاجأ السّكّان. ثمّ فجاة، تذوّقت سوريا طعم الثّورة لأوّل مرّة في الرّبيع العربيّ.
أصبح الجرافيتي مجالاً آخراً للصّراع، حيثُ وجد كلٌّ من النّظام والنّاشطين السّلميين حقّهم في حريّة التعبير. كتبت صحيفة الأخبار التّالي:
«النص الأصلي:تلعب السّلطات السّوريّة والمناهضين لها لعبة القطّ والفأر بالجرافيتي على جدران البلاد. يقوم المعارضون بكتابة الشّعارات المعادية للنّظام، بينما تُسرع السّلطات بحجبها واعتقال الجُناة. عندما تذهب لشراء بخاخ الطّلاء في سوريا، تذكّر أن تأخذ معك بطاقة هويّتك، فالتّجّار يرفضون بيع الطّلاء ما لم يستظهر المُشترون بوثائق شخصيّة وشهادة تشرح الأسباب وراء اقتنائه.»
وقد وجد الجرافيتي لنفسه أيضاً حياةً على الانترنت. على سبيل المثال، أنشأ ناشطون سوريّون مجموعة تُدعى “ أسبوع جرافيتي الحريّة سوريا“.
الجرافيتي: جدران النّاس
قاف وهي مُدوَّنَة تُعنى بالسّياسة والكتب وأحداث المُجتمع المدني، كتبت ما يلي:
«النص الأصلي:يبلغ فنّ الجرافيتي ذروته في الفترات التّي تشهد تغييرات سياسيّة واجتماعيّة، ويصبح في حدّ ذاته شكلاً من أشكال القوّة العامة لمقاومة السّلطة الحاكمة. ينتقي فنّانٌ أو مجموعة من الفنّانين شارعاً مكتضّاً لنقل الرّسالة عبر الكلمات أو صورة أو الإثنين، والتّي تحتوي في معظم الأوقات على سُخرية مريرة.
تُثير قوّة الجرافيتي، باعتباره وسيلة للتّعبير الحرّ، قلقاً متزايداً لدى العديد من الحكومات والأنظمة السّائدة. فتأخذ التّدابير القمعيّة لإسكات صوت الشّارع، ومن أفضل الأمثلة على هذا النّوع من ردود الأفعال ما حدث في بريطانيا مع قانون السّلوك غير الاجتماعي لسنة 2003 وتوقيع النّواب على ميثاق يفيد بأنّ “الجرافيتي ليس فنّاً، بل جريمة”.»
في مارس/آذار 2011، خرج السّوريّون للشّوارع للتّعبير عن غضبهم هاتفين من أجل الحريّة. في نفس الوقت، اتّخذ آخرون من الجدران مساحة للتّعبير.
بإمكانك نشر رسالتك بطرق مختلفة، ففي الشّوارع يمكنك الصّراخ والرّقص والغناء، بينما على الجدران يمكنك الرّسم والكتابة. بين الفصائل المؤيّدة والمناهضة لنظام الأسد، يتمُّ تبادل الرّسائل وتصحيحها والرّسم فوقها عدّة مرّات بطريقة تُبيّن أنّ كلا الطّرفين يتقاسمان ذات المساحة.
جرافيتي المؤيّدين والمناهضين للثّورة السّوريّة
ذكرت مدوّنة وكالة أنباء عربيّة سعيدة أنّ رسم جرافيتي شوهد في وكالة تأمين معادية للأسد في الولايات المتّحدة الامريكيّة وبعد يوم، نشر صحفيّ مؤيّد للأسد صورة على فيسبوك لجرافيتي مؤيّدة للثّورة في وكالة سفر غاردن غروف والتّي يملكها شخصٌ سوريٌّ أمريكيّ كان قد عبرّ عن تأييده للنّظام الحاليّ.
«النص الأصلي:السّوريّون الأمريكيّون في مقاطعة أورانج منقسمون حول الثّورة في سوريا. لقد شاهدنا احتجاجاتٍ أمام القنصليّة السّوريّة في نيوبرت بيتش، بعضها ضدّ النّظام والبعض الآخر داعما له. مؤخّراً، تزايد الانقسام في جنوب كاليفورنيا.»
هناك قول مأثور في سوريا وهو “الحيطان دفاتر المجانين”، إلاّ أنّ الشّعب السّوريّ هذه الأيّام قد حوّل جدران سوريا إلى مجال متبادل للتّعبير الحرّ.
سأترككم مع بعض الرّسمات على جدران مدن عديدة في سوريا.
هذا المقال هو جزء من تغطيتنا الخاصّة ثورة سوريا 2011/12
مصادر
عدل- نص مؤلف ومترجم برخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف 3.0 غير موطَّنة (CC BY 3.0). «حرب الجرافيتي على الجدران السّوريّة». الأصوات العالمية. 9 فبراير - شباط 2013.
شارك الخبر:
|