حركة حماس.. محطات "المقاومة" بعد 29 عاماً

الثلاثاء 20 ديسمبر 2016


أخبار ذات علاقة

السياسة على ويكي الأخبار
بوابة السياسة على ويكي الأخبار

قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك. المصدر: Patrick Gruban من مجلس الأمن
قاعة مجلس الأمن الدولي في نيويورك.
المصدر: Patrick Gruban من مجلس الأمن


في الـ 14 من كانون أول/ ديسمبر من كل عام، تحيي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذكرى السنوية لانطلاقتها، والتي تعود إلى عام 1987، حيث تحتفي الحركة هذا العام بالذكرى الـ 29.

وكانت حركة حماس، قد انطلقت عقب عقد اجتماع برئاسة الشيخ أحمد ياسين (استشهد في 22 آذار/ مارس 2004) في منزل عضو المكتب السياسي للحركة نزار عوض الله، بحي الصبرة (جنوبي غرب مدينة غزة) مع ستة من قادة الحركة الإسلامية لمواكبة أحداث الانتفاضة الأولى (اندلعت في أوائل ديسمبر 1987).

وحضر الاجتماع كل من؛ عبد العزيز الرنتيسي (استشهد في 17 نيسان/ أبريل 2004)، صلاح شحادة (استشهد في 22 تموز/ يوليو 2002)، محمد شمعة (توفي في 10 حزيران/ يونيو 2011)، عبد الفتاح دخان، إبراهيم اليازوري، عيسى النشار.

التشكيل والميثاق عدل

وصدر عن ذاك الاجتماع، البيان الأول للحركة الذي يدعو إلى تصعيد الانتفاضة بكل الوسائل، حيث نشر في قطاع غزة والضفة الغربية، واعتبر بيان الانطلاقة.

وتعود جذور حركة "حماس" (الحركة الإسلامية) إلى خمسينات القرن الماضي، حيث تعد نفسها "مكملة لمسيرة حركات المقاومة الإسلامية المعاصرة، وحلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزو الصهيوني تتصل وترتبط بانطلاقة عز الدين القسّام عام 1936، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهود وجهاد الإخوان المسلمين في حرب 1948 والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده"، وذلك بحسب المادة الخامسة من ميثاقها.

واتخذت الحركة على مدار تاريخها العديد من الأسماء، قبل أن تستقر على هذا اسم "حماس"، حيث أطلق عليها عدة أسماء منها؛ الحركة الإسلامية، الشباب المسلم، والمجمع الإسلامي.

وتؤكد حماس، أنها حركة شاملة مؤسسية، تمثل مقاومة الاحتلال عمودها الفقري ومشروعها الاستراتيجي، وتعمل كذلك في مختلف الميادين؛ السياسية والدبلوماسية والإعلامية (...)، وتتحرك على مختلف الصعد؛ الفلسطينية، العربية والإسلامية والدولية.

وتُعد المرحلة التي سبقت الإعلان رسميًا عن انطلاقة الحركة "مرحلة الإعداد"، حيث رأت فيها أنها مهمة لمواصلة الاستمرار في ظل مواجهة مشروع إسرائيلي مدعوم غربيًا، ويحتاج لمرحلة كبيرة من الإعداد والتجهيز لإتمام مشروع التحرير.

صاغت حماس ميثاقها، الذي عبّر عن أفكارها وتوجهاتها وكشف هويتها وبيّن موقفها وأوضح تطلعاتها وأهدافها، في 18 آب/ أغسطس 1988، وتكون من 36 مادة موزعة.

الانتفاضة الأولى عدل

كان لحركة "حماس" دور كبير في الانتفاضة الأولى وإعطائها زخمًا، حيث تعرضت الحركة لأولى الضربات في نيسان/ أبريل من عام 1988، وذلك باعتقال العشرات من نشطاء وقادة الحركة، ووجهت لها الضربة الثانية في أيار/ مايو من عام 1989م، وكانت الأكبر التي تعرضت لها حماس، حيث طالت المئات من أنصارها في مقدمتهم الشيخ ياسين وعدد من قادتها.

ظنّت الدولة العبرية أنها قضت على حركة "حماس"، قبل أن تُفاجأ بصدور بيان جديد للحركة بعد شهرين من حملة الاعتقالات، حيث تمكن آنذاك موسى أبو مرزوق من زيارة قطاع غزة وإعادة تشكيل قيادة الحركة، ما اعتبر بداية تشكيل المكتب السياسي لحماس، والذي اتخذ من العاصمة الأردنية (عمّان) مقرًا له.

وأعيد تشكيل الجهاز العسكري للحركة "مجاهدو حماس"، الذي كان قد أسسه صلاح شحادة قبل اندلاع الانتفاضة، ونفذ عدة عمليات فدائية بقيادة الوحدة "101"؛ منها خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين: إيلان سعدون وآفي سسبوترس، مجددًا على أيدي مجموعة من القادة الشباب منتصف عام 1991، وحمل اسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام".

ونفذ القسام أولى عملياته بشكل رسمي في الأول من كانون ثاني/ يناير 1992، وذلك بقتل كبير حاخامات مستوطنة "كفار داروم" وسط قطاع غزة، دورون شوشان. فيما نفذت الحركة سلسلة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل عشرات الصهاينة.

الإبعاد عدل

وفي 17 كانون ثاني/ يناير 1992، تعرضت حركة "حماس" لضربة جديدة، وذلك بإبعاد 415 من قادتها وقادة حركة "الجهاد الإسلامي" إلى منطقة "مرج الزهور" (جنوب لبنان)، وقد عادوا بعد عام من الإبعاد والاعتقال.

هناك حضرت فلسطين بقوة في الوجدان العربي والإسلامي، ونجح القادة المبعدون في كسر قرار الإبعاد لاحقاً ولفتوا الرأي العالمي والإقليمي إلى القضية الفلسطينية، وعكسوا صورة الفلسطيني المؤمن بحقوقه الوطنية وثوابته، الساعي إلى حرية شعب يرزح تحت الاحتلال.

السلطة الفلسطينية عدل

رفضت الحركة مفاوضات التسوية التي قادتها منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990؛ سواء مؤتمر مدريد للسلام أو اتفاق "أوسلو" الذي وقع بين المنظمة والحكومة الإسرائيلية في 13 أيلول/ سبتمبر 1993، وجاء بالسلطة الفلسطينية لبسط سيادتها على قطاع غزة ومدينة أريحا في الضفة الغربية في نيسان/ أبريل 1994، والسماح لقوات الأمن الوطني بدخول القطاع وتشكيل أجهزة أمنية.

ومع قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994 كنتاج لاتفاق أوسلو والذي فرطت فيه السلطة الوليدة بـ 78% من أرض فلسطين التاريخية، في إطار ما يسمي بحل الدولتين، بات الفلسطيني أمام نموذجين، نموذج يراهن على مفاوضات لم تجنِ سوى وهم وسراب، وآخر امتشق السلاح وانتهج المقاومة طريقاً لاستراد حقوق شعبنا المسلوبة.

لاحقت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية معارضيها السياسيين من قادة المقاومة الفلسطينية وكوادرها كاستحقاق أمني لاتفاق أوسلو المشؤوم، وتحولت إلى أداة أمنية مسلطة ضد أي صوت فلسطيني مقاوم ينادي بمقاومة الاحتلال، وغدا التنسيق الأمني العنوان الأبرز في ملاحقة فصائل المقاومة وخاصة حركة حماس.

رفضت الحركة الدخول في أول انتخابات تشريعية ورئاسية تقام في الأراضي الفلسطينية في كانون ثاني/ يناير 1996، بحجة أن هذه السلطة محكومة بسقف اتفاق أوسلو، والتي أفرزت أول مجلس تشريعي فلسطيني منتخب معظمه من حركة "فتح"، وكذلك انتخاب ياسر عرفات (قائد فتح ورئيس منظمة التحرير) كأول رئيس للسلطة.

تمكنت المخابرات الصهيونية في الخامس من كانون ثاني/ يناير 1996 من اغتيال أحد أبرز مصنعي القنابل في الحركة؛ يحيى عياش، والذي انتقل من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، عبر تفجير هاتفه النقال.

وفي آذار/ مارس 1996 تمكنت حماس من تنفيذ سلسلة عمليات فدائية في قلب الدولة العبرية موقعة العشرات من القتلى ردًا على اغتيال عياش، ما دفع السلطة الفلسطينية إلى توجيه ضربة كبيرة للحركة، حيث اعتقل المئات من عناصرها وقادتها وأغلقت كافة مؤسسات والجمعيات التابعة لها.

ونجا خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي للحركة) في 25 أيلول/ سبتمبر 1997 من عملية اغتيال بعد حقنه بمادة كيمائية سامة، من عناصر الموساد الصهيوني في أحد شوارع العاصمة الأردنية، حيث اعتقل المنفذان وجلب الترياق لإنقاذ مشعل بعد دخوله في غيبوبة، وأفرج عن الشيخ ياسين مقابل إطلاق سراح عنصري الموساد اللذين نفذا الهجوم الفاشل.

وبالتزامن مع الإفراج عن الشيخ ياسين أفرجت سلطات الاحتلال عن عدد من قادة حماس، تباعًا بعد عودتهم من مرج الزهور لتعود قيادة الحركة التاريخية وتديرها مجددًا، وذلك في ظل الكثير من المتغيرات المحلية والعربية والدولية.

أغلقت السلطات الأردنية مكاتب حركة حماس في 1999، حيث غادر أعضاء المكتب السياسي إلى سوريا واتخذوا دمشق مقرًا لهم حتى اندلاع الثورة السورية في عام 2011، لينتقل مقر المكتب السياسي إلى العاصمة القطرية (الدوحة).

انتفاضة الأقصى عدل

ومع اندلاع "انتفاضة الأقصى" في أيلول/ سبتمبر 2000 (الانتفاضة الثانية) دخلت الحركة بكل قوة فيها، والتي سرعان ما تحولت لاحقًا إلى انتفاضة مسلحة، حيث نفذت حماس سلسلة عمليات فدائية وأوقعت عشرات القتلى في صفوف الاحتلال.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى، أعادت حركة حماس تشكيل صفوفها عقب الملاحقة الأمنية التي تعرضت لها من السلطة، وشاركت في الانتفاضة بقوة من خلال العديد من العمليات الفدائية التي أذكت شعلة الانتفاضة وزادت من زخم العمل المقاوم وطورت من الأساليب القتالية في مواجهة الاحتلال.

وأمام تعاظم التطور العسكري لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وتحت ضربات المقاومة الفلسطينية، اندحر الاحتلال من قطاع غزة في سبتمبر من عام 2005، وباتت أول أرض فلسطينية محررة، ما شكل انتصاراً تاريخياً لمشروع المقاومة الذي تتبناه حركة حماس.

وخلال هذه الانتفاضة، اغتالت الدولة العبرية معظم قادة الحركة التاريخيين، وعلى رأسهم الشيخ ياسين، فيما أطلقت حماس أول صاروخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات المحيطة في القطاع بعد ستة أشهر من اندلاع الانتفاضة.

ورفضت الحركة الكثير من المبادرات الدولية والعربية لوقف الانتفاضة، والتي كانت تتبناها السلطة، مثل مبادرة "تينت" و"متيشل"، مما تسبب في بعض الإشكاليات مع السلطة الفلسطينية، إلا أنها وافقت على التهدئة مع الاحتلال في صيف عام 2002، والتي رد عليها الاحتلال باغتيال شحادة بعد أيام من موافقة الحركة عليها.

وعملت الحركة خلال "انتفاضة الأقصى" على تطوير قدراتها القتالية وترسانتها العسكرية بإنتاج الآلاف من الصواريخ وبأجيال مختلفة وكذلك تشكيل "جيش المرابطين"، الذي انضم لاحقًا إلى "كتائب القسام" وكانت مهمته التصدي للتوغلات الصهيونية.

رفضت الحركة مطلع 2005 خوض الانتخابات الرئاسية أو دعم أي من المرشحين المستقلين، والتي أسفرت عن فوز محمود عباس، والذي أقنع قيادة الحركة لاحقًا بالذهاب إلى القاهرة حيث أجرى حوارات مكثفة معها في ربيع ذلك العام، نتج عنها اتفاق القاهرة الذي أعلنت الحركة من خلاله أنها ستدخل الانتخابات التشريعية والموافقة على تهدئة جديدة مع الاحتلال برعاية مصرية ودخول انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

الانتخابات البرلمانية عدل

وفي 25 كانون ثاني/ يناير 2006 اكتسحت الحركة الانتخابات البرلمانية بأغلبية ساحقة، وذلك بعد فوزها في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية "البلديات"، وقد تمكنت الحركة من تشكيل أول حكومة في آذار/ مارس 2006 برئاسة إسماعيل هنية أحد قادة حماس.

وبينما اضطرت حركة حماس لتشكيل الحكومة العاشرة وحدها في ظل رفض الفصائل المشاركة فيها، واجهت تحدياتٍ وعراقيل جسيمة تخطتها بحكمة وثبات ووعي. فرضت حركة حماس الأمن ورسخت ثقافة الأمان في حياة المواطن، كما نجحت في المزاوجة بين الحكم والمقاومة، ولعل أسرها الجندي جلعاد شاليط في حزيران من العام 2006 خير دليل على ذلك.

بعد ثلاثة أشهر من تشكيل الحكومة، وتحديدًا في 25 من حزيران يونيو من نفس العام، تمكنت الحركة من اختطاف الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" في عملية فدائية كبيرة نفذها مقاتلوها جنوب شرق قطاع غزة، حيث احتفظت الحركة به لمدة خمس سنوات قبل أن توافق "إسرائيل" خلال مفاوضات غير مباشرة الإفراج عن 1027 أسيرا فلسطينيا جُلّهم من كبار قادة الحركة الأسيرة وقدامى الأسرى مقابل الإفراج عن شاليط.

بعد تشكيل حماس للحكومة العاشرة، رفضت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة تنفيذ أوامر وزير الداخلية في الحكومة سعيد صيام (استشهد في 15 كانون ثاني/ يناير 2009) مما دفعه لتشكيل أول جهاز أمني موازي لها لتنفيذ أوامره وضبط الأمن (القوة التنفيذية)، حيث كانت تسود حالة من الانفلات الأمني تطورت لتصبح اشتباكات مسلحة بين الحركة وعناصر من تلك الأجهزة الأمنية.

وفي ظل تلك الأحداث، دعت السعودية الحركتين للحوار مع حركة فتح في مكة المكرمة ونتج عنه في آذار/ مارس 2007 "اتفاق مكة"، والذي يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة هنية والتي لم تستمر أكثر من ثلاثة أشهر، حيث عادت الاشتباكات المسلحة مجددًا، مما دفع الحركة إلى أن تحسم الأمر عسكريًا في قطاع غزة وتسيطر على القطاع.

بعد ذلك، فرض الاحتلال الصهيوني حصارًا مشددًا على قطاع غزة (مستمر حتى اليوم)، تعرّض خلالها القطاع لثلاث حروب كبيرة تصدت لها حركة "حماس" بشكل كبير، وقصفت "تل أبيب" لأول مرة في تاريخ الصراع، فيما أعلنت الحركة أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال.

وقد عقدت بعد ذلك عدة اتفاقات مع حركة "فتح" للمصالحة، وشكلت حكومة الوفاق الوطني في حزيران / يونيو 2014، إلا أن قطاع غزة ظلّ خارج أجندة هذه الحكومة، حيث يدار من حركة "حماس" في ظل عدم قيام الحكومة بالدور المنوط بها تجاه السكان، مع بقاء معبر رفح مغلقًا في وجع المسافرين ويفتح بشكل استثنائي كل فترة للحالات الإنسانية، ويستثنى من ذلك العام الذي حكم فيه الرئيس المصري محمد مرسي من 30 حزيران/ يونيو 2012 وحتى الثالث من تموز/ يوليو 2013، حيث كانت الفترة الذهبية للحركة ولقطاع غزة في إعادة الإعمار وتخفيف الحصار.  

الحصار والفرقان عدل

وأمام فوز حماس وسعياً إلى تقويض برنامج المقاومة، فرض الاحتلال حصاراً محكماً على قطاع غزة، أغلق فيه جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى القطاع، حصار إسرائيلي فشل على صخرة صمود الشعب الفلسطيني واحتضانه لخيار المقاومة.

وأمام فشل سياسة الحصار، لجأ الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام القوة، فشن عدواناً على شعبنا الفلسطيني في ديسمبر من العام 2008 بهدف القضاء على حكم حركة حماس، فاستهدف في اللحظة الأولى من العدوان أكثر من 100 مقر حكومي ومركز أمني، ألحقها بتوغل بري في قطاع غزة خلّف قرابة 1500 شهيد وخمسة آلاف جريح.

قدمت حماس خلال العدوان نموذجاً فريداً للعمل في أقسى الظروف، رغم استهداف مقرات الحكومة المدنية والأمنية واغتيال وزير داخليتها سعيد صيام، إلا أنها استطاعت مواصلة عملها بطريقة استثنائية في ضبط الأمن الداخلي وإدارة شؤون القطاع، ورعاية الوضع الصحي والإغاثي، ودفع رواتب الموظفين أثناء العدوان، وأظهرت فشل الأمن الإسرائيلي في الوصول إلى أحد أهم أهداف العدوان وهو تحرير الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط.

وفاء الأحرار عدل

أجبرت حنكة المقاومة وجلادتها الاحتلال للرضوخ إلى مطالب المقاومة الفلسطينية وشروطها، فكانت صفقة وفاء الأحرار، التي حررت المقاومة بموجبها 1027 أسيرا من سجون الاحتلال.

وشكلت الصفقة عرساً فلسطينياً ولوحة وطنية جميلة، شملت أسرى فلسطينيين من القوى الفلسطينية ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأظهرت تفوقاً فلسطينياً نوعياً من خلال احتفاظ المقاومة بشاليط لخمس سنوات كاملة وإجبار الاحتلال على دفع الثمن.

حجارة السجيل عدل

ولدوره في أسر جلعاد شاليط وبروزه كمهندس لصفقة وفاء الأحرار، اغتال الاحتلال عضو المجلس العسكري لكتائب القسام أحمد الجعبري، وبدأ الاحتلال عدواناً شاملاً على قطاع غزة ردت المقاومة الفلسطينية بقصف "تل أبيب" والقدس لأول مرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.

استطاعت حماس أن تغير من موازين القوى، وتفرض نفسها كرقم لا يمكن تجاوزه ومعادلة لا يمكن الاستهانة بها، بعد أن وضعت أكثر من نصف سكان "إسرائيل" تحت التهديد باستهدافها العمق الإسرائيلي والمدن التي تبعد عن غزة عشرات الكيلومترات.

العصف المأكول عدل

في يوليو عام 2014م، شن الاحتلال عدواناً جديداً للقضاء على حركة حماس ومنظومتها العسكرية، أراد منه أن يكون جرفًا يأتي على المقاومة، فحولته المقاومة إلى عصف مأكول، استطاع الجناح العسكري لحماس أن ينفذ عددا من عمليات الإنزال خلف خطوط العدو وهشم صورته المهزوزة في عملية نحال عوز، ومرغ صورة الجندي الإسرائيلي لما دون التراب.

استخدم الاحتلال نصف قوته الجوية على مدار خمسين يوما، لكنه عجز عن القضاء على حركة حماس، وأثبتت حماس عجز جيشه في الكثير من المواقف، حينما اخترقت منظومته الأمنية ونفذت عملية زكيم البحرية داخل قاعدة القيادة العسكرية، وحينما تحدت القبة الحديدية أن توقف صواريخها المتجهة نحو "تل أبيب".

محطات وتحديات تجاوزتها الحركة وتصدر لها خيرة قادتها ومجاهديها، الذين بحياتهم شهداء، وخلفهم جيل إثر جيل رسخ حضور الحركة رقماً صعباً في معادلة الصراع مع الاحتلال وصولاً إلى إنهائه وتحرير فلسطين.

مصادر عدل