حزب التحرير: مؤتمر موسكو القادم هو مؤتمر خياني ومكمل لمؤتمر التطبيع في أنابوليس
18 فبراير 2009
انتقد حزب التحرير في فلسطين تفاعل السلطة الفلسطينية وعدد من الدول العربية مع التحركات الروسية لعقد مؤتمر موسكو، وبيّن الحزب أنه ينظر إلى مؤتمر موسكو المتوقع عقده منتصف العام الحالي على أنه مؤتمر خياني جديد، وأنه يأتي مكملا لمؤتمر التطبيع في أنابوليس، على حد تعبير الحزب. جاء ذلك ضمن تصريحات للدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، تعقيبا على جولة وزير الخارجية الروسي لافروف في المنطقة لترتيب عقد المؤتمر، والتي تشمل بالإضافة إلى "إسرائيل"، السلطة الوطنية الفلسطينية ومصر وسلطنة عمان والبحرين.
وقال الجعبري أن "الدعوة الروسية للمؤتمر استغلت دماء المسلمين في غزة، واستثمرت نتائج أعمال القتل والجرائم التي قام بها الاحتلال في القطاع، لحشد الرأي نحو عقد المؤتمر الذي سيواصل العملية التفاوضية التي تم تدشينها في أنابوليس، مشيرا إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي بأن "المؤتمر أصبح أكثر حيوية بعد أحداث غزة".
وحذّر الجعبري من أن المؤتمر، وهو يستند إلى خارطة الطريق، سيركّز على البنود الأمنية التي تحفظ أمن الاحتلال، وسيسعى للترتيبات الأمنية من أجل وقف كافة الأعمال المسلحة، وأشار إلى التصريحات الروسية حول دعم تنفيذ المبادرة المصرية التي تتضمن آليات لمنع تهريب السلاح. وكشف الجعبري أن تصريحات وزير الخارجية الروسي هي ضد أعمال المقاومة، حيث بيّنت استعداد روسيا لتقديم المساعدة اللازمة لحل قضية تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة وأن موسكو مستعدة لدعم التدابير المصرية الرامية إلى وقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وبالتالي حذر مما سمّاه الكيد الروسي لإسقاط قادة المقاومة في نتائج مؤتمر تطبيعي جديد ولو من وراء حجاب، مشيرا إلى تصريحات روسية بتوجيه "الإشارات المطلوبة إلى ممثلي حركة حماس والدول التي لها تأثير على حماس".
وفي هذا السياق، تساءل الدكتور الجعبري عن جدوى استمرار السياسة الفلسطينية الرسمية في استجداء عقد المؤتمرات، وفي الركض وراء المبادرات الدولية، وفي الوثوق بنهج العلاقات الدولية التي لا تخرج عن سياق مشروع التنازل عن الأرض للاحتلال، وتساءل عن جدوى وشرعية الاستمرار في مسار المفاوضات والالتزام بخارطة الطريق الأمريكية والتي لم تجلب إلا الدمار والحصار لأهل فلسطين. وقال: "بينما نجد دولة الاحتلال غير متحمسة للمؤتمر وتجرّ إليه جرا، نلاحظ أن الدول العربية تسعى لكل فرصة للالتقاء مع هذا الاحتلال على مشروع التنازل عن فلسطين، وتعلن تأييدها لعقد مؤتمر موسكو".
وتساءل الجعبري: "إلى متى تبقى قضية فلسطين محل تآمر دولي وساحة تجاذب أمريكي روسي أوروبي؟"، ومن ثم حذّر من أن الحزب سيعمل في الأمة على كشف تلك التحركات الدولية الهادفة إلى إحياء عمليات التفاوض وتمرير مشروع التنازل، وأن أعمال الحزب السياسية ستستمر في تحريك الأمة لمواجهة مشروعات التسوية، ولرفض مؤتمر موسكو كما رفضت مؤتمر أنابوليس. يشار إلى أن حزب التحرير كان حرّك مسيرات عارمة في مختلف مدن الضفة الغربية وقطاع غزة إبان مؤتمر أنابوليس، وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد منعتها، وسقط على إثرها هشام البرادعي من الخليل.
المصادر
عدل- «حزب التحرير: مؤتمر موسكو القادم هو مؤتمر خياني ومكمل لمؤتمر التطبيع في أنابوليس». شبكة فلسطين الإخبارية. 18 شباط 2009.