الفرق بين المراجعتين لصفحة: «اليوم الذي أصبحت فيه مجرد رقمًا غبيًا: رحلة أحد اللاجئين السوريين إلى أوروبا»

تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت: تعريب
ط بوت: تدقيق إملائي
سطر 14:
وصلت إلى الحدود في تمام الساعة 6 صباحًا. تجادلت مع أحد الحراس على الحدود لأنه كان يتعامل بشكل غير عادل. حيث سمح لبعض الوافدين الجدد بالعبور على الرغم من وجود بعض المنتظرين منذ وقت طويل. قال لي “تبدين عصبية، لو أردتي يمكنك العودة إلى بلدك والبقاء هناك”. لم أكن لأصمت لولا أن طلب مني صديق الهدوء. كوني لاجئة أو ضحية حرب لايعني التزام الصمت عند التعرض لإهانة. لم أترك سوريا من أجل أموال أوروبا. تركت سوريا لأن العالم كله كف بصره، وأغلق مسامعه والتزم الصمت تجاه مايحدث في سوريا من كارثة إنسانية اُرتكبت بإيدي البشر.
 
دفعنا 25 يورو (27 دولار) لكل فرد من أجل استقلال قطار يشبه لحد كبير صندوق قمامة قديم. لاتوجد كلمات تصف مدى قذارته ورائحته الكريهة. وعندما كدسونا فىفي القطار، تحرك ببطئ شديد كما لو كان يسير على قشر البيض وهو التعبير الذي نستخدمه في سوريا لوصف الحركة البطيئة. وصلنا الحدود الصربية أخيرًا. في تلك المرحلة تمنيت لو لم أبدأ هذه الرحلة. كان هذا أسوأ ماعايشناه بعد سيرنا أربعة أميال لأول مدينة حيث مركز التسجيل. لا استطيع تذكر اسم المدينة. كنت في غاية الارهاق. كنت أتمنى لو عرفت اسمها حتى أخبر العالم عن مدى سوء الوضع هناك. كانت من المفروض أن تكون مكانًا حيث يستريح الناس قليلًا. ولكن اللاجئين كانوا مشردين في الطرقات ولم يكن يسمح لهم بالدخول إلا إلى مراكز التسجيل ليتحولوا فقط إلى أرقامًا. كانت صدمة أن ترى الآلاف ينتظرون ويتدافعون، وكيف كان يتعامل البوليس الصربي بشكل سيء مع اللاجئين. لقد قاسينا ما لا أتمنى لك أن تمر به إلا لو كنت فعلا تشعر بيأس حقيقي. قابلت العديدين ممن كانوا يضطرون للنوم في الطرقات بانتظار انتهاء أوراق التسجيل السخيفة.
 
لا شيء في هذه الرحلة عقلاني أو إنساني.