خمس ثروات من الطاقة بأفريقيا لم تسمع بها من قبل

السبت 21 ديسمبر 2013


مكررا يتجدد حدوث مشكلات إمداد الكهرباء في عدد من الدول الأفريقية؛ حيث تأثرت حديثا بانقطاع متكرر للتيار الكهربي دول كالكاميرون وبِنين وكوت ديفوار ومدغشقر على سبيل المثال لا الحصر.

في بِنين تقوم شركة نيجيرية خاصة بإمداد الكثير من الطاقة الكهربية للبلاد، وبحسب مقال على مدونة كونجوسا [بالفرنسية] عن الوضح الحالي في الكاميرون يتضح:

«النص الأصلي:Malgré des investissements réalisés ces dernières années par la firme américano-camerounaise AES-SONEL chargée de la production, du transport, de la distribution et de la commercialisation de l’énergie électrique, le problème est loin d’être résolu.[..] Si à Douala et Yaoundé, les coupures d’électricité durent en moyenne quatre à six heures, dans d’autres localités des pays, notamment dans les zones rurales, des témoignages concordants rapportent que les coupures d’électricité peuvent durer jusqu’à trois jours d’affilé»

«ترجمة:على الرغم من الاستثمارات التي أقامتها في السنوات الأخيرة الشركة الأميركية الكاميرونية AES-SONEL المسئولة عن إنتاج ونقل وتوزيع وبيع الطاقة الكهربية، فإن المشكلة مازالت بعيدة عن الحل. انقطاع الكهرباء في دوالا (أكبر مدن الكاميرون حجما وسكانا) وياوندي (عاصمة الكاميرون) يستمر من أربع إلى ست ساعات في المتوسط بينما في المناطق الأخرى للبلاد وفي المناطق الريفية بشكل ملحوظ يقول شهود العيان باستمرار أن انقطاع الكهرباء يمكن أن يستمر حتى ثلاثة أيام متواصلة.»

أما في كوت ديفوار فمرات انقطاع الكهرباء متكررة الحدوث حد أنها مسجلة على صفحة فيسبوك لشخصية خيالية لرجل شرير يُدعى ديليسترون Delestron [تلاعب لفظي بكلمة فرنسية تعني العتمة] ابتكرها مستخدمو الإنترنت الكوتديفواريون.

وأخيرا في مدغشقر العديد من الجماعات غاضبة من الشركة الوطنية للكهرباء “جيراما” متهمين الشركة بالإخفاق في توفير احتياجات الشعب. فعلى سبيل المثال، في جماعة أمبوهيباو إيافولوها [بالفرنسية]:

«النص الأصلي:Par exemple, la coupure totale sans avertissement qui a eu lieu entre le 06 et 11 novembre dernier. A partir du 11 au 15 novembre, les habitants ont été confrontés au délestage et l’électricité ne revient que le lendemain vers 2h du matin. Tel est le cas de l’électricité mais la faible pression de l’eau de la Jirama fait aussi grogner les habitants.»

«النص الأصلي:انقطاع تام للكهرباء يحدث دون سابق إنذار من 6 وحتى 10 نوفمبر / تشرين الثاني. وعلى المواطنين من 11 حتى 15 نوفمبر / تشرين الثاني أن يتحملوا الانقطاع المؤقت للكهرباء حيث تكون متاحة فقط الساعة الثانية صباحا من اليوم التالي. هذا فيما يتعلق بالكهرباء أما ضغط الماء المنحفض من جيراما فهو سبب آخر يشكو منه المواطنون.»

يعد سكان الريف في دول جنوب صحراء أفريقيا هم الأسوأ حالا إذ لا تصل الكهرباء إلا إلى 8.4% فقط منهم. رغم ذلك، على ضوء النمو المتوقع لأفريقيا، فإن احتياجات القارة سوف تتزايد بكل تأكيد. في عام 2006، كان الاستهلاك السنوي للطاقة من مصادرها الأولية 15.4 وحدة حرارية بريطانية فقط. بالمقارنة، إن الاستهلاك العالمي للفرد في العام كان 70.8 وحدة بينما متوسط الاستهلاك للأمريكيين وحدهم كان 337.1 وحدة (أي تقريبا 22 مرة مثل المتوسط في أفريقيا)

إلا أن القارة الأفريقية لا تفتقر لموارد طبيعية يمكنها الإيفاء بالطاقة المطلوبة. إن أي مشكلات قد تفاقمت بسبب ازدياد حدة السباق العالمي حول تحقيق الاكتفاء من الطاقة؛ حيث قامت العديد من الدول بالتحول إلى المصادر الطبيعية لقارة أفريقيا لكي تحصل منها على الطاقة.

وهذه خمسة من مصادر الطاقة الأقل شهرة في قارة أفريقيا:

النفط الثقيل بمدغشقر

على الرغم أن نفط مدغشقر الثقيل غير متناول نسبيا في الحديث العالمي، فقد بات محل تخمين وفضول كبيرين، ورغم الأزمة السياسية لم ينخفض الاهتمام بنقط مدغشقر من خارج البلاد عبر البحار. يوضح أنتسا [بالفرنسية] – صاحب شبكة أخبار مدغشقر – الشغف الياباني بنفط مدغشقر:

«النص الأصلي:Une délégation japonaise a rencontré les responsables du ministère des Hydrocarbures, à la recherche d'information sur la situation actuelle du secteur des ressources pétrolières, ainsi que des lois et règlementations en vigueur. «Malgré la crise politique, les investisseurs sont restés et d'autres viennent encore pour l'exploration de pétrole. Même s'ils ne sont que dans la phase d'exploration, des avantages sont déjà acquis, à l'exemple de la création d'écoles, d'hôpitaux, l’amélioration et le renforcement de capacité, etc. De plus, le gouvernement ne paie rien, malgré le partage de production», a informé le DG des Hydrocarbures. Notons que trois compagnies pétrolières japonaises ICEP, Jog Meg et Mitsibushi, s'intéressent actuellement à Madagascar.»

«النص الأصلي:التقت بعثة من اليابان مع ممثلين لوزارة المواد الهيدروكربونية لإيجاد معلومات حول الوضع الحالي في قطاع الموارد البترولية وكذلك عن القوانين والقواعد السارية. وقد صرح وزير الموارد الهيدروكربونية: “استمر المستثمرون رغم الأزمة السياسية وتوافد غيرهم من أجل البحث عن النفط. ومع أنهم فقط في مرحلة التنقيب فقد برزت بعض المميزات بالفعل، فعلى سبيل المثال، تم بناء أو توسعة مدارس ومستشفيات، وفوق كل ذلك فإن الحكومة لم تدفع شيئا رغم أنها تتقاسم الإنتاج.” كما أن ثلاثا من الشركات البترولية اليابانية – وهي ICEP، Jog Meg، وMitsibushi – تهتم حاليا بمدغشقر.»

رغم ذلك فإن هذا الاهتمام المتنامي بشأن الأعمال البترولية قد يجلب المخاطر، كما يوضح [بالفرنسية] هولي راكو توندرالامبو عضو منظمة أصدقاء الأرض:

«النص الأصلي:Alors que les prix du pétrole et des métaux sont de plus en plus élevés en raison d’une demande mondiale croissante, les grandes entreprises et les investisseurs se ruent sur Madagascar. Dans un contexte politique très fragile, ce phénomène risque d'exacerber des conflits avec les populations et de dégrader, encore davantage, des écosystèmes très riches déjà en sursis.»

«ترجمة:رغم أن أسعار النفط والحديد أكثر ارتفاعا بسبب زيادة الطلب العالمي، فإن هناك مستثمرين مع مشاريع كبيرة يسارعون إلى مدغشقر. في ظل سياق سياسي مضطرب للغاية هذه الظاهرة تحمل تهديدا بزيادة مشكلات الشعب سوءا وزيادة سلب النظم البيئية التي أوشكت على النفاد بالفعل.»

رمال القطران بجمهورية الكونغو

تعد طبقات رمال القار / القطران مصدرا مهما للنفط الخام المُعالج، مع ذلك فمن الصعب ومن المثير للجدل استغلالها بسبب ما لها من تأثير على البيئة. الشركة الإيطالية ENI هي أول شركة تستغل رمال القار الأفريقية، وفي الكونغو جمعت الشركة رمال قطران من أرض على بعد 70 كيلومترا من بوانت نوار، ومن الكونغو-برازافيل وأيضا تشيكاتانجا وتشيكاتانجا-ماكولا. إن استغلال هذه الرمال الغنية بالبيتومين قد يكون خطيرا كما هو مشروح في مدونة Vivement la désintox [بالفرنسية] ومعناها (لا أستطيع الانتظار للتخلص من السموم):

«النص الأصلي:Exploiter les sables bitumineux est la façon la plus sale, la plus chère et la plus énergivore de produire du pétrole. Extraire 1 baril de pétrole bitumineux nécessite 5 barils d'eau et émet jusqu’à 5 fois plus de gaz à effet de serre que le pétrole conventionnel. L’extraction des sables bitumineux est également synonyme de déforestation et de pollution des eaux. En effet, afin de séparer le pétrole du sable, les compagnies injectent des solvants qui polluent massivement les sols et les rivières.»

«النص الأصلي:استخدام رمال القار هو أكثر وسيلة لإنتاج النفط تكلفة وتطلبا للطاقة وإحداثا للتلوث. يتكلف استخلاص برميل واحد من زيت القار خمسة براميل من الماء وينتج غازات مسببة للاحتباس الحراري أكثر خمس مرات من النفط العادي. استخلاص رمال القار يضاهي التصحر وتلوث المياة؛ إذ أن من أجل فصل النفط عن الرمل تضخ الشركات مذيبات تؤدي إلى تلويث التربة والأنهار.»

طواحين الهواء في الرأس الأخضر / كاب فيردي

جزر الرأس الأخضر هي مقر أكبر حقل لطواحين الهواء بأفريقيا. يمكن لمعدات إنتاج الكهرباء في أربعة من الجزر أن تؤدي إلى أكبر إمداد كهربي ناتج عن طاقة الرياح في العالم (نسبة إلى مساحة البلاد)، كما يوضح الفيديو التالي:

Ashden Award: Cabeolica, Cape Verde, Wind-powered energy security (5 minute version) على يوتيوب

يشرح جوان كول “ مغامرة” [بالإنجليزية] الدولة بطاقة الرياح:

«النص الأصلي:The lack of electricity and its high price have been serious obstacles to economic development and job creation, and thus major reasons for mass emigration of the population. Whereas European wind power often depends on substantial subsidies, the project in Cape Verde is based on strong winds. Electricity generated from wind power is distinctly cheaper than the power sources used hitherto in the islands.»

«ترجمة:أصبح نقص الكهرباء وارتفاع سعرها عقبات خطيرة للتنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل وبالتالي فهي الأسباب الرئيسية للهجرة الجماعية للسكان. في حين تعتمد طاقة الرياح الأوروبية على عوامل دعم ضرورية، ففي الرأس الأخضر يعتمد الأمر على تيارات الرياح القوية. الكهرباء المتولدة من طاقة الرياح أرخص بشكل واضح من مصادر الطاقة المستخدمة حتى اليوم في الجزر.»

إمكانات الطاقة الشمسية في بِنين

مع تسارع زيادة استهلاك الطاقة في بنين (تتوقع الشركة الوطنية للطاقة الكهربائية أن يزيد بنسبة 11% في السنوات المقبلة)، فإن نقص الاستثمار في القطاع مضافا إليه الفاقد أثناء عمليات النقل والتوزيع (وهو حوالي 18-30%) هي الأسباب الرئيسية للحاجة الضرورة حاليا لقطع الكهرباء على فترات محددة. يناقش المدون ليومك سِنسن، من بِنين، المزايا الكامنة في استثمار الطاقة الضوئية لبلاده [بالفرنسية]:

«النص الأصلي:Avec un rayonnement variant de 3 à 6 kWh par m² selon la position géographique, le principal atout d’une installation solaire en Afrique est sa capacité à fournir suffisamment de puissance pour répondre aux besoins quotidiens. D’autre part, l’avantage d’un système solaire est la décentralisation du système de production. Quand l’on connait la vétusté des infrastructures existantes, nul ne saurait contredire le bien fondé d’un système où le site de production juxtaposerait le point de consommation. Le bon exemple est la maison isolée avec des modules surplombant la toiture. [..] Le dernier argument et pas des moindres est le travail d’efficacité énergétique qu’ impose une installation solaire. Un système solaire est une énergie intermittente qui dépend de plusieurs paramètres comme la météo, la qualité de l’installation etc. De ce fait, la consommation implique un recours vers des appareils sobres et peu énergivores. Nous réduisons ainsi le niveau de consommation tout en préservant le même niveau d’utilité.»

«النص الأصلي:تختلف الطاقة ما بين 3 إلى 6 كيلو وات في الساعة لكل متر مربع اعتمادا على الموقع الجغرافي، وبناء عليه فإن الميزة الأساسية لخلايا / مرايا تركيب الطاقة الشمسية هي قدرتها على الإمداد بطاقة كافية لتلبية الاحتياجات اليومية، ولأنظمة الطاقة الشمسية ميزة أخرى هي لا مركزية الإنتاج. بمعرفة الآثار القديمة للبنية التحتية الحالية، لن يكون أحد معارضا لإنشاء نظام يكون فيه مقر الإنتاج بجانب بقعة الاستخدام. وكمثال جيد على ما أقول، تخيل منزلا بعيدا وعلى سطحه خلايا شمسية. وأخيرا وليس آخرا، العمل على كفاءة الطاقة الذي يفرضه التركيب الشمسي. تعطي الحرارة الشمسية قوة متقطعة حيث يعتمد الأمر على عدة معايير مثل الطقس ونوعية خلايا التركيب الشمسي وغيرها. وكنتيجة لذلك فإن استخدامها يعني خطوة تجاه معدات تخزين الطاقة. بهذه الطريقة يمكن تخفيض مستوى الاستهلاك مع الحفاظ على نفس الدرجة من سهولة الاستخدام.»

الحرارة الجوفية بمحافظة الوادي المتصدع

شددت مؤخرا عدة شركات في مجال الطاقة على أهمية الطاقة الحرارية الجوفية كاستجابة لاحتياجات دول القرن الأفريقي [جيبوتي، إرتريا، إثيوبيا، والصومال] وكذلك محافظة الوادي المتصدع بكينيا كجزء مكمل لبرنامج “النمو الأخضر”. على موقع سيديف.نت تقرير بشأن جيبوتي حيث يمكن أن تلعب دورا رئيسيا [بالفرنسية] في الطاقة الحرارية الجوفية:

«النص الأصلي:Le potentiel d'énergie géothermique de la région du Lac Assal de ce pays, qui se trouve dans la vallée du Rift, est à l'étude [..] La production d'énergie sur le lac Assal pourrait commencer en 2018 pour un coût de US$ 240 millions, générant 40 à 60 mégawatts. La BAD recommande que les partenariats entre les secteurs public et privé développent ces projets d'énergie en raison de leurs coûts élevés.»

«ترجمة:في محافظة الوادي المتصدع، تمت دراسة إمكانات الطاقة الحرارية الجوفية في منطقة بحيرة عسل (بجيبوتي). يمكن البدء في إنتاج الطاقة حول بحيرة عسل عام 2018 بتكلفة 240 مليون دولار أمريكي، وتوليد 40 إلى 60 ميجاوات. يوصي بنك التنمية الإفريقي بأن تطور شراكات من القطاع الخاص والعام هذه المشاريع بسبب ارتفاع تكلفتها.»

وأضاف ج. بورتي أن إثيوبيا أيضا بدأت تنقب عن الطاقة الحرارية [بالفرنسية]:

«النص الأصلي:Située à 200 km au sud d'Addis-Abeba, la capitale éthiopienne, la nouvelle centrale produira d'abord 20 MW à partir de 2015, puis 500 MW en 2018 et enfin 1 GW quelques années plus tard [..]. La surface acquise par Reykjavik Geothermal en Éthiopie couvre 6500 km2, dont 200 km2 ont déjà été identifiés et où la température s'élève à 350 °C.»

«ترجمة:ستبدأ محطة الطاقة الجديدة في إنتاج 20 ميجا وات بدءا من عام 2015، على بعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ثم إنتاج 500 ميجا وات في عام 2018 وأخيرا جيجا وات خلال بضعة سنوات تالية. تُقدر المساحة المحتوية على حرارة جوفية في ريكجافيك بـ 6500 كيلومتر مربع، منها 200 كيلومتر مربع تبين بالفعل وصول درجة الحرارة فيها إلى 350 درجة مئوية.»

مصادر عدل