خيبة أمل بعد رفض طلب فلسطين إنهاء الاحتلال بنهاية 2017

الثلاثاء 30 ديسمبر 2014


أخبار ذات علاقة


أصيبت فلسطين بخيبة أمل كبيرة عقب رفض مجلس الأمن الدولي في الثلاثين من ديسمبر 2014 مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والانسحاب من الضفة الغربية والقدس الشرقية، وإقامة دولة فلسطينية بحلول أواخر عام 2017. وجاءت خطوة محمود عباس بعد فشل جهود استمرت لعدة أشهر لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان، وبعد الانسداد الكامل للأفق السياسي الذي كان يفترض أن يتيح إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ونال مشروع القرار الفلسطيني ثمانية أصوات لصالحه، وهم فرنسا وروسيا والصين، (ممن يمتلكون حق الفيتو)، ولوكسمبورج وتشاد والأرجنتين وتشيلي والأردن من الأعضاء غير الدائمين، في حين عارضته كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وامتنعت خمس دول أخرى عن التصويت، وهم بريطانيا، التي تمتلك حق الفيتو، وليتوانيا ورواندا ونيجيريا وكوريا الجنوبية. فيما كان يلزم تسعة أصوات من الدول الأعضاء الخمسة عشر في المجلس من أجل اعتماده، شريطة عدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية الفيتو.

ويدعو مشروع القرار الفلسطيني، والذي تقدمت به الأردن (العضو العربي في المجلس) بعدما حصلت على موافقة 22 دولة عربية، إضافة إلى السلطة الفلسطينية، إلى إجراء مفاوضات تستند إلى الحدود التي كانت قائمة قبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967؛ مع ضرورة التوصل لاتفاق سلام في غضون 12 شهرًا ينهي الاحتلال الإسرائيلي بنهاية عام 2017؛ مع مراعاة الاتفاقات الأمنية والقدس كعاصمة مشتركة للدولتين.

ويرى الخبراء والمحللين أن رفض القرار لم يكن مفاجئًا، حيث قال دبلوماسيون بمجلس الأمن في وقت سابق أن واشنطن أوضحت أنها لا تريد طرح مشروع القرار الفلسطيني للتصويت قبل الانتخابات الإسرائيلية في مارس 2015. وتابعوا، إن الفلسطينيين أصروا على طرح القرار للتصويت على الرغم من أنه كان واضحًا مسبقًا أن واشنطن لن تسمح بالموافقة عليه. وقد أثار الإعلان المفاجئ في مطلع الأسبوع الماضي عن التصويت قبل العام الجديد قد دهشة الوفود الغربية في المجلس.

وقد تباينت ردود الفعل إزاء القرار، حيث أسفت سفيرة الأردن لدى الأمم المتحدة دينا قعوار للتصويت برفض القرار؛ فيما أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن خيبة أمله حيال إخفاق مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار تقدمت به الأردن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية وفق إطار زمني حتى نهاية 2017؛ فيما أشار المندوب الإسرائيلي إسرائيل نيتسان إن الفلسطينيين انتهزوا كل فرصة ممكنة لتجنب المفاوضات المباشرة، وأنهم جاءوا إلى المجلس باقتراح من جانب واحد مناف للعقل. فيما عبر السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر عن رغبة باريس في مواصلة جهودها لاستصدار قرار من المجلس للمساعدة في دفع جهود السلام. وأضاف أن فرنسا صوتت لصالح القرار على الرغم من بعض التحفظات على محتواه، إلا أنه أعرب عن رغبته عن عدم التوقف عن الأمر والمحاولة مرة أخرى.

فيما عبرت روسيا عن آسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار فلسطيني يدعو إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية خلال عامين، ووصفت هذا التصويت بأنه خطأً إستراتيجيًا. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين خلال جلسة مجلس الأمن أن روسيا الاتحادية تأسف لأن مجلس الأمن لم يتمكن من اعتماد مشروع القرار.

ومن جانبها، ارتأت حركة حماس رفض مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي فشلًا إضافيًا للرئيس محمود عباس والاستمرار في خيار التسوية، متهمة الرئيس محمود عباس مجددًا بالتفرد بالقرار الفلسطيني. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، أن ما حدث بمثابة فشل إضافي لخيارات التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال. وتابع، هذه خطوة منفردة من أبي مازن كمختطف للقرار الفلسطيني ومتفرد به.


مصادر

عدل